أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - لست أنا1














المزيد.....

لست أنا1


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 6815 - 2021 / 2 / 15 - 12:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لقد اخذوا صفية اليوم.
ليتنى اخبرتها منذ زمنا..
ليتنى احببتها منذ زمنا..
لكان مصيرها غير هذا المصير..
الحسرة تنهشها.
اه يا جارتى الغالية لكم
احببتك رغم صمتى
احببتك رغم عدم محبتك
لصفية
اه لو عرفت كم احببت صفية

اسمعهم يتهامسون حولها يعضهم ينظر بدهشة..خوف..اشمئزاز
خائفة حائرة لاتعرف الى اين ستذهب..
تلقى نظره اخيره على الصبى الرجل الصغير
تتلقف الايادى الفتاة الصغيرة
المبتلة من الخوف ..العيون تنهش..
الصغار ثمار السيئة يوصمون بالعار
اى عار يا صفية لو راوك بعيونى لربما اشفقوا لو علموا كم كنت جميلة فى الماضى.

الفصل الاول
تراقب على مهل تفاصيل ما حدث بالعود القديم من ترهل وانحناء يلق الخصر والارداف
تزفر فى ضيق،تضع قطعة من القماش فوق المراة تفتح صنبور المياة الساخنة،تسرح فى تدفق المياة الساخنة ،تشعر بالراحة للحظة لانها تمتلك حق دفعات الغاز واستطاعت ان تقنع باقى سكان العمارى القديمة بضرورة التخلى عن اسطوانات الغاز والبحث الدائم عنها وادخال الغاز الطبيعى الى الشقق القديمة المتهالكة على سبيل الراحة القليلة..
تغمس جسدها فى الماء ،لاتسمح صرخات الصغيرة التى تستيقظ على كوابيس فى الليل،يوما وراء الاخر عليها ان تغسل فراشها المبلل فى الصباح ،تضايقت حين تذكرت سبابها لها ذلك الصباح،فتاة مقرفة قذرة قبيحة..انكمشت الصغيرة عادت لتغوص فى غرفتها فى عزلتها الدائمة،لم تعد تخرج الى الخارج،توقفت عن مساعدتها فى اوقات الظهيرة وهى منكفئة على ماكينة الخياطة،حلم مصنع ملابس التريكو يبتعد يوما وراء الاخر..باعت الثلاجة بالامس وتخلصت منها عل الصغيرة تعود لحالتها القديمة من جديد.
تسمع حركة الصغير لقد عاد ،سيضع المال على الطاولة قبل ان يخلد للنوم..ارادت كثيرا ان تحتضنه لكنها لم تتعلم كيف تفعل ذلك..
تراقب تشققات البيت كل ليلة تنتظر ان تتسع ،تغمض عيناها تتذكره بحسره لو كان هنا لربما استطاع ان يفعل شيئا ولما حدث ما حدث ..لكنها تعود لتتذكر علاماته على ظهرها قالوا ان ازالتها لن تصلح سوى بجراحة تجميلة ،لن تستطيع ان تدخر لاجلها ابدا
تستيقظ فى الصباح باكرا تخرج المخبوزات ساخنة من الفرن تضعها فى صوانى تغطيها جيدا ،تسير بهدوء على الدرج حتى الطابق الاعلى تفتح بالمفتاح كما تركته فى يدها العجوز،تضع الطعام على طاولة المطبخ،تتجنب المرر بالصالة حتى لاتراه فى صورة المتناثرة،ما بال العجوز لاتتوقف عن السؤال عنه والكل يتجنبها تركوا لها الامر..ليست من دمها لن يحدث لها شىء..يرددون على مسامع صفية ..كل ليلة تراه فى الليل لايتحدث تنتظره ان يقول شيئا ليلعنها ينظر لها نفس تلك النظره المشفقة عليها دوما..اللعنة عليك لاانتظر شفقتك..تردد فى غيظ تنتبه حتى لايسمعها ذلك الجار الذى لايكف عن اتباعها..توفى زوجها والكل ينتظر ان يحصل على نصيبه اللعنة عليهم جميعا تردد تلك المره دون خوف...
منذ ان مات تعلمت ان لاتخاف ليس مثل المره السابقة عندما رحل زوجها..خافت كثيرا عندما تطلعت لعين اخوها الوحيد ستعود له من جديد..راقبت عينى زوجته الماكره،تقلصت عضلات بطنها التى لاتزال تعانى اثار الولاده الثانية ..مسكينة الصغيرة لن ترى لها ابا ابدا..اعين الصغير حائره يبحث عن ابوه..لقد تعلق به كثيرا..صفية منصفه تردد دوما كان جيدا مع الفتى الصغير يحبه كثيرا بقدر ما يكرهها هى!
تبدأ زوجة الاخ فى البحث عن زوج جديد محتمل ،تجيد دوما صفية التخلص منهم ..تعلمت كيف تفعلها فى كل مره حتى باتت تتقن الامر..رغم الخوف شعرت انها حره لاول مرة منذ سنوات طويلة ستتمكن من ان تعيش دون الخوف من اقتراب زوج ..احبت الصغير واعتنت بالصغيرة حتى وهى ترحل الى شقتها وحيده من جديد بصحبتهم لاتعرف كيف تبدا كانت مطمئنه البال..متى عاد الخوف من جديد؟ لاتذكر جيدا لكنه عاد وجعلها تقفز ذات ليلة فى منتصف الليل فى قلب ظلام الحى فى خوف تبحث عن شمعه تضىء لها انقطاع الكهرباء عن الشارع..
تذكرت غمزهن عليها فى المصنع حديث ابراهيم على المشرفات ..الغمز ازداد قالوا ابراهيم يريدها سكرتيرة له ..سكرتيره مثل الاخريات عندما ينتهى منهن يرحلن..تلعثمت دار عقلها..منذ تلك اللحظة بدات تضبط وهى تتحدث مع عقلها بصوت مرتفع ..قالوا مجنونة..اشفق البعض..خاف الاخر اما الباقية ارادت طردها ..انكفأت خلف ماكينة الخياطة تعمل بجهد تحول اقماش الى ملابس لسيدات الحى واحدة بعد الاخرى..صفية الخياطة فى العمارة الثامنة الدور الثانى من ذلك الحى العتيق ..تردى نفس الملابس دما ..انها امراة بخيلة ..تعتنى بكل قرش..صفية..صفية
متى ينسون امرها ليستريحوا وترتاح صفية..
حتى جاء يوما تشرب قهوتها على شرفتها فتراه ..متى تهبط الملائكه فى وضح النهار..هل هذا ه من النظره الاولى لا يراها لن يراها ..تراقبه يصعد الى العجوز..متى جاء وكيف ظهر؟سنوات لها ولم تراه من قبل لم ترى اى شخصا يسال على العجوز..
حاولت ان تنسى لكن عقلها رفض..صار شغلها الشاغل انتظار ساعة قدومه وتخيل حديثه مع جدته حوالى النصف ساعة قبل ان يرحل بخفه مثلما جاء..



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لست أنا2
- وثيقة عن حياتي..امل
- اوليفيا انهضى..مارجو
- ابنتك ياايزيس٥٥
- ابنتك ياايزيس٥٤
- ابنتك ياايزيس ٥٣
- ابنتك ياايزيس ٥٢
- ابنتك ياايزيس ٥١
- ابنتك ياايزيس ٥٠
- ابنتك ياايزيس ٤٨
- ابنتك ياايزيس ٤٧
- ابنتك ياايزيس 46
- ابنتك ياايزيس ٤٥
- ابنتك ياايزيس ٤٤
- ابنتك ياايزيس 43
- ابنتك ياايزيس ٤٢
- ابنتك ياايزيس ٤٠
- ابنتك ياايزيس ٣٨
- ابنتك ياايزيس ٣٩
- ابنتك ياايزيس ٣٦


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - لست أنا1