فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6829 - 2021 / 3 / 2 - 12:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في هذه الظروف التي تتاجر فيها المصالح الذاتية الأنانية بالوطنية العراقية يبرز شاب عراقي الأصل والانتساب تتفجر فيه الجرأة والشجاعة حينما يدرك (المزايدات المصلحية) من سفيرين تركيا وإيران ينطقان بحديث فضح نفسيهما (كلمة حق أريد بها باطل) ولم يترك للتآسي بقية فجعل نارها تورى وشمر لها الزندا وألقم ادعاء الوطنية العراقية حجر في وقت لم نسمع ولم يجرأ أحد من الساسة العراقيون في يوم من الأيام أن تثيرهم النخوة الوطنية بالدفاع عن استقلال العراق وسيادته .. عيب والله عيب .. والعراق عضو في جمعية الأمم المتحدة منذ عام/ 1921 ومشارك في مؤسساتها ونحن الآن في القرن الواحد والعشرون والعراق أصل وليس فرع فكيف يراد به أن يصبح تابع والتاريخ يسير إلى أمام وليس يقف في مكانه أو يتراجع .. صحيح أن العراق كان تابع للإمبراطورية الفارسية وتابع أيضاً للإمبراطورية العثمانية .. فهل أصبحت التبعية أيام زمان واستمر إلى الآن عقد في عنق العراق أن يصبح تابع لأحدهما !!؟؟
إن العمق الوطني العراقي لدى أهالي المنطقة الغربية أكثر عمقاً وتأثيراً في السياسي منه في المنطقة الوسطى والجنوبية لدى السياسيين العراقيين وربما السبب يعود إلى الهجرة الكبيرة بسبب ظلم دكتاتورية صدام الدموية لدى كثير من أبناء العراق إلى أوربا والتجنس بجناسي تلك الدول الأوربية مما أضعف الروح الوطنية العراقية عندما تعددت ولاءاتهم حينما أصبح العراقي يمتلك أكثر من جنسية تلك الدول وهنالك ظاهرة أخرى حدثت بعد عام / 2003 عندما ساد وتفشى الجهل السياسي في الحكم والفساد الإداري مما جعل الفقر والبطالة والجوع يتفشى بين عناصر واسعة من أبناء الشعب العراقي أدت بالإنسان العراقي أن يصبح كالسلعة في السوق في بيع وشراء الضمائر والوطنية العراقية ولذلك نجد الحس الوطني العراقي ضعيف لدى كثير من أبناء الشعب وهذا الإثم الكبير يتحمله رجال السياسة الذين بسطوا اخطبوطهم على نفط العراق وثرواته وخيراته سرقة ونهب. ولم تبق أية قيمة لحياة الإنسان ونلاحظ ذلك من انفلات السلاح والمال السياسي وبكل بساطة يقتل الإنسان. والدليل على ذلك شهداء ثورة الجوع والغضب قد تجاوز خمسمائة عراقي والجرحى أكثر من خمسة وعشرون ألف إنسان لو كان يحدث مثل هذا في الدول الأخرى لأنقلب عاليها على أسفلها وليس الجاني الذي قتل هذا العدد الكبير (مجهول الهوية) بينما قانون علم الجريمة يقول (إذا عجز التحقيق عن معرفة الجاني يجب البحث عن المستفيد من الجريمة). وليس عصابات أطلقت الرصاص على هؤلاء الأبرياء وإنما جاءت (طيور من أبابيل ترميهم بالرصاص الحي) والدولة فقط تشكل لجان تحقيق ما أتعسها وفشلها.
بلادي وإن جارت عليّ عزيزة ---- وقومي وإن شحوا عليً كرامُ.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
الفيسبوك
التويتر
اليوتيوب
الانستغرام
لينكدإن
تيلكرام
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
