أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مجموعة -عنقود حامض- يوسف ضمرة














المزيد.....

مجموعة -عنقود حامض- يوسف ضمرة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6816 - 2021 / 2 / 17 - 12:33
المحور: الادب والفن
    


تنوع ضمير القص وتعدد شكل التقديم في
مجموعة "عنقود حامض"
يوسف ضمرة
في هذه المجموعة يجد القارئ أن القاص (يرتفع) في الشكل الأدبي كلما تناول مواضيع سياسية، أو تحدث عن مشاعره، فمثلا في قصة العنوان "عنقود حامض" يستخدم السخرية من خلال وصفه الجنود الذاهبين إلى (الحرب): " مدججين بكل ما يلزم، يغنون، ويبتسمون للتحيات التي يرشقهم بها الآخرون!!" ص83، فرغم أن هذا المشهد (يليق) بالجنود، لكن القارئ يشعر بسخافة هؤلاء الجنود عندما يتم وصف عودتهم من الحرب: " كانوا عائدين من الحرب.. مدججين بكل ما يليق بالنصر، ملامح الرجولة في أوج اكتمالها وهراوات عليها دم مخثر. كانوا عائدين.. رجلا في أقوياء في خطوهم ، وصدورهم تتهيأ الأوسمة" ص 86، فهذا المشهد كاف لإيصال القارئ إلى تفاهة هؤلاء الجنود، الذي لا يقومون بواجبهم كجنود يحمون الوطن والمواطن من الأعداء الخارجيين، فهم مجرد أداة قمع للمواطنين ليس أكثر، وفي هذه القصة استطاع القاص تجاوز قطرية الدولة ليسقطها على أي نظام قمعي يكون دور الجنود فيه حماية النظام والتنكيل بالمواطنين.
ونلاحظ في هذه القصة أنها قدمت من خلال القاص نفسه، القاص العليم، فبدا وكأنه من خلال سرد القصة أن يعزل/يحيد نفسه عن كل ما يجري فيها، فهو لا يريد أن يكون ضحية ولا جلادا في هكذا أحداث موجعة، وهذه اشارة ـ غير مباشرة ـ إلى رفضه لما يجري، لهذا آثر أن يكون مجرد (ناقل) للأحداث ليس أكثر.
وفي قصة "آخر هزائم الطبيب" والتي تتحدث عن كلمة السر التي يستخدمها الجنود للتعريف أثناء مرورهم، يستخدم السرد الخارجي، وهي اشارة ثانية من القاص إلى امتعاضه مما هو رسمي، فكانت نهاية الطبيب القتل على يد احد الجنود الحراس الذي لم (يتركوا) أي رقم للطبيب ليقدمه:
"ـ قلت لك خمسة؟؟
فأجاب بهدوء
ـ هل نسيت الرقم؟
قلت لك خمسة
وسحب أقسام سلاحه، فاستقرت رصاصة في (بيت النار) ... فاستقرت رصاصة الحارس الثانية في صدره" ص 48و49، من هنا يمكن القول ان القاص عندما يتناول المواضيع المتعلقة بما هو رسمي/بالدولة يستخدم القص الخارجي، تعبيرا عن تناقضه مع هذا الواقع.
بينما في قصة "الرؤوس" التي تتحدث عن اغتراب القاص نجده يستخدم ضمير أنا القاص: "تدرجت الرؤوس أمامي...بدا الأمر مرعبا في البداية" ص81، فرغم أن القصة قدمت من خلال صفحة واحدة، إلا أن نهايتها كانت صاعقة على القارئ: " أمسكت بإحدى الرؤوس الغريبة، ثم وضعتها بين كتفي، وظلت رأسي (تنط) بين قدمي.
حدقت في نفسي في زجاج محل تجاري فصعقت... لم يكن ثمة شيء غير عادي!!!" ص82، ففي هذه القصة استخدم الفانتازيا كشكل يتلأم مع (مزاج) الأدباء، الذين يحسنون تقديم مشاعرهم وإحساسهم عن الواقع الذي يعيشونه، وهي القصة الوحيدة التي استخدمت فيها الفانتازيا، وهذا يعود إلى أنها متعلقة بذات القاص، فهو لم يتقمص الشخصية، بل هو تحدث عما يشعر به ويحس، لهذا كانت القصة الأقصر في المجموعة، ولكنها الأكثر جمالا ودهشة للقارئ.
ونجد في قصة " زمن الرائحة" التي تتحدث عن زوج وزوجته اللذان يعيشان في غرفة تفوح منها رائحة كريهة، بحيث لا يستطيعان النوم بسبب الرائحة، فيقرران استخدام العطر لإزالةـ ثم يأخذان البحث عن منزل لا توجد فيه رائحة: "تحركا بعد عشرة أيام نتنة، فتشا المدينة كلها، عثرا على بيوت كثيرة لم تكن للأجرة أي قيمة، وحدها الرائحة، كل بيت دخلاه كان يستقبلهما بالرائحة،" ص13و14، وبعد نجاهما في إيجاد منزل ليق بالبشر، يعبران عن سعادتهما بهذا الشكل: " كبر الفرح عند منتص الليل، صرخ الجسدان رغبة وتعبا، تجاهلا التعب، واستلقيا معا" ص14، الجميل في نهاية القصة أن التعبير عن العلاقة الجسدية جاء بشكل إيحاء، يوصل فكرة (الجنس) لكن من خلال كلمات (عادية).
فالقاص من خلال هذ الايحاء يريد القول أنه قادر على جذب القارئ للقصة، من خلال قدرته الفنية وليس من خلال (تهيجه) بمشاهد الجنس.
واللافت في هذه المجموعة أن القاص يسرد قصة "الجواد البري" على لسان حصان، كما أنه يتناول المكان الذي عاش فيهكما هو الحال في قصة "السيدة" عندما قال: "ولأننا نسكن قرب السيل الوسخ" ص64، والمقصود هنا سيل الزرقاء، وهناك ذكر شيئا عن حياته في المدينة التي عاش فيها، كما هو الحال في قصة "نبتة مشاغبة على جدار غرفة مهملة": "أما أوقات فراغي فقد منحت دور السينما في المدينة حصة الأسد، تقاسمت المقاهي ما تبقى من خلال مشاركتي الآخرين في مختلف ألعاب الورق والنرد" ص32، من هنا يمكننا القول أن هناك شيئا من كيانية القاص في هذه المجموعة، فقد استطاع أن يقدم شيئا من ذاته، مما يشعر به، من خلال الفكرة التي تحملها المجموعة ومن خلال الشكل الذي قدمت به.
المجموعة من منشورات وزارة الثقافة، عمان الأردن، الطبعة الاولى 2011.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضور المرأة في قصيدة -أيّام كان الحبّ- كميل ابو حنيش
- كميل أبو حنيش قصيدة -طريق بمحض اختياري-
- أدب الومضة في كتاب نزار كربوط -أحمري يبتلعه السواد-
- فخري قعوار مجموعة البراميل
- كمال ابو حنيش -جدليّة الزّمان والمكان في الشّعر العربيّ
- السياسة الامريكية في المنطقة العربية
- تعدد اشكال التقديم في مجموعة عصافير المساء تأتي سّراً محمد ع ...
- النهاية في قصيدة -في البعيد البعيد- كميل أبو حنيش
- كميل أبو حنيش الحلقة الثانية عشرة وجعٌ بلا قرار
- الغلاء والإستغباء
- رواية لم يكن مجرد -هبو- وفاء عمران محامدة
- المرأة والتوازن في ومضة حسن قطوسة
- فساد المؤسسات المدنية في رواية -حين يعمى القلب- ل-وداد البرغ ...
- كميل أبو حنيش الكبسولة الكتابة والسجن الحلقة الحادية عشرة
- الحكاية الشعبية وطريقة تقديمها في قصيدة -نام أهل البيت- لطفي ...
- كميل أبو حنيش قصيدة -لا تَكُفَّ عَنِ المَجِيء-
- رواية الحب في زمن الكورونا -محمد عارف مشّه/نيفين عياصرة/كميل ...
- كميل الدراسات (كتاب)
- رواية سراج عشق خالد للكاتب معتز الهيموني
- كميل أبو حنيش -العالم البنيّ-


المزيد.....




- إلغاء حفل النجمة الروسية -السوبرانو- آنا نيتريبكو بسبب -مؤتم ...
- الغاوون.قصيدة مهداة الى الشعب الفلسطينى بعنوان (مصاصين الدم) ...
- حضور وازن للتراث الموسيقي الإفريقي والعربي في مهرجان -كناوة- ...
- رواية -سماء القدس السابعة-.. المكان بوصفه حكايات متوالدة بلا ...
- فنانون إسرائيليون يرفضون جنون القتل في غزة
- “شاهد قبل أي حد أهم الأحداث المثيرة” من مسلسل طائر الرفراف ا ...
- تطهير المصطلحات.. في قاموس الشأن الفلسطيني!
- رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا ...
- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مجموعة -عنقود حامض- يوسف ضمرة