أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - لا أتذكّرُ من البحرِ شيئاً














المزيد.....

لا أتذكّرُ من البحرِ شيئاً


أديب كمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 6820 - 2021 / 2 / 21 - 10:04
المحور: الادب والفن
    


عندَ كلّ غروب،
نُصلّي أنا والشّمسُ معاً
بلغةِ البحر
عندَ شاطئ البحر.
*
لا أتذكّرُ من الصّيفِ شيئاً
سوى أنّني كنتُ أبحثُ عنكِ
تحتَ شمسهِ الهائلة
وقد امتلأَ قلبي بحروفِ الشّوق
ونقاطِ الرّغبة.
*
كلُّ امرأةٍ نشرتْ قصيدتَها في كتابِ الكون.
أمّا أنتِ فلم تنشري شيئاً.
اكتفيتِ بقطرةٍ من دمي عنواناً لقصيدتكِ
وبموجةٍ من حروفي سُطوراً لها.
*
يُقالُ إنَّ طائرَ الحُبِّ طائرٌ مُلوّن
يطيرُ دائماً إلى الأعالي،
إلى الأعالي
حتّى لا يرى ظلَّ جناحيه على الأرض.
*
كلّما رأيتُ الشّمس
تغرقُ في البحرِ وقتَ الغروب
تلمّستُ موضعَ القلبِ في صدري
وعدتُ مُرتبكاً مُسرعاً إلى البيت.
*
عندَ البحرِ لا أحسُّ بجمالكِ المُثير
ولا أرى بوحَ عينيكِ الغامضتين.
ألأنَّ البحر يسرقُ جمالَكِ أمامي
أم لأنَّكِ تستلمين
لبريقه الذي يفوقُ كلَّ بريق؟
*
طوابع طفولتي
أودعتُها عندَ امرأة عابرة ذاتَ ضياع.
وحينَ طالبتُها بها
لم تُنكرْ طوابعَ الطّفولةِ فقط
بل أنكرتْ أنّها رأتني من قبل.
*
آثارُكِ على الشّاطئ اختفتْ، ففرحتُ.
ثُمَّ انتبهتُ إلى أنّها تحوّلتْ
إلى دموعٍ مُتحجّرة.
يا إلهي، أهي دموعي؟
*
صنعتُ من وجهكِ دُمْيةً كبيرة،
ووضعتُها في حديقةِ قصيدتي القاحلة
حتّى تقف عليها الحروفُ التائهة
أو الجائعة
أو التي نسيتْ طعمَ الماء.
*
حينَ تلتقي زرقةُ السّماء
بزرقةِ البحر
ما الذي يحدثُ لقصيدةِ حُبّي الزُّرقاء؟
*
كيفَ حدثَ أنّكِ ضيعتِني إلى الأبد
كما تضيّعُ امرأةٌ طفلَها الوحيدَ في البحر؟
*
كلُّ الذين تحدّثوا عن الحُبِّ بِعُمق
كانوا مجانين.
لا أشكُّ في جنونِهم
ولا في مِجونِهم.
*
لو طُلِبَ مِن كلِّ امرأةٍ أن تحملَ مرآةً،
فأنا متأكدٌ أنّكِ ستحملين قلبي.
*
يا إلهي،
الورقة الخضراء لشجرةِ الحُبّ
زادها النّدى جمالاً وغموضاً.
*
قريباً من البحر،
وعلى مصاطبِ بوذا الحجريّة
جلسَ الشّحّاذون يقهقهون
وهم يعدّون نقودَهم القليلة.
أمّا أنا فجلستُ أتأمّلهم
لأكتبَ قصيدةَ القهقَهة.
*
الأرضُ تشبهُ القمر
والقمر يشبهُ النّجوم
والنّجوم تشبهُ البحر.
لكنَّ البحرَ لا يشبهني أبداً
فهو يتحرّكُ ليلَ نهار
وأنا ثابتٌ لا أتزحزح.
*
كلّما وجدتُ قارباً مَهجوراً
قربَ شاطئ البحر،
توقفّتُ وأخذتُ معهُ صُورةً تذكاريّة.
*
حينَ تنظرين إليَّ من ثقبِ الزّمانِ الطويل،
أتبكين أم تضحكين؟
*
تتكسرُّ الأمواجُ على شاطئ البحر
بسعادةٍ لا تُوصَف.
لماذا؟
ألأنّها تُقبّلُ الشّاطئ
أم لأنَّ الشّاطئ يشاركها التّقبيل
بدفءٍ ولذّةٍ وذهول؟
*
عند شاطئ البحر،
وجدتُ عظاماً عاريةً كثيرة
لكنّي وجدتُ أجساداً عاريةً أكثرَ بكثير.
*
وضعوا للبحرِ سُلّماً
لينزلَ النّاسُ برفقٍ إلى الماء.
كانَ السّلّمُ طويلاً طويلاً طويلاً
حتّى أنّني حينَ استخدمتُ درجاته الحجريّة
التي لا نهايةَ لها،
أحسستُ أنّي ذاهبٌ إلى المجهول.



#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العودة إلى الفرات
- قصيدة الغرق
- تَمايُل
- ذُهُول
- تبادل
- كلُّ شيء يتمرأى بك
- غياب
- كلُّ الطّرق تؤدّي إلى البحر
- صيحة من خلف الباب
- ما الذي تبقّى لي من نبضاتِ قلبي؟
- أدوار مسرحيّة
- حياة في قنّينة
- كتاب الأحلام
- عنقُكِ الجميل
- الوهم العظيم
- قصيدة للفرح
- حين ناداني الحرف بِاسْمي
- إصبعان فقط
- سؤال الناي
- أجمل قصائد الحرف


المزيد.....




- صدور كتاب تكريمي لمحمد بن عيسى -رجل الدولة وأيقونة الثقافة- ...
- كل ما تحتاج معرفته عن جوائز نوبل للعام 2025
- -سلام لغزة-.. الفنانون العرب يودّعون الحرب برسائل أمل وتضامن ...
- فيلسوف العبثية والفوضى يفوز بجائزة نوبل للآداب
- سلسلة أفلام المقاطعة.. حكاية المقاومة السلمية من الجزيرة 360 ...
- إيقاف نجم الفنون القتالية ماكغريغور 18 شهرا
- نار حرب غزة تصل صناعة السينما الفلسطينية والإسرائيلية
- المجري لازلو كراسنهوركاي يفوز بنوبل للآداب 2025
- آباء يأملون استبدال شاشات الأطفال بالكتب بمعرض الرياض للكتاب ...
- حضرت الفصائل وغُيِّب الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - لا أتذكّرُ من البحرِ شيئاً