أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - انطباع أول.. بين الشاعر الكبير الحبوبي وشاعر مجهول














المزيد.....

انطباع أول.. بين الشاعر الكبير الحبوبي وشاعر مجهول


بلقيس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 6847 - 2021 / 3 / 21 - 02:27
المحور: الادب والفن
    


قبل أسبوعين اشترى ولدي كتباً لي منها (عراقيون في القلب) للمؤلف جليل العطية
وحين سألت ولدي عن السبب، تبسم وأشار بكفه اليمنى نحو العنوان
ثم صورة الغلاف التي تحتوي وجوها عراقية لا أعرفهم للأسف
فتشوقت لمطالعة الكتاب.وعرفت أن المؤلف يتناول ذكرياته بشكل مختصر مع كل شخصية

وذلك زادني حماساً..
في الكتاب صورة قلمية لمثقفين عراقيين أفذاذ.. الشعراء: عبد المحسن الكاظمي، بلند الحيدري ،
السياب، مصطفى جمال الدين وكتّاب عمالقة : شمران الياسري،أنستاس الكرملي، عبد الوهاب الأمين،
علي جواد الطاهر،علي الوردي، كوركيس عواد، جواد علي،ميري بصري،زكي الجابر، عزيز جاسم الحجية.. وغيرهم من الأفذاذ العراقيين.
ولكن لم أجد عراقية بين هؤلاء العراقيين من أمثال:
نازك الملائكة، عاتكة الخزرجي، نزيهة الدليمي، لمعان البكري وغيرهن من النساء العراقيات..
علما ان سنوات منتصف القرن العشرين كان الاختلاط مألوف بين الطلاب والطالبات..
فلماذا تغيبت المرأة الأديبة عن ذكريات المؤلف؟ الذي حافظ على ذكورية عنوان الكتاب.
والسؤال هنا هل كان الأديبات يتجنبن الأدباء؟ من باب التخلص من الشائعات؟ ربما لهذا السبب لم يرد ذكرهن في الكتاب.
اترك تساؤلاتي..

و اتوقف عند علاقة المؤلف جليل العطية مع الباحث العراقي الكبير عزيز جاسم الحجية
وهنا ينتقل المؤلف العطية ليجعلنا نصغي لما يقوله عن علاقة الحجية مع الشاعر السيد محمد سعيد الحبوبي،
ويكون الحديث عن موشح للحبوبي سار مسار الشمس :

(ياغزال الكرخ واوجدي عليك كاد سرّي فيك أن ينتهكا
هذه الصهباء والكأس لديك وغرامي في هواك احتنكا
أسقني كأسا وخذ كأسا إليك فلذيذ العيش أن نشتركا)

وكان لهذه الأبيات دويها العالي آنذاك بين الناس،
لكن أحدهم وقف وهو شاعر شعبي لم يعجبه البيت الثالث،
فراح يبحث عن الحبوبي واقتحم الصحن الحيدري في الكاظمية وسأل عن الحبوبي،فأرشده أحدهم إليه
ومكث الشاعر الشعبي ينتظر ريثما ينتهي السيد الحبوبي من درسه الفقهي
وجرت بينهما هذه المحاورة

(أنت السيد الحبوبي؟
نعم
أأنت قائل: ياغزال الكرخ؟
رد السيد بايجاب وتبرم متطلعا في وجه سائله الذي فاجأه قائلا
: أنت لست شاعراً! ولست صادقا في دعواك للحب!
كيف تؤثر نفسك على حبيبك وتشرب قبله؟
هلا قلت كما قلت أنا..
وهنا بادره الحبوبي قائلا : قل ماذا قلت لنستمع ماعندك؟)
وهنا سيرد الشاعر المطبوع ببيتين من قمة بلاغة الدارمي
(أتهنه بأوّل كاس والثاني ليه
يشكر لذيذ العيش نشرب سويه)
فقال السيّد الحبوبي : أحسنت. أقوم. لها وأقعد)

في هذه الحكاية درس في تواضع العظماء يتجسد في السيد والمجاهد والشاعر الحبوبي وبين عبقرية الشاعر المجهول الاسم الذي اضاف قوسا شعريا رائعا..

لكن من المؤسف في الحكاية ان الجندي المجهول فيها هو شاعر الدارمي الذي لم يذكر أسمه المؤلف ولم يذكره عزيز جاسم الحجية ولا ذكره الشاعر محمد سعيد الحبوبي الذي أجله، ..
يبقى الشاعر المجهول الاسم حيا في ذاكرتنا من خلال هذا البيت والفضل يعود الى المؤلف جليل العطية.. وربما من خلال هذا المقال سيتذكر أسمه احدهم.
............................

جليل العطية .. عراقيون في القلب/ دار المدى بغداد/ طبعة أولى 2020
ص/ 124



#بلقيس_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنطباع أوّل.. الشاعرة ألق محمد في (خُردة ذكريات)
- رفقا بهذه اللحظات
- بالتزامن مع الثامن من آذار يوم المرأة العالمي المرأة في سطوع ...
- غيم لا يجيد المطر.. هايكو عراقي
- مِن دكة مكة إلى أراجيح الياسمين بلقيس خالد : تحاور الروائي ا ...
- مونيه / فيروز
- على هيئة وردة.. هايكو عراقي
- استنشق عطري من جنونك.. هايكو عراقي
- لغات اللغة
- كيد الصوت
- تالا : طفولة محجوبة
- ظل ٌ أبكم
- إنطباع أوّل .. فتيات الملح : قصص قصيرة : مجيد جاسم العلي
- تجربة جديدة بأفق يتجدد
- نعلٌ في مواجهة الخوف
- للندوب حكايتها
- جواربُ أخيل
- الصباح من شجر وبيوت
- دمية ُ رجل ٌ أنيق
- الشذرة... سحر الضوء..د.سهير صالح أبو جلود. ترجمة: مي صالح أب ...


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - انطباع أول.. بين الشاعر الكبير الحبوبي وشاعر مجهول