أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سالم أبوزخار - مقابر ترهونة- عودة لصناعة التوحش بعد انفجار الكراهية في 2011!















المزيد.....

مقابر ترهونة- عودة لصناعة التوحش بعد انفجار الكراهية في 2011!


فتحي سالم أبوزخار

الحوار المتمدن-العدد: 6796 - 2021 / 1 / 23 - 15:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صحيح نظريات السلوك تقول بأن هناك عاملين أساسيين يتحكمان في سلوك الإنسان: فهناك عامل وراثي وهناك الأثر البيئي الذي تلعب فيه التربية والتنشئة الأسرية والاجتماعية دورا مهماً وفعالاً. بل وبالتأكيد سنجد أن ما يسنه المجتمع من أعراف وقوانين عامل فاعل ومؤثر في السلوك المجتمعي.. وقد يكون هذا المدخل لعنوان مقالتنا حيت أننا نعود لنعيش صناعة التوحش وإنتاج كراهية بالغة النظير بعد 2011 م!!!! فالتوحش كان صناعة وتخطيط وتدبير قبل 2011 م أنتج كراهية مفرطة وتراكم تلك الكراهية انفجر وتناثر بعد 2011 م بدون تحديد أهداف واضحة. إلا أن هناك من تسلل ليركب موجة فبراير ويخطط للتوحش وصناعة الكراهية من جديد ودفن الأحياء بمقابر ترهونة شاهد على ذلك.

قبل 2011 صناعة الكراهية:

حياة الاضطهاد والازدراء التي عاشها الشعب الليبي خلال حقبة الدكتاتور معمر القذافي أنتجت بالتأكيد تشوهات في السلوك الفطري للإنسان الليبي ولا نستغرب أنها صنعت إنسان حاقد على من طغمة اللجان الثورية الحاقدة عليه.. فالفقير كره الغني ومن لا يملك الأرض كره أصحاب الأراضي والمرؤوس كره رئيسه والطالب كره الأستاذ والمرأة كرهت الرجل والمتحرر كره الدين والأجير كره مالك المؤسسة .. لقد صنعت الكراهية على جميع المستويات بالشعب الليبي ولم تدخر جهدا اللجان الثورية في صناعة الكراهية بفعل الموت على أعواد المشانق والتأرجح بجثث الأموات!!! تنفيذا لأمر الموت الصادر من القائد الدكتاتور "الملهم".
نعم الدكتاتور القائد كان يخطط لصناعة الكراهية وكان يصنع من اللجان الثورية والمؤسسات الأمنية متوحشين لا يملكون ذرة رحمة أو شفقة في قلوبهم ليملؤوها ليبيا، تنفيذاً لتوجيهات القائد، بالظلم والعنف والموت والقهر وتفننوا في صناعة الكراهية ونشروها بمختلف المدن والقرى الليبية. لقد كانت الكراهية بتخطيط وتنفيذ محكم وأشراف ومتابعة أيضاً من الدكتاتور.

مستعد نفرم فرم!!!
هذه الكلمات الثلاثة سمعتها وأنا بكندا من أحد الأخوة بالجناح العسكري بعد أحداث باب العزيزية في مايو 1984 م.. نعم الكاتب كان عضواً في الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا ولكن لم يمارس العمل العسكري .. أخونا المغبون وصل به الأمر في تلك الفترة أن يفصح عما يجول بخاطره ليقول بما معناه ..مستعد لفرم كل من يقف مع الدكتاتور.. علينا أن نصرح بحقيقة مره مرارة العلقم بأن الشيء الوحيد الذي نجح فيه نظام زريبة الجماهيرية هو : تدريب متوحشون أسهموا في صناعة "الكراهية" بامتياز.. بعدما استبيحت حرمات الناس فسلبوا أموالهم بتغيير العملة، وعقاراتهم "بحجة البيت لساكنة"، وأراضيهم بحجة "الأرض ليست ملكا لأحد"، وأطفالهم (طلبة مدارس) للموت في حروب خاسرة بحجة "الشعب المسلح غير قابل للهزيمة"، وبناتهم غصبا عنهم بالالتحاق بالكليات العسكرية بنفس الحجة بل وصل بحجة "التصعيد الشعبي" ألغيت التراتبية والمؤهلات العلمية بالمؤسسات الحكومية الخدمية والصناعية.. المتابع لكل ما حصل في ليبيا خلال الفترة قبل وبعد الثمانينيات من القرن الماضي سيمتلئ قلبه حقدا وكرها على فكر الدكتاتور معمر القذافي وجميع عبيده ومناصريه بل وقد يكون مستعداً لفرم هؤلاء الأتباع بلا شفقة ولا رحمة! والكاتب يرفض رفضا تاما هذه الأفعال!

بعد 2011 انفجار الكراهية :
ما حصل من كراهية في 2011 لم يكن أقل مما صنعه فكر "زريبة الجماهيرية واللجان الثورية" من ظلم وإذلال لآدمية الإنسان وخاصة بعد مواجهة كتائب الدكتاتور المتظاهرين العزل بالأسلحة الثقيلة ومضادات الطيران فانفجار بركان الكراهية تناثر تقريباً في جميع الاتجاهات ولم يكن موجه كما حصل خلال توجيهات الدكتاتور "القائد" واصطياد كل من كان خطرا على "الدكتاتور المتشرد التعبان" سواء بغنى المال والعقارات أو العلم أو الأراضي أو الجاه أو المناصب .. في حقبة الدكتاتور معمر القذافي كانت الكراهية مصنوعة ومخطط لها وموجه لكل ناجح يرى فيه الدكتاتور معمر القذافي خطر عليه.. لكن عفوية انفجار كراهية فبراير 2011 م لم يكن مخططٌ لها ولم تحدد أعدائها بدقة فتسللوا لصفوفها بل ومارسوا القمع والعنف والقتل باسم فبراير وما الداعشي حفتر وزبانية إلا أكبر شاهد على ذلك!

مقابر ترهونة ودفن الأحياء:
منذ بدء انتفاضة فبراير وبكل الغضب "المشروع" الذي امتلأت به صدور أحرار ليبيا المظلومين تناثرت ضغوط الكراهية في عدة اتجاهات وكانت في أغلبها رافضة لاستمرارية حكم العسكر ومدافعة عن نفسها أكثر منها منتقمة لو استثنينا بعد الحالات الفردية الشاذة. لكن الواضح أن هناك من تسلل من الظلمة والتحقوا بفبراير وهم يرغبون في أن يكونوا نسخة مجددة ومطورة عن الدكتاتور معمر القذافي.. عفوية فبراير وغياب قيادة وأدبيات واضحة لفبراير سنح الفرصة للظلمة والخونة أن يلتحقوا بركب فبراير بل ويتورط فيهم الشعب الليبي لسنوات طويلة! نعم بنسخة جديد كانت صناعة التوحش التي نجح فيها الداعشي حفتر بصناعة الرعب والموت في الشرق حيث الإعدامات في الساحات والميادين والاغتيالات ورمي جثثهم في صناديق القمامة أسوة بالدكتاتور معمر القذافي.. ووصلت صناعة الموت بقصف مدينة مرزق في الجنوب .. وأمعن في صناعة الرعب بملأ الكثير من شباب الشرق ومخلفات الكتائب الأمنية للدكتاتور معمر القذافي بالكراهية ومعهم الجالية السعودية "المداخلة" بتكفير أهل المنطقة الغربية ليمعنوا في قتل العائلات الليبية بقصف الطيران الحربي وإطلاق صواريخ الجراد وقذائف مدافع الهاوزر بل ويتفننوا في تعيب العائلات الرافضة للداعشي حفتر وعودة الحكم العسكري بدفنهم أحياء فحولت أراضي شاسعة من مدينة ترهونة التي وقعت تحت سيطرة الأوغاد لفترة وجيزة بمقابر جماعية لا تعد ولا تحصى. ما كشفت عنه صلاة الجنازة أمس الجمعة 22 يناير 2021 م بميدان الشهداء يذل على خساسة من تسلقوا فبراير ليدفنوا الأحياء -أطفال ونساء- من ذوي المعارضين لحكم العسكر!

هل يوجد متسلقين على ظهر فبراير؟
نعم .. هذه هي الحقيقة المرة .. فكل من يرفض الحوار والسلام ويجهز للحرب لا علاقة له بفبراير .. فبراير هي صناعة الأمل والأمن والسلام .. ومشروع لنشهد ونعيش سلام عادل وشامل ودائم .. عاشت ليبيا حرة .. تدر ليبيا تادرفت



#فتحي_سالم_أبوزخار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوية الدينية الليبية وتهديد الجالية السعودية.. للمركز اللي ...
- هل سينزع الشعب الليبي فتيل الحرب؟؟؟
- أني الدين-العولمة والوطن من التنوع الثقافي؟
- هل تقبل ليبيا التقسيم؟
- الداعشي حفتر يشعل الفتنة المذهبية بالمدخلية التكفيرية ضد الم ...
- اللامركزية .. والحجج الواهية للفدرالية وتوزيع الثورة
- ما بعد سرت والجفرة؟
- الفاسد الأول وثقافة المركزية.. والتحرر من المركزية الكهربائي ...
- ئيموهاق ، قونا، تمارا وإخوانهم العرب سيطردون الفاغنر من تيني ...
- عقيلة مُشرعن الترهيب .. والمسؤول عن القتل والتعذيب
- فبراير تنتصر .. ومن دنس الغزاة والمرتزقة تتطهر
- المتظاهر الأمريكي متمرد .. والغازي لطرابلس مفاوض!
- ا لكراهية والاستبداد العسكري .. السلام ومدنية فبراير
- أحرار أمازيغ ليبيا مع الشراكة التركية.. وتصحيح مغالطة التجمع ...
- يندحر الداعشي حفتر .. وفبراير تنتصر .. ولكن!
- رحل أيدير وسيظل سفير الأغنية الأمازيغية
- هل سيمسح للانقلابي الداعشي حفتر التفاوض ببرقه ؟
- الداعشي حفتر .. يطلب التفويض الشعبي بعد التقويض الحربي
- كورونا مع العبط الأيماني والنفاق الاجتماعي وميراث الفكر الجم ...
- هل من مؤامرة لاستهداف أحرار جادو بشكشوك؟


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سالم أبوزخار - مقابر ترهونة- عودة لصناعة التوحش بعد انفجار الكراهية في 2011!