أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعيد هادف - اليوم العالمي للثورة السلمية














المزيد.....

اليوم العالمي للثورة السلمية


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 25 - 23:44
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لأول مرة سمعت ببلد يسمى "بوتان" وهو من أسعد بلدان العالم.
تقول ليندا ليمنغ، مؤلفة كتاب (دليل ميداني للوصول إلى السعادة: ما تعلمته في بوتان عن الحياة والمحبة والصحوة): «أدركت أن التفكير في الموت لا يجعلني مكتئبة، إنه يجعلني أغتنم كل فرصة، وأرى الأمور التي لم أكن لأراها عادة، أفضَلُ نصيحة أقدمها هي: سافروا إلى هناك، تأمّلوا أمراً لا يمكن التفكير فيه، وهو ما يرعبك مرات عدة في اليوم». وتضيف: «نحن في الغرب نريد أن نعالج الأمر إذا انتابنا شعور بالحزن، إننا نهاب الأسى، ونراه أمراً يحتاج التغلب عليه إلى استخدام الأدوية، أما في مملكة بوتان فهناك تقبّل له، إنه جزء لا يتجزأ من الحياة».
ما أثار انتباهي هو أن هذا البلد الذي لا يثير ضجيجا عرف كيف يعيش في تناغم مع نفسه ومع عصره ومع العالم، وبالمقابل تجد بلدانا تتبجح أنها تمتلك جيشا من أقوى الجيوش وتنفق ملايير الدولارات على التسليح بينما شعبها يعاني من غياب الأمن وتفاقم البطالة والفقر والمرض، ومن الكآبة السياسية.
بعد هذا المدخل، وبمناسبة اليوم العالمي للسعادة، أتقدم بأجمل الأمنيات إلى كل سكان كوكبنا الذي مازال يبحث عن سبيل السعادة.
ويطيب لي، أيضا، أن أثير بشكل سريع، فكرة لم تترسخ بعد في ثقافة الشعوب المغاربية، هي "الأيام العالمية"، هذا التقليد الذي ابتكرته الأمم في زمنها الحديث، وهو تقليد يُذكّرنا أن مصير البشر ينبغي أن يأخذ بعدا تضامنيا وتعاونيا من أجل حياة سعيدة مفعمة بالسلام والأمن والرفاهية. غير أن هناك ذهولا عن هذا التقليد يكاد يكون نسقيا لدى عدد مهم من البلدان ولاسيما المغاربية. وأتساءل مرارا متى تستفيق النخب المغاربية وتأخذ بيد شعوبها للولوج إلى التاريخ بمعناه الكوني؟ متى تستفيق هذه النخب وتخرج من زمنها البائد، المتحجر والمنغلق على ذاته داخل قوقعة قومية رثة وعنصرية، وداخل ثقافة لا تعرف سوى التنطع والتبجح بالأسلاف؟
أشعر بالعار وأنا أتابع ما يحدث بين الجزائر والمغرب من تلاسن وضيع، أو ما يحدث في الداخل التونسي أو الجزائري أو المغربي، ولاسيما ذلك اللغط الذي ينخرط فيه "مثقفون" أكثر انحطاطا وضحالة من السياسيين.
إنها فكرة أصيلة أن تلتف الأمم حول أيام عالمية تنتصر لكل ما هو إنساني وجمالي، تقليد من الواجب على الدولة أن تدمجه في النسق التربوي وفي الإعلام، وأن يتبناه المجتمع المدني حتى يترسخ كثقافة تسري بين الناس.
في شهر مارس مثلا هناك خمسة عشر يوما عالميا أو أكثر، يوم للشعر، وللمياه وللمرأة وللسعادة وللغابات وضد التمييز.. فمتى تتحول هذه الأيام إلى ثقافة يحتفل بها الشعب ويجعل منها مناسبات للفعل الميداني؟ ومتى تتبنى الأحزاب هذه الأيام في برامجها وأنشطتها وتخصص دورات تكوينية وأخرى تحسيسية للبيئة وللسلام وللتسامح...؟
متى نؤسس لثقافة مغاربية مبدعة في السلام والتضامن والتعاون؟ متى نخرج من ثقافة العنف والغطرسة والتجبر؟ متى تخرج المدرسة من ذلك التعليم المفخخ بنزعات العنف والعنصرية وعبادة الذات إلى تعليم قيم التواضع والتضامن والسلم؟
حول الوضع الجزائري، لقد مرّ عامان على حراك 22 فبراير، ورغم كل المخاطر التي أحدقت به ظل متمسكا بسلميته، بل تحول إلى مدرسة يتعلم فيها شباب الحراك ثقافة السلم، وأدرك الشباب أن التغيير الحقيقي لا يصنعه العنف مهما كان صاحبه على حق، وأن الثورة الحقيقية هي تلك التي تكون سلمية وواعية بسلميتها، ثورة تستهدف الذهنيات والسلوكيات، وتكون ثورة على الفساد وعلى الظلم وعلى الكسل وعلى الجهل. الثورة التي تحقق التغيير الإيجابي هي تلك التي نتربى في رحابها على التواضع والتآخي والسخاء، هي التي تلهمنا بكل ما هو جميل.
شباب الحرك مدعوون إلى ابتكار أساليب ثورية في استثمار هذه الأيام العالمية، والانخراط في إحيائها بتنظيم أنشطة ميدانية على غرار حملات التشجير والنظافة وإقامة معارض وأنشطة أيكولوجية وفنية وحقوقية، ولعلنا سنحتفل يوما باليوم العالمي للثورة السلمية يوم 22 فبراير.



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدستور: محالة للفهم
- منظمات المجتمع المدني في الجزائر: رسملة مشروع -مشوار وحوار-
- دور الإعلام في بناء مدينة مواطنة
- الأزمة الخليجية في ضوء التاريخ
- عاصفة الحزم: السياق والمقاصد
- الجزائر: الخطاب الأخير
- ليبيا: صراع الأجندات
- غيتوهات تندوف: الذهول عن المقاصد
- الجهوية الموسعة أساس الاتحاد المغاربي
- هل سيشهد المغرب نمطا جديدا من الاحتجاج؟
- الإسلام في غمار الصراعات الأيديولوجية: محاولة للفهم
- شذرات على هامش الثورة
- الهجرة السرية: من أجل بدائل لا تتعارض مع المبادئ الإنسانية: ...
- مهاجر يدعى -أبو-: من مملكة بنوي بنجيريا إلى مخيم بنوي بوجدة
- الهجرة اليوم: هل هي ظاهرة أم عرض؟
- حول استحقاقات 2012: السلطة الفعلية في الجزائر تعيد سيناريو 1 ...
- الحراك السياسي ومعالم النظام المغاربي الجديد
- الإرهاب: خبراء يزيفون الحقائق ويضللون الرأي العام الغربي
- المغرب ومحيطه: الشروط المؤسسة لمنطقة آمنة*
- النظام الجزائري: أسطرة التاريخ وعسكرة الجغرافيا


المزيد.....




- المؤتمر الجهوي الثاني لجهة الشمال/ الريف لحزب النهج الديمقرا ...
- مشهد «الإبادة الجماعية» في مخيم جباليا
- هل يهمين اليمين المتطرف على البرلمان الأوروبي؟ وماذا يغير؟
- غزة: آلاف الإسرائيليين يطالبون بالموافقة على مقترح الهدنة وا ...
- الإضرابات الجارية بقطاع الصحة: فرصة أخرى لتقويم النضال النقا ...
- بيرني ساندرز: نتنياهو -مجرم حرب- لا يجب دعوته للكونغرس ورئيس ...
- حزب العمال البريطاني يستغل ورقة المهاجرين انتخابيا
- بريطانيا.. -حزب العمال- يتعهد بخفض عدد المهاجرين حال تسلمه م ...
- حزب العمال البريطاني يستغل ورقة المهاجرين انتخابياً
- ملاحظات واستنتاجات بصدد فاتح مايو 2024


المزيد.....

- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعيد هادف - اليوم العالمي للثورة السلمية