أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد الحمد المندلاوي - مع كلستان الشيرازي ..















المزيد.....

مع كلستان الشيرازي ..


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6851 - 2021 / 3 / 27 - 23:46
المحور: المجتمع المدني
    


# شاعر الانسانية ولد في شيراز وتعلم في بغداد وشهرته في الآفاق
.. لاتتكلم بشيء خارج العشق ياسعدي الكلام عشق والباقي قيل وقال
الأدب الفارسي من الآداب العالمية التي تحتل مكانة عالية بين آداب الأمم ذات الحضارة الممتدة في أعماق التاريخ، وهو أدب غنيّ بآثاره الشعرية والنثرية التي خلدت على مر القرون، ولم يحظ أدب من آداب الأمم الشرقية بمثل ما حظي به الأدب الفارسي من عناية الباحثين والدارسين في الآداب العالمية .
والشعر الفارسي الذي نطلع على آثاره القيمة مطبوعة ومنشورة ومترجمة الى كثير من اللغات في العصر الحاضر، هو الشعر صاغه الإيرانيون في اللغة الفارسية الحديثة التي نشأت بعد الفتح الاسلامي لإيران، واتخذت من الخط العربي أداة لها،ومن أولئك الشعراء الأفذاذ سعدي الشيرازي ليس على مستوى الأدبي الإيراني فقط بل على مستوى الأدب العالمي.
ولادته ونشأته :
ولد سعدي الشيرازي حوالي سنة 590 هجرية، في مدينة شيراز جنوب ايران، كما يبدو من هذا البيت:
كل متاع ينشأ من معدن السكر من مصر،و السعدي من شيراز
واسمه مشرف الدين مصلح، او مشرف الدين بن مصلح الدين وكان والده في خدمة الاتابك سعد بن زنكي ، واليه نسب بلقب شهرته" سعدي".نشأ في أحضان أسرة متدينة، وتلقى علومه الاولى في موطنه شيراز، وسرعان ما توفي والده وترك ابنه صغير السن فتولى تربيته والاشراف عليه مخدوم والده الاتابك سعد،وأُفضي عليه لقب الشيخ.
الشيخ سعدي في بغداد
رحل الشيخ سعدي في شبابه الى بغداد للتفقه بالدين ولتحصيل العلوم والآداب في المدرسة النظامية التي انشأت في بغداد أيام الوزير المشهور نظام الملك.
وكانت هذه البعثة التعليمية بداية للعديد من الرحلات التي قام بها سعدي حيث زار كلاً من بغداد والشام وبلاد الجزيرة العربية ومعظم مدن آسيا الصغرى ومصر ومراكش والحبشة ومكة المكرمة . . ولا شك ان هذه الرحلات العديدة التي استمرت وكما يقول البعض ثلاثين سنة،قد وسعت مداركه واطلعته على أمور لم يكن في مقدوره إطلاع عليها وهو في شيراز، كما وفرت له فرصة الالتقاء بعدد كبير من عظماء المفكرين والعلماء من ذوي الرأي والفضل في العالم الاسلامي في ذلك الوقت، ومنهم الفيلسوف الشيخ شهاب الدين السهروردي المعروف بـ ( شيخ الإشراق) الذي تتلمذ عليه سعدي في مدينة بغداد.و قد كتب أشعاراً باللغة العربية في رثاء بغداد آنذاك.
ومن هنا قسّم البعض حياته الى ثلاثة أقسام يستغرق كل منها ثلاثين عاماً، قضى القسم الأول منها في طلب العلم، والثاني في الرحلات، والقسم الثالث في التأليف والاعتكاف.
عاد الى شيراز معتكفاً للتأليف.
وبعد رحيل طويل، عاد ليستقر من جديد في موطن رأسه شيراز معتكفاً للتأليف في أواسط القرن السابع الهجري في عهد أبي بكر سعد بن زنكي " 623 هـ _ 658 هـ" ،واليه قدم منظومته الحكمية " بوستان" عام " 655 هـ" وبعد ذلك بعام " 656هـ" قدّم اليه كذلك كتابه الآخر " كلستان" وهو مزيج من الشعر والنثر التي خلدت اسمه في التاريخ حتى اليوم ،وبذا قدم سعدي الشيرازي للأدب الفارسي الكثير من الروائع النثرية والشعرية والمواعظ والحكم التي ما زالت ترنّ في أوساط المجتمعات العالمية عبر السنين و موضع فخر الايرانيين واعتزازهم بأدبهم وفكرهم .
إبداعات سعدي الادبية والنثرية والشعرية
انّ ما لا يقبل الجدل من أعمال سعدي انّما هو كلامه في تاريخ ايران الادبي حيث يكثر فيه وجود الشعراء اللامعين والمبرزين نرى سعدي يتلألأ أمامنا بصورة أخاذة لم يمزج أحداً مثله الصناعة بالبساطة والاتقان بالسلاسة والعذوبة بالرقة ولم يستطع أحد صوغ الكلام بهذا الإتزان، وكما يقول عن نفسه:
إنَّ كل رأسمال السعدي هو كلامه العذب
وهذا هو ما خلفه، فما أدري ما الذي سيذهب به
وهذا المعنى قد أسدل ستاراً من الاعجاب والخيال تجاه المعجبين به، واتفقوا على انَّه من اكمل وأجمع شعراء ايران، يقول المستشرق والباحث براون: انَّ سعدي يمثل بوجه عام الشخصية الفارسية المتزنة التي تعني بالدين والدنيا في وقت واحد.
ويعد سعدي الشيرازي شاعر الاخلاق الأول في ايران كما يطلق عليه دائماً لقب شاعر الانسانية، حيث كان يشعر بأحاسيس الناس عامة ويتكلم عما يخالج جميع الطبقات من وجدان وشعور ويصور هذه الاحاسيس والمشاعر الانسانية في احدى قصائده الرائعة بعنوان شرف النفس حيث يقول:
إنّما يشرف جسم الإنسان بروح الانسان
ليس اللباس الجميل امارة الانسانية
لو انَ الانسان بعينه وفمه وأذنه وأنفه فبأي شيء يفترق إذن،
عن نقش مرسوم على جدار؟
الطعام والنون والغضب والهوى فتنة وجهل وظلمة ،
وليس لدى الحيوان من خير بعالم الانسانية
كن إنساناً حقيقة، والا فأنت ببغاء تعيد كلاماً لسان انسان
يصل الانسان الى حيث لا يرى سوى الله،
فانظر الى أي حدّ تبلغ مكانة الانسانية
وأيضاً من أروع انتاجات سعدي الأدبية كتابه (كلستان) " روضة الورد" حيث يعد من اهم وافضل الكتب النثرية في اللغة الفارسية، حيث يقول الشاعر والأديب الكبير ملك الشعراء بهار في كتابه " الأنماط الشعرية" ان شخصية واستاذية وفن سعدي موجودة كلها في كتابه (كلستان) واذا لم يوجد هذا الكتاب الصغير الحجم، الكبير القيمة لانعدم ثلثا قيمة سعدي وشخصيته وعظمته، وربما ظل الادب الفارسي محروماً من مثل هذه الذخيرة العالمية القيمة، اذ لم يظهر في الماضي ولن يظهر في المستقبل كتاب شبيه بـ " كلستان " ويضيف قائلاً : ان اسلوب سعدي في " كلستان" شبيه باساليب الجاحظ في اللغة العربية من حيث الإبداع وعدم قدرة الآخرين على محاكاته وتقليده.
ولسعدي انتاج ضخم من الشعر والنثر، فقد ترك علاوة على كتابه: ( بوستان) " الحديقة" و (كلستان) " روضة الورد" ست رسائل نثرية وقصائد فارسية وعربية وملمعات وترجيعات وثلاث مجموعات من الغزليات وهزليات ومقطوعات شعرية ورباعيات ومفردات، وقد جمعت كلها في كتاب واحد يعرف بالكليّات طبع مرات كثيرة.
توفي سعدي في عام (1291م - 691 هـ أو 1294م- 694 هـ وقد دفن في شيراز جنوب ايران حيث يوجد مزاره اليوم في شرق المدينة وهو مزار يقع في بقعة جميلة محاطة بالأشجار والورود، وبعد من المعالم السياحية البارزة في هذه المدينة،وحين زرتُ مزاره البديع في منطقة سميّت باسمه"شهرك سعدي- حي سعدي" أوائل عام 1990م، يشعر الانسان حقاً انه في مكان مهيب في تلك البقعة الغنّاء لا سيما وهو يقرأ أبياتاً من شعره المنقوش على قطع كبيرة من المرمر الأبيض بالخط الفارسي الجميل،و الناس مبتهجون و كأن شاعرهم سعدي دعاهم الى هذا المنتدى بوقاره و زهده ليتلو على مسامعهم أبياتاً من كلستانه و بوستانه ليزيدهم حكمة في خوض متاعب الحياة.و أخيراً أنّ شاعرنا سعدي يخلد اسمه في أشعاره ،كما جاء في مقدمة المقال:
لاتتكلم بشيء خارج العشق يا سعدي الكلام عشق والباقي قيل وقال



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أرشيف حقوق الانسان /2
- من أرشيف حقوق الانسان /3
- كتابات مندلاوية – مجلة الهدى
- ابراهيم ناجي و شعر من الوجدان
- من أرشيف حقوق الإنسان /1
- التهكم السياسي في الشعر العراقي المعاصر
- كتابات مندلاوية 52/نساء 4
- كتابات مندلاوية 50/نساء2
- قصة مثل..29/2021م
- حلبجة في ذاكرة المندلاوي/3
- الصافي النجفي و رباعيات الخيام
- حلبجة في ذاكرة المندلاوي/2
- كتابات مندلاوية 49/بوياقي
- كتابات مندلاوية 48/نساء1
- كتابات مندلاوية 47/اغتيال
- الهدية في الشعر العربي
- كتابات مندلاوية 46/محراب الوفاء
- انتصار..
- كتابات مندلاوي -45/صلاح
- نوروزنا في مندلي


المزيد.....




- غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة في غزة ...
- برنامج الأغذية العالمي يحذر من أن المجاعة في شمال غزة “وشيكة ...
- غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة في غزة ...
- نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى
- عهد جديد للعلاقات بين مصر وأوروبا.. كيف ينعكس على حقوق الإنس ...
- -إسرائيل اليوم-: نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبا ...
- ماسك يوضح استغلال بايدن للمهاجرين غير الشرعيين في الانتخابات ...
- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد الحمد المندلاوي - مع كلستان الشيرازي ..