أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - انطوني دانيال - قصة شردتها الريح














المزيد.....

قصة شردتها الريح


انطوني دانيال

الحوار المتمدن-العدد: 6831 - 2021 / 3 / 4 - 11:13
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


يخفق قلبه طربا.بعد ان ابتاع لاولاده هداياهم وخاصة الحقيبة المدرسية لابنه البكر لشده ولهه في التعلم وحصوله على حقيبته الاولى ..حياة هذا الصغير تقف على هذه الحقيبة كما اعتقد الجميع .
بعد ان انهى اعماله في العاصمة حمل حقيبته ورتب فيها الهدايا..لزوجته حقيبة جلدية يدوية صغيرة.ولابنته الصغيرة لعبة الباربي التي تحبها..
كان قلبه يسبق خطواته في العودة الى قريته استقل الباص. وبدات خطواته تسبق اطارات الباص...فرحة اللقاء تحتل كيانه..لا تفارق مخيلته فرحة ابناءه بقدومه محملا هداياهم..وشوقه الكبير لهم رغم قصر الفراق..كانت محبته لهم كبيرة فهم حياته وعمره وبدونهم لا يمكنه ان يعيش...تقدمت به الحافلةمسافات ومع كل اطلالة يخفق قلبه سريعا ويبحث في الاطلال عن خيالات اولاده او بيته...وفرحة اللقاء..
وبين هذه التخيلات والرؤى سمع من ينادي باسمه..كان معاون السائق يناديه ليراجع عناصر الحاجز التابع للقرية المجاورة لقريته..لسبب يجهله.طلبوا منه انزال اغراضه من الحافلة..اختفت الفرحة من وجهه وقلبه تقطع مع كل خطوة يخطيها حاملا اغراضه.وكل ما يهمه ان يوصل الهدايا لاولاده وزوجته فهو لم يخلف بوعد ابدا...
بدا الطريق يطول بالاتجاه العكسي..لم تعد تعنيه الامكنة والازمنة ولا الالم والدماء والجوع والعري ولا الروائح واالاهات فقد توقفت حياته في مخيلته بلقاء عائلته..يتهيا له في جلساته في قعداته في كل ما يعيشه انه يحضن عائلته... مع كل قادم جديد يسال هل بدا العام الدراسي.. كان لديه امل ان يوصل الحقيبة الى ابنه..لم يدرك ان زوجته ادعت ان والدهم تاخر بسبب اعمال وارسل لهم هذه الهداية وحقيبة بسيطة لطفل في دراسته الاولى.. سند العائلة اختفى الى زمن مؤجل..عاشوا ببؤس جميعا هم بدون اب وسند والاب في الاقبية المظلمة تحت رحمة الشياطين..برغم تهتك جسده ومعه تغيرت كل ملامح وجهه ورجولته كانت روحه وقلبه حرا خارج السجون تحلق في فضاءات عائلته تراقبهم ترافقهم..وما زال يرنو الى لحظة اللقاء محملا بالهدايا..توقفت الازمنة عند هذه اللحظة...في تكور جسده مع ابتسامة وعيون تسرح في الفضاء سابقت روحه المكان لترحل سريعا تبحث عن عائلته تطارد خيالاتهم رائحتهم من مكان الى اخر لمسافات بعيدة لتعبر الحدود وتستقر فوق حقيبة مدرسية بسيطة وحيدة في بحر تتقاذفها الامواج...



#انطوني_دانيال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا - اللعب في الوقت الضائع
- حياة
- السوريون موسومون بالنضال
- دعم....ولا.....تدعيم ....شحيدة القصة
- اللا انسانيين
- اسئلة بتفزز العصب
- خلد ومسخ وضفدع يتآمرون على سوريا
- الحكومة السورية في عصر العولمة
- صناعة الرجال في سوريا
- الجيش الشعبي في سوريا
- انما الامم الاخلاق
- قصة مدينتي
- الديمقراطية الجزء الثالث
- الحياة والموت في نظر الحكومة السورية
- جراميز الاجهزة الامنية
- الديمقراطية -الجزء الثاني
- تلميذ
- الديمقراطية
- الليبرالية خيار ام حالة في سورية


المزيد.....




- استطلاع يورونيوز: تقدم اليمين المتطرف في إيطاليا قبل الانتخ ...
- بعد أن تعهد رئيسها بتوظيف الطلبة المتظاهرين.. شركة أمريكية ت ...
- أصالة وأهمية الندوة العالمية الأولى لمناهضة الفاشية المرتقب  ...
- الفصائل الفلسطينية تدين دعوات لرفع الأعلام الإسرائيلية بالمس ...
- موقف لافت من حزب الشعب الجمهوري التركي بشأن فلسطين
- العدد الأسبوعي (554 من 2 إلى 8 ماي 2024) من جريدة النهج الدي ...
- الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين
- نتائج المؤثمر الجهوي الثاني لحزب النهج الديمقراطي العمالي بج ...
- ب?ياننام?ي ??کخراوي ب?ديلي ک?م?نيستي ل? عيراق ب? ب?ن?ي م?رگي ...
- حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - انطوني دانيال - قصة شردتها الريح