أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالزهرة الركابي - كان زمان يامعارضة














المزيد.....

كان زمان يامعارضة


عبدالزهرة الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 476 - 2003 / 5 / 3 - 06:06
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



                          
                                                                       
الحقيقة التي لا يمكن إنكارها حتى من قبل أوساط معارضة نظام صدام حسين المخلوع هي ان هذه المعارضة لم تكن مؤثرة ولو كانت عكس ذلك ، لكان بمقدورها الإطاحة بالنظام خصوصا" وانه كان هشا" ومعرضا" للإختراق منذ حقبة التسعينات ، لكن هذه المعارضة عجزت عن ذلك وبالتالي انتظرت مجيء عوامل خارجية لتحقيق هذا الهدف وهو ما حصل أخيرا" .
   إذا" ليس هنالك فضل للمعارضة في إسقاط النظام السابق سواء أكانت هذه المعارضة خارجية أم داخلية ، وعلى هذا الواقع فإن عراقيي الداخل يتهمون عراقيي الخارج بالعيش الرغيد ( والتنعم بالدولار ) وهي تهمة لا تنطبق على مجمل المعارضين وقد تصح نسبيا" ، لكن الواقع الذي عشناه وعايشناه كان يعكس شظف العيش والظروف التعسة  التي كان يواجهها آلاف وآلاف العراقيين في ديار الغربة بل ان بعض الظروف التي مرت بعراقيي الخارج جمعت صورة المعاناة والمأساة على حد سواء ، ناهيك عن مئات العراقيين الذين ذهبوا طعاما" لأسماك البحار وهم الذين كانوا ينشدون الطعام في جزر ( الواق واق ) .
   لكن الصورة السالفة عن عراقيي الخارج او معارضة الخارج لا تعني ان هناك قلة قليلة قد شوّهت صورة المعارضة في الخارج حيث جعلت جسور الود والتواصل مقطوعة بينها وبين الجماهير العراقية في الخارج حتى ان هذه القلة كان يطلق عليها عراقيوالمنافي تسمية ( معارضة فنادق لا معارضة خنادق ) ومن هذه القلة من أصابه ولع إقامة مصانع الذهب في البلد الذي يقيم به بالإضافة الى شراء العقارات من داخل العراق ، وفي الوقت نفسه يصم آذاننا ويتعب عيوننا في تصريحاته اليومية وصور الفاكس بإعتباره ممثلا" في أكثر من بلد عربي لحركة ( أساسية ) تجسد معارضة ( ميدانية ) لكن الواقع يقول ان حركته لا تعرف العمل الميداني المزعوم سوى من خلال شراء العقارات في العراق ، ولا نعرف ان كان مثل هذا الشراء يدخل في صلب عمل المعارضة ؟ .
   وهناك بلاشك الكثير من النماذج السلبية في معارضة الخارج تعرفها جيدا" الجماهير العراقية في الخارج لسنا في صدد التشهير بها في هذه الكتابة بعد ان باتت مكشوفة ومعروفة في آن واحد ، ومع ذلك فهناك أيضا" قلة من معارضة الخارج كانت وطنية وغيورة ونزيهة وكانت بحق مترجمة أمينة للحس العراقي الوطني والشريف ، وهي بلا شك تستحق أن يكون لها دور في تحديد مستقبل العراق السياسي ، وأكثرمن ذلك ، ان يكون هذا الدور طليعيا" وفي الصدارة .
   في المقابل يرد عراقيو الخارج على إتهامات عراقيي الداخل بالقول ، انهم كانوا جريئين عندما أعلنوا معارضتهم للنظام علانية وعانوا الكثير من جراء ذلك ، ومنهم من كان معتقلا" في سجون النظام لسنوات عدة بل وحتى في سجون خارج العراق ، كما كانوا عرضة للتهديد من قبل أجهزة النظام التي استطاعت إغتيال العديد من المعارضين وكذلك قام النظام بإعتقال وإعدام أفراد من أسر معارضي الخارج مثلما هو معروف ، ناهيك عن معاناة الغربة وظروف العيش التي واجهوها في هذه الغربة سيما وان بعض المعارضين طالت غربتهم الى أكثر من ثلاثين سنة ، وهي سنوات ثقيلة مات على أثرها الكثير من المعارضين دون ان يكحلوا عيونهم برؤية الوطن .
   وعليه فإن معارضي الخارج يرون أنفسهم أكثر إستحقاقا" في ان يلعبوا الدور المميز في حاضر ومستقبل العراق ، مثلما يرون انهم صحيح لم يسقطوا النظام بشكل مباشر إلا ان جهودهم السياسية والإعلامية لعبت دورا" مهما" في تشجيع العامل الخارجي للقيام بمهمة إسقاط النظام وقد تمت هذه العملية ، لتنتهي معها حقبة سوداء خيمت على العراق لأكثر من ثلاثة عقود .
   مانريد قوله الآن هو ان القلة النزيهة في المعارضة والتي خرجت للمنفى لها الحق في ان يكون لها دور قيادي في أي نظام حكم يضطلع بقيادة العراق مستقبلا" ، على أعتبار ان ذلك حق مشروع لكل عراقي تنطبق عليه شروط المسؤولية والقيادة هذا أولا" ، وثانيا" لهم حق إضافيا" إكتسبوه من معارضتهم للنظام السابق بحكم الثمن الذي دفعوه من جراء ذلك ، وعلى الذي يتهمهم من الداخل ويزايد عليهم ، عليه أولا" أن يملك أكثر من حق حتى يكون أهلا" لهذه المزايدة .
   وعلى كل حال ، فلسنا من طلاب القيادة والجلوس على كراسي المناصب التي لم تدم لأحد ، لكن من الطبيعي القول ان مستقبل العراق يهمنا كعراقيين ولا بأس ان تكون هناك صيغة توفيقية بين ( عراقيي الخارج وعراقيي الداخل ) خصوصا" وان تلاقح الأفكار في هذا الزمن وارد ومطلوب في هذا الوقت بالنسبة للشان العراقي سيما وان كل طرف يرى سلامة نهجه ورؤيته . 
 

 



#عبدالزهرة_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة فوق الرمال المتحركة
- تعليب الحرية !
- بغداد ستركل الغزاة والعبيد
- الجنرال أبو الثلج !
- ردم الحرب أم إنتظارها ؟
- يهود ونفط وخدمات صدام
- مستقبل العراق
- هل تتوافر ضمانات الإستسلام ؟ !
- إغتصاب أخير قبل النهاية !
- حكاية عقال رؤوس العرب
- الأولوية للقضية الفلسطينية أم للقضية العراقية ؟
- العرب وضعوا بين خيارين لا ثالث لهما : دعم وتأييد واشنطن أو ا ...
- بيانات عنصرية مرفوضة - أين هو بيان العراق وسط بيانات الفئات ...


المزيد.....




- الخرطوم تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمار ...
- استمرار الاحتجاجات في جامعات أوروبا تضامنًا مع الفلسطينيين ف ...
- الرئيس الإيراني: عقيدتنا تمنعنا من حيازة السلاح النووي لا ال ...
- مظاهرة ضد خطة الحكومة لتمديد استخدام محطة -مانشان- للطاقة ال ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال أسبوع ...
- أطباء المستشفى الميداني الإماراتي في غزة يستأصلون ورما وزنه ...
- مجلس أميركي من أجل استخدام -آمن وسليم- للذكاء الاصطناعي
- جبهة الخلاص تدين -التطورات الخطيرة- في قضية التآمر على أمن ا ...
- الاستخبارات الأميركية -ترجح- أن بوتين لم يأمر بقتل نافالني-ب ...
- روسيا وأوكرانيا.. قصف متبادل بالمسيرات والصواريخ يستهدف منشآ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالزهرة الركابي - كان زمان يامعارضة