أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب قاسم عزاوي - تنويعات المقام الاستبدادي














المزيد.....

تنويعات المقام الاستبدادي


مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)


الحوار المتمدن-العدد: 6776 - 2021 / 1 / 1 - 18:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: كيف تنظر إلى تكوين وآليات عمل الآليات الرادعة التي توظفها الفئات المسيطرة على المستوى الكوني لحصار وتقييد أي ممكنات لكشف الحقائق والإشكاليات الفعلية التي تعاني منها المجتمعات على المستوى الكوني؟

مصعب قاسم عزاوي: تتفنن الفئات المهيمنة في الإخراجات التزويقية الضرورية لسلوكاتها التي يضبطها اشتراطات الواقع الموضوعي التي يفعل فيها ذلك السلوك والتي تقتضي بأنه «لكل مقام مقال». ومن الناحية العملية يعني ذلك، بأن ردع الحقيقة وقائليها في المجتمعات المنهوبة، الخاضعة للهيمنة بالوكالة عبر المستبدين المحليين المناط بهم القيام بدورهم الوظيفي كنواطير وجباة لصالح الشركات العابرة للقارات ونظم الهيمنة الكونية التابعة لها، لا يستدعي كثيراً من التفكر والاجتهاد؛ فالتهم الثابتة من تلاوين «مقاومة النظام الاشتراكي»، و«النيل من هيبة الدولة»، و«إقلاق السلم الأهلي» و«الترويج للأفكار الهدامة»، و«التخابر مع جهات أجنبية معادية»، وغيرها من التنويعات على نفس المقام الاستبدادي، حاضرة للقذف بأي من قد تسول له نفسه «بالتجرؤ على قول الحقيقة أو كشفها» إلى لج أخاديد المحاكم الشكلية والاستثنائية، ومن ثم إلى سراديب العسس والبصاصين، ومهاجع الموت البطيء التي افترست الملايين من المظلومين المقهورين على المستوى الكوني، ولا تزال النظم العربية الاستبدادية تبز كل الفاشيين و النازيين من أسلافهم في أرجاء الأرضين في تفتقاتها الإخراجية البربرية لذلك الواقع السوداوي الذي يكابده كل حر لم يعد يطيق الصمت المرير على الواقع الأشوه والتلفيقات المزيفة التي يراد له استمراؤها.

وفي العالم الإمبريالي «المتقدم»، فإن ضرورات الديكور الديموقراطي تحد من قدرة الفئات المهيمنة على «إشهار مخالبها وأنيابها» بشكل صارخ كما فعلته وتفعله في المجتمعات المهشمة، كما كان في الحال في تراجيديا «سجن أبو غريب»، ويجري راهناً في معتقل غوانتانامو الأمريكي في الجزء الجنوبي من كوبا الذي تحتله الولايات المتحدة. وهنا تقتضي شروط اللعبة الديموقراطية اتباع آليات الترشيح والفلترة غير المباشرة وغير المعلنة، التي تقتضي غض النظر عن أي «فعل أو قول لكشف الحقيقة لا يحتمل أن يؤدي إلى حراك اجتماعي فعلي يغير من معادلة الهيمنة والسيطرة في تلك المجتمعات من قبل الشركات العابرة للقارات وممثليها من الساسة المصطنعين بإتقان إعلامياً واجتماعياً».
وإذا أفضى تقييم ذلك «الفعل المارق لكشف الحقيقة» من قبل الفئات المهيمنة فعلياً في المجتمعات الغربية، إلى «احتمال أن يقود إلى حراك اجتماعي فعلي»، فهنا تبدأ الآليات الجلمودية لتهشيم ذلك الفعل في «مهده» عبر آليات الإقصاء والتهميش والإفقار والطرد من العمل لأسباب غير معلنة، والتحقيقات الأمنية والشرطية في جرائم مختلقة صغيرة كانت أم كبيرة من قبيل مخالفة مرورية وصولاً إلى تهم التهرب الضريبي والتحرش الجنسي الذي أصبح المقصلة المعنوية التي تستخدمها آلة التقليم الاجتماعي في المجتمعات الغربية لكل من هو ناشز عن الجوقة.

وجدير بالذكر بأن «الضرورات تبيح المحظورات الإخراجية في مسرحية اللعبة الديموقراطية» في الغرب أيضاً. فإذا اقتضت الظروف الموضوعية التعامل السريع مع حالة استثنائية يمثل صاحبها احتمالاً «لتكون حراك اجتماعي زلزالي يصعب التعامل معه»، فلا ضير حينئذ من استعارة قاموس وأدوات المستبدين الأفجاج في الدول المنهوبة، وترك فرق الاغتيال السرية وغيرها لتعمل عملها الضروري كما كان الحال في حالتي اغتيال «مارتن لوثر كينغ» و «فريد هامبتون» في الولايات المتحدة كمثالين بارزين على الخروج اللازم عن النص في الحالات الاضطرارية في الغرب.



#مصعب_قاسم_عزاوي (هاشتاغ)       Mousab_Kassem_Azzawi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض الطرق الطبيعية لتحسين نسب الكوليسترول والدهون الثلاثية ف ...
- لقاحات كوفيد 19 وفيروس كورونا: تحليل علمي مخلص ورأي طبي صدوق
- أسباب وأعراض سرطان عنق الرحم
- المعدة بيت الداء والعقل رأس الدواء
- جلجلة الصحفي الحقِّ
- أسباب وأعراض سرطان المبيض
- مداخل طبيعية لعلاج الاكتئاب
- هل من صحفي مستقل؟
- أسباب وأعراض سرطان الثدي عند المرأة
- كيف يؤثر الضغط النفسي والتوتر على صحتك العقلية والجسدية؟
- غرامشي وشرعنة الوعي الزائف
- اضطرابات التواصل الجسدي النفسي عند الأطفال
- مفاعيل الدعاية السوداء في عصر العولمة
- خارطة طريق أولية لاتباع نظام غذائي صحي
- سيرورة التطور والنضج العقلي عند الأطفال - أسس الرعاية التربو ...
- محنة العملية التعليمية في العالم العربي
- الاستنساخ البيولوجي لبني البشر
- أسباب وأعراض الأورام الدماغية
- معترك العين والمخرز
- منعرجات الطريق الثالث


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب قاسم عزاوي - تنويعات المقام الاستبدادي