أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مصطفى محمد غريب - الدولة المدنية وقانون المحكمة الاتحادية الحضاري العادل















المزيد.....

الدولة المدنية وقانون المحكمة الاتحادية الحضاري العادل


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 6843 - 2021 / 3 / 17 - 00:54
المحور: المجتمع المدني
    


المشاريع التي ظهرت بعد الاحتلال فيما يخص شكل الدولة القادم على ما نتذكر ثلاث مشاريع
1ـــ مشروع الدولة الإسلامية على أسس طائفية بهيمنة أحزاب الإسلام السياسي الشيعية والسنية تحت يافطة الإسلام وتحويل مؤسسات الدولة الى مؤسسات إسلامية بما فيها الدستور وقانون المحكمة الاتحادية والاحوال الشخصية والبرامج التعليمية ...الخ
2 ـــ المشروع الأمريكي حول الارتباط العضوي بالعالم الخارجي، بقاء قوات الاحتلال والهيمنة على مفاصل الاقتصاد الوطني وهذا ما اعترف به مؤخراً رئيس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي
3 ــــ المشروع الوطني بخصوص الدولة المدنية الوطنية الديمقراطية وفي هذا المجال وضحَ التقرير السياسي للمؤتمر التاسع للحزب الشيوعي على مسألة في غاية الأهمية وهي أنه "بعد 9 نيسان 2003، شعبنا أمام مهمة أساسية مزدوجة، يتلازم فيها الوطني مع الديمقراطي، والسياسي مع الاجتماعي، أي إنهاء الاحتلال واستعادة السيادة الكاملة من جهة، وإعادة بناء الدولة العراقية على اسس دستورية ديمقراطية اتحادية وتحقيق تنمية اجتماعية – اقتصادية وضمان رفاه المواطنين، من جهة أخرى." وطرح قبل ذلك "المشروع الوطني " كأفضل مشروع تضمن الأسس الوطنية العلمية لقيام الدولة المستقلة، إلا ان الدستور العراقي 2005 حسم الامر تقريباً وعلق الدولة المدنية في الوسط قابلة للاستغلال والتفسيرات على أساس المصالح الضيقة.
الدستور العراقي الذي حظي بموافقة ملايين العراقيين على الرغم من المثالب التي رافقت سن الدستور على أمل العودة لاستكمال مهمة إلغاء او تعديل البعض من المواد والى حين التعديل يجب الاخذ بالدستور كجهة قانونية تستند عليها الحكومة والدولة والمجتمع بأكثرية منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية التي شاركت بالاستفتاء والعملية السياسية، لقد سبق الدستور عام 2005 اعداد وثيقة " قانون إدارة الدولة المؤقت " حيث جاء فيه عن الطابع التعددي الديمقراطي للدولة العراقية، إضافة الى النظام الاتحادي واللامركزية وغيرها من قضايا تقترب بشكل واضح من الدولة المدنية وليس الدولة الإسلامية، ومرت منذ الاستفتاء على الدستور مراحل عديدة وتطورات مختلفة بما فيها قضية التعديلات التي تخدم الإصلاحات التي يتطلبها النظام السياسي العراقي بعد ظهور مخاطر عديدة تهدد كيان العراق والذهاب الى التقسيم اذا لم تجر معالجة هذه الثغرات ولا سيما ترفع مجددا رؤوس النفاق السياسي الإسلامي بعد طرح قانون المحكمة الاتحادية الذي خلق فجوة عميقة بين المكونات العراقية وقلقاً على مصادرة الحريات وخاصة تلك التي تمس الحياة الشخصية وما يعني التوجه الى تحويل الدولة الى دولة إسلامية المنهج من خلال أسلمة البرامج والمؤسسات مثلما جاء في خطبة رجل الدين محمد القبانجي ونشرته أكثرية وسائل الاعلام والسوشيال ميديا ( التواصل الاجتماعي ) وعلى ما يبدو ان القوى الظلامية والبعض من قوى الإسلام السياسي وبخاصة الشيعية منها أحست بالخطر المحدق برفض أكثرية الشارع العراقي مشروعهم والتحول نحو إقامة الدولة المدنية وفصل الدين عن الدولة ، وظهر جلياً في " التعامل الانتقائي للأطراف الحاكمة مع مواد الدستور" ولا نريد الولوج في نقاط الانتقاء لمواد الدستور بقدر المحاولات الجديدة الى فرض قانون المحكمة الاتحادية الذي هو فاتحة الطريق الى مؤسسات لتشييد الدولة الإسلامية، والبيان الذي صدر من قبل المؤتمر الصحفي لقادة وممثلي القوى والأحزاب والمنظمات الموقعة على البيان الخاص حول قانون المحكمة الاتحادية دليل حي على مدى الرفض الواسع لهذا القانون الرجعي غير الحضاري، وكشف البيان الذي نشرته جريدة طريق الشعب والذي وقعهٌ حوالي (31) منظمة وحزب وتنظيم ومنظمات المجتمع المدني إضافة الى مئات الشخصيات الوطنية والأكاديمية والثقافية والإعلامية مؤكداً" يواصل مجلس النواب التصويت على مواد مشروع قانون المحكمة الاتحادية، وسط مخاوف من ان يؤدي تمريره بصيغته الحالية الى إشكالات عدة، ويزيد من حدة الانقسام في البلاد، ويخل بالتوازن في مجتمعنا العراقي المتسم بالتنوع" انها مصيبة أخرى من مصائب نظام المحاصصة والفكر الظلامي الذي يرى في الدولة المدنية خطراً على مصالحهم وتوجيهاتهم ولهذا بعد محاولات كثيرة لتحجيم الهوامش الديمقراطية واستغلالها حسب نظرتهم وهيمنتهم الهادفة الى عدم تطوير مفهوم الدولة المدنية والخلاص من نظام المحاصصة والتبعية فقد استمروا في التوجه واتخاذ أساليب تتناقض مع الدستور وتحد من الحريات الشخصية والعامة وهذا الأمر هو بمثابة مخالفة "من طرف السلطات الحكومية للمادة 38 من الدستور، ذات الصلة بحق المواطن في التعبير عن الرأي " إلا أن الانتفاضة التشرينية والسيل الجماهيري المعارض الذي وقف موقفاً واضحاً من هذه الأساليب والتفسيرات لاستغلال البعض من مواد الدستور وبهذا انتقل الأمر الى قانون المحكمة الاتحادية لكي يتم تمرير المخطط الهادف لفرض الرأي الواحد، وتنميط المجتمع وتأطيره وفق طروحات " الاسلام السياسي" ولأسلمة مؤسسات الدولة، إن هذا القانون يكاد ان يكون بالضد من جميع مكونات الشعب غير المسلمة ذات التنوع الديني والقومي والمذهبي التي هي جزء من الشعب العراقي، القانون بصيغته المذكورة سوف يثير المشاكل وخلق المطبات التي من الصعوبة بمكان إيجاد حلول لها، وقانون المحكمة الاتحادية يجب ان يحمل في نصوصه التوجه لحل أي اشكال في المستقبل فيما يخص العلاقات التاريخية بين جميع أطياف الشعب لا أن يكون أداة للتفريق وتمزيق العلاقة بين الشعب وإيجاد الممكن في تقوية العلاقات وإيجاد الأساليب العملية التي تساعد في الإنقاذ والتخلص من الأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية الخانقة ولا سيما نسبة الفقر الكبيرة التي تزداد يوماً بعد آخر وما تتركه المرحلة الأولى لجائحة الكورونا من تداعيات زيادة نسبة الفقر الى حوالي 32% وتجري محاولات حميمة الى هبوطها الى 25% وقد أعلنت وزارة التخطيط عن وجود حوالي أقل من " 10 ملايين شخص عاطل عن العمل " وهي نسبة محددة من إجمالي الفقر في العراق الذي بات بأمس الحاجة لإجراء تعداد سكاني بعد الخروج من مأزق جائحة كورونا والسعي لتوفير الإمكانيات المالية والفنية لنجاح التعداد السكاني.
يبقى قانون المحكمة الاتحادية في حلته الحالية خطراً على الشعب العراقي كأنه قانون " انت وربك يا موسى " وبخاصة وجود قوى تعمل باتجاه مخطط إقامة الدولة الإسلامية بدلاً من الدولة المدنية، ومحاولات تشويه فكرة المطالبين بالدولة المدنية كأنه دعوة للمساس بالإسلام وهي محاولات بائسة فالدعوة الى قيام الدولة المدنية الديمقراطية يعزز فكرة حرية الاعتناق الديني أو الايدلوجيا ،حرية الأشخاص الخاصة والعامة وليس بالضد من مبادئ الشريعة الإسلامية والدين او التقليل من أهميته الروحية، نحن بحاجة ماسة الى قانون عادل ومتوازن لا يخلق خللاً في العلاقات بين أطياف الشعب العراقي الموسومة بالفسيفساء المتنوعة الجميلة، قانوناً حضارياً يكون أساساً للبناء والتقدم بدلاً عن الجهل والظلامية .



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارثة الحرب والتهديد النووي والصواريخ البعيدة المدى؟
- خلل وفساد في السياسة الاقتصادية والإعلامية في العراق
- فرق الموت الرهيبة والعصابات والمافيا الطائفية ودم العراقيين!
- استمرار الاعتداءات التركية العدوانية على العراق
- سوق العمل العمالة الوافدة والطبقة العاملة في العراق
- نوريان لا قصد ساسي
- التفجيرات متواصلة في استغلال الثغرات.. اين القوات الأمنية؟
- ما الفرق بين التفجيرات الإرهابية وبين إطلاق صواريخ الميليشيا ...
- ظهر الشبح جلياً وتأجلت الانتخابات المبكرة
- شبح تأجيل الانتخابات يطرق الأبواب
- السلاح المنفلت تحدي الدولة والمجتمع
- مناشدة للمفارقات
- التدخلات الخارجية جعل العراق ساحة مواجهة للحرب والفساد
- الى متى الاغتيالات السياسية الطائفية؟!
- الوطنية والعلاقة الجدلية مع الانتخابات البرلمانية الحرة في ا ...
- السنجاب والعقعق الأوربي
- مشروع الطائفية الفجيعة في أكياس القمامة
- الدولة في عرف المافيا والميليشيات المسلحة لا دولة
- متى يتم حصر السلاح المنفلت بيد الدولة...؟
- هل.. كي لا تبتعد؟ *


المزيد.....




- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مصطفى محمد غريب - الدولة المدنية وقانون المحكمة الاتحادية الحضاري العادل