أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - جمال الأتاسي وتحديث الفكر القومي














المزيد.....

جمال الأتاسي وتحديث الفكر القومي


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 6855 - 2021 / 3 / 31 - 13:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشكل الذكرى الحادية والعشرين لرحيل الدكتور جمال الأتاسي مناسبة للتوقف عند ما قدمه، مع الراحلين ياسين الحافظ والياس مرقص، للنظر والعمل العربيين عامة والسوريين خاصة، من أفكار ومواقف تنتمي إلى مفاهيم الحداثة السياسية. خاصة بعد أن أثبتت التجربة الواقعية للمشروع القومي، بعد الانفصال في عام 1961 وهزيمة حزيران 1967، أنّ هناك أزمة فعلية في بنية هذا المشروع. إذ أدرك فقيدنا أنّ العروبة تيار فكري متجذر في المنطقة العربية، يتمحور حول قضايا النهضة والتحديث والتنمية. وقد تجلّى ذلك في نقده لـ " النزعة الثقافوية " لتأسيس الدولة القومية، فانتقل من التنظير لـ " الأمة – الدولة " إلى " الدولة – الأمة ".
وقد تمَّ ذلك الانتقال من خلال معالجات معرفية، تحليلية ونقدية، لواقع كل دولة عربية والخروج ببرنامج عمل وطني لإصلاح فسادها وإعادة بنائها. بما يقتضيه التفكيك الواعي للوضعية القائمة المأزومة والشروع في عملية بناء جديدة، بمنطلقات واستشرافات جديدة كذلك. إذ بدت له أهمية تجديد الخطاب النهضوي العربي على قاعدة: أنّ الدولة الوطنية/القطرية الديمقراطية تشكّل أساس دولة الأمة الحديثة.
ومنذ سنة 1968 احتل مفهوم الدولة الوطنية مكانة هامة في خطابه، باعتبار أنّ تراكم خبرات بناء الدولة الوطنية الحديثة يساعد على إمكانية بلورة رؤية واقعية لكيفيات بناء الدولة القومية الواحدة، عندما تتوفر ظروف قيامها. وقد تجلّى هذا الخطاب في الموقف الرافض الذي اتخذه الراحل من إجراءات حافظ الأسد، بعد انقلابه في عام 1970، وخاصة رفضه انخراط حزب الاتحاد الاشتراكي العربي فيما سمي " الجبهة الوطنية التقدمية "، وصولاً إلى عمله الدؤوب من أجل بناء تجمع القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة، منذ سنة 1977، والذي تُوّج بإعلان " التجمع الوطني الديمقراطي " في أوائل عام 1980، مكوّناً من خمسة أحزاب: حزب الاتحاد الاشتراكي العربي، الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي " حزب الشعب الديمقراطي "، حزب العمال الثوري، حزب الاشتراكيين العرب، حزب البعث العربي الديمقراطي. حيث دعا التجمع إلى بناء الدولة السورية الوطنية الديمقراطية الحديثة، دولة المواطنين الأحرار المتساوين في الحقوق والواجبات. وما تبع ذلك التاريخ من قيادة التجمع لمعارضة نظام حافظ الأسد، بالرغم من الاعتقالات الواسعة التي شملت عدداً كبيراً من قيادات وأعضاء التجمع.
وهكذا، بدا واضحاً لفقيدنا ضرورة تصفية كل ما هو متأخر في الفكر القومي التقليدي، بهدف ربطه بالكونية والتقدم والديمقراطية، لأنّ هذا المضمون يشكل النقطة المركزية للمسألة القومية. فالخطاب القومي يجب أن يرتفع إلى مستوى التحديات التي تجابهـه، إذ إنّ الوحدة القومية ليست مجرد تجميع لأجزاء العالم العربي، من خلال أزلية الروح الخالد، بل هي محصّلةٌ لسيرورة تاريخية، ثقافية وحضارية، بما يحقق الشرط التاريخي لقيام الدولة القومية الواحدة.
أي أنّ مشروع النهضة العربية كان ولا يزال في حاجة إلى فكر الأنوار والحداثة، وكذلك استيعاب التحوّلات والتغيّرات التي تطرأ على الساحتين العربية والدولية. ومن أجل ذلك، تبدو الديمقراطية في رأس أولويات التجديد العربي، فالمسألة القومية تستدعي مقولات جديدة: المجتمع المدني، الديمقراطية، الدولة الحديثة، المواطنة. وقد ظهرت رؤية الراحل إلى هذا المشروع في رسالته إلى الاجتماع الرابع للمؤتمر القومي العربي.
إنّ الأمة يجب أن تتجه نحو البحث عن حل تمديني - ديمقراطي، مما يعمّق المحتوى الإنساني والمضمون الديمقراطي للحركة القومية، على مستوى الفكر كما على مستوى الممارسة. ففي مجتمع واسع متعدد الجماعات العرقية والدينية والمذهبية كعالمنا العربي الكبير، لا يمكن لحركته الجامعة إلا أنّ تكون حركة ديمقراطية تعترف بالتنوّع وتُثرى به، وتحترم تعدّد الجماعات المكوِّنة له وتسعى إلى تحقيق التكامل بينها.
ومن سياقات ما قدمه الراحل جمال الأتاسي، يبدو أنه لا يجوز القفز عن واقع الدولة الوطنية تحت أي عنوان، بما فيه الطموح المشروع إلى دولة قومية واحدة. فالأمة العربية لن تكون أمــــة " قبائل "، حسب تعبير الراحل الياس مرقص، وإنما أمة دول حديثة تطمح إلى توحيد جهودها للبحث عن مصالحها المشتركة وتعظيمها. إنّ المشكلة الأهم المطروحة أمام الحركة القومية العربية هي بناء الدولة الحديثة، وما يتفرع عنها من أدوات مفاهيمية تنتمي إلى المجال التداولي المعاصر: الأمة، المجتمع المدني، المواطنة، الديمقراطية، حقوق الإنسان، التعاقد الاجتماعي، الشرعية الدستورية والقانونية، التنوير، العقلانية، العلمانية.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ضرورة تحديد الأولويات ومراجعة الأهداف
- مضامين الانتقال السياسي في سورية
- آفاق الثورة السورية
- الثورة السورية المغدورة
- أسباب تعثّر الاتحاد المغاربي
- مقاربة الاتجاه الماركسي القومي لبناء الدولة القومية
- مقاربة الاتجاه البلشفي لبناء الدولة القومية (5)
- مقاربة الاتجاه البلشفي لبناء الدولة القومية (4)
- مقاربة الاتجاه البلشفي لبناء الدولة القومية (3
- أهم دروس الثورة التونسية في ذكراها العاشرة
- مقاربة الاتجاه البلشفي لبناء الدولة القومية (2)
- مقاربة الاتجاه البلشفي لبناء الدولة القومية (1)
- مقاربة الاتجاه الماركسي الكلاسيكي لبناء الدولة القومية (2)
- مقاربة الاتجاه الماركسي الكلاسيكي لبناء الدولة القومية (1)
- المقاربة الماركسية لبناء الدولة القومية
- نشأة الدولة السورية الحديثة وتحولاتها (8)
- نشأة الدولة السورية الحديثة وتحولاتها (7)
- نشأة الدولة السورية الحديثة وتحولاتها (6)
- نشأة الدولة السورية الحديثة وتحولاتها (5)
- نشأة الدولة السورية الحديثة وتحولاتها (4)


المزيد.....




- شاهد.. حادث مأساوي يوقف قطارًا لساعات بعد اصطدام سيارة مسرعة ...
- -الجيش الإسرائيلي يغمر نفقًا بالأسمنت على مسلحين في رفح-.. م ...
- ناشطون مؤيدون لفلسطين يعطّلون حفل الاوركسترا الإسرائيلية الف ...
- تصاعد العنف ضد سائقي الحافلات العرب في القدس: أكثر من 12 هجو ...
- بايدن مهاجماً ترامب: أحضر كرة هدم للبيت الأبيض وللديمقراطية ...
- تعرف على مزايا تطبيق الصور من آبل
- مراهقو أميركا: الصحفيون كاذبون ومتحيزون ومملون
- صعود الأحزاب القومية للبرلمانات يثير مخاوف الاتحاد الأوروبي ...
- الاحتلال والمستوطنون يصعدون اعتداءاتهم بالضفة ويصيبون متضامن ...
- صحف عالمية: هدنة غزة في خطر وسكان الفاشر عانوا الجوع القاتل ...


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - جمال الأتاسي وتحديث الفكر القومي