أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - ليتعلّم المؤمنون بالعراق محاربة الفساد من فرنسا














المزيد.....

ليتعلّم المؤمنون بالعراق محاربة الفساد من فرنسا


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 6829 - 2021 / 3 / 2 - 01:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أن تجلس إلى إسلاميّ شيعي في مجلس حتّى تراه متقمّصا شخصية الزاهد وكأنّه الإمام عليّ، وما أن تجلس في مسجد ومعممّ منهم على منبره حتى تتخيّله الإمام عليّ بنفسه وهو يعظ الناس لسلوك طريق الخير ، وما أن تجلس إلى سياسيّ منهم حتى ترى ملامح الإمام عليّ على سيمائه وهو ينظر الى الحق فلا يحيد عنه قيد أنملة!!

الأساس الذي يقوم عليه الدين كما يقول المؤمنون به من رجال دين وساسة إسلاميين وهم يريدون بناء دولة المهدي بالعراق "هو حُكم الله ورسوله"، وهم بذلك يقفون في الجهة المقابلة للعلمانية الديموقراطيّة ويحاربونها كونها كفر وإلحاد! لكنّ السؤال هو أنّ كان الفساد الذي هو أساس بلاء شعبنا ووطننا جزء من حكم الله ورسوله!؟

الفساد لا يقتصر على بلد دون غيره، لذا نراه منتشرا في مختلف البلدان بغضّ النظر عن غناها وفقرها. لكنّ الأمر المهم حينما يكون مستشريا وإن على نطاق ضيّق، هو محاربته وتقليل آثاره المدمّرة. لذا نرى البلدان العلمانيّة الديموقراطيّة "الكافرة" تسنّ القوانين التي تحارب هذه الظاهرة بشدّة، وتعمل على أن يكون القانون نافذا بحقّ الفاسدين دون النظر الى مواقعهم السياسية والإجتماعية. لذا نرى السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ومعها السلطة الرابعة لا يداهنون بدينهم الذي هو قوانين وضعوها بأنفسهم في محاربة الفساد وتقديم الفاسدين الى محاكم شرعية لنيل عقابهم، مهما كان مركز الفاسد السياسي والإجتماعي.

فرنسا العلمانية "الكافرة" أثبتت لنا اليوم عظمة القوانين الوضعية العلمانية الديموقراطية وتطبيقها، مقابل ضآلة "حكم الله ورسوله" الذي صدّع به رجال الدين وساسته وميليشياته رؤوسنا منذ الإحتلال الأمريكي – الإيراني لليوم على الأقل. الحكومة الفرنسية وهي حكومة تفرزها إنتخابات ديموقراطية لا تعرف المال السياسي ولا الإرهاب الديني والسياسي والميليشياوي كوسيلة لجعل الناخب التصويت لجهات معيّنة بذاتها وهي تعمل بقوّة في إستمرار وتقدّم بناء دولة تحترم مواطنيها، ضربت اليوم مثلا وضعت فيه سلطة المحاصصة بالعراق والانظمة الفاشلة الأخرى أمام مرآة شعوبهم عراة حتى من ورقة التوت.

لقد أصدر القضاء الفرنسي اليوم حكمه على الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي بالسجن 3 سنوات منها سنة واحدة نافذة، بتهمة الفساد واستغلال النفوذ فيما تسمى بقضية "التنصت"! ولم تأتِ إدانة ساراكوزي لعدم وضع عدّادات على انابيب نقل البترول الى السفن الراسية في مياه فرنسا الإقليمية، ولا بسبب المدارس الهيكلية التي بنتها إيران في الريف الفرنسي، ولا سرقة مصرف سوسيتيه جنرال في باريس وقتل حرّاسه، ولا بسبب صفقات الكهرباء وأجهزة المتفجرات والأسلحة وغيرها الكثير، بل بسببٍ لو حدث في العراق لحصل الفاسد على وسام الرافدين من الدرجة الأولى لنزاهته مقابل حيتان الفساد الآخرين. لقد حوكم ساراكوزي كونه وعد "بمساعدة قاض سابق في الحصول على وظيفة في موناكو مقابل الحصول على معلومات سرية حول تحقيق استهدفه، بمساعدة خط هاتفي مسجل باسم بول بيسموث"!!

نظام الله خير في ذاته ، لأنه من شرع الله ، ولن يكون شرع العبيد يوما كشرع الله ... سيّد قطب

لقد أثبتت المؤسسات والأحزاب الإسلامية دون إستثناء، وهي تتاجر بالله وفي كل العالم خطأ ما جئت به يا سيّد قطب. فنظام الله لم نرى منه الا الفساد والفقر والجوع والمرض للأسف الشديد، وشرع العبيد كما ترى تجاوز شرع الله في العدالة. وأتباع نظام الله يرسمون للفقراء جنّة في السماوات بعد أن ينهبوا أموالهم، في الوقت الذي يبحث فيه غيرهم عن جنّة لهم في الأرض.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق .. سمفونية الموت!!
- الإنتخابات ثقافة لايمتلكها الشارع العراقي
- حينما صمتت البرنو
- مقتدى الصدر يحرّض الغوغاء على القتل العلني
- الصدريّون .. طاعة عبودية ذُلْ
- ما العمل ..؟
- سائرون تبدأ تجارة الإنتخابات من النبي محمّد
- مقتدى الصدر .. انا الدولة!!
- ثلثين بلاسخارت عالخال
- هل نجحت إنتفاضة اكتوبر في تحقيق أهدافها ..؟
- الفاشيّة الدينية المشوّهة .. العراق مثالا
- السلطة كانت هدف الإمام الحسين ولتكن هدف دعاة الإصلاح
- الكاظمي وتراث بهجت العطية
- سترون يد إيران القويّة ... أين!؟
- ثرثرة فوق دجلة
- لا خوف على التومان الإيراني ..!
- سائرون تتمسك بقانون إنتخابي على مستوى الدرابين
- أثر غياب القوى الديموقراطية على انتفاضة شعبنا
- النقد ودوره في بناء عراق جديد
- پيشمرگة، أي پيشمرگة .. حشد، أي حشد..؟


المزيد.....




- حذره من -مصير- صدام حسين.. وزير دفاع إسرائيل يهدد خامنئي
- العاهل الأردني: العالم يتجه نحو -انحدار أخلاقي- أوضح أشكاله ...
- العاهل الأردني: هجمات إسرائيل على إيران -تهديد للناس في كل م ...
- الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحذر: إيران غيرت طريقة هجومها وم ...
- -أكثر من مجرد مدينة-.. ما أهمية الضربات الإيرانية على هرتسيل ...
- خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيض ...
- الإسرائيليون في مواجهة الصواريخ الإيرانية.. مغادرة للخارج ...
- بين نشوة المفاجأة وشبح الحسابات الخاطئة.. ما مآل رهان نتنيا ...
- لقطات لمجزرة ضد منتظري المساعدات الإنسانية في خان يونس
- شاهد.. رد فعل ميلوني على همسة ماكرون في قمة السبع يثير تفاعل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - ليتعلّم المؤمنون بالعراق محاربة الفساد من فرنسا