أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالزهرة الركابي - تعليب الحرية !














المزيد.....

تعليب الحرية !


عبدالزهرة الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 469 - 2003 / 4 / 26 - 04:06
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                            
                                                                             
                                                                            كانب مقيم في دمشق
لا يختلف أثنان على ان الحرب قد دخلت أيامها الحاسمة بعد ان وصلت القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها الى مشارف بغداد في أكثر من منطقة وبعد أن أجتاحت بعض مدن الجنوب والفرات الأوسط ، لكن في كل الأحوال ان القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها باتت قريبة من بغداد .
   وبعيدا" عن مجريات الحرب فإن الذي نريد ان نشير إليه هو ان المعارضة العراقية والتي من المفترض ان يتزامن نشاطها السياسي مع أحداث الحرب نحو التصاعد والإثارة ، لكن الذي حصل في الواقع عكس ذلك بعد ان عمدت أمريكا الى تهميش دورها ان لم نقل قد أخرجت هذا الدور الموعود من جميع التصورات والتنسيق ، من خلال الإهمال والتعتيم ما عدا بعض الأسماء التي أصطحبتها القوات الأمريكية والبريطانية في جبهتي الجنوب والفرات الأوسط بصفة خاصة ، وكذلك بعض الأفراد الذين دربتهم أمريكا عسكريا" وأمنيا" في المجر .
   وأما الأكراد وأشتراكهم في الحرب فعليا" الى جانب أمريكا فمن المؤكد ان دورهم يأتي في سياق الحفاظ على كيانهم ( الإستقلالي ) منذ عام 1991 كما انهم في حقيقة الأمر لا يشكلون معارضة سياسية لنظام صدام حسين بقدر ما هم يطالبون بحقوق قومية بدأت بالسعي الى الحصول على الحكم الذاتي ثم تجاوزوا هذا المطلب بعد ان رأوا ان الظروف مواتية للحصول على كيان فيدرالي يمنحهم إستقلالية أوسع من الحكم الذاتي خصوصا" بعد أن وجدوا غطاءا" من الحماية لهم من أمريكا في مرحلة تجاوزت العقد من الزمن ، وربما رأت واشنطن ان دعم الأكراد في العراق على الأقل في هذا الوقت قد يساهم في خدمة الإستراتيجية الأمريكية في العراق والمنطقة سياسيا" وعسكريا" ، وهذا ما إتضح جليا" في الحرب الدائرة رحاها الآن .
   ويعلق المراقبون للشان العراقي على تجاهل الإدارة الأمريكية للمعارضة العراقية المعروفة في هذه الحرب بالقول ، ان مثل هذا الأمر كان متوقعا" ، لأن واشنطن تتعامل بحسابات مراحل المصالح خدمة للمصالح الأكبر ( المصالح الإستراتيجية ) وهي تأخذ في الإعتبار ان المصلحة الدنيا تنتفي عندما تصل الى المصلحة الكبرى ، وهي بالتالي تبحث عن مصلحتها أولا" وآخرا" ، لذلك فهي عندما شنت الحرب على العراق ليست من أجل سواد عيون المعارضة أو الشعب العراقي مثلما تدعي في تصريحاتها وإعلاناتها وإنما من أجل أهدافها ومصالحها .
   وعليه ، فقد وضعت حاكما" عسكريا" بوقت مسبق ليكون رئيس الإدارة المدنية التي تحكم العراق في حال إنتصارها في الحرب هو الجنرال غاي غارنر ، وفي هذا الصدد أيضا" أجتمع الرئيس الأمريكي بوش الأبن أخيرا" بمجموعة من العراقيين وبعضهم يحمل الجنسية الأمريكية لتبادل التصورات في موضوع مرحلة ما بعد الحرب ، والمجموعة المذكورة مع مجموعات مماثلة سبق لها ان تدربت على إدارة الشؤون المدنية في العراق بعد إطاحة نظام صدام حسين ، حيث أطلقت وزارة الخارجية الأمريكية على تلك المجموعات تسمية ( عراقيين أحرار ) .
 من هذا ، فإن تصوّر مستقبل العراق على النحو السالف – التصور الأمريكي – يضع الملايين من عراقيي الشتات مثلما يضع ( المعارضة العراقية المعروفة ) أمام واقع مر ، يتمثل في خيارين أولهما أن يدخلوا أو ينخرطوا في ( تعليب الحرية ) الأمريكي إقتداءا" بمجموعات ( العراقيين الأحرار ) وثانيهما أن يظلوا خارج نطاق هذا التعليب حتى لو اضطرهم الأمر الى ان يظلوا طوال الدهر معارضين ما دام هذا الخيار يجسد أعلى درجات الحرية بدلا" من الحرية المعلبة ،  والعبد .. مع الخيار الثاني بلا شك ، ومنتقدا" في نفس الوقت مستمعي أغنية ( نوبة شمالي الهوى ونوبة الهوى جنوبي ) مع الإعتذار للمطرب العراقي المرحوم صباح السهل . 
  
    

 



#عبدالزهرة_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد ستركل الغزاة والعبيد
- الجنرال أبو الثلج !
- ردم الحرب أم إنتظارها ؟
- يهود ونفط وخدمات صدام
- مستقبل العراق
- هل تتوافر ضمانات الإستسلام ؟ !
- إغتصاب أخير قبل النهاية !
- حكاية عقال رؤوس العرب
- الأولوية للقضية الفلسطينية أم للقضية العراقية ؟
- العرب وضعوا بين خيارين لا ثالث لهما : دعم وتأييد واشنطن أو ا ...
- بيانات عنصرية مرفوضة - أين هو بيان العراق وسط بيانات الفئات ...


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالزهرة الركابي - تعليب الحرية !