أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الرحمن علي - قصة جماعة الإخوان المسلمين من الألف إلى الياء | ‏10















المزيد.....



قصة جماعة الإخوان المسلمين من الألف إلى الياء | ‏10


عبد الرحمن علي

الحوار المتمدن-العدد: 6814 - 2021 / 2 / 14 - 17:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإخوان يفرخون الإرهاب
إننا‎ ‎بعد‎ ‎استقراء‎ ‎تاريخ‎ ‎الإخوان‎ ‎المسلمين‎ ‎وما‎ ‎ارتكبوه من‎ ‎جرائم‎ ‎قتل‎ ‎وتدمير‎ ‎وصناعة‎ ‎فتن‎ ‎نستطيع‎ ‎أن‎ ‎نكشف أنهم‎ ‎يستثمرون‎ ‎الجهل‎ ‎بالدين،‎ ‎ويعتمدون‎ ‎فى‎ ‎دعوتهم‎ ‎على الأمية‎ ‎الدينية‎ ‎فى‎ ‎تحقيق‎ ‎أهدافهم‎ ‎للوصول‎ ‎إلى‎ ‎السلطة‎!‎‏ ‏
وإذا‎ ‎تصادف‎ ‎وانضم‎ ‎إلى‎ ‎صفوفهم‎ ‎أفراد‎ ‎من‎ ‎خريجى الجامعات‎ ‎فإن‎ ‎هؤلاء‎ ‎لا‎ ‎وعى‎ ‎لديهم‎ ‎بالدين‎ ‎أو‎ ‎بعلوم‎ ‎الدين، ويضاف‎ ‎إلى‎ ‎هؤلاء‎ ‎الانتهازيون‎ ‎والمرضى‎ ‎بأمراض نفسية‎ ‎أو‎ ‎أكلة‎ ‎المال‎ ‎الحرام‎ ‎أو‎ ‎من‎ ‎بيئات‎ ‎سفلى‎ ‎يدخر أبناؤها‎ ‎ما‎ ‎يكفى‎ ‎من‎ ‎حقد‎ ‎على‎ ‎المجتمع‎ ‎لمناصبته‎ ‎العداء ويحاولون‎ ‎تدميره،‎ ‎ليس‎ ‎إيمانا‎ ‎بأنه‎ ‎دين‎ ‎بل‎ ‎حقدا‎ ‎عليه وإننا‎ ‎نعتبر‎ ‎جماعة‎ ‎الإخوان‎ ‎المسلمين‎ ‎هى‎ ‎الجماعة‎ ‎الأم التى‎ ‎خرجت‎ ‎من‎ ‎أحشائها‎ ‎كافة‎ ‎الجماعات‎ ‎المعاصرة،‎ ‎هذا بالإضافة‎ ‎إلى‎ ‎تأثر‎ ‎الجماعات‎ ‎فى‎ ‎كافة‎ ‎أنحاء‎ ‎الوطن ‏العربى‎ ‎بفكر‎ ‎وخبرة‎ ‎هذه‎ ‎الجماعة،‎ ‎‏ لأنها هي الأولى من حيث تاريخ الظهور، ثم انشق عنها كل ‏التنظيمات الإرهابية فيما بعد، منذ الجماعة الإسلامية وانتهاء بتنظيم داعش.‏

سيد قطب رأس الأفعى وعميل الماسون
إن‎ ‎أحدث‎ ‎التنظيمات‎ ‎الإرهابية‎ ‎المتطرفة‎ ‎هو‎ ‎تنظيم داعش،‎ ‎والذي قام بتخطيط دولي عالمي لترويج ‏تجارة السلاح وتبرير امتصاص دماء الدول العربية بزعم حمايتها من هذا التنظيم!‏‎ ‎هذا‎ ‎التنظيم‎ ‎ضم‎ ‎المكوجى‎ ‎والمنجد‎ ‎والمهندس والطبيب،‎ ‎وهو‎ ‎تنظيم‎ ‎يؤمن‎ ‎بفكر‎ ‎الإخوان‎ ‎المسلمين‎ ‎أو بفكر‎ ‎أبو‎ ‎الأعلى‎ ‎المودودى‎ ‎والذى‎ ‎هو‎ ‎أستاذ‎ ‎سيد‎ ‎قطب مفكر‎ ‎الإخوان. ‏
ولو‎ ‎عدنا‎ ‎إلى‎ ‎الوراء‎ ‎قليلا‎ ‎فى‎ ‎الخمسينيات‎ ‎حيث‎ ‎جاءت دعوة‎ ‎خاصة‎ ‎من‎ ‎جهات‎ ‎مشبوهة‎ ‎بأمريكا‎ ‎لمفكر‎ ‎الإخوان الأوحد‎ ‎وفيلسوفهم‎ ‎السيد‎ ‎قطب،‎ ‎والذى‎ ‎عاد‎ ‎ليزرع الفوضى‎ ‎فى‎ ‎وطننا. ‏
وقد‎ ‎قام‎ ‎فكر‎ ‎التنظيم‎ ‎السرى‎ ‎للإخوان‎ ‎ال‎ ‎مسلمين‎ ‎على إباحة‎ ‎القتل‎ ‎والسطو‎ ‎على‎ ‎أموال‎ ‎الغير‎ ‎وإقامة‎ ‎دولتهم بالقوة ويؤمن‎ ‎الإخوان‎ ‎بأن‎ ‎مصر‎ ‎ليست‎ ‎دار‎ ‎سلام‎ ‎بل هى‎ ‎دار‎ ‎حرب‎ ‎تباح‎ ‎دماء‎ ‎وأموال‎ ‎سكانها.‏
وقد‎ ‎حدد‎ ‎مفكر‎ ‎الإخوان‎ ‎سيد‎ ‎قطب‎ ‎فى‎ ‎كتابه‎ ‎‏"معالم‎ ‎فى الطريق"‏‎ ‎والذى‎ ‎نادى‎ ‎فيه‎ ‎بكل‎ ‎ما‎ ‎يؤمن‎ ‎به‎ ‎الناجون‎ ‎من النار‎ ‎فيقول‎ :‎‏ (والجاهلية‎ ‎تقوم‎ ‎على‎ ‎حاكمية‎ ‎البشر‎ ‎للبشر، هذه‎ ‎الجاهلية‎ ‎التى‎ ‎قاومها‎ ‎كل‎ ‎رسول‎ ‎بالدعوة إلى‎ ‎الإسلام‎ ‎له‎ ‎وحده) ‏
ولكن‎ ‎كيف ؟
هل‎ ‎من‎ ‎الممكن‎ ‎أن‎ ‎يحكم‎ ‎أى‎ ‎مجتمع‎ ‎مثل‎ ‎هذه النظرية‎ ‎العجيبة؟ ‏
أى: حاكمية‎ ‎الله‎ ‎وإلغاء‎ ‎الوجود‎ ‎البشرى ؟!‏
وكيف‎ ‎يكون‎ ‎الإنسان‎ ‎إذن‎ ‎خليفة‎ ‎الله‎ ‎فى‎ ‎الأرض؟
يقول‎ ‎الفقيه‎ ‎المبرمَج‎ ‎تلميذ المودودي بعد‎ ‎عودته‎ ‎من‎ ‎أمريكا‎ ‎وبعد الانضمام‎ ‎للإخوان‎ :‎‏ (وليس‎ ‎لأحد‎ ‎أن‎ ‎يقول‎ ‎بشرع‎ ‎يشرعه هذا‎ ‎شرع‎ ‎الله،‎ ‎إلا‎ ‎أن‎ ‎تكون‎ ‎الحاكمية‎ ‎العليا‎ ‎لله‎ ‎معلنة،‎ ‎وأن يكون‎ ‎مصدر‎ ‎السلطات‎ ‎هو‎ ‎الله‎ ‎سبحانه)‏
لم‎ ‎يقل‎ ‎كيف‎!‎؟
هل‎ ‎يتصور‎ ‎الفقيه‎ ‎المبرمج‎ ‎أن‎ ‎الله‎ ‎سبح‎ ‎انه‎ ‎سوف‎ ‎ينزل على‎ ‎الأرض‎ ‎فى‎ ‎صورة‎ ‎بشرية‎ ‎ليباشر‎ ‎السلطة‎ ‎بنفسه؟‎ ‎أم أن‎ ‎الفقيه‎ ‎يريد‎ ‎أن‎ ‎يعين‎ ‎نفسه‎ ‎نائبا‎ ‎عن‎ ‎الله‎ ‎فى‎ ‎تنفيذ‎ ‎هذه الحاكمية؟
ومع‎ ‎ذلك‎ ‎فالجهال‎ ‎يسارعون‎ ‎إليه‎ ‎مؤمنين‎ ‎به‎ ‎لأنه يرفع‎ ‎المصحف‎ ‎فوق‎ ‎أفكاره‎ ‎السوداء‎ ‎النابعة‎ ‎من‎ ‎قلب‎ ‎مظلم حاقد‎ ‎ونفس‎ ‎ممزقة وفكرة‎ ‎الحاكمية‎ ‎ليست‎ ‎من‎ ‎اختراع سيد‎ ‎قطب‎ ‎بل‎ ‎سبقه‎ ‎الخوارج‎ ‎حينما‎ ‎قالوا‎ ‎لسيدنا‎ ‎على‎ ‎كرم الله‎ ‎وجهه‎ :‎‏ إن‎ ‎الحكم‎ ‎إلا‎ ‎لله فهل‎ ‎كان‎ ‎الإمام‎ ‎على‎ ‎يحكم
بغير‎ ‎شرع‎ ‎الله؟‎!!‎‏ ‏
وينادى‎ ‎سيد‎ ‎قطب‎ ‎بالحرف‎ ‎الواحد‎ ‎فى‎ ‎كتابه‎ ‎بالعزلة عن‎ ‎العالم‎ ‎كله‎ ‎فيقول: (كانت‎ ‎هناك‎ ‎عزلة‎ ‎شعورية‎ ‎كاملة‎ ‎بين‎ ‎ماضى‎ ‎المسلم فى‎ ‎جاهليته‎ ‎وحاضره‎ ‎فى‎ ‎إسلامه،‎ ‎نشأ‎ ‎عنها‎ ‎عزلة‎ ‎كاملة فى‎ ‎صلاته‎ ‎بالمجتمع‎ ‎الجاهلى‎ ‎من‎ ‎حوله‎ ‎وروابطه الاجتماعية،‎ ‎ونحن‎ ‎اليوم‎ ‎فى‎ ‎جاهلية‎ ‎كالجاهلية‎ ‎التى ‏عاصرها‎ ‎الإسلام‎ ‎وأظلم،‎ ‎ما‎ ‎حولنا‎ ‎اليوم‎ ‎جاهلية، تصورات‎ ‎الناس‎ ‎وعقائدهم،‎ ‎وعاداتهم‎ ‎وتقاليدهم،‎ ‎موارد ثقافتهم،‎ ‎فنونهم‎ ‎وآدابهم‎ ‎وشرائعهم‎ ‎وقوانينهم،‎ ‎حتى‎ ‎الكثير مما‎ ‎نحسبه‎ ‎ثقافة‎ ‎إسلامية،‎ ‎ومراجع‎ ‎إسلامية،‎ ‎وفلسفة إسلامية،‎ ‎وتفكيرا‎ ‎إسلاميا،‎ ‎هو‎ ‎كذلك‎ ‎من‎ ‎صنع‎ ‎هذه الجاهلية).‏
ربما يكون لهذا نصيب من الصحة، فنحن اليوم بعيدون عن حقيقة الإسلام الفطري الصوفي، ‏إسلام الحب والتراحم والتكافل وفداء الأوطان، وأقرب إلى الجاهلية.. ولكن الخوارج يقولون هذا ‏لا لكي يجددوا الإسلام - فهم لا يملكون علماً ليقدموه أو يجددوا به الدين، وهم جهلة ‏سطحيون للغاية ولا يملكون إلا الثرثرة وكثرة الكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع – ولكنهم ‏يقولون هذا هذا لكي يكفّروا المسلمين ثم يقتلونهم أو يحكمونهم، وليس هناك خيار ثالث. ‏
ولذلك فإن‎ ‎سيد‎ ‎قطب‎ ‎يقرر‎ ‎أن‎ ‎الدنيا‎ ‎كلها‎ ‎ليست‎ ‎دار‎ ‎إسلام بل‎ ‎دار‎ ‎حرب‎ ‎فى‎ ‎كتابه‎ ‎ظلال‎ ‎القرآن الجزء‎ ‎الرابع‎ ‎‏ 2122 فيقول‎ :‎‏ (إنه‎ ‎ليس‎ ‎على‎ ‎وجه‎ ‎الأرض‎ ‎دولة‎ ‎مسلمة ولا‎ ‎مجتمع‎ ‎مسلم‎ ‎قاعدة‎ ‎التعامل‎ ‎فيه‎ ‎هى‎ ‎شريعة‎ ‎الله‎ ‎والفقه الإسلامى). ‏
ثم‎ ‎يرفض‎ ‎سيد‎ ‎قطب‎ ‎المصالحة‎ ‎مع‎ ‎هذا‎ ‎المجتمع الكافر،‎ ‎ويرفض‎ ‎أى‎ ‎ولاء‎ ‎للوطن‎ ‎فيقول‎ :‎‏ (ليست‎ ‎مهمتنا‎ ‎أن نصطلح‎ ‎مع‎ ‎واقع‎ ‎هذا‎ ‎المجتمع‎ ‎الجاهلى،‎ ‎ولا‎ ‎أن‎ ‎ندين بالولاء‎ ‎له‎ ‎فهو،‎ ‎بهذه‎ ‎الصفة‎ - ‎صفة‎ ‎الجاهلية‎ - ‎غير‎ ‎قابل لأن‎ ‎نصطلح‎ ‎معه). ‏
إن‎ ‎الذين‎ ‎يتوهمون‎ ‎أن‎ ‎الإخوان‎ ‎المسلمين‎ ‎هم‎ ‎دعاة‎ ‎دين، أو‎ ‎أن‎ ‎التنظيمات‎ ‎المنبثقة‎ ‎من‎ ‎هذه‎ ‎الجماعة‎ ‎أو‎ ‎بإرشادها هى‎ ‎تنظيمات‎ ‎إسلامية،‎ ‎هؤلاء‎ ‎يساعدون‎ ‎الإرهاب‎ ‎لمصلحة إسرائيل. وحين‎ ‎تنشر‎ ‎الصحف‎ - ‎بقصد‎ ‎أو بغير‎ ‎قصد‎ - ‎عن‎ ‎نشاطهم‎ ‎واجتماعاتهم‎ ‎وتطلق‎ ‎عليهم صفة‎- ‎الإسلاميين‎ ‎‎- ‎أو‎ ‎التيار‎ ‎الإسلامى‎ ‎فإنها‎ ‎بذلك‎ ‎تؤكد شرعية‎ ‎هذه‎ ‎المؤامرة.‏
وفى‎ ‎الحقيقة إن‎ ‎فكرة‎ ‎تكفير‎ ‎المجتمع‎ ‎الإسلامى وضعت‎ ‎بمعرفة‎ ‎الماسونية‎ ‎العالمية،‎ ‎والتى‎ ‎قال‎ ‎الشيخ
محمد‎ ‎الغزالى‎ ‎فى‎ ‎الصفحات‎ ‎السابقة‎ ‎أنها‎ ‎اخترقت‎ ‎جماعة الإخوان‎ ‎المسلمين ولقنت‎ ‎هذه‎ ‎الفكر‎ ‎ة‎ ‎للإخوان‎ ‎المسلمين، ولكل‎ ‎الجماعات‎ ‎الأخرى‎ ‎المسماة‎ ‎بالإسلامية‎ ‎لتبرير‎ ‎قتل المسلمين،‎ ‎وتبرير‎ ‎نسف‎ ‎منشآتهم،‎ ‎وهدم‎ ‎مدنهم،‎ ‎والاستيلاء على‎ ‎أموالهم. ‏
ولما‎ ‎كانت‎ ‎مصر‎ ‎هى‎ ‎المرشحة‎ ‎لتقوم‎ ‎على‎ ‎أرضها أسمى‎ ‎الحضارات‎ ‎لما‎ ‎تملكه‎ ‎من‎ ‎إمكانات‎ ‎بشرية‎ ‎وحضارية وثقافية‎ ‎متفوقة،‎ ‎لذلك‎ ‎سارعت‎ ‎الماسونية‎ ‎بمساندة التنظيمات‎ ‎المسماة‎ ‎بالإسلامية‎ ‎وزودتها‎ ‎بالفكر‎ ‎الهدام‎ ‎النابع من‎ ‎الإسرا‎ ‎ئيليات‎ ‎المشهورة،‎ ‎والتى‎ ‎تبناها‎ ‎تنظيم‎ ‎التكفير والهجرة‎ ‎الذى‎ ‎اغتال‎ ‎الشيخ‎ ‎الذهبى‎ ‎وزير‎ ‎الأوقاف‎ ‎الأسبق بقصد‎ ‎إرهاب‎ ‎العلماء‎ ‎حتى‎ ‎لا‎ ‎يقولوا‎ ‎كلمة‎ ‎الحق،‎ ‎أو
يكشفوا‎ ‎حقيقة‎ ‎هذه‎ ‎التنظيمات،‎ ‎ولنقرأ‎ ‎ملف‎ ‎قضية‎ ‎محاكمة شكرى‎ ‎مصطفى‎ ‎زعيم‎ ‎تنظيم‎ ‎التكفير‎ ‎والهجرة‎ – ‎والذى كان‎ ‎عضوا‎ ‎بجماعة‎ ‎ا‎ ‎لإخوان‎ ‎المسلمين‎ ‎وانشق‎ ‎عنها.‏
ولنستمع‎ ‎إلى‎ ‎هذا‎ ‎الحوار‎ ‎بين‎ ‎شكرى‎ ‎مصطفى‎ ‎وهيئة المحكمة‎ ‎لنفهم‎ ‎ونتأكد‎ ‎أن‎ ‎الماسونية‎ ‎العالمية،‎ ‎والصهيونية العالمية‎ ‎وراء‎ ‎هذه‎ ‎التنظيمات‎ ‎كلها‎ ‎ولكن‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎قيادات عميلة لقد‎ ‎سألت‎ ‎المحكمة‎ ‎شكرى‎ ‎مصطفى‎ ‎سؤالا‎ ‎مباشرا عن‎ ‎اليهود‎ ‎والحرب‎ ‎معهم ‏
قالت‎ ‎المحكمة‎ ‎تسأله‎ :‎‏ إذا‎ ‎اقتضى‎ ‎الأمر‎ ‎دخول‎ ‎اليهود إلى‎ ‎مصر‎ ‎وجيوشهم‎ ‎وصلت‎ ‎القاهرة،‎ ‎فهل‎ ‎تحارب جماعتك‎ ‎فى‎ ‎صف‎ ‎الجيش‎ ‎المصرى‎ ‎لرد‎ ‎عدوان‎ ‎اليهود؟
قال‎ ‎شكرى‎ ‎مصطفى‎ ‎بالحرف‎ ‎الواحد‎ :‎‏ لا لن‎ ‎نحارب اليهود! ‏
‎- ‎‏ لماذا؟ ‏
لأن‎ ‎خططنا‎ ‎هى‎ ‎الفرار‎ ‎من‎ ‎العدو‎ ‎الوافد‎ ‎تماما،‎ ‎كالفرار من‎ ‎العدو‎ ‎المحلى‎ ‎وليس‎ ‎مواجهته. ‏
إنه نفس الفكر الموالي لليهود الذي تتلقفه تلك الجماعات منذ نشأتها وحتى الآن حيث صرح أبو ‏بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش نفس التصريح بأنهم لن يحاربوا اسرائيل.‏

من هو مؤسس الإرهاب
فى‎ ‎أوراق‎ ‎الإ‎ ‎خوان‎ ‎‏(ملف‎ ‎مقتل‎ ‎النقراشى) نقرأ‎ ‎تعاليم حسن‎ ‎البنا‎ ‎ومنها‎ ‎ما‎ ‎يؤكد‎ ‎أنه‎ ‎كان‎ ‎داعية‎ ‎الإرهاب‎ ‎الدموى، وأول‎ ‎من‎ ‎نادى‎ ‎بتكفير‎ ‎كل‎ ‎مناهض‎ ‎لجماعة‎ ‎الإخوان كما جاء‎ ‎فى‎ ‎الأوراق‎ ‎بالحرف‎ ‎الواحد‎ :‎‏ (لا‎ ‎تردد‎ ‎أبدا‎ ‎فى‎ ‎الحكم‎ ‎بأن‎ ‎من‎ ‎يناهض‎ ‎الإخوان المسلمين‎ ‎إنما‎ ‎هو‎ ‎خارج‎ ‎على‎ ‎المجاهدين،‎ ‎ويصبح‎ ‎مهدر الدم،‎ ‎وإن‎ ‎قاتله‎ ‎مثاب‎ ‎على‎ ‎ما‎ ‎فعله‎ ‎بأعظم‎ ‎ما‎ ‎يثاب‎ ‎المجاهد عند‎ ‎الله،‎ ‎إن‎ ‎القتل‎ ‎وإن‎ ‎كان‎ ‎يعتبر‎ ‎جريمة‎ ‎فى‎ ‎الأحوال المدنية‎ ‎إلا‎ ‎أن‎ ‎له‎ ‎ما‎ ‎يسوغه‎ ‎كثيرا‎ ‎من‎ ‎ناحية‎ ‎العقيدة،
ويصبح‎ ‎القتل‎ ‎فى‎ ‎هذه‎ ‎الحالة‎ ‎واجبا‎ ‎على‎ ‎الإنسان‎ ‎إن‎ ‎لم‎ ‎يقم به‎ ‎كان‎ ‎مجرما‎ ‎فى‎ ‎حق‎ ‎عقيدته).‏
وهذا‎ ‎الاعتقاد‎ ‎اعتنقته‎ ‎كل الجماعات‎ ‎المتطرفة،‎ ‎فكل‎ ‎فرد‎ ‎خارج‎ ‎جماعتهم‎ ‎كافر‎ ‎يحل قتله‎ ‎وسلب ‏أمواله،‎ ‎وهذا‎ ‎ما‎ ‎يفسره‎ ‎لنا‎ ‎وضعهم‎ ‎للقنابل‎ ‎فى الميادين‎ ‎العامة‎ ‎والمواصلات‎ ‎العامة‎ ‎وقتلهم‎ ‎لضباط‎ ‎وجنود الشرطة. فقتل‎ ‎ضابط‎ ‎الشرطة‎ ‎أو‎ ‎جندى‎ ‎الشرطة‎ ‎الذى‎ ‎يقوم بمواجهة‎ ‎فى‎ ‎مطاردة‎ ‎الإرهاب‎ ‎حلال‎ ‎دمه‎ ‎ومهدر‎ ‎بنص صريح‎ ‎من‎ ‎حسن‎ ‎البنا. ‏

الإخوان وتزييف الحقائق
ثم نقرأ‎ ‎بيانا‎ ‎للمرشد‎ ‎حامد‎ ‎أبو‎ ‎النصر‎ ‎فى‎ ‎أخبار اليوم‎ ‎فى‎ ‎ديسمبر 1988‏‎ ‎وقد‎ ‎قال‎ ‎فيه‎ ‎بالحرف‎ ‎الواحد ليخدع‎ ‎الجيل‎ ‎الجديد‎ ‎الذى‎ ‎لم‎ ‎يعاصر‎ ‎إرهاب‎ ‎الإخوان وجرائمهم‎ ‎فى‎ ‎الأربعينيات‎ ‎وما‎ ‎بعده‎ :‎‏ ‏‏(لقد‎ ‎مضت‎ ‎جماعة الإخوان‎ ‎منذ‎ ‎ستين‎ ‎عاما‎ ‎حيث‎ ‎أسسها‎ ‎الشهيد‎ ‎حسن‎ ‎البنا ومازالت‎ ‎تمضى‎ ‎على‎ ‎أصل‎ ‎من‎ ‎أصولها‎ ‎وهو‎ ‎أسلوب (أدع‎ ‎إلى‎ ‎سبيل‎ ‎ربك‎ ‎بالحكمة‎ ‎والموعظة‎ ‎الحسنة)! وهذا هو‎ ‎أسلوبنا‎ ‎وطريقنا‎ ‎ندعو‎ ‎إليه‎ ‎ونأمل‎ ‎أن‎ ‎يمضى‎ ‎الناس عليه)!! ‏
والرد‎ ‎القا‎ ‎طع‎ ‎على‎ ‎مزاعم‎ ‎مرشد‎ ‎الإخوان،‎ ‎أن‎ ‎الواقع العملى‎ ‎يكذبه‎ ‎لقيامه‎ ‎فى‎ ‎عيد‎ ‎الأضحى ‏‏1414‏‎ ‎ه‎ -‎‏1994‏‎ ‎م‎ ‎بتوزيع‎ ‎منشورات‎ ‎مناهضة‎ ‎للحكم‎ ‎بقصد‎ ‎إثارة الفتنة‎ ‎وإشاعة‎ ‎الفوضى،‎ ‎وتم‎ ‎القبض‎ ‎عليه. ونريد‎ ‎أن‎ ‎نقول‎ ‎لحامد‎ ‎أبو‎ ‎النصر‎ ‎بأن‎ ‎جماعته‎ ‎لا‎ ‎تملك من‎ ‎وسائل‎ ‎تحقيق‎ ‎أهدافها‎ ‎للوصول‎ ‎إلى‎ ‎الحكم‎ ‎غير‎ ‎العنف والإرهاب،‎ ‎لأن‎ ‎جماعته‎ ‎لا‎ ‎تملك‎ ‎فكرا‎ ‎أو‎ ‎علما‎ ‎أو‎ ‎برنامجاً لبعث‎ ‎الحضارة،‎ ‎إلا اللهث وراء السلطة واعتلاء العروش والتفكير التافه المحدود، وفاقد‎ ‎الشىء‎ ‎لا‎ ‎يعطيه،‎ ‎لذلك‎ ‎كان‎ ‎تاريخ الإخوان‎ ‎منذ‎ ‎أن‎ ‎ظهروا‎ ‎على‎ ‎أرض‎ ‎مصر‎ ‎مليئا‎ ‎بالعنف والإرهاب‎ ‎وقتل‎ ‎الأبرياء‎ ‎وسفك‎ ‎الدماء.‏
وتاريخ‎ ‎حامد‎ ‎أبو‎ ‎النصر‎ ‎نفسه‎ ‎شاهد‎ ‎على‎ ‎ذلك،‎ ‎فقد‎ ‎بدأ يومه‎ ‎الأول‎ ‎فى‎ ‎جماعة‎ ‎الإخوان‎ ‎يحمل‎ ‎المسدس،‎ ‎بل‎ ‎وأقسم فى‎ ‎بيته‎ ‎بمنفلوط‎ ‎أمام‎ ‎حسن‎ ‎البنا‎ ‎وقد‎ ‎انفرد‎ ‎به‎ ‎داخل‎ ‎حجرة مغلقة،‎ ‎أقسم‎ ‎على‎ ‎هذا‎ ‎المسدس‎ ‎والمصحف،‎ ‎وكانت‎ ‎أول بيعة‎ ‎مسلحة‎ ‎فى‎ ‎الصعيد‎ ‎كما‎ ‎قال‎ ‎الشيخ‎ ‎حسن‎ ‎البنا
بلسانه.‏
وهذا‎ ‎الكلام‎ ‎كتبه‎ ‎بخط‎ ‎يده‎ ‎حامد‎ ‎أبو‎ ‎النصر‎ ‎فى‎ ‎كتاب باسم‎ ‎‏(الإخوان‎ ‎المسلمون‎ ‎وعبد‎ ‎الناصر) ‏
فيقول: (وانتقل‎ ‎المرشد‎ ‎العام‎ - ‎حسن‎ ‎البنا‎ - ‎إلى‎ ‎دارى بمنفلوط‎ ‎بعد‎ ‎إلقاء‎ ‎خطبة‎ ‎فى‎ ‎أسيوط،‎ ‎حيث‎ ‎هيأت‎ ‎له‎ ‎حجرة نوم‎ ‎خاصة‎ ‎ودخلها‎ ‎باسم‎ ‎الله‎ ‎وجلس‎ ‎على‎ ‎الفراش‎ ‎متربعا وقال: هيه‎- ‎هيه‎ ‎يا‎ ‎سيد‎ ‎محمد ماذا‎ ‎أعجبك‎ ‎من‎ ‎خطابى؟
قلت‎ ‎له‎ :‎‏ إن‎ ‎المعانى‎ ‎التى‎ ‎ذكرتها‎ ‎فضيل‎ ‎تك‎ ‎كثيرا‎ ‎ما‎ ‎تجرى على‎ ‎ألسنة‎ ‎الخطباء‎ ‎والعلماء،‎ ‎وليس‎ ‎هذا‎ ‎هو‎ ‎السبيل للرجوع‎ ‎بالمسلمين‎ ‎إلى‎ ‎عهدهم‎ ‎وأمجادهم‎ ‎السالفة‎ - ‎أى‎ :‎‏ أن الدعوة‎ ‎بالحكمة‎ ‎والموعظة‎ ‎الحسنة‎ ‎لا‎ ‎جدوى‎ ‎منها‎ – ‎فقال حسن‎ ‎البنا: إذن‎ ‎ماذا‎ ‎ترى؟
وكنت‎ ‎فى‎ ‎تلك‎ ‎اللحظة‎ ‎متوشحاً‎ ‎بمسدسى‎ ‎الذى‎ ‎لا يفارقنى‎ ‎‏(لما فاض الكيل ولم يعودوا يستحون ‏من القتل، صار هذا الكلام يسطرونه في الكتب المطبوعة في الأسواق!) وقلت‎ ‎له‎ :‎‏ إن‎ ‎الوسيلة‎ ‎الوحيدة‎ ‎للرجوع‎ ‎بالأمة‎ ‎إلى أمجادها‎ ‎السالفة‎ ‎هو‎ ‎هذا‎ ‎المسدس،‎ ‎وأشرت‎ ‎إلى‎ ‎مسدسى، فانبسطت‎ ‎أسارير‎ ‎المرشد‎ ‎العام‎ ‎كأنما‎ ‎لقى‎ ‎بغيته‎ ‎وعثر‎ ‎على مطلبه،‎ ‎وقال‎ ‎لى‎ ‎وهو‎ ‎يخرج‎ ‎المصحف‎ ‎من‎ ‎حقيبته‎ ‎قائلا‎ ‎‏: هل‎ ‎تعطى‎ ‎العهد‎ ‎على‎ ‎هذين؟‎ ‎مشيرا‎ ‎إلى‎ ‎المصحف والمسدس ‏
قلت: نعم،‎ ‎وقد‎ ‎غمرنى‎ ‎الفيض‎ ‎الإلهى‎ ‎والسعادة الأبدية.‏
وبعد‎ ‎أن‎ ‎تمت‎ ‎البيعة‎ ‎بهذه‎ ‎الصورة،‎ ‎أى‎ :‎‏ أمام‎ ‎المسدس والمصحف،‎ ‎قال‎ ‎فضيلته‎ ‎مهنئا‎ :‎‏ مبروك إنها‎ ‎البيعة الأولى‎ ‎فى‎ ‎صعيدكم) ‏
نفهم‎ ‎إذن‎ ‎من‎ ‎كلام‎ ‎محمد‎ ‎حامد‎ ‎أبو‎ ‎النصر‎ ‎أن‎ ‎الدعوة بالحكمة‎ ‎والموعظة‎ ‎الحسنة‎ ‎ليست‎ ‎هى‎ ‎منهج‎ ‎الإخوان المسلمين،‎ ‎بل‎ ‎المنهج‎ ‎الذى‎ ‎وضعه‎ ‎وحدده‎ ‎حسن‎ ‎البنا وحامد‎ ‎أبو‎ ‎النصر‎ ‎معه‎ ‎هو‎ ‎العنف ‏والمسدس‎ ‎المختفى داخل‎ ‎المصحف‎!!‎‏ ‏

رحلة تنظيمات التكفير من سيد قطب إلى شوقي الشيخ
منذ‎ ‎أن‎ ‎تسربت‎ ‎من‎ ‎خلف‎ ‎جدران‎ ‎السجون‎ ‎خيوط‎ ‎خطة أعدها‎ ‎القطب‎ ‎الإخوانى‎ ‎البارز،‎ ‎وداعية‎ ‎الإسلام‎ ‎المسلح سيد‎ ‎قطب‎ ‎حتى‎ ‎توالت‎ ‎بعدها‎ ‎وثائق‎ ‎التكفير‎ ‎والجهاد‎ ‎ضد الطاغوت‎ ‎والجاهلية‎ ‎ودار‎ ‎الكفر وكان‎ ‎من‎ ‎بين‎ ‎أبرزها "معالم‎ ‎فى‎ ‎الطريق" و"لماذا‎ ‎أعدمونى" و"كلمة‎ ‎حق" و"منهاج
العمل‎ ‎الإسلامى"‏‎ ‎و"الفريضة‎ ‎الغائبة".‏
ورغم‎ ‎أن‎ ‎الخيط‎ ‎لم‎ ‎يبدأ‎ ‎من‎ ‎سيد‎ ‎قطب،‎ ‎بل‎ ‎يمتد‎ ‎إلى عمليات‎ ‎التنظيم‎ ‎الخاص‎ ‎لجماعة‎ ‎الإخوان‎ ‎المسلمين،‎ ‎إلا‎ ‎أن تنظيمات‎ ‎الجهاد‎ ‎على‎ ‎اختلاف‎ ‎أسمائها‎ ‎تنتمى‎ ‎بصلة‎ ‎وثيقة إلى‎ ‎دعوة‎ ‎سيد‎ ‎قطب‎ ‎المسلحة.‏
ومنذ‎ ‎هذا‎ ‎التاريخ‎ ‎انفجرت‎ ‎قنابل وقصفت مواقع وتناثرت أشلاء،‎ ‎وطارت‎ ‎رؤوس‎ ‎بينها‎ ‎رأس‎ ‎رئيس‎ ‎الدولة "السادات"،‎ ‎ورئيس‎ ‎مجلس‎ ‎الشعب‎ ‎‏"رفت‎ ‎المحجوب" ووزير‎ ‎أوقاف‎ ‎أسبق‎ ‎‏"الشيخ‎ ‎الذهبى" ‏غير‎ ‎رؤوس‎ ‎عشرات الأبرياء‎ ‎من‎ ‎الضحايا. ‏
وإلى‎ ‎مسيرة‎ ‎سيد‎ ‎قطب‎ ‎انضم‎ ‎الاسلامبولى‎ ‎والزمر‎ ‎وشكرى‎ ‎مصطفى‎ ‎وصالح‎ ‎سرية‎ ‎وعمر‎ ‎عبد ‏الرحمن‎ ‎وعصام‎ ‎القمرى‎ ‎والأسوانى‎ ‎وعلاء‎ ‎محى‎ ‎الدين وعبد‎ ‎السلام‎ ‎فرج‎ ‎ونصحى‎ ‎وعشرات‎ ‎غيرهم ‏
وظهرت‎ ‎أسماء‎ ‎حزب‎ ‎التحرير،‎ ‎والتكفير‎ ‎والهجرة، والناجون‎ ‎من‎ ‎النار،‎ ‎والتوقف‎ ‎والتبين،‎ ‎والواثقون‎ ‎من النصر،‎ ‎وطلائع‎ ‎الفتح،‎ ‎وشباب‎ ‎محمد،‎ ‎والشوقيون، والجماعة‎ ‎الإسلامية،‎ ‎والجهاد. ‏
جماعة المسلمين
مثلما‎ ‎خرجت‎ ‎من‎ ‎عباءة‎ ‎سيد‎ ‎قطب‎ ‎اتجاهات‎ ‎الجهاد، خرجت‎ ‎منها‎ ‎اتجاهات‎ ‎التكفير،‎ ‎فالجهاد‎ ‎أخذ‎ ‎عنه‎ ‎فكرة المفاصلة،‎ ‎أى‎ :‎‏ الافتراق‎ ‎عن‎ ‎المجتمع‎ ‎الجاهلى‎ ‎شعورياً، بينما‎ ‎أخذت‎ ‎عنه‎ ‎اتجاهات‎ ‎التكفير‎ ‎المفارقة‎ - ‎مكانياً، وطوّرها‎ ‎‏"شكرى‎ ‎مصطفى"‏‎ ‎إلى‎ ‎الهجرة‎ ‎بعيدا‎ ‎عن‎ ‎دار‎ ‎الكفر فى‎ ‎مرحلة‎ ‎الاستضعاف‎ ‎والعودة‎ ‎للتحرير‎ ‎عندما‎ ‎تصل الجماعة‎ ‎إلى‎ ‎مرحلة‎ ‎التمكين. ‏
وفى‎ ‎السجن‎ ‎الذى‎ ‎دخله‎ ‎شكرى‎ ‎عضوا‎ ‎بالإخوان المسلمين،‎ ‎عاصر‎ ‎الخلاف‎ ‎الذى‎ ‎احتدم‎ ‎بعد‎ ‎أن‎ ‎أصدر مرشد‎ ‎الجماعة‎ ‎حسن‎ ‎الهضيبى‎ ‎كتابه‎ ‎‏"دعاة لا‎ ‎قضاة" ردا‎ ‎على‎ ‎كتاب‎ ‎سيد‎ ‎قطب‎ ‎معالم‎ ‎فى‎ ‎الطريق،‎ ‎وقد‎ ‎زاد الخلاف‎ ‎حدة‎ ‎تأكيدات‎ ‎قيادات‎ ‎إخوانية‎ ‎بأن‎ ‎المرشد‎ ‎العام كان‎ ‎قد‎ ‎بارك‎ ‎كتاب‎ ‎سيد‎ ‎قطب‎ ‎وخطته‎ ‎لإعادة‎ ‎التنظيم‎ ‎بعد ضربة 1954،‎ ‎ثم‎ ‎تخلى‎ ‎عنه،‎ ‎بعد‎ ‎أن‎ ‎التف‎ ‎حول‎ ‎عنق
سيد‎ ‎قطب‎ ‎حبل‎ ‎المشنقة،‎ ‎وغير‎ ‎موقفه‎ ‎تحت‎ ‎ضغط الظروف. ‏
وفى‎ ‎السجن‎ ‎قرر‎ ‎شكرى‎ ‎الانفصال‎ ‎عن‎ ‎الإخوان‎ ‎على أن‎ ‎يكون‎ ‎هاديه‎ ‎معالم‎ ‎سيد‎ ‎قطب‎ ‎وخيوط‎ ‎خطة‎ ‎ومخطط‎ ‎تكفير. ‏
وفى‎ ‎جولته‎ ‎فى‎ ‎قرى‎ ‎محافظة‎ ‎أسيوط،‎ ‎بعد‎ ‎الإفراج‎ ‎عنه عام 1971،‎ ‎أثر‎ ‎المصالحة‎ ‎بين‎ ‎السادات‎ ‎والإخوان،‎ ‎قال شكرى: إن‎ ‎الجاهلية‎ ‎لا‎ ‎ترتبط‎ ‎بزمان‎ ‎ما‎ ‎قبل‎ ‎الإسلام،‎ ‎بل تشمل‎ ‎كل‎ ‎أنحاء‎ ‎الأرض‎ ‎التى‎ ‎لا‎ ‎يطبق‎ ‎فيها‎ ‎شرع‎ ‎الله. ورفض‎ ‎أن‎ ‎يعذر‎ ‎أحداً‎ ‎لجهله بفكر شكري مصطفى ‏التكفيري،‎ ‎وجمع‎ ‎قرابة‎ ‎ألفين‎ ‎من المريدين‎ ‎أسماهم‎ ‎جماعات‎ ‎المسلمين‎ ‎وغيرهم‎ ‎كفرة.‏
ثم‎ ‎طاف‎ ‎بجماعته‎ ‎جبال‎ ‎محافظات‎ ‎الصعيد،‎ ‎يصدر الفتاوى‎ ‎ويعد‎ ‎ليوم‎ ‎التحرير،‎ ‎فى‎ ‎نمط‎ ‎جديد‎ ‎من‎ ‎العلاقات يشمل‎ ‎الزواج‎ ‎ومصادر‎ ‎الرزق ولأن‎ ‎حادث‎ ‎الفنية العسكرية‎ ‎كان‎ ‎لا‎ ‎يزال‎ ‎طازجا،‎ ‎شد‎ ‎نموذج‎ ‎شكرى‎ ‎فى التكفير‎ ‎الانتباه،‎ ‎وثارت‎ ‎ضجة‎ ‎إعلامية،‎ ‎كما‎ ‎تصدى‎ ‎بعض رجال‎ ‎الدين‎ ‎ومن‎ ‎بينهم‎ ‎الشيخ‎ ‎الذهبى‎ ‎وزير‎ ‎الأوقاف الأسبق‎ ‎لدعاوى‎ ‎التكفير‎ ‎والهجرة،‎ ‎وهنا‎ ‎قرر‎ ‎شكرى‎ ‎أن يضرب‎ ‎ضربته،‎ ‎فأمر‎ ‎بالقصاص‎ ‎من‎ ‎الشيخ،‎ ‎فتم‎ ‎اختطافه واشترط‎ ‎الأمير‎ ‎لإطلاق‎ ‎سراحه‎ ‎دفع‎ ‎فدية‎ ‎ونشر‎ ‎
بيان‎ ‎فى الصحف‎ ‎بحقيقة‎ ‎مؤلف‎ ‎الجماعة ورفضت‎ ‎السلطات، فأصدر‎ ‎شكرى‎ ‎مصطفى‎ ‎حكما‎ ‎بإعدام‎ ‎الشيخ‎ ‎الذهبى برصاصة‎ ‎فى‎ ‎عينه‎ ‎اليسرى،‎ ‎وبعد‎ ‎أسابيع‎ ‎ألقى‎ ‎القبض عليه‎ ‎فى‎ ‎عزبة‎ ‎النخل،‎ ‎وبعدها‎ ‎بشهور‎ ‎رفرفت‎ ‎راية‎ ‎سوداء فوق‎ ‎سجن‎ ‎الاستئناف.‏

جماعة الجهاد
كانت‎ ‎الصدفة‎ ‎قد‎ ‎جمعت‎ ‎ع‎ ‎م 1979‏‎ ‎بين‎ ‎مقدم المخابرات‎ ‎عبود‎ ‎الزمر،‎ ‎مع‎ ‎مفكر‎ ‎الجهاد‎ ‎محمد‎ ‎عبد السلام‎ ‎فرج،‎ ‎وكان‎ ‎الوسيط‎ ‎طارق‎ ‎الزمر،‎ ‎والمكان‎ ‎بولاق الدكرور،‎ ‎أما‎ ‎الضرورة‎ ‎التى‎ ‎تفسر‎ ‎الصدفة‎ ‎فهى‎ ‎أفكار‎ ‎الجاهلية ودار‎ ‎الكفر‎ ‎والجهاد‎ ‎ضد‎ ‎الطاغوت‎ ‎التى‎ ‎أصبح‎ ‎لها‎ ‎الغلبة وصارت‎ ‎كلمة‎ ‎السر‎ ‎فى‎ ‎كل‎ ‎لقاء،‎ ‎فمن‎ ‎أجل‎ ‎هذه‎ ‎الفكرة طاف‎ ‎محمد‎ ‎عبد‎ ‎السلام‎ ‎فرج‎ ‎مساجد‎ ‎بولاق‎ ‎يدعو‎ ‎إلى الفريضة‎ ‎الغائبة التى‎ ‎لم‎ ‎تكن‎ ‎شيئا‎ ‎آخر‎ ‎سوى‎ ‎الجهاد. ‏
ومن‎ ‎خلاله‎ ‎التقى‎ ‎بالنقيب‎ ‎خالد‎ ‎الاسلامبولى،‎ ‎كما ربطته‎ ‎صلة‎ ‎بمقدم‎ ‎المدرعات‎ ‎عصام‎ ‎القمرى‎ ‎الذى‎ ‎هرب من‎ ‎الخدمة،‎ ‎بعد‎ ‎أن‎ ‎أنذره‎ ‎مقدم‎ ‎المخابرات‎ ‎عبود‎ ‎الزمر‎ ‎أن أمره‎ ‎قد‎ ‎انكشف،‎ ‎ثم‎ ‎سرعان‎ ‎ما‎ ‎لحق‎ ‎الزمر‎ ‎بالقمرى‎ ‎بعد أن‎ ‎حامت‎ ‎حوله‎ ‎الشبهات،‎ ‎وبدأ‎ ‎جناح‎ ‎القيادة‎ ‎العسكرية
للجهاد‎ ‎فى‎ ‎التكوين.‏
ولأن‎ ‎الصدام‎ ‎قد‎ ‎بد‎ ‎ا‎ ‎وشيكا‎ ‎بين‎ ‎السادات‎ ‎والجماعات الإسلامية‎ ‎التى‎ ‎لها‎ ‎أنياب‎ ‎وأظفار،‎ ‎جرت‎ ‎اتصالات‎ ‎توحيد مع‎ ‎الجماعات‎ ‎الإ‎ ‎سلامية‎ ‎فى‎ ‎معق‎ ‎ل‎ ‎نفوذها‎ ‎فى‎ ‎الصعيد‎ ‎عبر كرم‎ ‎زهدى‎ ‎أمير‎ ‎المنيا،‎ ‎ود. عمر‎ ‎عبد‎ ‎الرحمن‎ ‎مفتى الجماعة. ‏
وقد‎ ‎أثمرت‎ ‎هذه‎ ‎العملية‎ ‎حادث‎ ‎المنصة‎ ‎الذى‎ ‎راح ضحيته‎ ‎الرئيس‎ ‎السادات. ‏
ولم‎ ‎يدم‎ ‎شهر‎ ‎العسل‎ ‎طويلا‎ ‎بين‎ ‎جماعة الجهاد‎ ‎والجماعة الإسلامية، فسرعان‎ ‎ما‎ ‎دب‎ ‎بينهما‎ ‎الخلاف‎ ‎داخل‎ ‎أسوار‎ ‎السجن‎ ‎حول ثلاثة‎ ‎أمور:‏
‏ 1‏‎- ‎العذر‎ ‎بالجهل: وتشير‎ ‎بعض‎ ‎المصادر‎ ‎إلى‎ ‎أن الجماعة‎ ‎كانت‎ ‎أقل‎ ‎تشددا‎ ‎فى‎ ‎مسألة‎ ‎التكفير ‏
‏2‏‎- ‎إمارة‎ ‎الجماعة: إمارة‎ ‎الضرير‎ ‎عمر‎ ‎عبد الرحمن‎ ‎أو‎ ‎الأسير‎ ‎عبود‎ ‎الزمر ‏
‏3‏‎- ‎السرّية‎ ‎فى‎ ‎الإسلام. ‏
وإلى‎ ‎هذا‎ ‎الجانب‎ ‎الأخير‎ ‎ينتمى‎ ‎الخلاف‎ ‎الجوهرى، فجماعة الجهاد‎ ‎وبحكم‎ ‎غلبة‎ ‎الجناح‎ ‎المخابراتى،‎ ‎ولأنها‎ ‎تعتبر‎ ‎أن قضية‎ ‎السلطة‎ ‎هى‎ ‎القضية‎ ‎المركزية،‎ ‎فإنها‎ ‎أكثر‎ ‎تشددا‎ ‎فى مجال‎ ‎السرية،‎ ‎حتى‎ ‎لو‎ ‎كانت‎ ‎ضريبة‎ ‎ذلك‎ ‎التخلى‎ ‎قليلا‎ ‎عن جهاز‎ ‎الدعوة‎ ‎فى‎ ‎المساجد‎ ‎الذى‎ ‎يكشف‎ ‎عناصر‎ ‎التنظيم،
وحتى‎ ‎لو‎ ‎ضحت‎ ‎ببعض‎ ‎اللحى‎ ‎التى‎ ‎تثير‎ ‎شبهات‎ ‎الأمن كما‎ ‎أن‎ ‎الجهاد‎ ‎كان‎ ‎أكثر‎ ‎تركيزا‎ ‎على‎ ‎اختراق‎ ‎أجهزة السيطرة،‎ ‎والقيام‎ ‎بعمليات‎ ‎منتقاة‎ ‎مركزة‎ ‎ضد‎ ‎رموز‎ ‎الدولة، وإعداد‎ ‎بنية‎ ‎عسكرية‎ ‎عالية‎ ‎التدريب‎ ‎والمهارة‎ ‎وكثيفة التسليح. ‏
أما‎ ‎الجماعة‎ ‎فقد‎ ‎أولت‎ ‎عناية‎ ‎أكبر‎ ‎لقضية‎ ‎الدعاية والنفوذ‎ ‎الجماهيرى،‎ ‎ووق‎ ‎فت‎ ‎للدفاع‎ ‎عن‎ ‎موقعها‎ ‎فى‎ ‎كل مسجد،‎ ‎وكانت‎ ‎أقرب‎ ‎إلى‎ ‎طريق‎ ‎الدعاية‎ ‎المسلحة وتشير‎ ‎بعض‎ ‎المصادر‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎ه‎ ‎بعد‎ ‎اعتقالات 1981 نشأت‎ ‎للجهاد‎ ‎قيادة‎ ‎ثلاثية‎ ‎فى‎ ‎السجن‎ ‎بزعامة‎ ‎عبود‎ ‎الزمر، وفى‎ ‎بيشاور‎ ‎باكستان‎ ‎بزعامة‎ ‎د. أيمن‎ ‎الظواهرى‎ ‎الذى أصبح‎ ‎الرجل‎ ‎الثانى‎ ‎بعد‎ ‎أسامة‎ ‎بن‎ ‎لادن‎ ‎فى‎ ‎تنظيم‎ ‎القاعدة.‏

الإخوان وجمال عبد الناصر
ثمة‎ ‎مغالطة‎ ‎تاريخية‎ ‎يوهم‎ ‎بها‎ ‎الإخوان‎ ‎المسلمون‎ ‎عامة الناس،‎ ‎وهى‎ ‎أن‎ ‎جمال‎ ‎عبد‎ ‎الناصر‎ ‎كان‎ ‎عدوهم‎ ‎الأول، وهو‎ ‎الذى‎ ‎نكل‎ ‎بهم‎ ‎وعذبهم‎ ‎وم‎ ‎ثَّل‎ ‎بهم ولكن‎ ‎الحقيقة‎ ‎غير ذلك! فعبد‎ ‎الناصر‎ ‎هو‎ ‎نبتة‎ ‎إخوانية،‎ ‎وكفى‎ ‎دليلاً‎ ‎على‎ ‎ذلك أن‎ ‎الشيخ‎ ‎البنا‎ ‎قد‎ ‎أوصى‎ ‎بأن‎ ‎يخلفه‎ ‎عبد‎ ‎الناصر‎ ‎مرشداً
عاماً‎ ‎للجماعة.‏
ويبقى‎ ‎السؤال‎ ‎لماذا‎ ‎عامل‎ ‎عبد‎ ‎الناصر‎ ‎الإخوان‎ ‎بهذه القسوة؟

الجيش هو قرة عين الإخوان
منذ‎ ‎أن‎ ‎بدأت‎ ‎مرحلة‎ ‎التنفيذ‎ ‎والشيخ‎ ‎البنا‎ ‎يرقب‎ ‎الجيش باهتمام‎ ‎بالغ،‎ ‎ويبذل‎ ‎جهده‎ ‎فى‎ ‎التقاط‎ ‎أكبر‎ ‎عدد‎ ‎ممكن‎ ‎من الضباط‎ ‎وضمهم‎ ‎إلى‎ ‎صفوف‎ ‎تنظيم‎ ‎سرى‎ ‎فى‎ ‎جماعته وبدأت‎ ‎كوادر‎ ‎الجماعة‎ ‎فى‎ ‎التقاط‎ ‎مجموعات‎ ‎من الضباط‎ ‎وتقديمهم‎ ‎واحدا‎ ‎واحدا‎ ‎وفى‎ ‎سرية‎ ‎تامة‎ ‎للمرشد. ‏
وفى‎ ‎هذا‎ ‎الوقت‎ ‎كان‎ ‎الشاب‎ ‎‏(جمال‎ ‎عبد‎ ‎الناصر‎ ‎حسين) يكوّن‎ ‎أولى‎ ‎ارتباطاته‎ ‎السياسية‎ ‎مع‎ ‎شاب‎ ‎أزهرى‎ ‎يكبره‎ ‎فى السن‎ ‎بسبع‎ ‎سنوات‎ ‎هو‎ ‎‏(أحمد‎ ‎حسن‎ ‎الباقورى)‏‎ ‎عضو جماعة‎ ‎الإخوان‎ ‎المسلمين.‏
ويقول‎ ‎مجدى‎ ‎حسنين‎ :‎‏ كنت‎ ‎حتى‎ ‎سنة 1950‏‎ ‎معروفاً بميولى‎ ‎للإخوان‎ ‎وليس‎ ‎بميولى‎ ‎فقط،‎ ‎بل‎ ‎كنت‎ ‎على‎ ‎علاقة وثيقة‎ ‎بالمرحوم‎ ‎حسن‎ ‎البنا،‎ ‎وكنت‎ ‎أدرب‎ ‎أعداداً‎ ‎كبيرة‎ ‎من ‏‎ ‎الإخوان(جمال ‏الشرقاوى،‎ ‎حريق‎ ‎القاهرة،‎ ‎ط 1976 شهادة‎ ‎مسجلة‎ ‎بصوت‎ ‎مجدى‎ ‎حسنين). ‏
وكذلك‎ ‎يقول‎ ‎حسن‎ ‎إبراهيم‎ :‎‏ قمنا‎ ‎بالاتصال‎ ‎مع الإخوان‎ ‎المسلمين‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎الصاغ‎ ‎المتقاعد‎ ‎محمود‎ ‎لبيب، وكان‎ ‎المرحوم‎ ‎حسن‎ ‎البنا‎ ‎يلتقى‎ ‎بنا. (روز‎ ‎اليوسف 11/4/1977)‏
وأيضا‎ ‎‏(خالد‎ ‎محى‎ ‎الدين)‏‎ ‎كان‎ ‎على‎ ‎علاقة‎ ‎لفترة‎ ‎من الوقت‎ ‎بالشيخ‎ ‎حسن‎ ‎البنا. ويروى‎ ‎خالد‎ ‎محى‎ ‎الدين‎ - ‎فى‎ ‎حديث‎ ‎شخصى‎ ‎مع‎ ‎د. رفعت‎ ‎السعيد‎ - ‎أن‎ ‎الضباط‎ ‎كان‎ ‎يلحقون‎ ‎مباشرة‎ ‎بتشكيل سرى‎ ‎خاص،‎ ‎و‎ ‎أن‎ ‎مراسم‎ ‎انضمامهم‎ ‎كانت‎ ‎توحى‎ ‎بالسرية المطلقة‎ ‎حيث‎ ‎تتم‎ ‎البيعة‎ ‎فى‎ ‎غرفة‎ ‎مظلمة،‎ ‎ويقسم‎ ‎الضباط على‎ ‎مصحف‎ ‎ومسدس (د. رفعت‎ ‎السعيد حسن‎ ‎البنا، ص: ‏‏197).‏
ويذكر‎ ‎الكاتب‎ ‎الأمريكى‎ ‎ميتشيل: أن‎ ‎رشاد‎ ‎مهنا‎ ‎وحسن الشافعى‎ ‎كانا‎ ‎على‎ ‎علاقة‎ ‎بالإخوان ‏
وإذا‎ ‎أردنا‎ ‎أن‎ ‎نعطى‎ ‎قائمة‎ ‎بانتماءات‎ ‎مجلس‎ ‎قيادة‎ ‎ثورة 1952 نجدها‎ ‎كما‎ ‎يلى: ‏
‎- ‎عبد‎ ‎الحكيم‎ ‎عامر: إخوان‎ ‎مسلمون ‏
‎- ‎كمال‎ ‎الدين‎ ‎حسين: إخوان‎ ‎مسلمون ‏
‎- ‎جمال‎ ‎عبد‎ ‎الناصر: الوفد‎-‎الإخوان‎ ‎المسلمون ‏
‎- ‎أنور‎ ‎السادات: مصر‎ ‎الفتاة‎- ‎الإخوان‎ ‎المسلمون ‏
ولفترة‎ ‎من‎ ‎الوقت‎ ‎كان‎ ‎أنور‎ ‎السادات‎ ‎ذا‎ ‎علاقة‎ ‎وثيقة بشكل‎ ‎خاص‎ ‎مع‎ ‎الشيخ‎ ‎البنا،‎ ‎وقد‎ ‎تحدث‎ ‎عنها‎ ‎تفصيلاً‎ ‎فى كتابه‎ ‎‏(صفحات‎ ‎مجهولة) والغريب‎ ‎أن‎ ‎السلطات‎ ‎قد‎ ‎أغمضت‎ ‎عينيها‎ ‎عن‎ ‎نشاط
الإخوان‎ ‎فى‎ ‎الجيش،‎ ‎فأنور‎ ‎السادات‎ ‎يلتقى‎ ‎لأول‎ ‎مرة بالشيخ‎ ‎البنا‎ ‎عندما‎ ‎جاء‎ ‎البنا‎ ‎إلى‎ ‎أحد‎ ‎معسكرات‎ ‎الجيش ليحضر‎ ‎احتفالا‎ ‎بذكرى‎ ‎المولد‎ ‎النبوى،‎ ‎وألقى‎ ‎خطاباً‎ ‎جذب ‏‎ ‎أنظار‎ ‎الضباط‎ ‎‏(حتى‎ ‎يعلم‎ ‎الناس‎ :‎‏ 1954،‎ ‎ص‎ ‎‏6)‏
والسماح‎ ‎للبنا‎ ‎بالنشاط‎ ‎المكشوف‎ ‎فى‎ ‎صفوف الجيش يضيف‎ ‎علامة‎ ‎استفهام‎ ‎كبيرة!!؟ ‏
والسؤال‎ ‎هو‎ :‎‏ ماذا‎ ‎كان‎ ‎يريد‎ ‎البنا‎ ‎من‎ ‎هذا‎ ‎النشاط المكثف‎ ‎فى‎ ‎صفوف‎ ‎الجيش؟
وقد‎ ‎وجه‎ ‎جمال‎ ‎عبد‎ ‎الناصر‎ ‎هذا‎ ‎السؤال‎ ‎للصاغ‎ ‎محمود لبيب‎ ‎المستشار‎ ‎العسكرى‎ ‎لحسن‎ ‎البنا،‎ ‎فأجاب: علينا‎ ‎أن‎ ‎نبدأ‎ ‎فى‎ ‎تكوين‎ ‎مجموعات‎ ‎من‎ ‎الضباط‎ ‎ذوى الإيمان‎ ‎والعقيدة،‎ ‎وعندما‎ ‎يحين‎ ‎الحين‎ ‎نبرز‎ ‎جميعا‎ ‎فى صف‎ ‎واحد‎ ‎لنتصدى‎ ‎لعدونا‎ ‎ونمنعه‎ ‎من‎ ‎محاربة‎ ‎دعوتنا (حسن‎ ‎البنا،‎ ‎مذكرات‎ ‎الدعوة‎ ‎والداعية). ‏

وصية البنا.. خليفتي عبد الناصر
ذكرت‎ ‎هذه‎ ‎الوصية‎ ‎جريدة‎ ‎الأنباء‎ ‎الكويتية‎ ‎العدد رقم‎ ‎‏6383‏‎ ‎الصادر‎ ‎يوم‎ ‎الأحد 13‏‎ ‎فبراير ‏‏1994‏‎ ‎على لسان‎ ‎المستشار‎ ‎‏( الدمرداش‎ ‎العقالى )‏‎ ‎وهو‎ ‎من‎ ‎أوائل‎ ‎الشباب الذين‎ ‎انضموا‎ ‎للجهاز‎ ‎السرى‎ ‎للإخوان‎ ‎فى‎ ‎الأربعينيات، وأقسم‎ ‎يمين‎ ‎الولاء‎ ‎أمام‎ ‎الشيخ‎ ‎البنا،‎ ‎وأصبح‎ ‎فى‎ ‎غضون
سنوات‎ ‎قليلة‎ ‎مسئول‎ ‎الشباب‎ ‎والطلبة‎ ‎فى‎ ‎حركة‎ ‎الإخوان فضلاً‎ ‎عن‎ ‎أنه‎ ‎زوج‎ ‎شقيقة‎ ‎الكاتب‎ ‎الإخوانى‎ ‎سيد‎ ‎قطب حيث‎ ‎يقول‎ ‎‏: ‏
‏[من‎ ‎الثابت‎ ‎أن‎ ‎اليوزباشى‎ ‎جمال‎ ‎عبد‎ ‎الناصر حسين‎ ‎قد‎ ‎انخرط‎ ‎فى‎ ‎صفوف‎ ‎الإخوان‎ ‎المسلمين‎ ‎عام ‏‏1942‏‎ ‎مشكلاً‎ ‎مع‎ ‎عبد‎ ‎المنعم‎ ‎عبد‎ ‎الرؤف‎ ‎وأبو‎ ‎المكارم عبد‎ ‎الحى‎ ‎ومحمود‎ ‎لبيب‎ ‎الجهاز‎ ‎الخاص‎ ‎للإخوان المسلمين‎ ‎فى‎ ‎الجيش. وقد‎ ‎ظلت‎ ‎حركة‎ ‎الإخوان‎ ‎المسلمين‎ - ‎بقيادة‎ ‎حسن‎ ‎البنا وعبد‎ ‎الرحمن‎ ‎السندى‎ ‎فى‎ ‎القطاع‎ ‎المدنى،‎ ‎وجمال‎ ‎عبد الناصر‎ ‎فى‎ ‎القطاع‎ ‎العسكرى‎ - ‎تعمل‎ ‎لتغيير‎ ‎الأوضاع‎ ‎فى مصر‎ ‎والاستيلاء‎ ‎على‎ ‎السلطة‎ ‎كما‎ ‎كان‎ ‎مقدرا‎ ‎لها‎ ‎فى‎ ‎عام 1955،‎ ‎ولكن‎ ‎حرب‎ ‎فلسطين‎ ‎هى‎ ‎التى‎ ‎غيرت‎ ‎هذا‎ ‎التقدير.‏‎ ‎وبعد‎ ‎صدور‎ ‎قرار‎ ‎حل‎ ‎الحركة‎ ‎فى‎ ‎‏ 8/12/1948 واعتقال‎ ‎جميع‎ ‎قيادة‎ ‎الإخوان‎ ‎ما‎ ‎عدا‎ ‎حسن‎ ‎البنا،‎ ‎حينئذ أيقن‎ ‎الرجل‎ ‎أنه‎ ‎سيبقى‎ ‎ليُصَفى، فأعد‎ ‎وصيته‎ ‎وذهب‎ ‎بها‎ ‎ليسلمها‎ ‎إلى‎ ‎صالح‎ ‎حرب‎ ‎باشا فى‎ ‎جمعية‎ ‎الشبان‎ ‎المسلمين‎ ‎فى‎ ‎الليلة‎ ‎التى‎ ‎قتل‎ ‎فيها،‎ ‎وهى الليلة‎ ‎الوحيدة‎ ‎التى‎ ‎خرج‎ ‎فيها‎ ‎من‎ ‎بيته‎ ‎منذ‎ ‎أن‎ ‎أحس‎ ‎بأنه
مستهدف‎ ‎من‎ ‎قبل‎ ‎الملك‎ ‎وأعوانه.‏
وقد‎ ‎كتب‎ ‎البنا‎ ‎موصياً‎ ‎بأن‎ ‎يكون‎ ‎المسئول‎ ‎عن‎ ‎جماعة الإخوان‎ ‎المسلمين‎ ‎فى‎ ‎حالة‎ ‎اغتياله‎ ‎أو‎ ‎غيابه‎ ‎هو‎ ‎عبد الرحمن‎ ‎السندى‎ ‎رئيس‎ ‎الجهاز‎ ‎الخاص،‎ ‎وإذا‎ ‎لم‎ ‎يكن السندى‎ ‎موجوداً‎ ‎يصبح‎ ‎جمال‎ ‎عبد‎ ‎الناصر‎ ‎حسين‎ ‎هو المرشد‎ ‎العام‎ ‎للجماعة ‏‎!!‎
ولم‎ ‎يكن‎ ‎عبد‎ ‎الرحمن‎ ‎السندى‎ ‎حتى‎ ‎ذلك‎ ‎الوقت‎ ‎من الوجوه‎ ‎المعروفة،‎ ‎فقد‎ ‎أبقاه‎ ‎البنا‎ ‎تحت‎ ‎الأرض‎ ‎منذ‎ ‎أن‎ ‎أسند إليه‎ ‎قيادة‎ ‎التنظيم‎ ‎السرى‎ ‎عام 1938.‏

حسن البنا يصّرح بأن منهجه هو المواجهة المسلّحة.. جذور فكر داعش
وقال‎ ‎السندى‎ ‎بعد‎ ‎الثورة: إن‎ ‎حسن‎ ‎البنا‎ ‎قال‎ ‎له‎ ‎حين اختاره‎ ‎لهذه‎ ‎المهمة‎ ‎السرية‎ ‎الخطيرة‎ :‎‏ إن‎ ‎الجهاز‎ ‎الخاص هو‎"‎الورشة‎"‎،‎ ‎التى‎ ‎نعد‎ ‎فيها‎ ‎قادة‎ ‎التغيير،‎ ‎أما‎ ‎مكتب‎ ‎الإرشاد والمركز‎ ‎العام‎ ‎والهيئة‎ ‎التأسيسية‎ ‎وحديث‎ ‎الثلاثاء‎ ‎فكلها بمثابة ‏‎ "‎المعرض‎" ‎‏ الذى‎ ‎نعرض‎ ‎فيه‎ ‎بضاعتنا،‎ ‎والصانع‎ ‎لا يجعل‎ ‎مرتادى‎ ‎المعرض‎ ‎أو‎ ‎زواره‎ ‎يرون‎ ‎ما‎ ‎يحدث‎ ‎فى‎ "‎الورشة‎" ‎‏ فالورشة‎ ‎تصنع‎ ‎فى‎ ‎صمت،‎ ‎والمعرض‎ ‎يبيع‎ ‎بغير ضوضاء‎ ‎الورشة.‏
ولكن‎ ‎فى‎ ‎ذلك‎ ‎الوقت‎ ‎كان‎ ‎السندى‎ ‎مسجوناً‎ ‎بعد‎ ‎القبض عليه‎ ‎فى‎ ‎حادث‎ ‎سيارة‎ ‎الجيب،‎ ‎فانصرفت‎ ‎الأنظار‎ ‎إلى جمال‎ ‎عبد‎ ‎الن‎ ‎اصر‎ ‎ليقود‎ ‎الإخوان‎ ‎كما‎ ‎جاء‎ ‎فى‎ ‎وصية المرشد‎ ‎العام،‎ ‎و‎ ‎أبلغ‎ ‎صالح‎ ‎حرب‎ ‎عبد‎ ‎الناصر‎ ‎بالوصية التى‎ ‎جاء‎ ‎فيها‎ ‎أيضاً‎ :‎‏ (على‎ ‎قيادة‎ ‎الإخوان‎ ‎الجديدة‎ ‎أن ‏تسارع‎ ‎بالتغيير‎ ‎وقلب‎ ‎نظام‎ ‎الحكم‎ ‎فى‎ ‎موعد‎ ‎أقرب‎ ‎من‎ ‎عام 1955،‎ ‎فقد‎ ‎أصبحنا‎ ‎فى‎ ‎سباق‎ ‎مع‎ ‎الزمن) ‏
وعلى‎ ‎أثر‎ ‎ذلك‎ ‎شرع‎ ‎عبد‎ ‎الناصر‎ ‎فى‎ ‎بناء‎ ‎تنظيم الضباط‎ ‎الأ‎ ‎حرار‎ ‎الذى‎ ‎كان‎ ‎يضم‎ ‎فى‎ ‎الواقع‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎تنظيم سرى‎ ‎وأكثر‎ ‎من‎ ‎اتجاه‎ ‎سياسى‎ ‎وعقائدى،‎ ‎وكان‎ ‎ذلك‎ ‎عام 1949،‎ ‎وهو‎ ‎التاريخ‎ ‎الصحيح‎ ‎لبداية‎ ‎تنظيم‎ ‎الضباط الأحرار‎- ‎وهو‎ ‎كما‎ ‎نرى‎ - ‎اسم‎ ‎محايد‎ ‎يتسع‎ ‎لمختلف الاتجاهات‎ ‎والميول‎ ‎السياسية‎ ‎والعقائدية،‎ ‎ففيه‎ ‎الإخوانى والماركسى‎ ‎وغيرهم] "الدمرداش‎ ‎العقالى" ‏
يقول‎ ‎أحد‎ ‎الكتاب‎ :‎‏ إن‎ ‎جمال‎ ‎عبد‎ ‎الناصر‎ ‎قد‎ ‎سئل‎ ‎فى أحد‎ ‎الاجتماعات‎ ‎التمهيدية‎ ‎للضباط‎ ‎الأحرار‎ " ‎هل‎ ‎تتوقع‎ ‎من الإخوان‎ ‎خيراً ؟‎" ‎وأجاب‎ ‎عبد‎ ‎الناصر: ‏‎"‎نعم‎ ‎خير‎ ‎كثير‎"‎
‏(المصور 31/10/1954 ‏‎-‎‏ حلمى‎ ‎سلام‎ :‎قصة‎ ‎ثورة الجيش)‏
وهذه‎ ‎الإجابة‎ ‎من‎ ‎عبد‎ ‎الناصر‎ ‎لا‎ ‎تحتاج‎ ‎إلى‎ ‎تعليق لبيان‎ ‎مدى‎ ‎العلاقة‎ ‎القوية‎ ‎التى‎ ‎كانت‎ ‎تربطه‎ ‎بالجماعة، ويبقى‎ ‎السؤال‎ ‎لماذا‎ ‎إذن‎ ‎عامل‎ ‎عبد‎ ‎الناصر‎ ‎الجماعة‎ ‎بهذه القسوة‎ ‎بعد‎ ‎الثورة؟

لماذا حاربت الثورة الإخوان ؟
نشرت‎ ‎جريدة‎ ‎الجمهورية‎ ‎فى‎ ‎عددها‎ ‎رقم‎ ‎‏40‏‎ ‎الصادر فى 15‏‎ ‎يناير 1954‏‎ ‎ما‎ ‎يأتى: ‏
عقد‎ ‎البكباشى‎ ‎أنور‎ ‎السادات‎ ‎مؤتمراً‎ ‎صحفياً‎ ‎الساعة الواحدة‎ ‎من‎ ‎مساء‎ ‎اليوم‎ ‎ألقى‎ ‎فيه‎ ‎البيان‎ ‎التالى: (إن‎ ‎كانت‎ ‎الثورة‎ ‎قد‎ ‎قامت‎ ‎فى‎ ‎‏23‏‎ ‎يوليو‎ ‎سنة 1952 فقد‎ ‎ظل‎ ‎تنظيم‎ ‎الضباط‎ ‎الأحرار‎ ‎ينتظر‎ ‎من‎ ‎يتقدم‎ ‎الصفوف مخلصاً‎ ‎ليغير‎ ‎المنكر‎ ‎الذى‎ ‎نعيش‎ ‎فيه، ومن‎ ‎يوم‎ ‎قيام‎ ‎الثورة‎ ‎ونحن‎ ‎فى‎ ‎معركة‎ ‎لم‎ ‎تنته‎ ‎بعد، معركة‎ ‎ضد‎ ‎الاستعمار‎ ‎لا‎ ‎ضد‎ ‎المواطنين، وهذه‎ ‎المعركة لا‎ ‎تحتمل‎ ‎المطامع‎ ‎والأهواء‎ ‎التى‎ ‎طالما‎ ‎نفذ‎ ‎الاستعمار‎ ‎من خلالها‎ ‎ليحطم‎ ‎وحدة‎ ‎الأمة، ولقد‎ ‎بدأت‎ ‎الثورة‎ ‎فعلاً‎ ‎بتوحيد
الصفوف،‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎حلت‎ ‎الأحزاب‎ ‎ولم‎ ‎تحل‎ ‎الإخوان‎ ‎إبقاء عليهم‎ ‎وأملا‎ ‎فيهم‎ ‎وانتظاراً‎ ‎لجهودهم‎ ‎وجهادهم‎ ‎فى‎ ‎معركة التحرير.‏
ولكن‎ ‎نفراً‎ ‎من‎ ‎الصفوف‎ ‎الأولى‎ ‎فى‎ ‎هيئة الإخوان‎ ‎أرادوا‎ ‎أن‎ ‎يسخروا‎ ‎هذه‎ ‎الهيئة‎ ‎لمنافع‎ ‎شخصية
وأطماع‎ ‎ذاتية،‎ ‎مستغلين‎ ‎سلطات‎ ‎الدين‎ ‎على‎ ‎النفوس وبراءة‎ ‎وحماسة‎ ‎الشبان‎ ‎المسلمين ولم‎ ‎يكونوا‎ ‎فى‎ ‎هذا مخلصين‎ ‎لوطن‎ ‎أو‎ ‎لدين، وأنهم‎ ‎استغلوا‎ ‎هذه‎ ‎الهيئة‎ ‎لإحداث‎ ‎انقلاب‎ ‎فى‎ ‎نظام الحكم‎ ‎القائم‎ ‎تحت‎ ‎ستار‎ ‎الدين،‎ ‎ولقد‎ ‎سارت‎ ‎الحوادث‎ ‎بين الثورة‎ ‎وهيئة‎ ‎الإخوان‎ ‎بالتسلسل‎ ‎الآتى: ‏
‏ 1‏‎- ‎رفض‎ ‎المرشد‎ ‎العام‎ ‎للإخوان‎ ‎إصدار‎ ‎بيان‎ ‎تأييد للثورة‎ ‎إلا‎ ‎بعد‎ ‎رحيل‎ ‎الملك‎ ‎فاروق،‎ ‎وطلب‎ ‎مقابلة‎ ‎أحد رجال‎ ‎الثورة‎ ‎فقابله‎ ‎البكباشى‎ ‎عبد‎ ‎الناصر وقد‎ ‎بدأ‎ ‎المرشد حديثه‎ ‎مطالباً‎ ‎بتطبيق‎ ‎أحكام‎ ‎القرآن‎ ‎فى‎ ‎الحال، فرد‎ ‎عليه عبد‎ ‎الناصر‎ :‎‏ إن‎ ‎هذه‎ ‎الثورة‎ ‎قامت‎ ‎حرباً‎ ‎على‎ ‎الظلم ‏الاجتماعى‎ ‎والاستبداد‎ ‎السياسى‎ ‎والاستعمار‎ ‎البريطانى وهى‎ ‎بذلك‎ ‎ليست‎ ‎إلا‎ ‎تطبيقاً‎ ‎لتعاليم‎ ‎القرآن،‎ ‎فانتقل‎ ‎المرشد بالحديث‎ ‎إلى‎ ‎تحديد‎ ‎الملكية،‎ ‎وقال‎ :‎‏ إن‎ ‎رأيه‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎الحد الأقصى‎ ‎‏500‏‎ ‎فدان،‎ ‎فرد‎ ‎عليه‎ ‎عبد‎ ‎الناصر‎ :‎‏ إن‎ ‎الثورة رأت‎ ‎التحديد‎ ‎ب‎ ‎‏200‏‎ ‎فدان‎ ‎وهى‎ ‎مصممة‎ ‎على‎ ‎ذلك ‏
فقال‎ ‎المرشد‎ :‎‏ إنه‎ ‎يرى‎ ‎لكى‎ ‎تؤيد‎ ‎الإخوان‎ ‎الثورة‎ ‎أن يعرض‎ ‎عليه‎ ‎أى‎ ‎تصرف‎ ‎للثورة‎ ‎قبل‎ ‎إقراره فرد‎ ‎عليه‎ ‎عبد‎ ‎الناصر‎ :‎‏ الثورة‎ ‎لن‎ ‎تقبل‎ ‎وصاية‎ ‎عليها من‎ ‎أحد،‎ ‎ولكن‎ ‎نرحب‎ ‎بالشورى. ‏
‏2‏‎- ‎سارعت‎ ‎الثورة‎ ‎فى‎ ‎إعادة‎ ‎الحق‎ ‎إلى‎ ‎نصابه،‎ ‎وكان من‎ ‎أول‎ ‎أعمالها‎ ‎أن‎ ‎أعادت‎ ‎التحقيق‎ ‎فى‎ ‎مقتل‎ ‎الشيخ‎ ‎حسن البنا‎ ‎فقبضت‎ ‎على‎ ‎المتهمين‎ ‎فى‎ ‎الوقت‎ ‎الذى‎ ‎كان‎ ‎فيه المرشد‎ ‎الحالى‎ ‎لا‎ ‎يزال‎ ‎فى‎ ‎مصيفه‎ ‎بالأسكندرية،‎ ‎واحتفلت بالذكرى‎ ‎السنوية‎ - ‎الرابعة‎- ‎لأول‎ ‎مرة‎ ‎للشيخ‎ ‎حسن‎ ‎البنا وكان‎ ‎المرشد‎ ‎الحالى‎- ‎يقصد‎ ‎حسن‎ ‎الهضيبى‎- ‎قد‎ ‎حرمها. ‏
‏3‏‎- ‎طالبت‎ ‎الثورة‎ ‎الرئيس‎ ‎السابق‎ ‎على‎ ‎ماهر‎ ‎بمجرد توليه‎ ‎الوزارة‎ ‎أن‎ ‎يصدر‎ ‎عفواً‎ ‎عاماً‎ ‎على‎ ‎المعتقلين والمسجونين‎ ‎السياسيين‎ ‎وفى‎ ‎مقدمتهم‎ ‎الإخوان ‏
‏4‏‎- ‎قرر‎ ‎مجلس‎ ‎قيادة‎ ‎الثورة‎ ‎إشراك‎ ‎ثلاثة‎ ‎من‎ ‎الإخوان فى‎ ‎وزارة‎ ‎الرئيس‎ ‎محمد‎ ‎نجيب،‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎أحدهم الأستاذ‎ ‎أحمد‎ ‎حسن‎ ‎الباقورى فأرسل‎ ‎المرشد‎ ‎العام:‏‎ ‎حسن العشماوى‎ ‎ومنير‎ ‎الدلة‎ ‎كمرشحين‎ ‎للوزارة،‎ ‎ولكنهما‎ ‎رُفضا من‎ ‎قبل‎ ‎الثورة،‎ ‎وطُلب‎ ‎ترشيح‎ ‎غيرهما،‎ ‎فقرر‎ ‎الإخوان عدم‎ ‎الاشتراك‎ ‎فى‎ ‎الوزارة‎ ‎وفصل‎ ‎الشيخ‎ ‎الباقورى‎ ‎من الإخوان. ‏
‏5‏‎- ‎لما‎ ‎علم‎ ‎مرشد‎ ‎الإخوان‎ ‎بتكوين‎ ‎هيئة‎ ‎التحرير، تقابل‎ ‎مع‎ ‎البكباشى‎ ‎جمال‎ ‎بكوبرى‎ ‎القبة‎ ‎وقال‎ ‎له‎ :‎‏ لا‎ ‎لزوم‎ ‎لإنشاء‎ ‎هيئة‎ ‎التحرير‎ ‎ما‎ ‎دام‎ ‎الإخوان‎ ‎قائمين، فرد‎ ‎عليه‎ ‎جمال‎ :‎‏ إن‎ ‎فى‎ ‎البلاد‎ ‎من‎ ‎لا‎ ‎يرغب‎ ‎فى الانضمام‎ ‎للإخوان فقال‎ ‎المرشد‎ ‎‏: إننى‎ ‎لن‎ ‎أؤيد‎ ‎هذه الهيئة وبدأ‎ ‎من‎ ‎ذلك‎ ‎اليوم‎ ‎فى‎ ‎محاربة‎ ‎هيئة‎ ‎التحرير وإصدار‎ ‎أوامره‎ ‎بإثارة‎ ‎الش‎ ‎غب‎ ‎واختلا‎ ‎ق‎ ‎المناسبات‎ ‎لإيجاد جو‎ ‎من‎ ‎الخصومة‎ ‎بين‎ ‎أبناء‎ ‎الوطن‎ ‎الواحد ‏
‏6‏‎- ‎فى‎ ‎شهر‎ ‎مايو 1951‏‎ ‎ثبت‎ ‎لرجال‎ ‎الثورة‎ ‎أن‎ ‎هناك اتصال‎ ‎بين‎ ‎بعض‎ ‎الإخوان‎ ‎المحيطين‎ ‎بالمرشد‎ ‎وبين الإنجليز‎ ‎عن‎ ‎طريق‎ ‎الدكتور‎ ‎محمد‎ ‎سالم‎ ‎الموظف‎ ‎فى شركة‎ ‎النقل‎ ‎والهندسة. وقد‎ ‎عرف‎ ‎البكباشى‎ ‎جمال‎ ‎من حديثه‎ ‎مع‎ ‎حسن‎ ‎العشماوى‎ ‎أنه‎ ‎حصل‎ ‎اتصالاً‎ ‎بين‎ ‎منير الدلة‎ ‎وصالح‎ ‎أبو‎ ‎رقيق‎ ‎ممثلين‎ ‎عن‎ ‎الإخوان‎ ‎وبين‎ ‎مستر إيفانس‎ ‎المستشار‎ ‎الشرقى‎ ‎للسفارة‎ ‎البريطانية. والتقى‎ ‎جمال‎ ‎عبد‎ ‎الناصر‎ ‎والمرشد‎ ‎العام‎ ‎وأظهر‎ ‎له استياءه‎ ‎من‎ ‎اتصال‎ ‎الإخوان‎ ‎مع‎ ‎الإنجليز‎ ‎والتحدث‎ ‎معهم
فى‎ ‎القضية‎ ‎الوطنية،‎ ‎الأمر‎ ‎الذى‎ ‎يد‎ ‎عو‎ ‎إلى‎ ‎التضارب‎ ‎فى القول‎ ‎وإظهار‎ ‎البلاد‎ ‎بمظهر‎ ‎الانقسام. ‏
‏7‏‎- ‎فى‎ ‎أوائل‎ ‎يونية 1953‏‎ ‎ثبت‎ ‎لإدارة‎ ‎المخابرات‎ ‎أن خطة‎ ‎الإخوان‎ ‎قد‎ ‎تحولت‎ ‎لبث‎ ‎نشاطها‎ ‎داخل‎ ‎قوات‎ ‎الجيش والبوليس،‎ ‎وعمل‎ ‎تنظيم‎ ‎تابع‎ ‎لها‎ ‎استعداداً‎ ‎للقيام‎ ‎بانقلاب ضد‎ ‎حكومة‎ ‎الثورة،‎ ‎وقد‎ ‎تم‎ ‎إنذارهم‎ ‎على‎ ‎هذا‎ ‎العمل ولكنهم‎ ‎ظلوا‎ ‎فى‎ ‎أحقادهم‎ ‎ضد‎ ‎الثورة. ‏
‏8‏‎- ‎بدأ‎ ‎المرشد‎ ‎العام‎ ‎الأ‎ ‎ستاذ‎ ‎الهضيبى‎ ‎فى‎ ‎التخلص‎ ‎من رجال‎ ‎الجهاز‎ ‎السرى‎ ‎القديم‎ ‎أيام‎ ‎الشيخ‎ ‎البنا‎ ‎وتكوين‎ ‎جهاز آخر‎ ‎تابع‎ ‎له‎ ‎ويدين‎ ‎له‎ ‎بالولاء‎ ‎والطاعة،‎ ‎وفى‎ ‎هذه الظروف‎ ‎قتل‎ ‎المرحوم‎ ‎المهندس‎ ‎فايز‎ ‎عبد‎ ‎المطلب‎ ‎بواسطة الإخوان‎ ‎عن‎ ‎طريق‎ ‎صندوق‎ ‎من‎ ‎الديناميت‎ ‎وصل‎ ‎إلى‎ ‎بيته
على‎ ‎أنه‎ ‎هدية‎ ‎من‎ ‎الحلوى. ‏
‏9‏‎- ‎إثارة‎ ‎الشغب‎ ‎داخل‎ ‎الجامعة‎ ‎بالقاهرة‎ ‎والأ‎ ‎سكندرية ليثبتوا‎ ‎للمسئولين‎ ‎أنهم‎ ‎قوة‎ ‎لا‎ ‎يستهان‎ ‎بها،‎ ‎وقد‎ ‎حدث احتكاك‎ ‎بينهم‎ ‎وبين‎ ‎منظمات‎ ‎الشباب،‎ ‎فهاجم‎ ‎الإخوان‎ ‎تلك المنظمات‎ ‎بالكرابيج‎ ‎والعصى‎ ‎وأصابوا‎ ‎البعض‎ ‎بإصابات مختلفة. ‏
حدث‎ ‎كل‎ ‎هذا‎ ‎فى‎ ‎الظلام،‎ ‎وظن‎ ‎المرشد‎ ‎وأعوانه‎ ‎أن المسئولين‎ ‎غافلون‎ ‎عن‎ ‎أمرهم،‎ ‎لذلك‎ ‎فنحن‎ ‎نعلن‎ ‎باسم‎ ‎هذه الثورة‎ ‎التى‎ ‎تحمل‎ ‎أمانة‎ ‎أهداف‎ ‎هذا‎ ‎الشعب‎ ‎أن‎ ‎مرشد الإخوان‎ ‎ومن‎ ‎حوله‎ ‎قد‎ ‎وجهوا‎ ‎نشاط‎ ‎هذه‎ ‎الهيئة‎ ‎توجيهاً يضر‎ ‎بكيان‎ ‎الوطن‎ ‎ويعتدى‎ ‎على‎ ‎حرمة‎ ‎الدين ولن‎ ‎تسمح‎ ‎الثورة‎ ‎أن‎ ‎تتكرر‎ ‎فى‎ ‎مصر‎ ‎مأساة‎ ‎الرجعية باسم‎ ‎الدين،‎ ‎ولن‎ ‎تسمح‎ ‎لأحد‎ ‎أن‎ ‎يتلاعب‎ ‎بمصائر‎ ‎هذا‎ ‎البلد ‏لشهوات‎ ‎خاصة‎ ‎مهما‎ ‎كانت‎ ‎دعواه ولا‎ ‎أن‎ ‎يستغل‎ ‎الدين فى‎ ‎خدمة‎ ‎الأغراض‎ ‎والشهوات،‎ ‎وستكون‎ ‎إجراءات‎ ‎الثورة حاسمة‎ ‎وفى‎ ‎ضوء‎ ‎النهار‎ ‎وأمام‎ ‎المصريين‎ ‎جميعا،‎ ‎والله ولى‎ ‎التوفيق.‏
‏"مجلس‎ ‎قيادة‎ ‎الثورة"‏


الإخوان بلاء وهوان
الحقيقة‎ ‎أن‎ ‎هذه‎ ‎الجماعة‎ ‎تحكمها‎ ‎الأهواء‎ ‎الشخصية، وحينما‎ ‎يرفعون‎ ‎شعار‎ ‎تطبيق‎ ‎الشريعة أو‎ ‎الإسلام‎ ‎هو الحل‎ ‎أو‎ ‎غيره،‎ ‎فإننا‎ ‎يجب‎ ‎أن‎ ‎نكون‎ ‎على‎ ‎يقين‎ ‎أنها شعارات‎ ‎جوفاء.‏
فهاهم‎ ‎قد‎ ‎وصلوا‎ ‎إلى‎ ‎الحكم‎ ‎عن‎ ‎طريق عبد‎ ‎الناصر‎ ‎ربيب‎ ‎الإخوان،‎ ‎ولكنهم‎ ‎أنفسهم‎ ‎هم‎ ‎الذين
حاربوه،‎ ‎وجاء‎ ‎بعده‎ ‎السادات‎ ‎وهو‎ ‎منهم‎ ‎أيضاً‎ ‎وفتح‎ ‎لهم الباب‎ ‎على‎ ‎مصراعيه‎ ‎ولكنهم‎ ‎قتلوه‎ ‎على‎ ‎يد‎ ‎جهازهم السرى‎ ‎المسمى‎ ‎بجماعة‎ ‎الجهاد،‎ ‎ولو جاء‎ ‎غيره‎ ‎لحاربوه، حتى‎ ‎إذا‎ ‎بقى‎ ‎اثنان‎ ‎فقط‎ ‎من‎ ‎هذه‎ ‎الجماعة‎ ‎لحارب‎ ‎أحدهما الآخر،‎ ‎لأن‎ ‎كل‎ ‎عضو‎ ‎بالجماعة‎ ‎يريد‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎هو‎ ‎الحاكم وليس‎ ‎غيره،‎ ‎ولن‎ ‎يطبقوا‎ ‎الشريعة‎ ‎التى‎ ‎يتشدقون‎ ‎بها.‏
لقد‎ ‎كان‎ ‎رد‎ ‎فعل‎ ‎عبد‎ ‎ال‎ ‎ناصر‎ ‎عليهم‎ ‎عنيفاً‎ ‎على‎ ‎الرغم من‎ ‎أنهم‎ ‎إخوانه‎ ‎الذين‎ ‎رباهم‎ ‎شيخ‎ ‎واحد‎ ‎هو‎ ‎حسن‎ ‎البنا، ولكن‎ ‎التربية‎ ‎الصحيحة‎ ‎لا‎ ‎تكون‎ ‎إلا‎ ‎على‎ ‎يد‎ ‎إمام‎ ‎ربانى كالعبد‎ ‎الصالح‎ ‎مع‎ ‎سيدنا‎ ‎موسى‎ ‎حين‎ ‎وصفه‎ ‎الحق‎ ‎بقوله‎ ‎‏: (آتيناه‎ ‎رحمة‎ ‎من‎ ‎عندنا‎ ‎وعلمناه‎ ‎من‎ ‎لدنا‎ ‎علماً) فأنى لطالب ‏الحكم المتزلف المتلون كالحرباء،‎ ‎ففاقد‎ ‎الشيء لا‎ ‎يعطيه. ‏
وتظهر‎ ‎التربية‎ ‎السيئة‎ ‎فى‎ ‎سلوك‎ ‎المرشد‎ ‎العام‎ ‎حسن الهضيبى‎ ‎مع‎ ‎إمامه‎ ‎حسن‎ ‎البنا‎ :‎‏ حيث‎ ‎رفض‎ ‎وضع‎ ‎صورة البنا‎ ‎فى‎ ‎مكتبه،‎ ‎بل‎ ‎لقد‎ ‎بلغ‎ ‎الحقد‎ ‎والبغضاء‎ ‎به‎ ‎أن‎ ‎رفض زيارة‎ ‎قبر‎ ‎حسن‎ ‎البنا،‎ ‎وأفتى‎ ‎بأن‎ ‎زيارة‎ ‎الإخوان‎ ‎للقبر عودة‎ ‎إلى‎ ‎الوثنية‎ !! ‎كما‎ ‎اعتبر‎ ‎إحياء‎ ‎الذكرى‎ ‎السنوية‎ ‎للبنا حراماً،‎ ‎بل‎ ‎وضع‎ ‎صورة‎ ‎الملك‎ ‎فاروق‎ - ‎سيده‎ ‎الذى‎ ‎كان ينحنى‎ ‎أمامه‎ ‎قائلاَ‎ :‎‏ يا‎ ‎ولى‎ ‎الأمر،‎ ‎ويوقع‎ ‎له‎ ‎فى‎ ‎دفتر
التشريفات‎- ‎بدلاً‎ ‎من‎ ‎صورة‎ ‎حسن‎ ‎البنا،‎ ‎باعتبار‎ ‎أن فاروق‎ ‎هو‎ ‎حاكم‎ ‎البلاد‎ ‎الشرعى‎ ‎الذى‎ ‎يجب‎ ‎أن‎ ‎يدين‎ ‎له الإخوان (فتحى‎ ‎العسال،‎ ‎الإخوان‎ ‎المسلمون‎ ‎بين‎ ‎عهدين،‎ ‎ص‎ ‎‏: 210)‏
ولم‎ ‎تقف‎ ‎التربية‎ ‎السيئة‎ ‎فقط‎ ‎عند‎ ‎حد‎ ‎العداء‎ ‎بين الإخوان‎ ‎والثورة‎ ‎بل‎ ‎وصل‎ ‎الأمر‎ ‎إلى‎ ‎درجة‎ ‎الاغتيالات، أشهرها‎ ‎محاولة‎ ‎اغتيال‎ ‎جمال‎ ‎عبد‎ ‎الناصر‎ ‎فى‎ ‎أكتوبر 1954‏‎ ‎م‎ ‎بميدان‎ ‎المنشية‎ ‎على‎ ‎يد‎ ‎محمود‎ ‎عبد‎ ‎اللطيف‎ ‎أحد أعضاء‎ ‎الجهاز‎ ‎السرى‎ ‎للإخوان‎ ‎المسلمين،‎ ‎والذى‎ ‎أطلق تسع‎ ‎رصاصات‎ ‎من‎ ‎مسدسه‎ ‎على‎ ‎عبد‎ ‎الناصر‎ ‎أصابت وزير‎ ‎خارجية‎ ‎السودان‎ ‎آنذاك‎ ‎ميرغنى‎ ‎حفنى وقد‎ ‎اعترف‎ ‎محمود‎ ‎عبد‎ ‎اللطيف‎ ‎بأن‎ ‎الذى‎ ‎كلفه‎ ‎بتنفيذ مأمورية‎ ‎اغتيال‎ ‎عبد‎ ‎الناصر‎ ‎هو‎ ‎المحامى‎ ‎هنداوى‎ ‎دوير
الذى‎ ‎يعمل‎ ‎بمكتب‎ ‎الأستاذ‎ ‎عبد‎ ‎القادر‎ ‎عودة‎ ‎عضو‎ ‎مكتب الإرشاد‎ ‎لجماعة‎ ‎الإخوان،‎ ‎وصدرت‎ ‎أوامر‎ ‎بالقبض‎ ‎على هنداوى‎ ‎دوير‎ ‎الذى‎ ‎اعترف‎ ‎بأنه‎ ‎تلقى‎ ‎تعليمات‎ ‎مكتوبة‎ ‎من رئاسة‎ ‎التنظيم‎ ‎السرى‎ ‎بقتل‎ ‎البكباشى‎ ‎جمال‎ ‎عبد‎ ‎الناصر‎ ‎ثم التخلص‎ ‎من‎ ‎جميع‎ ‎أعضاء‎ ‎مجلس‎ ‎قيادة‎ ‎الثورة‎ ‎بالاغتيال، والتخلص‎ ‎من‎ ‎عدد‎ ‎من‎ ‎ضباط‎ ‎الجيش‎ ‎يبلغ 160‏‎ ‎من‎ ‎قادة وضباط‎ ‎بالقتل‎ ‎والخطف،‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎تقوم‎ ‎تنظيمات‎ ‎الإخوان فى‎ ‎كافة‎ ‎أنحاء‎ ‎القطر‎ ‎بحركة‎ ‎شعبية‎ ‎يعقبها‎ ‎تكليف‎ ‎الأستاذ محمد‎ ‎حسن‎ ‎العشماوى‎ ‎ومعه‎ ‎الأستاذ‎ ‎عبد‎ ‎الرحمن‎ ‎عزام ليحلا‎ ‎محل‎ ‎مجلس‎ ‎قيادة‎ ‎الثورة.‏
ويتم‎ ‎القبض‎ ‎على‎ ‎العشماوى‎ ‎والهضيبى‎ ‎حيث‎ ‎تتوالى الاعترافات،‎ ‎ويتم‎ ‎العثور‎ ‎على‎ ‎ترسانات‎ ‎من‎ ‎الأسلحة بالأسكندرية‎ ‎والقاهرة‎ ‎وبور‎ ‎سعيد‎ ‎وغيرهم‎ ‎‏(فتحى العسال - المرجع‎ ‎السابق 284-‏‏290)‏
ويدير‎ ‎عبد‎ ‎الناصر‎ ‎ماكينة‎ ‎العنف‎ ‎إلى‎ ‎أوسع‎ ‎مدى مصمما‎ ‎على‎ ‎تصفية‎ ‎الجماعة‎ - ‎وله‎ ‎الحق‎ ‎فى‎ ‎هذا‎ - ‎و‎ ‎ينجح إلى‎ ‎حد‎ ‎كبير‎ ‎فى‎ ‎القضاء‎ ‎عليهم،‎ ‎فهو‎ ‎منهم‎ ‎أولا‎ ‎وأخيراً ويعرف‎ ‎أسرارهم.‏
وقد‎ ‎ترتب‎ ‎على‎ ‎قيام‎ ‎الثورة‎ ‎بتصفية‎ ‎جماعة‎ ‎الإخوان المسلمين،‎ ‎أن‎ ‎قامت‎ ‎السعودية‎ ‎‏(ثأراً من محمد ‏علي باشا وما فعله بالحركة الوهابية بالأمس بقضائه على تحركاتها خارج نطاق نجد والحجاز، ‏وذلك بإرساله جيشاً أباد خضرائهم بقيادة ابنه ابراهيم باشا) فقامت بإمداد‎ ‎الإخوان‎ ‎بما‎ ‎يساعدهم على‎ ‎البقاء،‎ ‎ومحاولة‎ ‎القضاء‎ ‎على‎ ‎الثورة،‎ ‎مما‎ ‎حدا بالحكومة‎ ‎المصرية‎ ‎إلى‎ ‎فضح‎ ‎هذا‎ ‎الأسلوب‎ ‎الرخيص‎ ‎من جانب‎ ‎حكام‎ ‎الوهابية،‎ ‎عن‎ ‎طريق‎ ‎تسخير‎ ‎إذاعة‎ ‎صوت العرب‎ ‎فى‎ ‎الستينيات‎ ‎لمدة‎ ‎ساعة‎ ‎يومياً‎ ‎لفضح‎ ‎النظام الوهابى،‎ ‎وتقوية‎ ‎التيار‎ ‎الاشتراكى‎ ‎فى‎ ‎السعودية‎ ‎بقيادة
ناصر‎ ‎السعيد،‎ ‎وبهذه‎ ‎الطريقة‎ ‎تأخرت‎ ‎سيطرة‎ ‎الإخوان الوهابية‎ ‎على‎ ‎مصر،‎ ‎وبالتالى‎ ‎تأخر‎ ‎المشروع‎ ‎البريطانى الوهابى. ‏
والسؤال‎ ‎الذى‎ ‎يطرح‎ ‎نفسه‎ :‎‏ فى‎ ‎عهد‎ ‎البنا‎ ‎كان‎ ‎الجهاز السرى‎ ‎أداة‎ ‎للوصول‎ ‎إلى‎ ‎الحكم،‎ ‎ولكن فى‎ ‎عهد‎ ‎ربيب‎ ‎الإخوان عبد‎ ‎الناصر‎ ‎ما‎ ‎فائدة‎ ‎هذا‎ ‎الجهاز؟ ‏

التنظيم الدولي للوهابية ‏
التنظيم أى‎ ‎تنظيم‎ ‎ليس‎ ‎كما‎ ‎تتخيله‎ ‎أنت‎ ‎أو‎ ‎أى‎ ‎شخص فى‎ ‎إدراكك‎ ‎للأمور ولكن‎ ‎التنظيم أى‎ ‎تنظيم‎ ‎يجب‎ ‎أن تنظر‎ ‎إليه‎ ‎من‎ ‎مفهوم‎ ‎واضعيه وأن‎ ‎تسبر‎ ‎غور‎ ‎أهدافهم ومراميهم وتطور‎ ‎أساليبهم.‏
‏ من‎ ‎هنا‎ ‎يبدو‎ ‎التنظيم‎ ‎الدولى للوهابية‎ ‎مختلفاً،‎ ‎يقوم‎ ‎على‎ ‎تقوية‎ ‎التنظيمات‎ ‎المحلية ثم الانتشار‎ ‎فى‎ ‎أماكن‎ ‎جديدة ثم‎ ‎ربط‎ ‎كل‎ ‎ذلك‎ ‎بشكل‎ ‎من الصعب‎ ‎رصده أى‎ ‎الممثلين‎ ‎المنوط‎ ‎بهم‎ ‎الاجتماع‎ ‎عالميا لوضع‎ ‎السياسات وتقرير‎ ‎الوسائل واتخاذ‎ ‎القرارات. ‏
وأول‎ ‎ما‎ ‎فعلوه‎ ‎أن‎ ‎أصبحت‎ ‎تلك‎ ‎اللقاءات‎ ‎تتم‎ ‎دوريا‎ ‎فى أى‎ ‎مكان‎ ‎فى‎ ‎العالم‎ ‎يتفق‎ ‎عليه،‎ ‎وفى‎ ‎أحد‎ ‎الفنادق،‎ ‎أو‎ ‎فى ضيافة‎ ‎إحدى‎ ‎المنظمات‎ ‎دون‎ ‎إلقاء‎ ‎الضوء‎ ‎عليه وقد استفادوا‎ ‎فى‎ ‎ذلك‎ ‎من‎ ‎احتكاكهم‎ ‎بالعالم‎ ‎واستيعابهم‎ ‎الوسائل المختلفة،‎ ‎ودراساتهم‎ ‎التى‎ ‎قاموا‎ ‎بها‎ ‎للمنظمات‎ ‎اليهودية ‏وتاريخها وتطويرها أخذوا‎ ‎هذا‎ ‎الأسلوب‎ ‎من ممارسات‎ ‎النوادى‎ ‎العالمية‎ ‎مثل‎ :‎‏ الروتارى،‎ ‎أو‎ ‎الليونز ‏
فهى‎ ‎نوادى‎ ‎عالمية‎ ‎تؤدى‎ ‎عملها‎ ‎دون‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎لها‎ ‎مقر ثابت. ‏
بدأ‎ ‎التنظيم‎ ‎الدولى‎ ‎بالمؤتمر‎ ‎السنوى‎ ‎الذى‎ ‎عقد‎ ‎عام 1975‏‎ ‎بجامعة‎ ‎أنديانا‎ ‎بولس‎ ‎فى‎ ‎أمريكا،‎ ‎وهذا‎ ‎المؤتمر ضم‎ ‎عدد‎ ‎من‎ ‎كبار‎ ‎ومشاهير‎ ‎الدعاة،‎ ‎على‎ ‎رأسهم‎ ‎مسعود الندوى‎ ‎وهو‎ ‎مفكر‎ ‎هندى‎ ‎من‎ ‎جيل‎ ‎أبى‎ ‎الأعلى‎ ‎المودودى، وكذلك‎ ‎الشيخ‎ ‎يوسف‎ ‎القرضاوى‎ ‎الغنى‎ ‎عن‎ ‎التعريف، والذى‎ ‎كان‎ ‎قد‎ ‎فصل‎ ‎من‎ ‎تنظيم‎ ‎الإخوان‎ ‎المسلمين‎ ‎عام 1954،‎ ‎لكنه‎ ‎ظل‎ ‎فى‎ ‎الساحة‎ ‎يعمل‎ ‎بانتظام،‎ ‎وكذلك
الدكتور‎ ‎جمال‎ ‎بدوى‎ ‎الذى‎ ‎يعمل‎ ‎أستاذاً‎ ‎فى‎ ‎جامعة‎ ‎أنتاريو بكندا،‎ ‎والذى‎ ‎كان‎ ‎مندوب‎ ‎الطلبة‎ ‎فى‎ ‎الخمسينيات‎ ‎بجماعة الإخوان‎ ‎المسلمين‎ ‎فرع‎ ‎الجيزة،‎ ‎وكذلك‎ ‎الأستاذ‎ ‎صالح‎ ‎أبو رقيق‎ ‎والحاجة‎ ‎زينب‎ ‎الغزالى،‎ ‎والدكتور‎ ‎عبد‎ ‎الرحمن خليفة‎ ‎وكيل‎ ‎وزارة‎ ‎الأوقاف‎ ‎الأردنية،‎ ‎والشيخ‎ ‎عبد‎ ‎الله العقيل‎ ‎الكويتى‎ ‎الجنسية‎ ‎والذى‎ ‎يقوم‎ ‎بدور‎ ‎كبير‎ ‎فى التمويل. ‏
لقد‎ ‎كان‎ ‎ذلك‎ ‎المؤتمر‎ ‎إحدى‎ ‎الوسائل‎ ‎التى‎ ‎تم‎ ‎بها تأسيس‎ ‎وتدعيم‎ ‎التنظيم‎ ‎الدولى‎ ‎للوهابية وبدأ‎ ‎وكأن‎ ‎رموز التنظيم‎ ‎يقومون‎ ‎بعمليات‎ ‎انتقاء‎ ‎وتربية‎ ‎كوادر‎ ‎وبحث وتمويل،‎ ‎وتقوية‎ ‎علاقات‎ ‎ببعض‎ ‎الدول‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎هذا المؤتمر،‎ ‎وقد‎ ‎حضره‎ ‎تنظيمات‎ ‎إسلامية‎ ‎متعددة‎ ‎منها: ‏
‎- ‎حزب‎ ‎التحرير‎ ‎الإسلامى وهو‎ ‎جماعة‎ ‎أسسها‎ ‎فى الأردن‎ ‎تقى‎ ‎الدين‎ ‎النبهانى،‎ ‎ويعتبر‎ ‎أعضاء‎ ‎هذا‎ ‎الحزب أنفسهم‎ ‎أبناء‎ ‎أمريكا ‏
‎- ‎جماعة‎ ‎التبليغ‎ ‎والدعوة مقرها‎ ‎الرئيسى‎ ‎فى‎ ‎دكا عاصمة‎ ‎بنجلادبش،‎ ‎ويروج‎ ‎أصحابها‎ ‎لدعوة‎ ‎إسلامية مخلوطة‎ ‎بالهندوكية،‎ ‎ويصفون‎ ‎أنفسهم‎ ‎بأنهم‎ ‎مسلمون‎ ‎لا يخاصمون‎ ‎الحكام وينكرون‎ ‎الجهاد‎ ‎بمعنى‎ ‎القتال، ويستبدلونه‎ ‎بالخروج‎ ‎للدعوة‎ ‎فى‎ ‎سبيل‎ ‎الله‎ ‎ثلاثة‎ ‎أشهر‎ ‎كل عام.‏
‎-‎‏ ‏‎ ‎جماعة‎ ‎الإخوان‎ ‎المسلمون‎ ‎وهى‎ ‎تنظيم‎ ‎انقلابى، وأول‎ ‎من‎ ‎حرف‎ ‎معنى‎ ‎الجهاد‎ ‎فى‎ ‎العصر‎ ‎الحديث‎ ‎بأن جعله‎ ‎ضد‎ ‎المسلمين،‎ ‎وقد‎ ‎ولدت‎ ‎جميع‎ ‎قوى‎ ‎التطرف‎ ‎فى كنفها‎ ‎كما‎ ‎بينا من قبل. ‏
‎- ‎‏ الحركة‎ ‎السلفية الواردة‎ ‎من‎ ‎السعودية‎ ‎تحت‎ ‎اسم رابطة‎ ‎العالم‎ ‎الإسلامى وهى‎ ‎جماعة‎ ‎شبه‎ ‎حكومية، تروج‎ ‎لأفكارها‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎أنشطة‎ ‎خدمية‎ ‎على‎ ‎مستوى العالم مثل‎ ‎بناء‎ ‎المساجد‎ ‎وتوزيع‎ ‎المصاحف‎ ‎‏- لكنها‎ ‎لا تهتم‎ ‎بالأمور‎ ‎التنظيمية‎ - ‎وإن‎ ‎كانت‎ ‎تملك‎ ‎ميزانيات‎ ‎ضخمة لترويج‎ ‎الفكر‎ ‎الوهابى.‏
‎- ‎التيار‎ ‎الشيعى وهو‎ ‎تيار‎ ‎ضخم‎ ‎استقطبته الوهابية،‎ ‎لا‎ ‎يمكن‎ ‎إنكار‎ ‎وجوده،‎ ‎أو‎ ‎إغفال‎ ‎دور‎ ‎أفراده‎ ‎فى التنظيم‎ ‎الدولى.‏

واجبات التنظيم الدولي
‏1-‏ نشر‎ ‎الدعوة‎ ‎فى‎ ‎الدول‎ ‎التى‎ ‎أنشئت‎ ‎بها‎ ‎تنظيمات، ومحاولة‎ ‎الزحف‎ ‎إلى‎ ‎دول‎ ‎أخرى‎ ‎لفتح‎ ‎مراكز‎ ‎بها على غرار‎ ‎الأسلوب‎ ‎الذى‎ ‎اتبعه‎ ‎الإخوان‎ ‎فى‎ ‎الأربعينيات‎ ‎فى سياسة‎ ‎فتح‎ ‎شُعَب‎ ‎للجماعة‎ ‎فى‎ ‎جميع‎ ‎مدن‎ ‎وقرى‎ ‎مصر ‏
‏2-‏ إدارة‎ ‎الحركة‎ ‎السياسية‎ ‎العالمية‎ ‎لصالح‎ ‎المنظمات الوهابية،‎ ‎والضغط‎ ‎على‎ ‎المراكز‎ ‎الدولية‎ ‎الحساسة‎ ‎لتساعد فى‎ ‎تحقيق‎ ‎مكاسب‎ ‎أو‎ ‎الاتصال‎ ‎بهيئات‎ ‎دولية‎ ‎لرفع‎ ‎الضغط عن‎ ‎أعوانهم‎ ‎فى‎ ‎أى‎ ‎بلد‎ ‎تحدث‎ ‎فيه‎ ‎اضطرابات‎ ‎مثل‎ ‎هيئات حقوق‎ ‎الإنسان.‏
‏3‏‎- ‎‏ رعاية‎ ‎الثروة‎ ‎الخاصة‎ ‎بالتنظيم‎ ‎وتنميتها‎ ‎لزيادة الدخل‎ ‎وتوظيف‎ ‎مزيد‎ ‎من‎ ‎المال،‎ ‎ومعرفة‎ ‎كيفية‎ ‎استخدام تلك‎ ‎الأموال. ‏
‏4-‏ إقامة‎ ‎المشاريع‎ ‎المختلفة،‎ ‎ومنظمات‎ ‎إسلامية‎ ‎منبثقة عن‎ ‎التنظيم‎ ‎الأم وقد‎ ‎أقيم‎ ‎اتحاد‎ ‎المساجد‎ ‎العالمى‎ ‎برئاسة الشيخ‎ ‎عبد‎ ‎الله‎ ‎العقيل‎ ‎الذى‎ ‎يشرف‎ ‎على‎ ‎جمع‎ ‎الأموال‎ ‎لبناء ‏المساجد‎ ‎فى‎ ‎العالم،‎ ‎وهى‎ ‎تعتبر‎ ‎مراكز‎ ‎تجمع‎ ‎للمسلمين‎ ‎يتم استقطاب‎ ‎العناصر‎ ‎الصالحة‎ ‎منها‎ ‎خلالها،‎ ‎وكذلك‎ ‎أقيم‎ ‎الاتحاد‎ ‎العالمى‎ ‎لعلماء‎ ‎المسلمين‎ ‎برئاسة‎ ‎يوسف القرضاوى،‎ ‎ويدخل‎ ‎فى‎ ‎ذلك‎ ‎الدخول‎ ‎فى‎ ‎أية‎ ‎منظمات إسلامية‎ ‎أخرى‎ ‎وتوجيهها‎ ‎فى‎ ‎نفس‎ ‎اتجاه‎ ‎التنظيم‎ ‎الوهابى الدولى‎ ‎وربطها‎ ‎بالنشاط‎ ‎تدريجيا وخاصة‎ ‎المنظمات‎ ‎التى لها‎ ‎كيانات‎ ‎حكومية‎ ‎معترف‎ ‎بها،‎ ‎وكمثال‎ ‎لذلك‎ ‎الجمعية الشرعية،‎ ‎وجمعية‎ ‎أنصار‎ ‎السنة‎ ‎المحمدية‎ ‎فى‎ ‎مصر. ‏
‏5‏‎- ‎‏ مساعدة‎ ‎الحركات‎ ‎التى‎ ‎تواجه‎ ‎صداما‎ ‎مسلحا‎ ‎من أى‎ ‎نوع،‎ ‎بالدعم‎ ‎المالى‎ ‎وتهريب‎ ‎الأسلحة،‎ ‎ووقوف‎ ‎التنظيم فى‎ ‎الحرب‎ ‎فى‎ ‎أفغانستان‎ ‎خير‎ ‎دليل‎ ‎على‎ ‎ما‎ ‎نقول،‎ ‎وكذلك الدعم‎ ‎المتصل‎ ‎لجبهة‎ ‎الإنقاذ‎ ‎الجزائرية‎ ‎بالمال‎ ‎والسلاح، وإيواء‎ ‎الهاربين‎ ‎فى‎ ‎الخارج‎ ‎ليس‎ ‎سوى‎ ‎دليل‎ ‎آخر‎ ‎على ذلك،‎ ‎وتمويل‎ ‎الإرهاب‎ ‎والعنف‎ ‎والقتل‎ ‎فى‎ ‎مصر‎ ‎دليل ثالث،‎ ‎والاتصال‎ ‎والتنسيق‎ ‎مع‎ ‎بعض‎ ‎المنظمات‎ ‎الأخرى مثل‎ ‎التنظيم‎ ‎الفلسطينى‎ ‎الدولى وبعض‎ ‎المنظمات‎ ‎الدولية الأخرى‎ ‎مثل‎ ‎الجيش‎ ‎الأيرلندى‎ ‎والجيش‎ ‎الأحمر‎ ‎اليابانى وغيرها‎ ‎من‎ ‎منظمات‎ ‎المافيا‎ ‎الإيطالية،‎ ‎وذلك‎ ‎لقصد‎ ‎تبادل
العمليات‎ ‎أحيانًا،‎ ‎وبقصد‎ ‎التمويه‎ ‎على‎ ‎الأطراف‎ ‎الأخرى فى‎ ‎أحيان‎ ‎ثانية‎ ‎‏(مذكرات‎ ‎على‎ ‎عشماوى‎ - ‎روز‎ ‎اليوسف، العدد: 3463).‏

مصادر تمويل التنظيم الدولي
‏1-‏ مؤتمر الكويت
عقد‎ ‎مؤتمر‎ ‎عام 1989‏‎ ‎بالكويت‎ ‎لرجال‎ ‎المال المسلمين‎ ‎من‎ ‎جميع‎ ‎الدول‎ ‎الإسلامية‎ ‎لوضع‎ ‎القواعد‎ ‎المالية للتنظيم‎ ‎الدولى،‎ ‎وتم‎ ‎الاكتتاب‎ ‎فى‎ ‎مبلغ‎ ‎هائل‎ ‎بالدولار الأمريكى‎- ‎مليار‎ ‎دولار‎ - ‎ليكون‎ ‎نواة‎ ‎للصرف‎ ‎على النشاط‎ ‎الدولى،‎ ‎وكان‎ ‎نجم‎ ‎هذا‎ ‎المؤتمر‎ ‎الشيخ‎ ‎يوسف القرضاوى،‎ ‎خاصة‎ ‎بعد‎ ‎أن‎ ‎أصبح‎ ‎أحد‎ ‎المقربين‎ ‎من‎ ‎بنك فيصل‎ ‎الإسلامى.‏
وأسفر‎ ‎المؤتمر‎ ‎عن‎ ‎تدعيم‎ ‎أسامة‎ ‎بن‎ ‎لادن‎ ‎الإرهابى الوهابى‎ ‎الشهير،‎ ‎والذى‎ ‎أصبح‎ ‎همزة‎ ‎الوصل‎ ‎بين
المتأسلمين‎ ‎والمجاهدين‎ ‎ضد‎ ‎روسيا‎ ‎فى‎ ‎أفغانستان وبين كل‎ ‎من‎ ‎ال‎ ‎حكومات‎ ‎الخليجية‎ ‎والمخابرات‎ ‎الأمريكية. وخاصة‎ ‎أن‎ ‎رجال‎ ‎المال‎ ‎وفروا‎ ‎له‎ ‎الأسلحة‎ ‎من‎ ‎جميع أنحاء‎ ‎الأرض،‎ ‎والتى‎ ‎وفرت‎ ‎فى‎ ‎المقابل‎ ‎أرباحا‎ ‎بالملايين للوسطاء‎ ‎بين‎ ‎التجار‎ ‎ودول‎ ‎الخليج‎ ‎والمخابرات‎ ‎الأمريكية والتنظيم‎ ‎الدولى ‏

‏2- تمويل مليونيرات الإخوان في العالم
‎- ‎فى‎ ‎انجلترا وأمريكا‎ ‎وسويسرا‎ ‎وفرنسا‎ ‎والسعودية وقطر‎ ‎والإمارات والكويت.‏

‏3-سرقة أموال التبرعات
صناديق‎ ‎التبرعات‎ ‎منتشرة‎ ‎فى‎ ‎جميع‎ ‎أنحاء‎ ‎العالم الإسلامى‎ ‎وخصوصاً‎ ‎السعودية،‎ ‎فقد‎ ‎جمعوا‎ ‎مبالغ‎ ‎لا‎ ‎طائل لها‎ ‎لأفغانستان،‎ ‎ومن‎ ‎بعدها‎ ‎جاءت‎ ‎صناديق‎ ‎البوسنة، وصناديق‎ ‎فلسطين،‎ ‎وبعضها‎ ‎يرسل‎ ‎إلى‎ ‎جبهات‎ ‎القتال وأغلبها‎ ‎لصالح‎ ‎الأنشطة‎ ‎السرية‎ ‎والحسابات‎ ‎الخاصة،‎ ‎أو أن‎ ‎تسرق‎ ‎بكاملها‎ ‎فى‎ ‎أحوال‎ ‎أخرى،‎ ‎وقد‎ ‎أسند‎ ‎هذا‎ ‎العمل فى‎ ‎مصر‎ ‎إلى‎ ‎لجنة‎ ‎الإغاثة‎ ‎بنقابة‎ ‎الأطباء‎ ‎التى‎ ‎يقوم‎ ‎عليها
الإخوان‎ ‎المسلمون.‏
وهذا‎ ‎يذكرنا‎ ‎بما‎ ‎فعله‎ ‎الإخوان‎ ‎المسلمون‎ ‎أثناء‎ ‎حرب فلسطين‎ ‎سنة 1948‏‎ ‎حيث‎ ‎جمعوا‎ ‎التبرعات‎ ‎واشتروا‎ ‎بها ترسانة‎ ‎أسلحة‎ ‎لتساعدهم‎ ‎فى‎ ‎الاستيلاء‎ ‎على‎ ‎الحكم ‏

توظيف الأموال
فكرة‎ ‎شركات‎ ‎توظيف‎ ‎الأموال‎ ‎مصدرها‎ ‎سويسرا، حيث‎ ‎توجد‎ ‎جمعيات‎ ‎تعاونية‎ ‎يساهم‎ ‎فيها‎ ‎الأفراد‎ ‎بأموالهم مقابل‎ ‎أن‎ ‎يشتروا‎ ‎منها‎ ‎السلع‎ ‎بهامش‎ ‎ربح‎ ‎ضعيف وبهذا فإنهم‎ ‎يحصلون‎ ‎على‎ ‎السلع‎ ‎بأسعار‎ ‎منافسة،‎ ‎وبالتالى يضغطون‎ ‎على‎ ‎التجار‎ ‎الآخرين‎ ‎فتنخفض‎ ‎الأثمان ويحدث‎ ‎نوع‎ ‎من‎ ‎توازن‎ ‎الأسعار. إنها‎ ‎فكرة‎ ‎براقة‎ ‎للغاية. أخذ‎ ‎الإخوان‎ ‎المسلمون‎ - ‎مؤسسوا‎ ‎التنظيم‎ ‎الدولى‎ ‎للإرهاب
الوهابى‎- ‎إطارها‎ ‎الخارجى‎ ‎ثم‎ ‎عبئوه‎ ‎بالسموم، درسوا‎ ‎هذا النظام‎ ‎وطوروه،‎ ‎ووجدوا‎ ‎أنه‎ ‎يمكن‎ ‎تقديمه‎ ‎كشكل "إسلامى" وعثروا‎ ‎فيه‎ ‎على‎ ‎فرصة‎ ‎لجمع‎ ‎مدخرات المصريين‎ ‎فى‎ ‎الخارج،‎ ‎ومنع‎ ‎الدولة‎ ‎من‎ ‎الاستفادة‎ ‎منها، فضلاً‎ ‎عن‎ ‎أنه‎ ‎يسمح‎ ‎لهم‎ ‎باستثمار‎ ‎تلك‎ ‎الأموال،‎ ‎فإذا‎ ‎ما أرادت‎ ‎الحكومة‎ ‎ضربهم‎ ‎فإنها‎ ‎لن‎ ‎تقترب‎ ‎منهم‎ ‎لأنها‎ ‎فى الواقع‎ ‎ضربت‎ ‎ثروة‎ ‎أبنائها،‎ ‎وبالتالى‎ ‎ينقلبون‎ ‎عليها وينقمون فى‎ ‎حين‎ ‎تبقى‎ ‎أموال‎ ‎التنظيم‎ ‎فى‎ ‎أمان‎ ‎تام‎ ‎خارج الحدود وبدأ‎ ‎تطبيق‎ ‎هذه‎ ‎الفكرة‎ ‎كل‎ ‎من‎ ‎‏(م. هلال)‏‎ ‎وعبد
اللطيف‎ ‎الشريف‎ ‎وأحمد‎ ‎الريان وخاصة‎ ‎أنهم‎ ‎من‎ ‎رجال المال‎ ‎والأعمال أيديهم‎ ‎فى‎ ‎السوق ولديهم‎ ‎خبرة متميزة أما‎ ‎الأول‎ ‎فيعمل‎ ‎فى‎ ‎السعودية‎ ‎منذ‎ ‎فترة‎ ‎طويلة، وأما‎ ‎الريان‎ ‎فله‎ ‎سمع‎ ‎ة‎ ‎كبيرة‎ ‎فى‎ ‎مجال‎ ‎تهريب‎ ‎أموال العاملين‎ ‎فى‎ ‎الخليج‎ ‎بنظام‎ ‎المقاصة،‎ ‎وقد‎ ‎اكتسب‎ ‎ثقة متميزة‎ ‎بين‎ ‎الناس‎ ‎لأنه‎ ‎أسرع‎ ‎وأوفر‎ ‎من‎ ‎البنوك.‏
وفى‎ ‎حين‎ ‎غرق‎ ‎الناس‎ ‎فى‎ ‎وهم الأرباح‎ ‎الزائفة‎ ‎الضخمة،‎ ‎كانت‎ ‎الأموال‎ ‎تصب‎ ‎فى‎ ‎بيوت المال‎ ‎المتأسلمة‎ ‎فى‎ ‎الخارج،‎ ‎وفى‎ ‎بنوك‎ ‎من‎ ‎نفس‎ ‎النوع، حيث‎ ‎تستخدم‎ ‎فى‎ ‎مضاربات‎ ‎على‎ ‎سلع‎ ‎استراتيجية‎ ‎قد تصل‎ ‎أرباحها‎ ‎إلى‎ ‎‏46‏‎ %‎‏ وهى‎ ‎مضاربات‎ ‎لا‎ ‎يمكن‎ ‎أن تتم‎ ‎بعيداً‎ ‎عن‎ ‎بيوت‎ ‎المال‎ ‎الدولية‎ ‎الكبرى‎ ‎سواء‎ ‎كانت أمريكية‎ ‎أو‎ ‎أوروبية‎ ‎وكلتاهما‎ ‎يسيطر‎ ‎عليها‎ ‎اليهود وكانت أرباح‎ ‎هذه‎ ‎الأموال‎ ‎تسخر‎ ‎فى‎ ‎خدمة‎ ‎التنظيم‎ ‎الدولى الوهابى ‏

مؤتمر الخميني وتطور التنظيم
بعد‎ ‎نجاح‎ ‎ثورة‎ ‎الخومينى‎ ‎وجه‎ ‎دعوة‎ ‎لزعماء‎ ‎الحركات والدعاة‎ ‎فى‎ ‎العالم‎ ‎أجمع‎ ‎لحضور‎ ‎مؤتمر‎ ‎تحت‎ ‎رئاسته للتفاهم‎ ‎على‎ ‎شكل‎ ‎العمل‎ ‎فى‎ ‎المرحلة‎ ‎المقبلة.‏
وقد‎ ‎حضر هذا‎ ‎المؤتمر الأستاذ‎ ‎عمر‎ ‎التلمسانى‎ ‎مرشد‎ ‎الإخوان المسلمين‎ ‎بمصر،‎ ‎والدكتور‎ ‎حسن‎ ‎الترابى‎ ‎السودان، وراشد‎ ‎الغنوشي‎ ‎تونس،‎ ‎وعلى‎ ‎بلحاج‎ ‎الجزائر،‎ ‎ويوسف القرضاوى،‎ ‎والدكتور‎ ‎جمال‎ ‎بدوى‎ ‎عن‎ ‎كندا،‎ ‎ومحمد‎ ‎قطب شقيق‎ ‎سيد‎ ‎قطب،‎ ‎وفاروق‎ ‎القاضى‎ ‎عن‎ ‎أمريكا،‎ ‎وعصام
العطار‎ ‎زعيم‎ ‎الإخوان‎ ‎المسلمون‎ ‎فى‎ ‎سوريا‎ ‎عن‎ ‎ألمانيا. ‏
وأغلب‎ ‎هؤلاء‎ ‎ك‎ ‎ما‎ ‎نرى‎ ‎هم‎ ‎زعماء‎ ‎الإخوان‎ ‎فى بلادهم،‎ ‎جاءوا‎ ‎بتعليمات‎ ‎من‎ ‎الوهابية‎ ‎بقصد‎ ‎احتواء‎ ‎الثورة الإيرانية،‎ ‎وتسخيرها‎ ‎لخدمة‎ ‎أهدافهم،‎ ‎إلا‎ ‎أن‎ ‎المطالب الإيرانية،‎ ‎تعارضت‎ ‎فى‎ ‎بنود‎ ‎كثيرة‎ ‎مع‎ ‎المصالح‎ ‎الوهابية، لكن‎ ‎الإخوان‎ ‎لا‎ ‎يضيعون‎ ‎فرصة‎ ‎للاستفادة‎ ‎الخاصة‎ ‎بهم.‏
وقد‎ ‎كان‎ ‎مع‎ ‎كل‎ ‎منهم‎ ‎أعضاء‎ ‎آخرون‎ ‎على‎ ‎هيئة‎ ‎وفد إلى‎ ‎جانب‎ ‎ممثلين‎ ‎عن‎ ‎المنظمات‎ ‎فى‎ ‎الهند‎ ‎و‎ ‎الباكستان وبنجلاديش‎ ‎ولندن‎ ‎وألمانيا‎ ‎الغربية‎ ‎والنمسا،‎ ‎كان‎ ‎مؤتمراً ضخماً‎ ‎بمعنى‎ ‎الكلمة‎ ‎وكان‎ ‎من‎ ‎أهم‎ ‎الموضوعات‎ ‎التى ركز‎ ‎عليها‎ ‎الآتى: ‏
‏ 1‏‎- ‎تنشيط‎ ‎الحركة‎ ‎الثورية‎ ‎فى‎ ‎باقى‎ ‎بلاد‎ ‎المسلمين والدعم‎ ‎جاهز ‏
‏2‏‎- ‎العمل‎ ‎السريع‎ ‎ع‎ ‎لى‎ ‎إسقاط‎ ‎أنظمة‎ ‎الحكم‎ ‎الرجعية فى‎ ‎الخليج‎ ‎وغيره،‎ ‎وهذا‎ ‎الذى‎ ‎حدا‎ ‎بدول‎ ‎الخليج‎ ‎إلى‎ ‎إقناع صدام‎ ‎حسين‎ ‎بالهجوم‎ ‎على‎ ‎إيران،‎ ‎وفعلاً‎ ‎قام‎ ‎العراق بمهاجمة‎ ‎إيران،‎ ‎فى‎ ‎حرب‎ ‎استمرت‎ ‎ثمان‎ ‎سنين،‎ ‎فقد‎ ‎فيها الطرفان‎ ‎أرواحاً‎ ‎كثيرة‎ ‎ومعدات‎ ‎أكثر ودفعت‎ ‎فيها‎ ‎دول الخليج‎ ‎ثروة‎ ‎طائلة،‎ ‎وفى‎ ‎النهاية‎ ‎خرج‎ ‎الطرفان‎ ‎فى‎ ‎حالة إجهاد‎ ‎ودمار وقد‎ ‎كان‎ ‎الغرب‎ ‎يمول‎ ‎الطرفين‎ ‎بالأسلحة ‏حتى‎ ‎تستمر‎ ‎الحرب‎ ‎أطول‎ ‎فترة‎ ‎ممكنة.‏
‏3‏‎- ‎تقوية‎ ‎الكوادر‎ ‎التى‎ ‎تعمل‎ ‎فى‎ ‎الحقل‎ ‎الدولى‎ ‎لتقوم بالمساندة‎ ‎عند‎ ‎اللزوم،‎ ‎وهى‎ ‎تعنى‎ ‎أنهم‎ ‎مطالبون‎ ‎بإثارة القلاقل‎ ‎فى‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎مكان‎ ‎فى‎ ‎العالم‎ ‎لتغطية‎ ‎القيام‎ ‎بعمل فى‎ ‎مكان‎ ‎آخر،‎ ‎أو‎ ‎تصفية‎ ‎العملاء‎ ‎المارقين،‎ ‎أو‎ ‎نسف بعض‎ ‎المنشآت‎ ‎عند‎ ‎اللزوم ‏
‏4‏‎- ‎العمل‎ ‎على‎ ‎تكوين‎ ‎لجان‎ ‎لدراسة‎ ‎الفقه‎ ‎الإسلامى الشيعى‎ ‎و‎ ‎السنى‎ ‎للتوفيق‎ ‎بينهما،‎ ‎وقد‎ ‎قام‎ ‎الشيخ‎ ‎القُمي بزيارة‎ ‎مصر‎ ‎لهذا‎ ‎الغرض‎ ‎ولكنه‎ ‎لم‎ ‎يوفق ‏
‏5‏‎- ‎العمل‎ ‎على‎ ‎تحرير‎ ‎الأر‎ ‎اضى‎ ‎المق‎ ‎دسة‎ ‎الموجودة فى‎ ‎مكة‎ ‎والمدينة‎ ‎من‎ ‎سلطان‎ ‎آل‎ ‎سعود‎ ‎ووضعها‎ ‎تحت إشراف‎ ‎مجموعة‎ ‎من‎ ‎الدول‎ ‎الإسلامية ‏

ماذا بعد مؤتمر الخميني
بعد‎ ‎مؤتمر‎ ‎الخومينى‎ ‎كانت‎ ‎اللقاءات‎ ‎مستمرة‎ ‎بين‎ ‎عمر التلمسانى‎ ‎و‎ ‎الغنوشي‎ ‎و‎ ‎عباس‎ ‎مدنى‎ ‎و‎ ‎على‎ ‎بلحاج،‎ ‎وكانت‎ ‎فى‎ ‎نفس‎ ‎الوقت‎ ‎تحدث‎ ‎لقاءات‎ ‎بين‎ ‎الغنوشي‎ ‎والترابى‎ ‎للتنسيق‎ ‎بين‎ ‎الجميع‎ ‎فى‎ ‎الخطوات‎ ‎المقبلة وقد كان‎ ‎أحد‎ ‎غطاءات‎ ‎تلك‎ ‎اللقاءات‎ ‎هو‎ ‎دعم‎ ‎مجاهدى أفغانستان وبعد‎ ‎أن‎ ‎قررت‎ ‎أمريكا‎ ‎دعمهم‎ ‎بكل‎ ‎الوسائل، وقيل‎ ‎وقتها‎ :‎‏ إن‎ ‎الولايات‎ ‎المتحدة‎ ‎الأمريكية‎ ‎فى‎ ‎النهاية يمكن‎ ‎استقطابها‎ ‎إلى‎ ‎جانب‎ ‎القضايا‎ ‎الإسلامية،‎ ‎ولكن العكس‎ ‎كان‎ ‎الصحيح وفتحت‎ ‎معسكرات‎ ‎التدريب‎ ‎فى السودان‎ ‎واليمن‎ ‎وباكستان‎ ‎لتدريب‎ ‎المتطوعين‎ ‎الذين يرغبون‎ ‎فى‎ ‎الذهاب‎ ‎إلى‎ ‎أفغانستان،‎ ‎ومع‎ ‎فتح‎ ‎المعسكرات وفتح‎ ‎الإمداد‎ ‎الأمريكى فتحت‎ ‎صنابير‎ ‎الذهب‎ ‎السعودى على‎ ‎مصراعيها‎ ‎لهذا‎ ‎الدعم.‏
وقد‎ ‎شهدت‎ ‎هذه‎ ‎الفترة‎ ‎ولادة‎ ‎نجم‎ ‎من‎ ‎نجوم‎ ‎التنظيم الدولى‎ ‎الوهابى‎ ‎للإرهاب‎ ‎وهو‎ ‎أسامة‎ ‎بن‎ ‎لادن‎ ‎السعودى الجنسية،‎ ‎والذى‎ ‎ذهب‎ ‎ليقود‎ ‎المتطوعين‎ ‎فى‎ ‎أفغانستان،‎ ‎وما تلى‎ ‎ذلك‎ ‎من‎ ‎أحداث‎ ‎إرهابية‎ ‎اشترك‎ ‎فيها وبهذه‎ ‎المناسبة‎ ‎ينبغى‎ ‎شرح‎ ‎تلك‎ ‎الظاهرة‎ ‎فهذا‎ ‎إنتاج سياسة‎ ‎من‎ ‎السياسات‎ ‎التى‎ ‎اعتمدها‎ ‎الإخوان‎ ‎المسلمون‎ ‎منذ زمن‎ ‎طويل وهى‎ ‎استعمال‎ ‎مدرسى‎ ‎الإخوان‎ ‎فى‎ ‎التركيز على‎ ‎أبناء‎ ‎تلك‎ ‎العائلات وعلى‎ ‎الأمراء‎ ‎الذين‎ ‎يتصادف وجودهم‎ ‎كتلاميذ‎ ‎بين‎ ‎أيديهم،‎ ‎حيث‎ ‎يتم‎ ‎بناؤهم‎ ‎بالطريقة التى‎ ‎يريدون،‎ ‎وهكذا‎ ‎كان‎ ‎ابن‎ ‎لادن‎ ‎تلميذاً‎ ‎تم‎ ‎غسل‎ ‎مخه وتجهيزه‎ ‎للقيام‎ ‎بالعمل‎ ‎المطلوب‎ ‎فى‎ ‎الوقت‎ ‎المطلوب وتسخير‎ ‎كل‎ ‎إمكانات‎ ‎عائلته‎ ‎ونف‎ ‎وذها‎ ‎فى‎ ‎سبيل‎ ‎خدمة الجماعة. ‏
وقد‎ ‎ساعدت‎ ‎ابن‎ ‎لادن‎ ‎طبيعة‎ ‎شخصيته التى‎ ‎تميل إلى‎ ‎العنف،‎ ‎والتى‎ ‎تتسم‎ ‎بالدهاء‎ ‎الشديد‎ ‎والمعرفة‎ ‎الجيدة لكيفية‎ ‎استغلال‎ ‎جهد‎ ‎الآخرين ولذلك‎ ‎فطوال‎ ‎قيادته للفريق‎ ‎العربى‎ ‎فى‎ ‎حرب‎ ‎أفغانستان كان‎ ‎جميع‎ ‎المحيطين به‎ ‎أثناء‎ ‎العمليات لا‎ ‎يعرفون‎ ‎أية‎ ‎تفاصيل،‎ ‎ولكن‎ ‎كل يؤدى‎ ‎دوره ‏حتى‎ ‎الأسماء‎ ‎التى‎ ‎لمعت‎ ‎مثل‎ :‎‏ خالد الاسلامبولى وأيمن‎ ‎الظواهرى وحتى‎ ‎عمر‎ ‎عبد الرحمن فقد‎ ‎كان‎ ‎كل‎ ‎منهم‎ ‎يلعب‎ ‎الدور‎ ‎الذى‎ ‎فرضه‎ ‎عليه أسامة‎ ‎بن‎ ‎لادن‎ ‎مستعملاً‎ ‎فى‎ ‎ذلك‎ ‎سيف‎ ‎المعز‎ ‎وذهبه، وهى‎ ‎سياسة‎ ‎يجيدها‎ ‎من‎ ‎نشأ‎ ‎نشأته (مذكرات‎ ‎على عشماوى،‎ ‎المرجع‎ ‎السابق)‏
‏ ‏
آخر علامة استفهام
نشرت‎ ‎صحيفة‎ ‎عقيدتى‎ ‎يوم‎ ‎الثلاثاء‎ ‎‏3‏‎ ‎مايو‎ ‎‏2005‏‎ ‎م، وكذلك‎ ‎صحيفة‎ ‎صوت‎ ‎الأزهر‎ ‎يوم‎ ‎الجمعة‎ ‎‏6‏‎ ‎مايو 2005‏‎ ‎م‎ ‎خبراً‎ ‎يقول‎ :‎‏ رفض‎ ‎مجلس‎ ‎البحوث‎ ‎الإسلامية بالأزهر‎ ‎ما‎ ‎يردده‎ ‎البعض‎ ‎بإلغاء‎ ‎الحدود‎ ‎الإسلامية‎ ‎تحت دعوى‎ ‎أنها‎ ‎معطلة،‎ ‎لأن‎ ‎ذلك‎ ‎ترك‎ ‎لما‎ ‎هو‎ ‎معلوم‎ ‎من‎ ‎الدين ‏بالضرورة،‎ ‎ومن‎ ‎ينكر‎ ‎ذلك‎ ‎يعتبر‎ ‎خارجا‎ ‎على‎ ‎ملة الإسلام وسبب‎ ‎مناقشة‎ ‎هذه‎ ‎القضية‎ ‎ورود‎ ‎سؤال‎ ‎من المسلمين‎ ‎فى‎ ‎لندن‎ ‎لأخذ‎ ‎رأى‎ ‎الأزهر‎ ‎فيها. ‏
ولكن‎ ‎علامة‎ ‎الاستفهام‎ ‎والتعجب،‎ ‎ممن‎ ‎وراء‎ ‎دعوى إلغاء‎ ‎الحدود‎ ‎الإسلامية،‎ ‎إنه‎ ‎طارق‎ ‎سعيد‎ ‎رمضان، أتدرون‎ ‎من‎ ‎هو‎ ‎طارق‎ ‎سعيد‎ ‎رمضان؟
إنه‎ ‎حفيد‎ ‎حسن‎ ‎البنا‎ ‎مؤسس‎ ‎جماعة‎ ‎الإخوان‎ ‎المسلمين.‏
هل هو غيظ من تطبيق بعض هذه الحدود - كالإعدام والتعزير – على إخوانه من الشياطين؟ ‏أم أنه تعلمن بعد ضعف جماعة الإخوان المسلمين وتلاشي حلم حيازة السلطة والتربع على عرش ‏البلاد!‏



#عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة جماعة الإخوان المسلمين من الألف إلى الياء | 9
- قصة جماعة الإخوان المسلمين من الألف إلى الياء | 8
- قصة جماعة الإخوان المسلمين من الألف إلى الياء | 7
- قصة جماعة الإخوان المسلمين من الألف إلى الياء – 6
- قصة جماعة الإخوان المسلمين من الألف إلى الياء – 5
- قصة جماعة الإخوان المسلمين من الألف إلى الياء – 4
- قصة جماعة الإخوان المسلمين من الألف إلى الياء - 3
- قصة جماعة الإخوان المسلمين من الألف إلى الياء - 2
- قصة جماعة الإخوان المسلمين من الألف إلى الياء - 1
- قصة جماعة الإخوان المسلمين من الألف إلى الياء


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الرحمن علي - قصة جماعة الإخوان المسلمين من الألف إلى الياء | ‏10