أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حزب الكادحين - تونس: تحوير وزاري و غضب شعبيّ














المزيد.....

تونس: تحوير وزاري و غضب شعبيّ


حزب الكادحين

الحوار المتمدن-العدد: 6790 - 2021 / 1 / 17 - 23:24
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بعد 4 أشهر ونصف من نيل الثقة في البرلمان يعلن رئيس الحكومة قيامه بتحوير وزاريّ أوّل على تشكيلة ‏حكومته. هذا التحوير يشمل كما أعلن عنه مساء يوم السبت 16 جانفي 11 وزيرا.‏
خلال إطلالته التلفزيونيّة القصيرة التي أعلن فيها قائمة وزرائه الجدد، صرّح ‏رئيس الحكومة بأنّ هذا التّحوير سيدشّن به حزمة من الإصلاحات الاقتصاديّة. ‏للتّذكير، فإنّ رئيس الحكومة كان قد صمّ آذاننا منذ تمّ تكليفه بتشكيل حكومته ‏بحديثه عن الإصلاحات الاقتصادية وعن أولوية الميدانين الاقتصادي ‏والاجتماعي... مرّ كلّ هذا الوقت واختفت تلك العبارات ولم يحصل على الميدان ‏أيّ تطبيق لتلك العبارات، فقد كانت مجرّد وعود تبخّرت مع نيله المصادقة. ‏واليوم إذ يذكّرنا بتلك العبارات، فهذا يعني انّه كان يملك رصيدا احتياطيا من ‏الوزراء من ذوي الكفاءات العالية والخارقة التي ادّخرها لهذه الأيّام الصّعبة، ‏ولا ننسى أنّ من بين هذه الكفاءات وزير للفلاحة كان قد أنجز الكثير في حكومة ‏الفخفاخ ولذلك ارتأى المشيشي أن يعوّل عليه من جديد لما فيه خير الفلاحة ‏والفلاّحين في تونس.‏ من هذا التحوير نستنتج انّ المشيشي، رئيس الحكومة الحالي، يعمل بالمثل التونسي القائل "المليـــح يبطـــى".

لم يمر إعلان التحوير الحكومي دون ردود فعل، وقد انطلقت هذه المرّة من الأحياء الشّعبيّة المفقّرة التي تعجّ بجماهير المعطّلين عن العمل والكادحين الذين لم تغيّر "الإصلاحات المشيشيّة" من أوضاعهم شيئا بل زادت في تدهورها بسبب استشراء الفساد وتأزّم الأوضاع الاقتصاديّة- الاجتماعيّة والماليّة والصحّيّة -ولا يعني هنا تزامن الحدثين أنّ أحدهما تسبّب في الآخر بشكل مباشر-. فبعد سويعات قليلة من ذلك الإعلان اندلعت المواجهات في عدد من الجهات بين هؤلاء المسحوقين وبين قوّات الأمن رغم الحجر الشّامل وحظر الجولان وقد هاجمت جموع المحتجّين على سياسة التفقير والتجويع الفروع البنكيّة والمغازات الكُبرى والمؤسسات التي تتكدّس فيها الثروة التي حُرموا منها. ولا تتردّد وسائل الإعلام والسلطات في ترديد النّعوت والاوصاف التي دأب النّظام الرّجعي منذ أكثر من نصف قرن على إطلاقها على شاكلة "اللّصوص" و"السرّاق" و"أعمال الشّغب" و"الفوضى".. والتمييز بين "احتجاجات النّهار" و"احتجاجات اللّيل" من أجل تشويه هذه الاحتجاجات والقائمين بها وتجريمهم، والحال أنّ كبار اللّصوص والفاسدين هم من يدعمون هذا التّشويه دعما ماليّا وسياسيّا وإعلاميّا.
هذه الاحتجاجات انطلقت، في حقيقة الأمر" قبل إعلان التحوير الحكومي بأيّام قليلة في جهة المنستير بعد حادثة إطلاق النّار من قبل أعوان أمن في المكنين على سيّارة ممّا أدّى إلى مقتل شخص وإصابة آخر. وقبل يومين من هذا الإعلان انتقلت الاحتجاجات إلى كلّ من سوسة وسليانة والقصرين والقيروان، ثمّ اتّسعت دائرة الاحتجاجات في اللّيلة الأخيرة إلى بنزرت وعدّة مناطق في تونس الكبرى (حمام الأنف، حي التضامن، دوار هيشر، وادي الليل، طبربة...) وبوعرادة في سليانة والسبيخة في القيروان والمنستير مع تواصل الاحتجاجات في المناطق الأولى (سوسة، القيروان، القصرين وسليانة).
هذه الاحتجاجات، بالرّغم من أنّ بعضها كانت وراءه أحداث معيّنة على غرار اعتداء البوليس على الكادح راعي الأغنام في سليانة، تقف وراءها حالة الغضب التي تسود الطبقات الشعبيّة المفقّرة من حالة البؤس الاجتماعي الذي تعانيه مقابل الإحباط والحقد الذي أصابها من اهتمام الحكّام بصراعاتهم الدّاخليّة والثانويّة بالنسبة إليهم (إقالات وزراء، اعتصامات داخل البرلمان، اتّهامات وتشويهات من أطراف إلى أطراف أخرى...) مقابل اللامبالاة التامّة من قبل السلطة تجاه القضايا الاقتصادية والاجتماعيّة حيث أصبحت، هذه السلطة، في حالة غيبوبة طويلة الأمد، زيادة على شعور هذه الجماهير بالغبن والإهانة نتيجة ما تشاهده من فساد يعمّ مختلف القطاعات وإفلات المسؤولين عنه من الحساب، وكذلك غضب هذه الجماهير تجاه ممارسات الأجهزة الامنيّة التي تمثّل لدى هذه الفئات "الحاكم" ولذلك غالبا ما يكون هذا "الحاكم" ممثّلا في المراكز والقوّات الأمنيّة هدفا رئيسيّا لهذه الاحتجاجات.
لا ننسى أيضا، أنّ هذه الاحتجاجات تتزامن مع مرور عشرة أعوام كاملة من انتفاضة 17 ديسمبر وتهريب بن علي في 14 جانفي، وما لتلك التواريخ وهذه السنوات العشر من دلالات ورموز.



#حزب_الكادحين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان مشترك بمناسبة 14 جانفي
- ما العمل ؟ افتتاحيّة العدد 60 من جريدة طريق الثّورة
- طريق الثّورة: نصوص حول الانتفاضة التونسية
- ‏ تونس/ العين السخونة: هذا التحارب سببه التكتيكات التّخريبيّ ...
- بيان - أزمة الرجعبة في تونس
- بيان أممي في الذّكرى المئويّة الثانية لميلاد فريدريك إنجلز:‏ ...
- كرّاسات شيوعيّة - عدد 1- الرّئيس ماوتسي تونغ يدعم كفاح الأفا ...
- نداء أممي من اجل إطلاق سراح الدكتور سايبابا
- تونس: الاحتجاجات الاجتماعية تتصاعد والانفجار ليس ببعيد
- رأس المال: حلّ الأزمة بمزيد استغلال الكادحين‏
- وداعا جان ميردال، المثقّف الشيوعي الثّوري ‏
- افتتاحية العدد الجديد من جريدة الحزب الشيوعي الماوي في ايطال ...
- الحزب الشيوعي التركي/الماركسي اللينيني يؤبّن الشهيديْن أوزغو ...
- أمريكا : حول الوضع الحرج الحالي .
- جريدة طريق الثورة . العدد 58.
- المؤتمر من أجل وحدة الثوريين في تونس .
- فارفارا را و varvara rao مهدد بالموت في السجن .
- طريق فيتنام .
- بيان حول انفجار ميناء بيروت.
- الحرية_للرفيق_فريد_العليبي


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حزب الكادحين - تونس: تحوير وزاري و غضب شعبيّ