أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - المطر كشخصية سالبة في (امرأة من رمل) للشاعرة بلقيس خالد














المزيد.....

المطر كشخصية سالبة في (امرأة من رمل) للشاعرة بلقيس خالد


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 6840 - 2021 / 3 / 14 - 10:22
المحور: الادب والفن
    


تحية لرابطة المرأة العراقية في الذكرى (69)
المطر: كشخصية سالبة
قراءة منتخبة في(امرأة من رمل) بلقيس خالد
مقداد مسعود
يتجاور النصان في الترتيب الطباعي( صمت) في ص101 و(ينتظرون طفولتهم) في ص102 ومنصة انطلاق النصين هو نص( مطرٌ... لا غيث) في ص62. والنصوص الثلاثة ضمن الذخيرة الشعرية في (امرأة من رمل) المجموعة الشعرية الأولى للشاعرة بلقيس خالد..
(*)
التجاور الثاني هو تجاور المهيمنة وتجاور الختام
في (صمت) يحاول الصبية التحرر من كل عبوديات حياتهم بالتطهر فهي عبوديات لا تختلف عن النجاسة، واللقطة الشعرية ترّكز على المطر والأفواه :
(يغسلون أصواتهم
بأفواه ٍ
مفتوحة، تحت حنفيات
السماء)
نلاحظ أن المشهد، لا يعلن سوى تواجد هذه الحزمة البشرية في الشارع
والمحذوف هنا هو الآخرون !! هل بحذفهم تريد القصيدة تعويض الصبية المحذوفين في الوجود من الوجود؟
ونلاحظ أن النص يتمرد على المألوف، فالصبية لا يغسلون أفواههم
بل أصواتهم!! والمحذوف في النص يستفز القارىء للبحث عنه.. ربما ثمة صدأ متراكم في ألسنتهم؟ والسؤال ليس من أين جاء الصدأ؟ بل من المتسبب في هذا الصدأ؟ الجواب نجد في ربما في السطور الاخيرة
(فجأة ً...
هبط الصمت
ارتجفت منه
: المدينة)
السؤال أيضا أين كان الصبية قبيل المطر؟ الجواب يتكفله تلقي الصدمة لدى القارىء
(*)
في قصيدة (ينتظرون طفولتهم) تتوقف قراءتي لدى المرقمة الثانية
(أرى عويل الأرامل
مطراً
على جباه
الأطفال الكادحين)
إذا كان المطر في قصيدة(صمت) من الأعلى إلى الأسفل، فأن المطر في المرقمة الثانية أفقي المسار.
(*)
في قصيدة(صمت) يغسلون أصواتهم . هنا يمكن رؤية العويل بالعين المجرد ويمكن رؤيتهم مطراً لا يسقط على الأرض بل يكون صبيبهُ على جباه الاطفال. ولكن ليس الاطفال عموما بل الأطفال الذين عليهم أن يعيلوا عوائلهم. نتوقف عند مفردة مطر وهي تنتسب لمفردة مطر ضمن السياق القرآني. وأفضل بينة لدينا هي قصيدة( مطرٌ ... لا غيث) التي تستقبلنا بهذه الصورة العراقية للبيوت المحذوفة من خيرات العراق :
(سقوف الدار : تبكي
النتروجين يغذي الجروح
فتزداد.. كلما برق الغيم أتساعاً
تهالك الأسمنت متساقطا
على كتب ٍ تحكي ثراء البلاد
بترول..
نخيل..
أنهار..
وشعبٌ منذ فجر الخليقة
يتناسل فيه العوز..)
(في ثراء البلاد: نسكن بيوتا/ دموع سقوفها
تعزف على هندسة الأواني سيمفونية المطر)
ثم يحيلنا النص إلى المعرفيات الكبرى والفقر المدقع
الذي يخشى من المطر خشية من خصيم حقود
وتكون الذات بين قوسيّ : غفوة الأمل/ خشية العيون
(هذه الموسيقى على همسها تغفو آمالنا
وتخشى عيوننا الغفوة حتى لا تداهمنا
الكوابيس...
سقوف..
سقوف..
سقوف مجرّحة : ترتجف تحت سياط الريح الماطر
وتحت السقوف الغزيرة الدموع
كتب تحكي ثراء البلاد
ومنذ فجر الخليقة
: ثراء
وعوز 64/ امرأة من رمل )

(*)
(صمت)
(خرج الصبية
تحت المطر
يرقصون
يغسلون أصواتهم
بأفواه ٍ
مفتوحة ٍ
تحت حنفيات السماء..
فجأة...
هبط الصمت
أرتجفت منه
: المدينة
............... )
(ينتظرون طفولتهم)
(عندما ولدوا بكوا طفولة ً
لم تلد معهم
حلماً كان حضن الأم
حين أفزعهم الكابوس
وهو يكتبهم حكاياتٍ داميات ٍ
على سطور الشوارع
-2-
أرى عويل الأرامل
مطراً
على جباه
الأطفال الكادحين
-3-
تلفظهم الأرحام
فيرتشفون كأس النور
وهم يكتبون
على سواد الوطن
تاريخ ممحاة طفولتهم
-4-
تمطرهم السماء
أغصاناً معلقة ً في الهواء
بِلا شجرٍ أو جذور
أغصان : لا تعرف إلى أي فصيلة تنتمي
ولا أي ثمرٍ ستطرح
أغصان : كالشموع يحترقون على أسفلت الشوارع
................)
(مطرٌ... لاغيث)
-1-
سقوف الدار: تبكي...
النتروجين يغذي الجروح
فتزداد
كلما برق الغيم أتساعاً
تهالك الأسمنت متساقطا
على كتبٍ تحكي ثراء البلاد
بترول..
نخيل..
أنهار..
وشعبٌ منذ فجر الخليقة
يتناسلُ فيه العوز
فيولد الأمل
وهو يرجم البؤس
بالكلمات الساخرة
-2-
في ثراء البلاد
: نسكن بيوتا/ دموع سقوفها
تعزف على هندسة الأواني سيمفونية المطر
: تك
تاك
تكتك
تاك
.....
.........
.....
هذه الموسيقى على همسها تغفو أمالنا
وتخشى عيوننا الغفوة حتى لا تداهمنا
الكوابيس.. سقوف سقوف سقوف
مجرحة: ترتجف تحت سياط الريح الماطرة
وتحت السقوف الغزيرة الدموع
كتب ٌ تحكي ثراء البلاد
ومنذ فجر الخليقة
ثراء و عوز)
*بلقيس خالد/ امرأة من رمل/ دار الينابيع/ دمشق/ ط1/ 2009



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمامة سميراميس 2069 ق.م
- أوّل قصيدة في العالم: الشاعرة إنخيدو أنّا
- رسالتان عبر الواتساب ..من الأستاذ باسم محمد غلب
- رأي وامض : في ( طرق ٌ... سلالم؟) نصوص مقداد مسعود / كتابة ال ...
- طرق ٌ... سلالم ؟!
- رأي ٌ وامض في (استكانة شاي) قصائد : مقداد مسعود. . كتابة الأ ...
- النداء توأم السؤال.. مع الشاعرة بلقيس خالد في ( أستنشق ُ عطر ...
- ينافس ُ النحات
- استكانة شاي
- أقطف الندى من فجر حديقتها
- مهرجان بلا شهادات تقديرية : الأمسية الشعرية لمؤسسة الاقلام ل ...
- هذا الناي : هلال ٌ من آس
- قبل التأهب والعدة
- قصة عرش العراق / للروائي عبد الكريم العبيدي : الروائي مؤرخا ...
- أصوات الظل ... في(ظل أبكم) للشاعرة بلقيس خالد
- لا مفاتيح لإسماعيل... أنشطارات سرد سوافح الروائي فريد رمضان
- تعويض المحذوف
- حصران المقهى
- تنويل
- شتاءٌ دفي ء


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - المطر كشخصية سالبة في (امرأة من رمل) للشاعرة بلقيس خالد