أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمى الخوري - حاكمي الصغير قد كبر














المزيد.....

حاكمي الصغير قد كبر


سلمى الخوري

الحوار المتمدن-العدد: 6834 - 2021 / 3 / 7 - 01:54
المحور: الادب والفن
    


نتصور أنفسنا أننا نحكم على امور الحياة التي نحن نعيشها ونمارس خبراتنا
بها باننا نضجنا ونمارس حياتنا اليومية بأوهام قد تكون في أعتقادنا هي
المثلى في التربية الأجتماعية ، وعلاقتنا بأبناءنا ونحن نحاول أن نربيهم
التربية التي نعتقد أنها في صالحنا كمربين وفي صالح الجيل الذي نريد له أن
يسلك في الطريق الصالح له كإنسان صالح وطموح للحياة الأفضل بصلاحها .
وفي مواقف معينة نرى أنفسنا نصطدم مع أطفالنا ، أنهم يحاكمونا بكل براءة
على تصرفاتنا التي نخطئ فيها بقصد أو بغير قصد في مواقف نعتقد في
ممارستنا لها أنها التربية الصحيحة .


لا...لا...

كانت الساعة السادسة مساءً والشمس قد رحلت من مدة وجيزة لتدور دورتها اليومية ،
الأم منهمكة في إعداد العشاء ، وإذا بها تلتفت الى حيث مصدر الحركة من وراءها .
ابنتها التي لم تبتلع السنة السادسة بعد تقود بيدها آخاها الصغير الذي لم يتمم بعد تعلمه
للكلام جيداً ، وكان بيدها الأخرى صرة صغيرة ـ وتفاجئت الأم ـ
- " ما هذا ؟ الى أين تأخذين أخاك ...؟ "
- سنذهب عن البيت.
- لماذا ...؟!
- لكي أتزوجه ...
وهنا ضحكت الأم ضحكة نابعة من قلب مفعم بحب الطفولة البريئة بأجوبتها .
- كيف يحدث أن تتزوج الأخت بأخاها ..؟
- لكي نخلص منك . قالتها الصغيرة بجدية وعناد .
- لماذا ..؟!
- لأنك تريدين دائما البيت مرتب وجميل ، وتصيحين ، لا توسخوا الأفرشة - لا تلعبوا
بالمكتبة - لا تبعثروا اللعب هنا وهناك - لاتصرخوا وترفعوا أصواتكم - لا - لا -لا -
إنني أكره بيت اللا .


ماما

جاءني باكيا أثر أرتطامه بباب الحمام ، ووقف بجانبي وأنا منكبة أقلب قصاصات ورقية متناثرة ملئت بأفكار متنوعة ،
لم ألتفت أليه ، فالوقت أمامي قصير ، حيث الدوام ينتظرني ، وعلي ان أعمل شيئا ، كنت برمجت للساعة هذه منذ البارحة .
سحب الأوراق والدفتر من بين يدي بقوة ورماهم أرضاً ، وسكت فجأة . سنة وثماني شهور أغتصبت الموقف ،
التفاته مني ، نظرة فاحصة لتعبيرات الوجه الطفولي وهي تطلب الأهتمام والحنان ، إحناءة راس لألملم ما تبعثر .
إن الأمومة حاجة أكبر من الأوراق المكتوبة ، وها هي واقفة بجانبي تطلبني ، وضعت الأوراق والقلم في الدرج أستدرت
ـ ما بك يا حبيبي ؟
أنبثق فاه عن كلمة
ـ ماما !!!
تيقنت أن ال "ماما " شعور ومعنى ليس له حدود ...


الزهور تموت

ــ لقد ماتت زهور الحديقة ...!
قالها بطريقة مخبرة
ـــ إنه المطر يا ولدي .
ـــ وهل المطر يميت ...!؟
ـــ عندما يكون شديداً قاسيا
ـــ وشدتك علينا التي تدعين أنها الرحمة التي سنعرفها مستقبلاً ما هي ؟؟
ـــ وعرفت أن حاكمي الصغير قد كبر .



#سلمى_الخوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نتصرف كدكتاتوريون
- العلاقة البنوية - الخوف من الأعتراف
- تربية الأبناء
- البيانو الصغير
- عالم الأطفال
- مسيرة حياة
- أحشمة هي ! ؟
- يا عجبا للأزمان
- عبوة ناسفة
- لماذا ؟؟
- متظاهر ساحة التحرير
- لقاء الليل
- حكام جبناء
- شمس النهار
- هو - يحيى -
- الكفر
- كان أبي
- الكذبة الكبرى
- أنا إنسان
- الكلمة


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمى الخوري - حاكمي الصغير قد كبر