أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسن عجمي - اللامساواة سبب الانهيار الاقتصادي














المزيد.....

اللامساواة سبب الانهيار الاقتصادي


حسن عجمي

الحوار المتمدن-العدد: 6804 - 2021 / 2 / 2 - 23:39
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


تتعدّد أسباب الانهيار الاقتصادي ولكن سببه الأساس هو اللامساواة. لذا احترام الحقوق الإنسانية كاحترام المساواة الاجتماعية و الاقتصادية مصدر بناء اقتصاد مزدهر يحتِّم نشوء النهضة الحضارية.

يُقاس مدى قوة أو ضعف الاقتصاد بعوامل عديدة منها عامل القوة الشرائية فإن كان الاستهلاك أقل تراجع الاقتصاد و إن كان الاستهلاك أكثر إزدهر الاقتصاد. لكن اللامساواة الاجتماعية والاقتصادية تؤدي لا محالة إلى تضاؤل القوة الشرائية لدى الأفراد الذين دخلهم أقل من الآخرين. وبذلك اللامساواة الاقتصادية والاجتماعية تحتِّم نشوء اقتصاد ضعيف فإن ازداد التفاوت بين الفقراء والأغنياء إنهار الاقتصاد. هكذا اللامساواة هي السبب الأساسي لانهيار الاقتصاد. وبذلك الحلّ الناجح لاستعادة اقتصاد قوي يكمن في تحقيق المساواة الاقتصادية والاجتماعية و ذلك بالثورة على الأنظمة السياسية غير المراعية للمساواة و بناء أنظمة معتمدة على الحقوق الإنسانية كحق المواطنين بالمساواة الاجتماعية والاقتصادية.

إن زالت المساواة فحينئذٍ تزول الحرية أيضاً. هذا لأنَّ الأفراد الذين لا يملكون موارد اقتصادية متساوية أو شبه متساوية مع الآخرين سوف يصبحون سجناء مواردهم القليلة ما يقتل حريتهم في التصرّف كيفما يريدون. فمَن يملك أقل مُقيَّد بقِلة ما يملك ما يُسبِّب اغتيال حريته. من هنا ، بما أنَّ اللامساواة الاقتصادية والاجتماعية تؤدي إلى زوال الحرية ، و علماً بأنَّه بلا حرية لا يتمكّن الفرد من الإنتاج المُستقِل أو إنجاز ما هو مُبتكَر بسبب فقدانه للحرية ، و لا اقتصاد سليم بلا إنتاج و إنجاز ، إذن اللامساواة تؤسِّس للانهيار الاقتصادي. لذلك السبيل الصحيح نحو تحقيق اقتصاد مزدهر يكمن في تحقيق المساواة الاقتصادية والاجتماعية.

كل هذا يرينا أنَّ الاقتصاد يزدهر و يتطوّر بتطوّر الحقوق الإنسانية و سيادتها كسيادة المساواة الاقتصادية و سيادة الحريات. و هذا يُفسِّر لماذا الدول التي لا تراعي الحقوق الإنسانية متخلّفة اقتصادياً فاجتماعياً و ثقافياً بينما الدول التي تراعي الحقوق الإنسانية متطوّرة اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً. إن كانت الحقوق كالمساواة والحرية تبني اقتصاداً قوياً فإذن من المتوقع أنَّ الدول التي تفتقد لتلك الحقوق تفتقد أيضاً لاقتصاد قوي. من هنا ، لا تتحقق نهضة اقتصادية فاجتماعية وثقافية بلا سيادة الحقوق الإنسانية. المساواة والحريات أسس بناء الدول والشعوب وانتصاراتها.

تؤدي اللامساواة أيضاً إلى التفاوت في المعارف والخبرات والقدرات الإنتاجية ما يُسبِّب بإضعاف الاقتصاد فيُؤسِّس للانهيار الاقتصادي. فحين لا يتساوى الناس فيما يمتلكون من موارد سوف يخسرون فُرَص الحصول على معارف و خبرات و قدرات إنتاجية متساوية و ضرورية لبناء اقتصاد مزدهر و مجتمع قوي البنية وبذلك سوف يفشلون في إنشاء دولة سليمة فيخسرون بذلك أيضاً فُرَص السلام الأهلي. من هنا ، اللامساواة سبب الانهيار الاقتصادي و الحضاري معاً.

كما أنَّ اللامساواة تُسبِّب الفساد الذي يُحتِّم الانهيار الاقتصادي و الأخلاقي و الحضاري. فعندما لا يتساوى الناس أمام القانون و في الفُرَص و لا يتساوون اقتصادياً واجتماعياً يستغل الأغنياء القوانين غير العادلة لإثراء أنفسهم و إفقار غيرهم ما يدفع أيضاً بالأقل حظاً اقتصادياً واجتماعياً إلى بيع أنفسهم و أدوارهم الوظيفية لخدمة مصالحهم الشخصية و إن قلّت. هكذا اللامساواة صانعة الفساد المُؤسِّس للانهيار.

أما الشركات والمؤسسات والدول فمبنية على اللامساواة فثمة موظف درجة أولى و موظف درجة ثانية و ثالثة. وبذلك مع نشوء الأزمات كأزمة فيروس كورونا يُستغنَى عن موظفي الدرجات الدنيا ما يُسبِّب بانهيار اقتصادي. من هنا ، الأزمات الطبيعية كأزمة الفيروس ليست السبب الجوهري لانهيار الاقتصاد بل السبب الأساسي للانهيار الاقتصادي هو اللامساواة. على ضوء كل هذه الاعتبارات ، أيّ نظام ديكتاتوري مصيره الانهيار كالأنظمة الديكتاتورية العربية و النظام الإسرائيلي الديكتاتوري بعنصريته و النظام اللبناني الديكتاتوري بطائفيته. فبما أنَّ النظام الديكتاتوري قائم على اللامساواة و قمع الحريات التي تحتِّم معاً الانهيار الاقتصادي فالحضاري ، إذن كل نظام ديكتاتوري مصيره الانهيار والزوال.



#حسن_عجمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الحرية
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الجمال
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الفن
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الأدب
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل اللغة
- الفلسفة المعادلاتية والأخلاق والعقلانية
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل العِلم
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل المعنى
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الحضارة
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الحقيقة
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الوجود
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل المعرفة
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل العدالة
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الكون
- في مواجهة العقل الكوروني
- الدين قرار إنسانوي مستقبلي
- الله مفهوم إنسانوي
- كلّ عقيدة إرهاب
- الإنسان فن الثورة على المعاني
- الثورة الحقيقية هي الثورة العلمية


المزيد.....




- هل يسرّع صدام ترامب مع الاحتياطي الفدرالي التخلّي عن الدولار ...
- الكلفة الاقتصادية والخسائر التي تكبدتها إيران بسبب القصف الإ ...
- إعلام برازيلي: الحكومة تدرس تقييد توزيع أرباح الشركات الأمير ...
- الاحتلال يصدر قرارا بالاستيلاء على عقارات باب السلسلة بالقدس ...
- هل يسرّع صدام ترامب مع الاحتياطي الفدرالي التخلّي عن الدولار ...
- الكلفة الاقتصادية والخسائر التي تكبدتها إيران بسبب القصف الإ ...
- في آخر يوم له بمنصبه.. وزير إسرائيلي يقرر الاستيلاء على عقار ...
- قرار إسرائيلي بالاستيلاء على عقارات في باب السلسلة بالقدس
- لماذا ألغت مصر امتياز السائح العربي في تسعيرة دخول المواقع ا ...
- أكثر 10 شعوب بالعالم استهلاكًا للخيار.. والأردن والمغرب ضمن ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسن عجمي - اللامساواة سبب الانهيار الاقتصادي