أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - هيبة الدولة العراقية بين الاستهلاك والحقيقة















المزيد.....

هيبة الدولة العراقية بين الاستهلاك والحقيقة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 6856 - 2021 / 4 / 1 - 17:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكلمة في معناها اللغوي تعني الاجلال والمَخافة ولها معناها الاجتماعي في عرف التقاليد الشعبية الوطنية، وتعتبر على المستوى الشعبي رمزاً للاعتزاز وحصناً للكرامة الشخصية وتتداول عندما يمس ضرراً مكانة اجتماعية لها مساحة واسعة احتراماً لهذه المكانة وتقديراً لهيبتها في الحياة والمجتمع، ومن الشجاعة والاعتزاز بالنفس تطلق الكلمة بحذر ودقة فهي ليست مجالاً للتباهي والتعجرف والاستكبار المتعالي، وهناك شروحات واسعة كثيرة لهيبة أشخاص في التاريخ قديماً وحديثاً ونادرا ما تطلق الكلمة على الدول أو الامبراطوريات في نطاق احترام السيادة والحفاظ على الاستقلال الوطني، ولا تطلق على العملاء والحكومات المضادة لتطلعات الشعب لأن هؤلاء لا كرامة لهم ولا أي هيبة بسبب عمالتهم وخدمتهم للدول الأجنبية مهما كانت الحجج أو الادعاءات ولنا أمثلة جيدة عن الماضي وحاضرنا الراهن، ، وبقت الكلمة في صدر الجمل التي تصف مقامات واعمال مختلفة ، والكلمة أخذت تتداول في الوقت الراهن بسبب تجاوز البعض من المسلحين والتنظيمات والميليشيات المسلحة ،فقضية شبه الاستعراض العسكري الأخير من قبل ميليشيات مسلحة، البعض من قادة الحشد يقولون عنها "جزء من الحشد الشعبي " عبارة عن فعل يثبت عدم احترام الدولة والتقليل من قيمتها المعنوية والمادية على الرغم من أن الدولة العراقية لم تأخذ موقعها السياسي والجغرافي في الظروف الراهنة للحد المتعارف عليه بين الأمم بسبب الاحتلال وتدخل البعض من الدول المجاورة في شؤونه الداخلية، ، وكانت عشرات السيارات المحملة بالأسلحة المختلفة الثقيلة والخفيفة وفوق ظهورها أفراد ملثمون يرفعون لافتات تسيء الى مصطفى الكاظمي ( سنقطع لسانك ) لا لأنه شخص غير مرغوب به بل تحدياً لهيبة الدولة التي يمثلها الكاظمي باعتباره رئيساً للوزراء ثم قائداً للقوات المسلحة الذي يفترض بقادة الذين استعرضوا انفسهم وسلاحهم ان يحترموا القائد العام للقوات المسلحة التي يدعون أنهم من ضمنها ويعتبروا مصطفى الكاظمي قائداً وفق الدستور ، لكن القول في وادي والفعل في وادي آخر يؤكد ان الميليشيات المسلحة التي تستخدم السيارات والأسلحة الحكومية والملابس العسكرية التابعة للقوات المسلحة لا تلتزم بقرارات الدولة ولا تلتزم بمرجعية السيد علي السيستاني وفتوى الجهاد الكفائي التي صدرت في حزيران 2014 التي استغلت فأفرزت هذا الكم من الميليشيات الطائفية المسلحة بعضها مدعوم لوجستياً من إيران وهي متناقضة مع جوهر الفتوى التي أصبحت في ظاهرة مرئية والميليشيات المسلحة وما تقوم به من تجاوزات أفضل برهان، والحديث أو ما اعلن ان هذه الميليشيات جزء من القوات المسلحة عبارة عن دعاية ساذجة وإعلان للاستهلاك واستهانة بعقول المواطنين :
أن المواقف المتناقضة بين القوى المتنفذة والبعض من فصائل الحشد الشعبي يدفع المواطن الى الحيرة والاستفهام عن هذا الخلط الغريب الذي يتلاعب بالدولة والحكومة والمواطنين بحجة الدفاع عن العراق وهم يعرفون أنهم ومواقفهم يشكلون الخطر الأكبر على العراق وبمجرد الاطلاع على البعض من التصريحات حتى تتكشف المواقف والاتجاهات ونضرب مثلاً بما قاله بليغ أبو كلل عضو المكتب السياسي لتيار الحكمة في تغريدة عبر تويتر تابعها "NRT" 25 / 3 / 2021 حيث أعلن استغرابه من قيام البعض من الفصائل المسلحة لإرهاب " الناس " في بغداد ويتساءل " ما دخل العسكر والسلاح بالموازنة وسعر الصرف؟" كأنه لا يعرف من يقوم بإخافة الناس ويغتال الناشطين المدافعين عن الحقوق المدنية، ويخطفوا من يرونه مخالفا ومعارضاً لسياسة المحاصصة والميليشيات، ومن هؤلاء الذين جابوا شوارع العاصمة بالسلاح المنفلت وما هو ارتباطهم بالحشد الشعبي والقوات المسلحة!! وهناك تصريحات تموه الواقع ما زالت تحمل صفة الاستغراب عن عدم الإفصاح والمطالبة بمحاسبة المتجاوزين على الدستور والقانون وحتى على فتوى الجهاد الكفائي وفضحهم أمام الناس، وكان الأمل مع احترامنا لفتوى السيد على السيستاني المرجع الأعلى للمرجعية الشيعية أن يدين هذا التجاوز على الفتوى المسؤولة والمعروفة وجوهرها " الجهاد الكفائي بمعناها الدفاع الكفائي " وتوضيح ماذا تعني وماذا كانت تعني الفتوى في حينها؟ لأنها الفتوى الخاصة بالمرجعية لمحاربة داعش الإرهاب وليس لتخويف الناس! هناك من حاول التنصل مما جرى تلافياً لمشاكل جمة قد تحدث إلا أن البيان العسكري للحشد الشعب نفض الغبار كما يقال وهو متناقض مع ما أعلنته هيئة الحشد الخميس 25 / 3 / 2021 عندما نفت “وجود أي تحرك عسكري لقطعات الحشد داخل العاصمة بغداد" بينما البيان العسكري أشار الى " تم نقل قوات من الحشد الشعبي التي نشرف على إدارتها ودعمها إلى أحد أطراف بغداد لأداء مهامها للدفاع عن بلدنا" ويضيف ان هذا النقل عملية روتينية ولا يحتاج للتنسيق ويتضمن بما معناه البيان حتى لا يحتاج أخذ موافقة القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي. مع كل ذلك ان تضمين البيان الاعتراف الصريح بأن مظاهر الأسلحة والمسلحين في الاستعراض منتمين للحشد الشعبي وهو يعد تناقضاً مع التصريحات السابقة ومن هذا التناقض تبرز أسئلة عديدة من بينها..
ــــــ هل من معقول هذا التحرك العسكري وأمام الشعب وبهذا الحجم، وهذه المظاهرة بالسلاح " على عينك يا تاجر " لا تحاج الى التنسيق وموافقة القائد العام؟
ــــــ الا يعني هذا الامر ان البعض من الحشد الشعبي وقادته لا يأتمرون بقيادة القائد العام وحتى لا ينتمي للقوات المسلحة وإن قرار مجلس الشعب عبارة عن فصل مسرحي للتستر على أمر مغرض لا يخدم لا القوات العسكرية ولا حتى هيبة الدولة؟
في البداية كمقدمة نحن مع هيبة الدولة مهما اختلفنا في تقديراتنا لكننا في الوقت نفسه نطالب ان تحظى بالاحترام على أمل الإصلاح والتغيير ولها أركان أساسية تميزها عن أي بناء اخر، ومن هذا المضمار يجري التأكيد على احترام الدولة وعدم التجاوز عليها مثلما يفعل البعض وبخاصة التنظيمات المسلحة التي تتصرف وكأنها دولة فوق الدولة الحقيقية ، هيبة الدولة العراقية في هذه الظروف مهمة مهما كانت الخلافات لأن البعض يحاول النيل منها وجعلها أداة لتحركاته وتخطيطاته ويريدها دولة تابعة لبعض الدول الأجنبية بهذا الشكل او ذاك،
أن الجانب الأمني يمثل حجر الأساس في هيبة الدولة في الاستمرار في مهماتها في تعزيز الاستقرار والسلم الاجتماعي وتعزيز سلطة القانون، والمظاهر المسلحة من قبل الميليشيات العسكرية عبارة عن تحدي واضح للدستور والقانون وإشاعة أجواء الحرب والاضطرابات ولهذا على الحكومة نزع فتيل الفتنة المتمثل في السلاح المنفلت والتجاوز على السلطة التنفيذية ومؤسساتها الأمنية الحامية للدستور وسير العملية السلمية .



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستلغى أو تؤجل الانتخابات في الداخل مثل عدم اجرائها في الخ ...
- وطنٌ يبكي بدلاً عنا
- الساحة العراقية مجابهة إيران والولايات المتحدة الامريكية
- الدولة المدنية وقانون المحكمة الاتحادية الحضاري العادل
- كارثة الحرب والتهديد النووي والصواريخ البعيدة المدى؟
- خلل وفساد في السياسة الاقتصادية والإعلامية في العراق
- فرق الموت الرهيبة والعصابات والمافيا الطائفية ودم العراقيين!
- استمرار الاعتداءات التركية العدوانية على العراق
- سوق العمل العمالة الوافدة والطبقة العاملة في العراق
- نوريان لا قصد ساسي
- التفجيرات متواصلة في استغلال الثغرات.. اين القوات الأمنية؟
- ما الفرق بين التفجيرات الإرهابية وبين إطلاق صواريخ الميليشيا ...
- ظهر الشبح جلياً وتأجلت الانتخابات المبكرة
- شبح تأجيل الانتخابات يطرق الأبواب
- السلاح المنفلت تحدي الدولة والمجتمع
- مناشدة للمفارقات
- التدخلات الخارجية جعل العراق ساحة مواجهة للحرب والفساد
- الى متى الاغتيالات السياسية الطائفية؟!
- الوطنية والعلاقة الجدلية مع الانتخابات البرلمانية الحرة في ا ...
- السنجاب والعقعق الأوربي


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - هيبة الدولة العراقية بين الاستهلاك والحقيقة