رجل الدين اليونانى !

حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 6792 - 2021 / 1 / 19 - 20:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هناك مثلا عاميا مصريا يقول "إن الولد التافه يتسبب لأهله بالسباب واللعنات "، ونفس الأمر ينطبق على الآباء أيضا ، فالأب الذى لا يحترم نفسه ويسئ لمقدسات الاخرين يستحق ما يرتد إليه جراء ذلك التجاوز وتلك الإساءات من ردود أفعال بنفس المستوى،،،
وقد انتظرنا بعد تصريحات البابا اليونانى المسيئة للمسلمين والتى ملخصها أن الإسلام هو حزب سياسى وان المسلمين دعاة حروب وفقا لتعليمات محمد ، إنتظرنا لعل نيافته يقوم بالإعتذار، أو أن يكفنا البعض شر التراشق والرد والدخول فى سجال حساس فيردون هم عليه ، لكن لا أحد قام بالرد عليه وكفانا الحساسيات ، ولا هو قام بالإعتذار والتراجع، وانما صدرت عن نيافته بعض الكلمات الفارغة التى نسبها إليه أحد موظفيه موضحا فيها أن جناب نيافته مايقصدش؟ وبالتالى كان من الواجب على كل قادر بأن يرد على تلك الترهات بما يدحضها ويفندها لإننا لسنا لعبة فى تقسيمه بين نيافته وبين جناب الأخ ماكرون !! ، فنيافة البابا زعم ان المسلمين بحكم عقيدتهم هم حزب سياسى يريدون السيطرة على العالم وهم دعاة حروب بحكم التعاليم المقدسة، فهو لم يخصص كلماته مثلا ضد الاتراك لكى نعتبر ان تلك التصريحات موجهة فى إطار الخلاف السياسى بين اليونان وتركيا، لكنه أطلق كلامه على العموم ووجهه إلى كل المسلمين بدون تفرقة، و حتى إذا بلعنا هذه التخاريف وإفترضنا أن كلام نيافته صحيحا ، وأن المسلمين يمثلون حزبا سياسيا بالفعل كما يزعم ،فهذا الحزب وفروعه فى كل مكان يمثلون حزبا سياسيا ضعيفا مقهورا مهيض الجناح لا حيلة له، فكيف يكونون دعاة حروب وهم بهذا الضعف ؟ وإذا كنت نيافتك تقصد بعض المتطرفين كما أفادنا السيد الموظف تبعكم ، فأنت تعلم بكل تأكيد أن هؤلاء المتطرفون يتم سحقهم بلا رحمة بواسطة رجال وأبناء الحزب الإسلامى الذى تلمز اليه، أو على الأقل بمشاركتهم وبمساعدتهم ومباركتهم ؟ فلم يعرف عنا فى العصر الحديث أية جرائم دولية منظمة ضد أمم أو شعوب أخرى، تماثل تلك الجرائم ضد الإنسانية التى تشنها العصابات الاجرامية الإرهابية الغربية التى تنتمى إليكم فى كل أنحاء المعمورة ؟ وهو أمر ليس إنشائيا ولا هو إدعاءات إسطورية مرسلة ، وإنما نتحدث عن تاريخ معاصر مثبت بالوقائع والأحداث، فتكفى الإشارة إلى الحروب الدينية البينية لديكم، والتى راح ضحيتها ملايين المؤمنين المسيحيين فى أوروبا بسبب قتلهم بعضهم بعضا ، وكذلك محاكم التفتيش والحروب الصليبية المشينة حتى نعرف من هم أصحاب الأحزاب ومن هم المؤمنين بفلسفة القتل والإرهاب؟ أيضا كلنا يعلم أن المنتمين إليكم والذين لا يمثلون حزب سياسيا ولا هم دعاة قتل أو محترفين إبادة ، تسببوا وحدهم فى قتل مالا يقل عن ثمانين مليون انسان حول العالم فى حربين عالميتين متتاليتين،ثم تسبب نفس رجالكم هؤلاء فى حروب ونزاعات متناثرة حول العالم راح ضحيتها ملايين أخرى من البشر فى كوريا و فيتنام وفلسطين ومصر والجزائر والكونغو ونيجيريا والبوسنة وأفغانستان والعراق وبوروندى ورواندا واوغندا وجنوب السودان الخ الخ،بل و حتى الحروب الجارية حاليا فى مالى و اليمن وليبيا وسوريا وغيرها من بلاد المسلمين فهى تتم بتخطيط وتسليح وتحريض وقصف بطائرات جنودكم المحبين للسلم والأمن الدوليين، فمن هم إذن حزب القتل والإجرام فى هذا العالم البائس ؟
حتى على مستوى اليونان وحدها، فرجال دينكم كانوا هم السبب الرئيسى فى تقسيم جزيرة قبرص بعد المآسى التى تسبب بها حكمهم المباشر للجزيرة منذ إستقلالها بواسطة آباء كنسيين ينتمون لكم ،
والذين كان آخرهم نيافة البابا مكاريوس الذى كان رئيس جمهورية قبرص حتى تنيح عام 1977 ، فقد تغاضى هؤلاء الباباوات الحكام عن عمليات قتل وإبادة للآلاف من اشقائهم وأبنائهم من المسلمين القبارصة تمهيدا للوحدة مع اليونان كما كانوا يخططون، الأمر الذى تسبب فى إستغاثة المسلمين بتركيا وتقسيم الجزيرة عام 1974 ، فمن هم الذين يعملون كحزب سياسى ومن هم دعاة الهيمنة و الحروب ؟
الأمر المخجل يا سيدنا أن الأمر لم يقتصر على القتل وحده ، بل وصل إلى ما يمكننا إعتباره خيانة الحقوق الوطنية للشعوب إذا صحت الإدعاءات التى تم توجيهها من الفلسطينيين إلى رعاة فرع كنيستكم المقدسة الموجودة فى فلسطين والتى ترعى أبناء الطائفة اليونانيةالارثوذوكسية هناك من إتهامات متعددة تتعلق ببيع أراضى وممتلكات الفلسطينيين للإسرائيليين من منطلق المحبة والسلام ونبذ الحروب والبعد عن الأحزاب السياسية ؟
( فى الصورة بابا اليونان إيرونيموس،
و صورة راعى الكنيسة الارثوذوكسية اليونانية بفلسطين البابا ثيوفيلوس، وصورة البابا مكاريوس رئيس قبرص حتى تم تقسيمها )

#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل