أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - النظام الجزائري وموقفه من الثورة الليبية














المزيد.....

النظام الجزائري وموقفه من الثورة الليبية


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 3390 - 2011 / 6 / 8 - 22:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


منذ أن اندلعت ثورة الشباب الليبي ضد استبداد القذافي، بدأت تروج أخبار عن مساعي النظام الجزائري في إفشالها. كان أول خبر تناهى إلى مسامعي، تورط عناصر من جبهة بوليساريو. الخبر بثته إذاعة ميدي 1، نقلا عن منبر إعلامي إيطالي. وهو الخبر الذي أكدته بعد مدة، أهم المنابر الإعلامية الأمريكية والفرنسية والبريطانية.
لقد تأكد للرأي العام العالمي اعتماد القذافي على المرتزقة في حربه على الشعب الليبي، كما بدأت التصريحات حول ضلوع النظام الجزائري تتوارد دون انقطاع، ومن جهات مختلفة.
لم يكن الخبر مفاجئا للعارفين بخبايا النظام الجزائري، غير أن الصدمة كانت كبيرة بالنسبة للشعب الجزائري خاصة والشعوب العربية عامة.
بخصوص رد فعل النظام الجزائري، كانت بطيئة، وقد شابها الضعف والارتباك، ولم تكن تصريحات المسؤولين الجزائريين كفيلة بتفنيد "الإشاعات"؛ وبدل الرد الموضوعي والهادئ اتسمت تصريحاتهم بالانفعال والتعالي، وكانت أقرب إلى التأكيد منها إلى النفي.
لقد كشفت الثورة الليبية مستور النظام الجزائري، وأضاءت تناقضاته وتفاصيل مخططه المعادي للشعوب.
موقف النظام الجزائري من ثورة الشباب الليبي لم يكن شاذا، ولم يكن سوى تجل من تجليات أجندته السرية التي لم يعد يقوى على إخفائها ولم تسعفه وتيرة التغيرات التي بدأت تدفعه دفعا إلى التعري من أقنعته الزاهية التي ظل يخفي بها وجهه المقيت، وأهدافه الانفصالية والإرهابية والفوضوية.
في ندوة تاريخية بمتحف المجاهد بدعوة من إتحاد المؤرخين الجزائريين أطرها أحد أبناء المالغ سنة 2008، دحو ولد قابلية رئيس جمعية قدماء مجاهدي وزارة التسليح والاتصالات العامة "المالغ" ووزير الداخلية حاليا، صرح أن المغرب وتونس ومصر لم يقدموا للثورة الجزائرية يد المساعدة المرجوة منهم، وأشاد بدور ليبيا في عهد الملك إدريس السنوسي والعراق. لم يكن الهدف من هذه الندوة سوى بث مشاعر العداء بين الجزائر ومحيطها العربي؛ وبصرف النظر عن هدفها المضمر، فقد أكدت الندوة دعم ليبيا الإدريسية للشعب الجزائري في حربه ضد المحتل الفرنسي؛ والسؤال المطروح: كيف تنكر النظام الجزائري، الذي أقر بهذا الدعم، إلى ليبيا الثائرة اليوم؟ ليس في الأمر ما يثير الاستغراب، فهذا النظام الأعمى لم ينتصر لليبيا الإدريسية حين أجهزت عليها عصابة القذافي سنة 1969، فمن منطقه إذن أن يقف ضد الشباب الليبي وهو يرفع عاليا راية أسلافه الذين ظلوا يحملون كل الحب للملك إدريس السنوسي.
تبدو محاولات النظام الجزائري يائسة، فلا هو قادر على دعم حليفه القذافي، ولا هو قادر على تبرئة ذمته من تهمة حربه على الشعب الليبي.
كل المعطيات تؤكد تورط النظام الجزائري، وكلها تؤكد تخبطه في مأزق لم يعد بمقدوره الخروج منه؛ حيث ظل يلقي باللائمة على المغرب وفرنسا باعتبارهما يقفان وراء مؤامرة تشويه سمعته، غير أن محاولات النظام لتبرئة نفسه لاتصمد أمام الوقائع والحيثيات؛ وفي محاولة يائسة أوعز النظام إلى إعلامه لنسج قصة رديئة، مفادها، أن الاستخبارت المغربية هي من يقف وراء تجنيد المرتزقة وتمكينهم من العبور إلى طرابلس عبر الأراضي الجزائرية.
ولنفترض جدلا أن جهة مغربية أو أجنبية تهيء الظروف لعبور المرتزقة عبر الأراضي الجزائرية، فمن هي الجهة التي كانت وراء حضور بوقطاية لملتقى طرابلس؟ ألم يكن عبد العزيز بلخادم هو من كلفه بتمثيل الأفلان في طرابلس؟ لقد صرح بوقطاية بعظمة لسانه أن بلخادم هو الذي كلفه بتمثيل الأفلان أحد أحزاب الاتلاف الرئاسي، ليضيف قائلا :لست بائع خضر. وهو لم يكذب هذه المرة، لأن بائع الخضر أشرف منه، وما هو سوى نصاب ومحتال وانتهازي، اختار أن يبيع نفسه بأرخص الأثمان لنظام لم يدخر جهدا في ضرب المنطقة المغاربية. لقد قال دون حياء: "وجدت طرابلس صامدة في وجه التحالف الدولي ولا أثر للثوار".
لنطرح السؤال على من يدعي أن المغرب هو الجهة التي تعمل على تجنيد المرتزقة انطلاقا من الأراضي الجزائرية:
من هي الجهة التي أملت على الحكومة الجزائرية أن تشجب قرار الجامعة العربية الذي أدان جرائم القذافي؟ ومن الجهة التي أفتت لها كي تدافع عن القذافي؟ ومن أوعز لها أن ترفض قرار مجلس الأمن الداعي إلى فرض حظر جوي على ليبيا؟ ومن وسوس لها كي تكثف من مساعيها الإفريقية دعما للقذافي السفاح؟ ومن منعها من الاعتراف بالمجلس الانتقالي؟
لنفترض، جدلا، مرة أخرى، أن كل ما صدر من النظام الجزائري إزاء الثورة الليبية، هو بإيحاء من "جهة أخرى" فهذا يعني أن الدولة الجزائرية تفتقد إلى السيادة، بل هي ليست دولة أصلا، وبالتالي هي مجرد مؤسسات وأجهزة تحتلها "جهة أخرى" مقابل استمرارية النظام الذي تنحصر مهمته في نتفيذ إملاءاتها، طوعا أو كرها.
إن هذا النظام، لم يتورع عن الحط من قيمة الثوار الليبيين، وهذا دليل كاف على أن أنه لم يكن سوى قرصان سطا على "ثورة الشعب الجزائري"، لا لشيئ سوى ليسطو على "منابع النفط والغاز" ويضعها بين يدي كبار المفسدين في العالم، هؤلاء المفسدون الذين يتربصون اليوم بدماء الشعب الليبي، وإن كانوا يدركون أن أيام القذافي باتت معدودة، فهم يراهنون على تمزيق ليبيا حتى تكون لقمتهم السائغة، وذلك حلم دونه خرط القتاد.
عن جريدة "17 فبراير" الليبية



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب ومحيطه العربي: الحتميات التارخية وحرب الاختيارات
- من جزائر 5 أكتوبر إلى جزائر 12 فبراير: من يصنع الأحداث؟ (3)
- ما هي مواصفات الدولة الحديثة؟ موضوع للنقاش
- من جزائر 5 أكتوبر إلى جزائر 12 فبراير: من يصنع الأحداث؟ (2)
- من جزائر 5 أكتوبر إلى جزائر 12 فبراير: من يصنع الأحداث؟ (1)
- الدستور ذلك الكتاب: الملك محمد السادس وخطاب الحسم والقطيعة
- الأفق المغربي-الجزائري في ضوء همجية النظام الليبي
- الراهن العربي: دينامية الشارع، همجية الحاكم وقصور النخبة
- الانفصال في ضوء نظرية المؤامرة: تأملات في المخطط / الجزائر ن ...
- المغرب الكبير وسؤال المستقبل: تونس ساحة أخرى للصراع بين القو ...
- نزاع الصحراء: من يكسب الرهان؟؟؟
- الجهوية الموسعة والحكم الذاتي: الدينامية الدموقراطية والدينا ...
- الاتحاد المغاربي: التاريخ المعطى والتاريخ البديل
- الجزيرة في المغرب والمغرب في الجزيرة
- مؤتمر السمارة وقمة سرت: التاريخ واللاتاريخ
- المغرب والجزائر: رحلة السلام تبدأ من تندوف
- مناطق للسلام وأخرى للفوضى : من يصمم خارطة المستقبل المغاربي؟
- العلاقة الأمريكية بالعالم الإسلامي: أي آفاق؟
- حمى المونديال : الجزائر صيف 2010
- محمد لبجاوي:صوت الشجاعة والأمل


المزيد.....




- متى تتوقعون الهجوم على رفح؟ شاهد كيف أجاب سامح شكري لـCNN
- السعودية.. القبض على شخصين لترويجهما مواد مخدرة بفيديو عبر و ...
- مئات الغزيين على شاطئ دير البلح.. والمشهد يستفز الإسرائيليين ...
- بايدن يعلن فرض الولايات المتحدة وحلفائها عقوبات على إيران بس ...
- لماذا تعد انتخابات الهند مهمة بالنسبة للعالم؟
- تلخص المأساة الفلسطينية في غزة.. هذه هي الصورة التي فازت بجا ...
- شاهد: لقطات نشرها حزب الله توثق لحظة استهدافه بمُسيرة موقعًا ...
- ألمانيا تطالب بعزل إيران.. وطهران تهدد بمراجعة عقيدتها النوو ...
- مهمات جديدة أمام القوات الروسية
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - النظام الجزائري وموقفه من الثورة الليبية