أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية محمود - تصويت الجماهير قد جرى وتم!














المزيد.....

تصويت الجماهير قد جرى وتم!


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6795 - 2021 / 1 / 22 - 11:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن اساس اعلان الانتخابات المزمع اجراءها هذا العام، وخصيصتها انها اعلنت في قلب الانتفاضة من اجل اجهاضها من قبل نفس الجهات والاحزاب في الطبقة الحاكمة، وكخدعة لإخماد ثورة الجماهير المنتفضة. وكانت الجماهير في حالة تصويت لمدة 6 اشهر ضد الحكومة واحزابها، لو لا اكتساح كورونا الذي اخرج الجماهير من ساحات الانتفاضة.
الجماهير صوتت على الانتخابات في 2018، واظهرت 80% رفضها لهذه الاحزاب بالعزوف عن المشاركة اساسا، ثم اعادت التأكيد على تصويتها في انتفاضة اكتوبر حين هب الكبار والصغار، النساء والرجال ليهتفوا: "شلع قلع والي قالها وياهم" “ الشعب يريد اسقاط النظام". صوتت الجماهير حين حولت الساحات الى مدن للجماهير مقابل مقرات الحكومة، حين احرقت فيها مقرات الاحزاب الحاكمة ذاتها والقنصلية الايرانية مرات ومرات...حين اعطت اكثر من 800 ضحية قُتلَ، و اكثر من 25 الف بين مصاب ومعتقل ومختطف. ولازال الشباب الذين يهددهم الخطر قد غادروا مدنهم هربا من الموت الذي يلاحقهم من الميلشيات. هذا هو تصويت الجماهير على الاحزاب الحاكمة في العراق.
نتيجة التصويت واضحة وضوح الشمس مقدما!
الجماهير المليونية في جانب، والحكومة، واحزابها وميلشياتها، ومافياتها، ولصوصها، والمؤسسات الدولية التي تدعمها، البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، في جانب. عدوان طبقيان لا لقاء بينهما. إن انضم اليها "امتداد" و " الاحزاب الشبابية"! او لم تنضم، ان التحق بها زيد او لم يلتحق. فهم مجرد ارقام. مجرد "شيء كمّي" وليس "نوعي" باي حال من الاحوال.
مؤكد سيغير الانضمام للسلطة من حياة بعض المنضمين الجدد للسلطة من المتظاهرين السابقين، سيوفر لهم الامان من العنف والارهاب الذي لحق برفاقهم، و يعطيهم فرصة اعادة هيكلة وضعهم واندماجهم مع النظام. لا غير.
لكن هذا لا صلة له بما تريده وتحتاجه الجماهير.
الجماهير انتفضت ضد الفقر والبطالة، وكانت من شرارات اندلاعها اعتصامات العاطلات والعاطلين عن العمل من الخريجات والخريجين. شباب العشوائيات الذين هدمت بيوتهم او اقتلعت محلاتهم الصغيرة. "اخوة بو عزيزي" من الباعة المتجولين الذين يطاردون من قبل الحكومة...خرجت الجماهير ضد البطالة وانعدام الخدمات والمحاصصة.
كل هذه الاوضاع لم تبقَ على حالها فحسب بل دفعت نحو الاسوأ...ما بعد الانتفاضة.
سلسلة اجراءات الافقار التي اتبعتها الحكومة في الورقة البيضاء بالتنسيق مع المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ارسلت المزيد الى جيش البطالة، وتقليص دخول حتى اولئك الآمنين من العاملين في القطاع الحكومي: وعود بعدم التعيين في القطاع الحكومي( اللهم الا لأسباب انتخابية!)...اذا كانت نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر في عام 2019 تبلغ 25 % الان النسبة اكثر من 40% حسب احصائيات مؤسساتهم الشريكة.
ولم يقدم احد من قتلة الانتفاضة الى محاكمة، لم يجرَ تقديم اية اجراءات او سياسات لتقليص الفقر، لم يتخذ اي اجراء لتسييد القانون في لجم الجرائم، لم يسن اي تشريع للحد من العنف ضد النساء على الرغم من زيادة نسبة العنف بأشكال مهولة. لم يتمكن جهاز مكافحة الارهاب الجرار على انقاذ حياة شاب مختطف من قبل العشائر/الميلشيات. لم تسيطر على المنافذ الحكومية، لم يتوقف التفريط بثروات المجتمع. (نفس الطاس ونفس الحمام) ونحو الاسوأ.
منذ عام 2005 ونحن نقول هذه عصابة لم ولن ترسم الا مصيرا اسودا للمجتمع. الجماهير فطنت لهذا الامر وبدا تدريجيا عزوفها عن المشاركة في الانتخابات من 70% عام 2005 الى 20% عام 2018. الان يريد" المتظاهرون" وممثلون عن " المتظاهرين"!! إعطاء حقنة دماء جديدة لانعاش جسد هذه السلطة.
نضال الجماهير سيستمر، والحكومة وبرلمانها وكل الملتفين حولها، لا جواب لديهم على حاجات الجماهير، لا سياسات، لا برامج، لا خطط لهم بعد 2021 كما لم يكن لديهم اي شيء قبلها وعلى امتداد 18 عاما.
ليس هنالك طريق سهل لإرغام هذه الحكومة او اية حكومة قادمة على الاستجابة لمطالب الجماهير. وخاصة التصور بانه بالإمكان التغيير عبر الدخول في البرلمان!! لقد قالها قبلهم الكثيرون. ولم يزداد الوضع الا سوءا.

ان انتزاع ابسط حق من الحقوق يقتضي سنينا من النضال، من اجل انتزاعه ومن اجل الحفاظ عليه. فالبرجوازية بارعة في سحب باليد اليسرى ما تقدمه باليمنى. من اجل الشروع بإحداث تغيير، يجب انتزاع على الاقل مطلب واحد، انجاز واحد، تحقيق انتصار واحد على هذه الطبقة. وهذا يقتضي نضال مرير. الانتفاضة التي لم تتمكن من انتزاع مطلب واحد، لا يمكن تحقيق اهدافها ومطالبها عبر الدخول في انتخابات هي اساسا نظمت لإجهاضها.

المسالة ليس لها صلة لا بالأخلاق، ولا الشرف، ولا النوايا الحسنة، و الآمال الكاذبة. انه صراع طبقي مستعر! الذين اختاروا تشكيل "احزاب شبابية"، او " تمثيل المتظاهرين" للدخول في الانتخابات ليسوا مخدوعين، بل اناس اعلنوا استقطاب طبقي جديد. انهم ينتقلون ليكونوا جزءا من السلطة، من البرلمان. لا اكثر ولا اقل

ان التمثيل الحقيقي للجماهير يكمن بتمثيل العاطلين عن العمل، تمثيل العمالة الهشة، تمثيل العمال، عمال اجور وعقود واجور يومية، تمثيل الشباب والنساء، تمثيل على الارض، في الاحياء، في المدن، من الاسفل. وتنظيم نضالهم، وانتزاع حقوقهم، تحقيق على الاقل" اصلاح" اصلاح واحد فقط!

بدون هذا، ليس هنالك طريق سهل لإسماع " صوت الجماهير" كما تقول جماعة " امتداد" فالحكومة ليست طرشاء لتسمع. انهم يسمعون ويعرفون. ولن تقول لهم جماعة "امتداد" او غيرهم ما لا تعرفه الحكومة او ما لا يعرفه البرلمان. هذه الطبقة الحاكمة بكل اطيافها، لا يهمها وليست مسؤولة عن حياة الجماهير. حياة الجماهير والدفاع عنها مرهون بالجماهير نفسها وبتنظيمها لنفسها لانتزاع حقوقها.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذا يهم اللصوص لو افرغت ميزانية البلاد؟ كلمة حول- الاقتراض ...
- جمرة -الصراع الطبقي- تحت الرماد- بضعة مسائل عن انتفاضة اكتوب ...
- حقوق المرأة وضرورة النضال ضد التيارات الشعبوية
- بين حضور المرأة في انتفاضة اكتوبر في العراق( 2019) وغياب مطا ...
- 27عاما من تاريخ الحزب الشيوعي العمالي العراقي(حشعع) وقضية ال ...
- هل التغيير امر ممكن؟
- وزارة للتركمان، توسيع رقعة المحاصصة الطائفية.
- يجب ان يتحول كل حي الى ساحة تحرير
- كورونا ووجوب انهاء النظام الرأسمالي.
- كورونا والعاطلين وبدل البطالة
- نحن الذين نقرر اية حكومة نريد..
- انسحاب التيار الصدري من الاعتصامات واحراق الخيم في ساحات الا ...
- تاكتيك جديد لحرف الانتفاضة عن اهدافها- تظاهرات الصدر المليون ...
- مقايضة الامان بالمال!
- ألاحزاب الاسلامية اما قمع او افساد التظاهرات!
- بيان صحفي : انعقاد الاجتماع الاول للجنة التاسيسية لمنظمة أما ...
- العاطلون عن العمل في العراق والحاجة الى تنظيم موحد وشعار واح ...
- حملة الشهادات العليا :اما التعيين او بدل بطالة!
- هل النساء اقل عرضة للتحرش الجنسي من الرجال؟ رد على استطلاع ا ...
- العنصرية ضد الطبقة العاملة في العراق.


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية محمود - تصويت الجماهير قد جرى وتم!