أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - أم الفحم وانتخابات الكنيست














المزيد.....

أم الفحم وانتخابات الكنيست


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6835 - 2021 / 3 / 8 - 11:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المظاهرة العملاقة في ام الفحم والتي نظمتها جماهيرنا في الداخل، وأسميت "جمعة الغضب" حملت مجموعة من الرسائل المهمة لمؤسسات الدولة الصهيونية، ولكل من يهمه الأمر، وجاءت هذه الفعالية الجماهيرية الحاشدة على أعتاب الانتخابات العامة للكنيست ال24، حيث ورئيسه بنيامين نتانياهو، أطماعها في الحصول على حصة وافرة من أصوات العرب.
المظاهرة الكبرى، شارك بها أكثر من خمسة عشر ألف مواطن عربي رغم القيود التي وضعتها الشرطة لمنع وصول المشاركين. وقد نظمت المظاهرة للاحتجاج على الجريمة وتواطؤ الشرطة الإسرائيلية مع عصابات الإجرام، والإهمال المتراكم لقضايا الجماهير العربية، وتهميش القرى والبلدات والمدن العربية، وحرمانها من ابسط الخدمات، ومن مشاريع التطوير والتشغيل. والتمييز العنصري المرسّم قانونيا، فضلا عن عدوانية الشرطة والأجهزة الأمنية التي تعتبر كل عربي متهما حتى يثبت براءته. ونتيجة لكل ذلك، اكتسبت المظاهرة طابعا سياسيا: فهي مظاهرة الجماهير العربية الفلسطينية بأسرها من الجليل والمثلث إلى النقب والساحل والمدن المختلطة، وهي أيضا مظاهرة وطنية سياسية حمل فيها المشاركون الأعلام الفلسطينية تعبيرا عن هويتهم وانتمائهم لشعبهم العربي الفلسطيني.
وتذكّر هذه المظاهرة، بسلسلة من الفعاليات الكبرى التي ارتبطت في زمنها بوقائع ظرفية محددة، ولكنها اكتسبت مع الوقت قيما تاريخية متنامية في التأكيد على هوية فلسطينيي الداخل، ووعيهم لذاتهم كأقلية قومية تخوض نضالا مركبا في سبيل حقوقها الوطنية والقومية ضد محاولات شطب الهوية والاستلاب من جهة، ومن أجل حقوقها اليومية والمدنية والاجتماعية ضد ممارسات التمييز العنصري. ومن ابرز هذه المحطات أحداث يوم الأرض الخالد في آذار 1976، ومظاهرات أم الفحم والمناطق المحيطة دفاعا عن أراضي الروحة عام 1998، وأحداث الثاني من تشرين الأول عام 2000 رفضا لجرائم قتل أبناء شعبهم الفلسطيني خلال انتفاضة الأقصى والقدس، وفعاليات الاحتجاج ضد مخطط برافر في العام 2013، إلى جانب عشرات المواجهات المتفرقة في مختلف مناطق النقب والمثلث والجليل.
المظاهرة الكبرى هي رد جماعي على محاولات نتانياهو النفاذ من شقوق الخلافات الداخلية، واختراق الجمهور العربي من أجل شطب البعد الوطني والقومي في الانتخابات المقبلة، ومعاملة الصامدين من شعبنا في الداخل باعتبارهم سكانا وأصحاب حقوق معيشية فقط من دون حقوق وطنية وسياسية، وتغليب البعد الخدمي والتنفيعي، على حساب المصالح الجماعية لنحو مليون وثلاثة أرباع المليون فلسطيني ممن بقوا في وطنهم على الرغم من عمليات التطهير العرقي، وحافظوا على هويتهم وانتمائهم حتى بعد أن فرضت عليهم الجنسية الإسرائيلية.
لقد مكّن وعي الفلسطينيين في الداخل لهويتهم وذاتهم وحقوقهم الوطنية، من مضاعفة قوتهم السياسية دورة بعد أخرى لانتخابات الكنيست، وهو ما بلغ ذروته في انتخابات الكنيست المنحلة (ال23) ، بحصولهم من خلال القائمة المشتركة على 15 مقعدا، وهي قوة لا يستهان بها ساهمت في منع نتانياهو من تشكيل ائتلاف حكومي مستقر، وبشّرت بما يطمح له العرب دائما وهو صعوبة تجاوزهم في أية حسابات سياسية مقبلة.
ومن دون الدخول في تفاصيل الخلاف الذي شجر بين مكونات القائمة المشتركة، وانشقاق جناح "الإسلامية الجنوبية"، ينبغي التأكيد على أن قوة التمثيل العربي هي المستهدفة، وأن هدف المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة بكل مكوناتها هو العودة إلى عصر التمثيل المزيّف في الخمسينات والستينات حين كان حزب العمل الحاكم وقتها يصطنع قوائم عميلة وملحقة من المخاتير والوجهاء، ولا تعنيها السياسة والهوية الوطنية بتاتا، ويكتفي ممثلوها في جلب المنافع الهزيلة من قبيل تصاريح الحركة ورخص البناء والمصالح الحرفية.
فالفلسطينيون العرب في إسرائيل يشكلون نحو 21 في المائة من السكان، وبسبب السمات العمرية يشكلون نحو 17 في المائة من أصحاب حق الاقتراع، ولكن أقصى ما حصلوا عليه من تمثيل لا يزيد عن 12 في المائة مما يستحقون، ويعود ذلك لأسباب عديدة منها مقاطعة بعض الاتجاهات والتيارات السياسية مثل الجناح الشمالي للحركة الإسلامية، وحركة أبناء البلد.
بشكل عام تصل نسبة مشاركة الفلسطينيين في انتخابات الكنيست إلى نحو 60 في المائة، وهي عادة أقل من نسبة إجمالي المشاركة اليهودية بنحو عشر نقاط مئوية .
المشاركة في انتخابات الكنيست لم تتناقض أبدا مع الهوية والانتماء الفلسطيني حسب اجتهاد معظم القوى الفاعلة في أوساط فلسطينيي الداخل، بل إنها تمثل منصة إضافية للنضال من أجل الحقوق السياسية والمدنية، ولكنها ليست بديلا عن أشكال النضال الأخرى وخاصة الجماهيرية والثقافية والقانونية، والمهم أن القوى السياسية العاملة في أوساط جماهيرنا في الداخل، بلغت من النضج والرشاد درجة لم تعد معها بحاجة إلى وصاية أو توجيهات من أحد، وهي ترى أن مهمتها المركزية تتمثل في زيادة نسبة الاقتراع، وحرمان الأحزاب الصهيونية من أصوات العرب، وزيادة التمثيل العربي في الكنيست.
مظاهرة أم الفحم التي وصفها الفنان الفلسطيني الشهيد ناجي العلي بأنها "الاسم الحركي لفلسطين"، هي محطة جديدة لنضال شعبنا في الداخل من أجل حقوقه السياسية والاجتماعية.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جناب الشاويش
- تحولات الموقف الإسرائيلي من سوريا: من العمل لتقسيم البلد إلى ...
- اليسار ضرورة وطنية واجتماعية
- عن الانتخابات الفلسطينية: النزاهة أولا
- اليمين الشعبوي يؤازر بعضه بعضا: العلاقات الهندية الإسرائيلية ...
- هل يسعى بايدن لترويض نتنياهو؟
- إسرائيل والعملاق الصيني: علاقات متنامية محفوفة بالحساسيات وا ...
- العالم وفلسطين ما بعد الكورونا
- خلفيات معارضة اسرائيل للاتفاق النووي وتهويل الخطر الإيراني
- حراك المحامين وإحياء المجتمع المدني
- النضال الكلامي والاستعراضي
- العلاقات االروسية الاسرائيلية: الخلافات لا تفسد للمصالح قضية
- مشاركة القدس والمقدسيين عنوان لنزاهة الانتخابات
- لا بديل عن الانتخابات لتجديد الشرعية
- العلاقات التركية الاسرائيلية: مصالح عميقة وتوتر فوق السطح
- كيف نهزم أنفسنا؟
- انقلاب السحر على نتنياهو
- صناعة السلاح الإسرائيلي قاطرة للنمو ومدخل للنفوذ
- لا تتركوا المقدسيين وحدهم!
- إسرائيل تتغلغل شرق أوروبا لتطيل قرارات الاتحاد الأوروبي ودعم ...


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - أم الفحم وانتخابات الكنيست