أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الاستثمار ومشروع بناء الدولة*















المزيد.....

الاستثمار ومشروع بناء الدولة*


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 6852 - 2021 / 3 / 28 - 16:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يواجه العراق مجموعة من المشاكل والازمات في ظل الحكومة الحالية للكاظمي واهمها الأزمة الاقتصادية الخانقة الحالية بعد هبوط أسعار النفط، مع تفشي وباء الكورونا والفساد بسبب الوضع السياسي الهش و عدم قدرة الدولة على فرض قبضتها على زمام الأمور وتواصل هيمنة جهات غير كفوءة على القرار السياسي والاقتصادي والتي خلقت من خلاله اقتصادا مريضا و أدى بدوره إلى تراجع كبير في نسبة الخدمات المقدمة للمواطن العراقي المتمثلة بعوامل الإنتاج كالكهرباء والماء والطرق وغيرها التي باتت مشاريعها بوّابة لنهب المال العام دون تنفيذها على الواقع عبر الشركات الوهميّة العائدة لشخصيّات متنفّذة تستولي على العقود بأسعار خياليّة وتبيعها في الباطن إلى مقاولين فاسدين اخرين بمبالغ وجهاتها بنوك دول اخرى ،مما ادت الى ارتفاع قياسي في ايقاف المشاريع التي بلغت الالاف وعدم معالجتها وارتفاع نسبة البطالة وخصوصا في شريحة الشباب، و التراجع في الحقل الاقتصادي وتوقف انتاج المعامل واحداث أزمة اجتماعية ألقت ظلالها على الأسر العراقية بحيث ازداد معدل الفقر إلى نسبة 20 % ليصبح إجمالي عدد الفقراء اليوم تقريباً 12 ملايين شخص.
العراق في سباق مع الزمن فلم يعد التقصير مبررا ولا التباطؤ يبقى مسكوت عليه والبيروقراطيّة واصلاح قانون الاستثمار وتعارضه مع قوانين أخرى قدر تعلقها بقدرة الدولة على السيطرة، إذ إن أي مستثمر أجنبي لا يستطيع الحصول على أي رخصة استثمارية من دون دفع إتاوات ورشاوى للأحزاب والوزارات، مما يؤدي إلى هروبه بسبب عدم وجود أي ضمانات أو حماية للأموال التي سينفقها و تشريعات خاصة بعمل المصارف الأجنبية، وعدم وجود نظام مصرفي يسهل العمليات المصرفية وسوء إدارة صرف الأموال من قبل أشخاص يتركّز اهتمامهم على سرقة المال العام وتفضيل مصالحهم الحزبيّة على مصالح البلاد، ففي هذا الجو الملتهب لا تستطيع الجهات و القطاعات المستثمرة من حزم أمرها والعمل في العراق ما لم يتوافر وضع أمنيّ مستقرّ تستطيع من خلاله تحقيق أفضل النتائج ، وفي واقع الحال هناك شبكة من المشكلات المترابطة في حاجة إلى حلول تتجاوز الأطر الفنيّة إلى القرارات السياسيّة.
ولتجاوز تداعيات الوضع الاقتصادي والخدمي الهزيل واثارهه هو للانطلاق نحو تنفيذ مشاريع اقتصادية وتنموية تعيد الوجه الحقيقي له إلى مرحلة التعافي والنمو بالاعتماد على جهود رصينة صالحة ووطنية ، لا على الرهان والامل الذي يضعه رئيس مجلس الوزراء الكاظمي في بناء الدولة* " رغم أن العراقيين يدركون في كل مرة أن هذه الدعوات لا تكاد تجد لها تطبيقا على أرض الواقع؛ بسبب تضارب القوانين، فضلا عن الفساد والبيروقراطية الإدارية" وعلى جهود دولية هابطة المستوى في الاداء مثل مصر والاردن والتي لا شك انها سوف تصطدم بالفشل وهنا تجارب كبيرة يمكن الرجوع عليها وخاصة لمصر عند تنفيذ المشاريع في تصرف الأموال لمقاولين من دون تدقيق أصوليّ ليتمّ تقاسمها مع المسؤولين ، ومن اكبر تلك المشاريع هو مشروع قناة الجيش الذي تم وضع الحجر الأساس بتاريخ 7/4/2011 بطول 23.5 كيلو متر الذي يمتد من صدر القناة الى المصب على نهر ديالى (من قبل ممثل رئيس الوزراء وممثل أمين بغداد و حضور ممثل الشركة المصرية و الأردنية و ممثل القنصلية المصرية و قائد عمليات بغداد) كمشروع ترفيهي ضخم من شأنه تغيير وجه العاصمة بغداد و راود الكثير من سكانها حلم التنزه على جانبيه والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة ووسائل الترفيه المتعددة للأطفال والكبار على حد سواء والذي رسي على شركة المقاولين العرب بملايين من الدولارات مستلم نقداً وهو على حاله لحد الان وترك دون انجاز بنسبة تقدر40% رغم مرور اكثر من 11 عم على البدء به اثر خلافات واهية يمكن تجاوزها (عند حصول موجة الامطار نهاية سنة سنة 2012 وبداية سنة 2013 ، حصل تجمع لمياه الامطار في مناطق شرق بغداد فاتخذ قرار ابسط ما يقال عنه انه قرار ساذج و عاطفي وخاطيء وهو الموافقة على قيام الدوائر البلدية في شرق القناة بعمل منافذ باتجاه قناة الجيش لتسريع تصريف مياه الامطار ) واليوم تحول بالمحصلة إلى كابوس لسكان العاصمة وبات المشروع علامة أخرى للفساد وعلى انتشار النفايات وأكوام الأنقاض قرب المساكن الآهلة،
هناك نماذج اخرى مشابهة لها ".مثل اخر على ذلك مشروع هياكل المدارس الحديديّة، الّتي تمّ التّعاقد على إنجازها في 2008، ولم تكتمل بسبب ترك الشركة العراق حيث أتاحت لها علاقاتها مع المسؤولين عدم إكمال المشروع من دون محاسبة.
ان الاعتماد على القطاع الخاص الداخلي وقدرته امر مهم لتوفير المزيد من فرص العمل والتشغيل لمواجهة نسب ومعدلات الفقر والبطالة التي تتطلب من هذا القطاع القيام بدوره، لكن يتطلب من الحكومة جملة من الإجراءات والخطط التحفيزية القادرة على الدفع بالدوره لهذا الجانب وغيرها من جوانب التنمية الشمولية والمستدامة و من العوامل المهمة لاجتذاب التمويل الخاص وجود إطار تنظيمي واضح يُسهِّل الاستثمار ويُشجِّع عليه ومن الأمور التي تساهم في تنشيط الأعمال الاستثمارية، هي تقديم التسهيلات والحوافز للمستثمرين الذين يرغبون بإنشاء وتوسيع المشاريع الاستثمارية المختلفة، والذي يساهم بلا شك في تنشيط الاقتصاد ويحقق العديد من الأهداف والتي منها تحقيق بنية متطورة ومنفتحة ويجب أن تنطلق في مثل هذا الامر بوضع خطة واضحة المعالم ومحدّدة الأهداف والمراحل، وتكون مرنةً بما فيه الكفاية حتى يكون قادراً على التكيف مع أي طارئ أو تغيرات محتملة. و تتمكنَ من إيصال المحصلة النهائية الى المواطن، و يتم إنجازُ مراحله وفقاً للخطة المحدّدة.
لا شك أنّ امتلاكَ الخبرة في مجال ما واستثمارها لبناء اي مشروع يُعدُّ من أبرز العوامل التي تؤدي إلى نجاحِ الفكرة. وقد لا تكون هذه الخبرة مكتملة الأركان في البداية، فغالباً ما يكون الدافع الرئيسي لأيّ رجل أعمال للبدء بأي مشروع هو الطموح ثم الخبرة التي قد تكون متواضعةً، ومع بدء العمل تبدأ هذه الخبرة في التعمق تدريجياً، وفي كل عمل ناجح تزداد درجة الخبرات منذ لحظة البدء بالتفكير في المشروع ، أبرز أسباب الإخفاق يتجسّد في رداءة المشاريع المُنجزة وعدم إتمام القسم الآخر منها، يعود إلى إسنادها بموجب عقود رسمية إلى شركات غير رصينة يديرها مقاولون يرتبطون بمسؤولين وسياسيّين فاسدين وهناك شبكة من المشكلات المترابطة في حاجة إلى حلول تتجاوز الأطر الفنيّة إلى القرارات السياسيّة لتحقيق افضل النتائج.



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزير الزراعة العراقي يستخف بعلم بلاده
- ضياع حق المواطن وحصرها بالمنطقة الخضراء
- الحوارات السياسية .. الاهداف والنتائج
- الالم طريق للتمسك بالامل
- حوار للثقافة و المثقف الحقيقي
- صرخات في جوف الفراغ الاخلاقي
- بصمات الجوهر والقيم في الصفات الانسانية
- جعجعات لا تورد الطحين
- بلد الخيرات ينتظرالعطايا .. من المسؤول..؟
- لقاءالاجراس والمعابد لزرع السلام والمحبة
- -العربية -ورش الملح على الجراح
- لنبحث عن الخير وندفق عطائه
- لا تصنعوا من تضحيات الشهداء معاول للهدم
- عبثية الهدم المستمرة بمسميات جديدة
- الانتاج الفكري ...العوامل والمعطيات
- تحقيق العدالة الاجتماعية لتلبية الاحتياجات
- هل هذه هي العدالة الاجتماعية ...؟
- الهدايا الغثة بدل المصالح الوطنية
- العراق...الازمات والمعالجات وغياب رجال السلطة
- العراق في الهشاشة القصوى


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الاستثمار ومشروع بناء الدولة*