أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر حمش - نشيد الوداع














المزيد.....

نشيد الوداع


عمر حمش

الحوار المتمدن-العدد: 6804 - 2021 / 2 / 2 - 23:39
المحور: الادب والفن
    


نشيدُ الوَداع

عندما تعلقت المروحيّةُ؛ غمرتني دهشةُ الحالمين ..
على نافذة الفصل؛ رأيتها بأمِّ عيني ..
دقّقتُ، وتمحصتُ، ونقّلتُ بصري ..
تيقنتُ مما أرى؛ عندما شهق الصغارُ، ثمّ شرعوا جماعةً بالتصفيق.
كانت هائلةَ، تؤرجحُ هيكلها ..
لم ينتبني هلعٌ، بل راحةٌ، وجذل، كذلك الصغارُ الذين بدوا مرحبين، وهي تزنُّ كدبورٍ عملاقٍ آتٍ من عالمٍ مخبوءٍ خلف الغيم ..
كانت رسولا متشحا بضبابٍ سقط من الغيب.
أشرقت الشمسُ، وجاء نورٌ، لم نره من قبلُ، أضاء فولاذها الفضيّ.
وأمّا أجنحةُ مروحتها التي دارت ببطءٍ؛ فقد تفتحت، حتى غدت كفراشاتٍ تتلاحقُ، وتلتهمُ الضوءَ؛ ثمّ تنثره ألوانا.
حرتُ في فرحي، وحرتُ في دهشتي، والصغارُ ينسحبون من مقاعدِهم، راضين، إلى حيثُ يد من فوقهم تمتدُّ، وتتناولهم تباعا ..
جاءت بقيّةُ الفصول، وتكاثر الصغارُ.
عجبتُ للصاعدين، وهم يلوّحون، وقد تعلّقوا بالنوافذِ، وفوق الأجنحةِ، كانوا هانئين كذاهبين إلى بيوتٍ يعرفونها ..
كان الناظرُ يلوّحُ، وكذلك المعلمون ..
وهرول الآذنُ، ومن خلفه تدفق الأهالي ..
كانوا يتلقطون النورَ الهابطَ، وكنتُ أنا في بابِ الفصلِ؛ أغرقُ في دمعي، وكان الدمعُ يسري في بكاءٍ عجيبٍ، لا حزن فيه .. بكاءِ راحةٍ لم يمرّ على بني البشر ..
شرع الأولادُ - من فوقنا - يغنّون عبر النوافذِ، وعلى الأجنحة، تصحبهم موسيقا ساحرة.
وكنَّا رهطَ مودّعين ..
واقتربت الشمسُ، وصفّقنا، وهي تشكّلُ عينا ساحرةً، وتُنبتُ ذراعين، وتمدُّ كفين.
وبينما كانت المروحيّة تصعدُ؛ كنَّا جوقةَ منشدين ..
أنشدنا للمحلقين ..
للموكبِ العالي الذي غدا قرصَا ضوئيا، يدور.
وحينما ابتلعت الشمسُ القرصَ؛ أنشدنا مثل كورالٍ سماويّ:
دخل الصغارُ الشمس ..
عادوا إلى أفرشةِ الضوء ..
وكنّا نلوّح، ونهتزُّ موغلين في الدمع..
وكنتُ لم أدرِ؛ أواقفٌ أنا، أم أنني أطير ...

1- 2 - 2021



#عمر_حمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهيد! - قصة قصيرة جدا
- أمنية أخيرة! - قصة قصيرة جدا
- منازلة! - قصة قصيرة جدا
- اصطياد! قصة قصيرة جدا
- عويل الجنّيّ! قصة قصيرة جدا
- صمت! قصة قصيرة جدا
- توظيف! قصة قصيرة جدا
- تنافس! قصة قصرة جدا
- بسالة! - قصة قصيرة جدا
- حِسبة - قصة قصيرة جدا
- شرٌّ كبير - قصة قصيرة جدا
- استرخاء قصة قصيرة
- راية / ق ق ج
- استماتة / ق ق ج
- مليكٌ وعصفورة
- نصفُ إنسان!
- حيرةُ عينين / قصة
- تدريبٌ عسكريٌّ عربيّ


المزيد.....




- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر حمش - نشيد الوداع