أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - المشبوه أيمن نور والمعارضة المزوَّرة















المزيد.....

المشبوه أيمن نور والمعارضة المزوَّرة


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 6813 - 2021 / 2 / 13 - 09:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يقدم نفسه من تركيا زعيمًا للمعارضة المصرية، بتمويل إخواني قطري قذر بدعاية مسمومة واحتيالية، وهو في حقيقته أكذوبة من الأكاذيب التي تروج أحيانًا في الحياة السياسية المصرية.. وأجزم أن جماعة الإخوان نفسها (وكذلك قطر وتركيا) تعرف مدى وضاعته، لكنها تستخدمه بانتهازية فجة، وهي على استعداد للتخلص منه كخرقة بالية حينما تدعو الحاجة لذلك.

وصلت الأكذوبة إلى أوجها حينما أعلن عزمه الترشح لرئاسة الجمهورية ضد مبارك، وبارك ترشيحه كثرة من الليبراليين ومن الشباب الراديكالي، وسانده في الانتخابات تصويت إخواني محسوب وغير معلن حتى لا ينكسر تفاهمهم مع نظام مبارك، بل إن بعض اليساريين المخضرمين ظنوا أن بإمكانهم استيعابه، أو من منطلق "أي معارضة والسلام"!! في وقت كان المجتمع يموج بالغضب والحركة الديمقراطية بدأت تغادر الركود.

وحدث وقتها أن كنت في سهرة تضم عددًا كبيرًا من كبار المثقفين اليساريين والديمقراطيين، ومعظمهم من المتحمسين للشاب "المعجزة". واقترح أحدهم أن أحدثهم عنه بصفتي أعرفه من أيام كان طالبًا بجامعة المنصورة. تهربت في البداية لكن سرعان ما استفزتني إطراءات بعض العقلاء لمواهب أيمن نور وشجاعته وحيويته..الخ. فتحدثت دون توقف رغم علامات الامتعاض على وجوه البعض.

قلت : عرفت "الدكتور أيمن نور" حينما كان طالبًا بكلية الحقوق جامعة المنصورة، مدينتي، وكانت البداية حينما كان يحضر ندوات حزب التجمع بالمدينة. وفي هذا الوقت، أوائل الثمانينيات، كنت قد كوّنت مع المرحوم المحامي أحمد طاهر والمهندسة هالة عثمان وآخرين عديدين "لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان بالدقهلية" وهي لجنة تطوعية اهتمت بهذا الموضوع على النطاق المحلي، بإصدار النشرات والبيانات وعقد الندوات التي حاضر في إحداها المناضل نبيل الهلالي . وكانت لجنة مستقلة عن الأحزاب ومفتوحة للجميع، وانضم هو لعضويتها، وفي الحقيقة لم أسترح لأول وهلة لطابعه اللزج الذي يزينه بطلاقة اللسان، ولكني قلت لا يجوز الحكم على الآخرين بمحض ذوقي الشخصي.

بدأ التزوير بأن اختفى أيمن نور فترة عن المنصورة تماما، فذهبت بعض الطالبات إلى إلى الأخوين علي ومصطفى أمين للحديث عن الاختفاء الغامض له، فكتب أحدهما مقالة كلها تلميحات عن اعتقال وإخفاء قسري. ثم تبين بعد ذلك أنه كان بالقاهرة وتعمد ألا يتصل بأحد. ومن هنا بدأت شهرته.

حدث بعد ذلك أن الشاب الظاهرة قد ضبطه أهالي إحدى قرى مركز طلخا في سيارة متوقفة على الطريق مع أنثى في وضع غير لائق، فضربوه ضربًا مبرحًا وحطموا السيارة. وعلى الفور استثمر هو الواقعة بالادعاء أن أمن الدولة هو من اعتدى عليه.

أما الواقعة التي جعلتني أستبعده من "لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان بالدقهلية" فكانت عندما وجدته يوزع كتيبات دينية زعم أنها من من تأليفه تضمنت فكرًا سلفيًا شديد التخلف، وهو ما يتناقض تمامًا مع سلوكه الشخصي. كما أن لغة الكتابة تفضح تزويره لأنها لغة تراثية محض.

ثم انضم أيمن نور لحزب الوفد في المنصورة وكان مثل "الفرخة بكِشك" عند العائلات الثرية في مدينة المنصورة، وزكّوه لفؤاد سراج الدين رئيس الحزب الذي وجد فيه وجهًا شابًا يساعد في تحسين صورة حزب الوفد الجديد الذي كان يعج وقتها بالشيوخ والكهول. وقيل إن سراج الدين قال له: "أنت تذكرني بشبابي".. واستنتج البعض من هذا القول أنه هو زعيم الوفد المستقبلي.

عمل أيمن بعد التخرج في جريدة الوفد.. حتى كانت فضيحة التحقيق المزور عن التعذيب في السجون، اشترك فيه ممثلون بالأجر يستعرضون علامات التعذيب المزورة أمام الكاميرا.. كما أن قيادات أخرى في الوفد، مثل الدكتور نعمان جمعة، وقفوا لصعوده بالمرصاد.

فذهب للعمل بمكتب إحدى الصحف السعودية بمصر لكنه أقيل بعد اكتشاف اختلاسه لمبلغ كبير من المال. لكن السعوديين "كفوا على الخبر ماجور".

اضطر أيمن أخيرًا للخروج من حزب الوفد وتأسيس حزب الغد، لكن الأمن أوقفه وحوكم بتهمة تزوير توكيلات إنشاء الحزب. ومارس البيت الأبيض ضغوطًا شديدة للإفراج عنه.. فقد كان زوجًا لإعلامية مشهورة كانت مذيعة تلفزيونية ومراسلة لواحدة من أكبر المجلات الأمريكية هي النيوزويك، وقد ساعده هذا في تكوين علاقات خارجية وداخلية عميقة ومشبوهة.

كما عمل أيمن لفترة في السمسرة العقارية، وكان يصدر مجلة فخمة أظن كان اسمها "نصف متر".. وقد سمعت شخصيًا شكاوى أشخاص أعرفهم من عمليات نصب قام بها، ولست في حِل من تفصيلها.

أما أقبح الألعاب التي قام بها فكانت عندما شعر أنه يجب أن يزين نشاطه السياسي بلقب علمي، فلم يتوجه للدراسة في أمريكا أو انجلترا مثلاً، وإنما توجه إلى روسيا.. نعم روسيا.. للحصول على الدكتوراة من إحدى جامعاتها. وكل ما تطلبه الأمر في زمن التفسخ بعد البيروسترويكا أن يدفع بالدولار لأحد المكاتب المعروفة التي تقوم بإعداد الرسائل لطالبيها.. لم يكتب أيمن الرسالة بالعربية ثم تترجم إلى الروسية.. وإنما كتبها باللغة الروسية مكتب أكاديمي روسي، ثم قام بعض الطلاب العرب المقيمين بموسكو بترجمتها إلى العربية حتى يعرف "الغندور" عمّ تتحدث الرسالة ويستعد للمناقشة.

قلت للمستمعين لحديثي في الجلسة إياها "هذا غيض من فيض".. لكني قوبلت بامتعاض منهم لأنني أصدم أحلامهم أو عقولهم التي أملت خيرًا في هذا الغِرّ.. بل إن أحدهم لمّح إلى أنني أشعر بالغيرة منه، بينما أفصح آخر عن كوني شديد التحيز أيديولوجيًا وشخصيًا.

ظل أيمن نور يلعب دوره المشبوه والمرتزق لكن نجمه أخذ في الخفوت بعد ظهور حركة كفاية وغيرها التي أبرزت قيادات كثيرة (ومنهم شباب أيضًا) معظمها جدير بالاحترام، فاضطر إلى التحالف الانتهازي مع جماعة الإخوان حتى صار ألعوبة في أيديهم ودمية يستخدمونها بإصرار للخداع بوجود تحالف بين الجماعة والليبراليين.

لا أنتظر من أحد أن يعتذر لي، وإنما الأمر الغريب أن أصدقائي الديمقراطيين لم ينقدوا أنفسهم يومًا على الاشتراك في تلميع هذا النصاب العميل.. ولم لا، فهم لم ينقدوا أنفسهم أصلاً على أنهم قدموا كرموز لـ "ثورة" شخوصًا مثل البرادعي وموسى وحمزاوي والقرضاوي والشاطر والأسواني.. إلى آخر الطابور.



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التهمة إدمان المنشورات
- حوارات ثورية
- وتظاهرنا في ميت أبو الكوم
- ويبقى أنيس مورقًا فينا
- كيف أحرجنا رجال السادات
- أركيوبتركس
- الأم جونز
- كنت ضيفًا على المخابرات السودانية
- عشر سنوات على خطاب أوباما الثقافي
- كرهت أستاذي.. والسبب ناصر
- رفيقي الملاكم اليساري
- حوار خصب مع سمير أمين
- حقارة أن تتهكم على شعبك ولا ترى عيبك
- الكيماوي الأمريكي الحلال
- آخر أوراق سمير أمين
- أعراض ليبرالية
- اليسار والتغيير الاجتماعي
- حاورت خالد محيى الدين
- من ليالي المشقة والفزع
- خرافة الحديث غير الرسمي للمتحدث الرسمي


المزيد.....




- صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة ...
- مقتل صحفيين فلسطينيين خلال تغطيتهما المواجهات في خان يونس
- إسرائيل تعتبر محادثات صفقة الرهائن -الفرصة الأخيرة- قبل الغز ...
- مقتل نجمة التيك توك العراقية -أم فهد- بالرصاص في بغداد
- قصف روسي أوكراني متبادل على مواقع للطاقة يوقع إصابات مؤثرة
- الشرطة الألمانية تفض بالقوة اعتصاما لمتضامنين مع سكان غزة
- ما الاستثمارات التي يريد طلاب أميركا من جامعاتهم سحبها؟
- بعثة أممية تدين الهجوم الدموي على حقل غاز بكردستان العراق
- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - المشبوه أيمن نور والمعارضة المزوَّرة