عمر حمش
الحوار المتمدن-العدد: 3685 - 2012 / 4 / 1 - 20:52
المحور:
الادب والفن
عويل الجنيّ
فصة قصيرة جدا
عمر حمَّش
ويحكى عن جنيٍّ أنّه بعد أن احتفل بخروجه من قمقمه بقهقهةٍ طويلة، سكت فجأةً، وقد لحظ حزن مطلقه، فأقسم أن يسعده إسعادا لا يمرّ له مثيل، فطيّره إلى جنة تضاهي جنة عدن، وأجلسه هناك على كرسيّ مملكتها الوثير، لكنّه صدم بحزن مخلصه لا يبرحه، فسيّر لناظريه قافلة إبل، أنزلت له أكياس الذهب، فما غادره حزنه، ولا عبوسه انقشع، فنشط الجنيّ حائرا بقسمه، فأتاه بحوريات يدققن جواره بالطبول، ولعينيه يهززن بالخصور، ثم أضاف في حضرته أصنافا من الغلمان المخلدين، يدورون بالإطباق المحمرة، وبالكؤوس المعتقة، لكن الجنيَّ ضاع سعيه، وقد وجد الآدميّ غارقا في الهمّ المقيم، فجاءه موتورا يسأله:
- من أين أنت يا رجل؟
فلما قال الرجل: من بلادٍ كانت تدعى فلسطين!
صاح الجنيَّ، وقد فهم، وانثنى يطلق العويل!
#عمر_حمش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟