أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - مصعب قاسم عزاوي - وظيفية الوعي العنصري الاستيطاني في الكيان الصهيوني














المزيد.....

وظيفية الوعي العنصري الاستيطاني في الكيان الصهيوني


مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)


الحوار المتمدن-العدد: 6795 - 2021 / 1 / 22 - 20:11
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: ما هو رأيك بكون العنصرية مكون عضوي لا يستطيع الكيان الصهيوني الاستمرار دونه بشكله العياني المشخص إسرائيلياً؟

مصعب قاسم عزاوي: حمل ويحمل جميع المهاجرين الوافدين إلى أرض فلسطين لاحتلالها، أو إعادة الحلول بها بحسب الرأي الملفق تاريخياً، والتي فندها بشكل علمي مدقق العالم المؤرخ اليهودي شلومو ساند في كتابه «صناعة الشعب اليهودي»، كل عوامل الخلل البنيوي في تشكيل العلاقات بين البشر التي شكلت جزءاً من عقابيل نهوض الرأسمالية بشكلها الاستعماري؛ وهنا أعني بالخصوص ذلك النموذج من الوعي العنصري الوحشي الذي ينظر إلى غير ذوي البشرة البيضاء، كجنس من «القرود» الذين لا ضير ولا ذنب في اقتراف ما شئت بحقهم، نظراً «لدونيتهم» وعدم تمتعهم «بأي مشاعر أو أي أحاسيس أو إدراك» لأي معاناة قد يولدها ذلك السلوك العنصري بحقهم. وهذا التوصيف الأخير هو إعادة صياغة وتكثيف لرأي «رائد الفلسفة الروحية في الغرب جورج فيلهلم فريدريش هيغل» بعد ترشيد الحمولة العنصرية فيه، واستبطانه لنمط من اللغة «الهرائية المتعمد تعقيدها» لجعلها تبدو أكثر حكمة وعنصرية في آن معاً.

وهؤلاء الوافدون إلى أرض فلسطين، استشربوا اجتماعياً ذلك النمط من الوعي العنصري الاستيطاني سواءً بشكل فاعل أو منفعلٍ، وخاصة أن المتصدرين منهم في صناعة ذلك الوعي و توطيده و مأسسته، كان معظمهم من أبناء المجتمعات الأوربية «البيضاء» إبان إشهارها عن وجهها الاستعماري العنصري القبيح دون رتوش تزويقية في نهاية القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، انطلاقاً من أطروحة داروينية اجتماعية لا صلة للها من قريب أو بعيد بالأعمال الطليعية لتشارلز داروين نفسه تقول بتفوق «البشر ذوي البشرة البيضاء» على أولئك «القردة على شكل بشر ببشرة سوداء» الذين لا بد من تسريع اندثارهم الحتمي من وجه البسيطة بقوى الاصطفاء الطبيعي؛ وهو ما أنتج نموذجاً فريداً من التمييز العنصري حتى في إسرائيل نفسها بين اليهود الوافدين أنفسهم حيث لا زالت النخبة من اليهود «الأشكناز الأوربيين ذوي البشرة البيضاء» هي الفئة المسيطرة على كل اليهود الآخرين «السفارديم» المصنفين بشكل غير معلن كمواطنين من «درجة سفلى» لا بد من قبولهم لحشو بنيان الكيان العنصري بعديد ما، وهو ما اقتضى من تلك المجموعة من يهود السفارديم «الانزياح الضروري» تجاه الإغراق في التطرف الديني، والإيغال في إعادة التموضع يمنياً، كمحاولة قد تكون واعية أو غير واعية لإثبات أحقيتهم في الارتقاء إلى درجة «المواطنة الاعتيادية» أسوة بأولئك المتحكمين بمقاليد الأمور من النخبة «الأشكنازية» في الكيان الصهيوني. وقد تكون مظاهرات «يهود الفلاشة من أصول أثيوبية» المتكررة في الكيان الصهيوني، وخطابها السياسي الواضح عن التمييز العنصري الفاشي بحقهم نموذجاً عيانياً مشخصاً عن ذلك الوعي العنصري المتأصل في تكوين مجتمع هجين لا يرتبط المتشاطرون فيه، سوى برابط واه «مختلق» أو «أحفوري من أخاديد التاريخ الغابر الذي عفى عليه الزمن والتقادم».

وتلك العنصرية بين اليهود أنفسهم في الكيان الصهيوني، هي النموذج الأقل «بربرية وتأصلاً» في بنيان الكيان الصهيوني التاريخي والوظيفي، أما النموذج «الصارخ في فاشيته وتمترسه» هو العنصرية تجاه العرب سواء داخل الخط الأخضر أو خارجه؛ وهي عنصرية وظيفية أشبه بتلك العنصرية «النازية» التي لا بد من «استشرابها و استبطانها و إعادة إنتاجها معرفياً» كما لو أنها المفتاح الذي دونه يستحيل تشكيل هوية جامعة لذلك اللفيف المفروق من المستوطنين الوافدين من ثقافات و مجتمعات متباينة ثقافياً، بشكل مغرق في شططه يختلط فيه «الوعي العنصري بالكراهية» فيعدو فيها من الصعب تفريق إحداها عن الأخرى.

وتلك العنصرية الوظيفية لا بد منها لتبرير سلوك «الاحتلال وإفناء شعب ما والاستيطان في أرضه»، لضمان «التبرير الإيدلوجي» و «الشرعنة العقلية والنفسية» لسلوك القتل والتدمير المنفلت من كل عقال، وضمان عدم «تمكن المشاعر الإنسانية الفطرية التي تدفع بالبشر عفوياً لإغاثة الملهوف والارتكاس الغريزي لأي بكاء طفل صغير لنجدته» من الإفصاح عن نفسها في ضمير الجلاد حينما ينظر في عيني ضحيته. وهنا تعمل الكراهية بدور تكميلي لجوهرها العنصري، بإعادة تخليق ذلك «المكروه» بأنه «الآخر» الذي بقاؤه يمثل تهديداً وجودياً لذلك «الكاره» الذي لا خيار له إلا بالتحول «بلطة على شكل إنسان» لإفناء ذلك الآخر عنصرياً وكرهاً بكل الأشكال والممكنات.



#مصعب_قاسم_عزاوي (هاشتاغ)       Mousab_Kassem_Azzawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب وأعراض سرطانات المنطقة الفموية (الشفتين، باطن الفم، ال ...
- ارتفاع ضغط الدم: بعض طرق العلاج الطبيعية
- بصدد الانحسار الكوني لليسار
- الأمراض التحسسية: بعض طرق العلاج الطبيعية
- خبو اليسار العربي
- أسباب وأعراض سرطان المرارة
- تهافت المفكرين والخبراء الخلبيين
- بعض الطرق الوقائية والعلاجية الطبيعية للتعامل مع الأمراض الا ...
- محو الذاكرة التاريخية
- أسباب وأعراض سرطان الرحم
- حركية التاريخ وانعطافات الربيع العربي
- مرض السكري من النوع الثاني: بعض الأساليب الوقائية والعلاجية ...
- تحولات اللغة و التزامات المثقف
- أسباب وأعراض سرطان الأمعاء
- تنويعات المقام الاستبدادي
- بعض الطرق الطبيعية لتحسين نسب الكوليسترول والدهون الثلاثية ف ...
- لقاحات كوفيد 19 وفيروس كورونا: تحليل علمي مخلص ورأي طبي صدوق
- أسباب وأعراض سرطان عنق الرحم
- المعدة بيت الداء والعقل رأس الدواء
- جلجلة الصحفي الحقِّ


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - مصعب قاسم عزاوي - وظيفية الوعي العنصري الاستيطاني في الكيان الصهيوني