أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد هادف - المغرب ومحيطه: الشروط المؤسسة لمنطقة آمنة*















المزيد.....

المغرب ومحيطه: الشروط المؤسسة لمنطقة آمنة*


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 3456 - 2011 / 8 / 14 - 22:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


* ملتقى الداخلة حول الحكم الذاتي والأمن الإقليمي، أيام 26/27/28 يوليوز 2010
بمجرد أن حققت البلدان امغاربية المحتلة استقلالها الوطني، وجدت نفسها أسيرة أزمات بنيوية ما انفكت تتعاظم جراء دينامية معادية للدموقراطية قادتها أجهزة وجهات محلية وعالمية ذات نزعة معادية لمحيطها الاجتماعي والإنساني؛ فعانت الشعوب من شتى أنواع اللاأمن السياسي والاقتصادي والفكري: من انقلابات عسكرية وقمع للحقوق والحريات وفساد إلى التطرف الديني والعرقي؛ ومن قلاقل داخلية وحروب أهلية وإرهاب إلى صراعات بينية وذلك الوضع أفضى اليوم ببعض البلدان إلى التفكك أو الاحتلال المقنع.
ولم يعد هناك بلد في الفضاء الجيوسياسي الإسلامي في منأى عن الانهيار، لدرجة أصبح الاعتقاد شبه مؤكد أن هذه البلدان باتت كلها مرشحة لملاقاة المصير نفسه. وإذا كان الوضع العام يؤشر على هذا القدَر فإن الوعي به كفيل بابتكار بدائل توفر شرط انبثاق قدَر مضاد، قدَر سعيد يجعل المؤمنين به والعاملين على تحقيقه يؤسسون زمنا جديدا من الأمن والسلم والعدالة والتضامن بين الشعوب.
وقد ظلت منطقتنا المغاربية عرضة لهذه الأخطار ولا تزال نتيجة غياب دولة رئيسة تحمل مشروعا دموقراطيا يؤهلها للاضطلاع بدور تاريخي يتيح للشعب المغاربي في كل أقطاره إعادة بناء مصيره على أسس صلبة قوامها الأمن والدموقراطية وحقوق الإنسان.
وقد بات من المؤكد أن انسداد العلاقة المغربية الجزائرية، وإن كان تجليا لأزمة دموقراطية، فإن هذا الانسداد اليوم أضحى عامل تعطيل لأي مبادرة دموقراطية وبالتالي عامل تهديد للسلم والأمن الإقليميين.
ويبقى الفرق بين البلدين، على المستوى السياسي، يتحكم فيه نسقان سياسيان متعارضان:
-1- نسق جزائري ينزع إلى الانغلاق والانعزال والانفصال.
بعد فوز بوتفليقة بعهدة ثالثة، كتب المؤرخ البريطاني المتخصص في دراسة الشرق الأوسط المعاصر روجر أوين مقالا تحت عنوان : « بوتفليقة وتجديد الرئاسة : دينامية الأنظمة وتناقضاتها الداخلية » تحدث فيه عن الانتخابات الرئاسية التي مكنت بوتفليقة من البقاء رئيسا مدى الحياة، وقد طرح في قاله سؤالين :
السؤال الأول : ما سبب استمرار هذا الوضع في العالم العربي في زمن أصبحت فيه الدموقراطية هي المعيار في الحكم؟
السؤال الثاني : كيف يمكن تحليل بنى السلطة الموجودة في هذه الأنظمة؟
ويخلص في مقاله إلى تنامي التيار الرافض حتى من داخل هذه الأنظمة نفسها التي تحكم كيانات غير عادية، ويقترح على الغرب أن يرسي نموذجا سياسيا واقتصاديا بديلا وناجحا في إحدى الدول المهمة في العالم العربي.
تكاد كل التقارير العالمية تجمع على فداحة الوضع في الجزائر، وعلى سبيل المثال لا الحصر، منظمة العفو الأممية أمنيستي، في تقريرها لسنة 2010 انتقدت النظام الجزائري وسياسته المعاكسة لحقوق الإنسان من انتهاك وتضييق على حرية التعبير إلى تردي الوضع المعيشي والاجتماعي ولم يغفل التقرير موضوع الاختفاء القسري، بل حتى المصالحة الوطنية حسب التقرير لم تخدم سوى المفسدين.
والواقع أبلغ من أي تقرير، فدينامية الفساد واستشرائه، وظاهرة انقلاب رجال الجيش والمخابرات على أجهزتهم واتهامها بالضلوع في الأعمال الإرهابية، واحتقان الوضع السياسي والاجتماعي وبؤر التوتر الجهوية والمذهبية، فضلا عن تهديدات القاعدة، كل ذلك يؤشر على انفلات أمني عاجلا أم آجلا.
وبناء على ما تقدم فإن النظام الجزائري بوصفه نظاما منا صرا للحركات الانفصالية، ومعاديا للدموقراطية من جهة، وبوصف الوضع الأمني قابلا للانفلات من جهة ثانية، وبوصف الوحدة الترابية مرشحة للتفكك من جهة ثالثة، فضلا عن استشراء الفساد الاقتصادي والبؤس الاجتماعي فإن النظام الجزائري والحالة هذه يقود الجزائر والمنطقة إلى مصير مأساوي حيث لا مناص من مجابهته دموقراطيا وعلى كل الجبهات.
-2- نسق مغربي ينزع إلى الانفتاح والتواصل والاتحاد.
لا شك أن المغرب تحدوه إرادة سياسية قوية تعي أن الدموقراطية مبدأ أساسي في بناء دولة جديرة بثقة مواطنيها ومحيطها، كما أن أصحاب هذه الإرادة من المؤكد أنهم لا يهملون الإرادات المعاكسة و/أو المعادية لإرادتهم –وهي إرادات معادية لأي تغيير دموقراطي إما جهلا بجوهر الدموقراطية وإما رفضا واعيا لأي تغيير يعود بالنفع على شعوب المنطقة، وهذه الإرادات من المنطقي أنها لن تدخر جهدا لإفشال مشروع الحكم الذاتي والجهوية الموسعة. ولأن المغرب لم يبق أسير أخطائه وأخطاء محيطه، وقد أطلق سلسلة من المبادرات ذات طابع محلي وإقليمي، وحتى يضطلع بدور قاطرة الخلاص المغاربي، فهو مدعو إلى تفعيل برنامجه بتوفير الشروط التي تضمن نجاحه.
في هذا الإطار تحاول هذه الورقة المتواضعة أن تساهم في هذا النقاش، وذلك انطلاقا من مختلف الرؤى والآراء والتحليلات المتحركة داخل المغرب وخارجه :
-1- الإرادة السياسية وجدلية الدموقراطية والحكامة.
لا يمكن الحديث عن الدموقراطية بمعزل عن الحكامة الرشيدة كما لا يمكن الحديث عن حكامة رشيدة بمعزل عن الدموقراطية، كما لا يمكن الحديث عنهما معا بمعزل عن إرادة سياسية تتمتع بالقوة والأمانة وهذه المعادلة لا يمكن أن تتحقق في غيابها أية تنمية مستدامة.
إن مشروعي الحكم الذاتي والجهوية الموسعة لا يمكنهما أن يتحققا على أرض الواقع إلا كانعكاس لفعل دموقراطي نابع عن عقيدة سياسية راسخة لدى أصحاب القرار والطبقة السياسية والنخبة الفكرية والإعلامية وباقي مكونات المجتمع المدني، وعلى أساس تكون فيه هذه العقيدة السياسية جزء لا يتجزأ من مشروع حضاري له قابلية التفاعل الخلاق مع محيطه مغاربيا، متوسطيا، أفريقيا، عربيا، إسلاميا وعالميا. وهذا التوجه لا يمكن أن يتحقق إلا بشروطه وذلك من خلال:
- تمكين العناصر المؤمنة بالدموقراطية من مراكز القرار بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية والأسرية.
- ترشيد الإنفاق ومحاسبة المفسدين وترقية المجال الاجتماعي.
-2- المجتمع والوعي بالمشروع.
ليست المواطنة في جوهرها سوى ذلك الانتماء الخلاق للمدينة كفضاء محسوس للانتماء الفردي والجماعي، وكمكون مادي ومعنوي من مكونات الوطن كفضاء تتوحد فيه التنوعات الجهوية. والمواطنة كانتماء مدني ليست بديلا يلغي الانتماء العائلي والقبلي بقدر ما هي بديل ضروري يرتقي بالانتماءات التقليدية إلى ما هو أسمى. إن تعميق هذا الانتماء والوعي به كفيل بتعبئة كل شرائح المجتمع من أجل الانخراط الواعي في البناء الديموقراطي والارتباط بالقضايا الأساسية؛ وذلك من خلال:
-ارتباط الإعلام بجوهر المشروع بشكل منهجي وتنوير الرأي العام بمقاصده.
-انخراط النخبة في مناقشة المشروع عبر الإعلام ومراكز البحث...
-انخراط الجمعيات غير الحكومية في وضع أنشطة توعوية وتنويرية بأهمية المشروع.


-3- وعي جبهة البوليساريو وأنصارها بضرورة التحرر من التمثلات النمطية ومن النظام الجزائري.
إذا أجرينا فحصا لتاريخ البوليساريو وقمنا بجرد المعطيات المرتبطة بمسارها السياسي وطرحنا السؤال التالي : هل استطاعت الجبهة بوصفها حركة تحررية أن تستوعب التحولات الإيجابية التي انخرط فيها المغرب وتفيد منها لمصلحة ساكنة الأقاليم الصحراوية التي تتحدث باسمها؟ أم أنها تحولت إلى مجرد جهاز فاقد للاستقلالية والسيادة وبالتالي فاقد لروح مشروعه التحرري، وقاصر عن استيعاب دينامية التاريخ، وباختصار : هل تحولت الجبهة إلى جهاز بيروقراطي واستخباراتي خاضع لنظام هو ذاته أسير نزعة عسكرية ومافياوية تضخمت فيه روح الفساد والقمع والبيروقراطية؟
التحليل يفضي بنا إلى أن الجبهة ظلت تفتقر إلى خلفية فلسفية ذات أبعاد إنسانية ودموقراطية تؤهلها إلى طرح بدائل تخدم مشروعها السياسي وفي ذات الوقت مصلحة ساكنة الأقاليم التي تتحدث باسمها.
وغياب هذه الخلفية الفلسفية حرمها من استيعاب البدائل التي طرحها المغرب مما حرمها خوض امتحان معركة التفاوض باستقلالية وثقة وبعد نظر.
وحسب تقديرنا فإن المجهودات يجب أن تتكثف من أجل تعميق الوعي لدى الجبهة وأنصارها، وحتى الواقفين على الحياد، بأهمية البديل المغربي، وذلك من خلال: تكثيف الجهود الرسمية والمدنية لدعم الجبهة على الاستقلالية. (1)
-4- تعزيز الثقة بين المشروع المغربي والجهات المغاربية المؤمنة بالدموقراطية والاتحاد المغاربي.
كنت واحدا من الذين يقفون على الحياد في قضية النزاع حول الصحراء، وكل ماكان يعنيني في القضية هو أن تجد لها حلا. ولأني كنت من المؤمنين بالتدبير السياسي ذي الصبغة الفدرالية، وعبرت عن ذلك في أكثر من مقال حول المعضلة الجزائرية؛ وحينما أطلق المغرب مشروع الحكم الذاتي كان من الطبيعي أن أقف مع هذا المشروع. ثم جاء مشروع الجهوية الموسعة ليعزز من انتمائي لهذا التوجه؛ وهذا ما دفعني إلى الانخراط ليس دفاعا عن هذا التوجه فحسب بل انتصارا لمقاصده الدموقراطية كأساس صلب لبناء الاتحاد المغاربي.
ولا أشك أن التيارات الدموقراطية التي ظلت تتطلع إلى قطر مغاربي مؤهل للاضطلاع بدور الدولة الدموقراطية الأنموذج، لن تتأخر في الانتصار لهذا المشروع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سعيد هادف – باحث جزائري
* ملتقى الداخلة حول الحكم الذاتي والأمن الإقليمي، أيام 26/27/28 يوليوز 2010
1- إن المبادرة الشجاعة التي قام بها المفتش العام للبوليساريو السيد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود تمثل أسلوبا أصيل ونوعيا يترجم دينامية جديدة لدى جيل جديد من العائدين، ويشكل منعطفا حاسما كأسلوب نوعي وشجاع في النقاش والحوار والتفاوض.



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام الجزائري: أسطرة التاريخ وعسكرة الجغرافيا
- الأساطير المؤسسة للنظام الجزائري، هل تصمد أمام الأحداث؟
- الراهن الليبي، النظام الجزائري وأفريكوم: أي مصير مغاربي؟
- النظام الجزائري وموقفه من الثورة الليبية
- المغرب ومحيطه العربي: الحتميات التارخية وحرب الاختيارات
- من جزائر 5 أكتوبر إلى جزائر 12 فبراير: من يصنع الأحداث؟ (3)
- ما هي مواصفات الدولة الحديثة؟ موضوع للنقاش
- من جزائر 5 أكتوبر إلى جزائر 12 فبراير: من يصنع الأحداث؟ (2)
- من جزائر 5 أكتوبر إلى جزائر 12 فبراير: من يصنع الأحداث؟ (1)
- الدستور ذلك الكتاب: الملك محمد السادس وخطاب الحسم والقطيعة
- الأفق المغربي-الجزائري في ضوء همجية النظام الليبي
- الراهن العربي: دينامية الشارع، همجية الحاكم وقصور النخبة
- الانفصال في ضوء نظرية المؤامرة: تأملات في المخطط / الجزائر ن ...
- المغرب الكبير وسؤال المستقبل: تونس ساحة أخرى للصراع بين القو ...
- نزاع الصحراء: من يكسب الرهان؟؟؟
- الجهوية الموسعة والحكم الذاتي: الدينامية الدموقراطية والدينا ...
- الاتحاد المغاربي: التاريخ المعطى والتاريخ البديل
- الجزيرة في المغرب والمغرب في الجزيرة
- مؤتمر السمارة وقمة سرت: التاريخ واللاتاريخ
- المغرب والجزائر: رحلة السلام تبدأ من تندوف


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد هادف - المغرب ومحيطه: الشروط المؤسسة لمنطقة آمنة*