أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر حمش - استرخاء قصة قصيرة














المزيد.....

استرخاء قصة قصيرة


عمر حمش

الحوار المتمدن-العدد: 3660 - 2012 / 3 / 7 - 00:08
المحور: الادب والفن
    


استرخاء

قصة قصيرة

عمر حمَّش


لمَّا عبرتُ شرخا في حائطِ الراحلين؛ دهمتني رائحةُ الصُبّارٍ، ولطمني شوكُ القبور، حتى وصلتُ رملَ بقعة، أعرفه كأنَّه سجادٌ من حرير، وما أن انطويتُ مسترخيا أرتشفُ ذكرى الغائبين؛ حتى تقشرِ قبرٌ لي تقشر موزة، وهيكل صاحبه قفز، يمزّقُ كفنهُ، ولسانهُ يصيح:
- اخرجوا يا عرب!
ثمَّ أخذ ينفض غباره؛ ويكسو عظامه، وقد توشّح راضيا بكآبته، وشرع- كمعتادٍ - يشهر سبابته، مستغرقا في إنشادِ ما حلا، وهو حالمٌ ممتدٌّ مثلُ وترٍ مشدود، وأخذ يعومُ داخل سحيقِ أعماقٍ غامضة، وما لبث هكذا يموج، حتى اشتدَّ عليه الأمرُّ؛ فصار مثل غيمةٍ تهطلُ المكان بالأشعار!
وبينما أنا لم أزل في ذهول، تهزني دهشتي، حتى خفَّ وزني، وخلتُ ذاتي ريشة لم ترحمها ريح!
وإذ بجوفٍ آخر ينفتحُ، ويخرجُ منه أبي، ليمضي جواري، وقد رمى أمامي كفنه، فلهثتُ خلفه، فوجدته عاد صلبا، كما كان في صباي، ويقاربُ المنشد، ليتلقفُ بعينيه درر الأشعار!
ولمّا لاحظ أبي إشراقتي، سمعت ذات صوته، وقد هتف:
- انظر!
وإذ بالقبور تتفتح تباعا كثمار، وعظامُ نزلائها تتماثل قائمة، ثم تمشي، لتأتي المنشد صامتة، لكنَّ الأرجاء ما لبثت أن اهتزت مع جموع الخلق المنشدين، حتى بدوا لي فرقةً شدوٍّ هائلة!
- الله!!
هذا ما قلتُه أنا، متمنيا لذلك أن يدوم، وألا أفجع بصحوٍ مقيت!



#عمر_حمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راية / ق ق ج
- استماتة / ق ق ج
- مليكٌ وعصفورة
- نصفُ إنسان!
- حيرةُ عينين / قصة
- تدريبٌ عسكريٌّ عربيّ


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر حمش - استرخاء قصة قصيرة