أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مصعب قاسم عزاوي - بصدد الانحسار الكوني لليسار















المزيد.....

بصدد الانحسار الكوني لليسار


مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)


الحوار المتمدن-العدد: 6790 - 2021 / 1 / 17 - 14:48
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: هل تعتقد بتآكل «اليسار» على المستوى الكوني؟

مصعب قاسم عزاوي: إذا كان المقصود باليسار ذلك الجزء من الجسم السياسي المنافح عن حقوق الإنسان، وتأصيل الديموقراطية الحقيقية التشاركية، و التي تعني انخراط أبناء المجتمع في اتخاذ القرارات التي تخص وترتبط بواقع ومستقبل مجتمعهم، وتمكنهم من التحكم بمصادر الثروة وصناعة القرار بشكل ينقل الفرد من «عضو في قطيع منقاد» إلى «إنسان فاعل في مجتمع حر منفتح» يعتبر التنوع في الخصوصيات الفردية والثقافية والتلاوين الاجتماعية فيه إغناء لقدراته على تحقيق «كينونته الاجتماعية» بشكل يساهم ويعزز «الإحساس بالقيمة المعنوية لوجود كل المتشاركين في ذلك المجتمع»، في نهج يقترب قليلاً أو كثيراً من ذلك التصور للمجتمع الحر في فكر «جان جاك روسو»، و«إمّا جولدمان» و«هنري ديفيد ثورو»، فأعتقد أن هناك القليل منه على المستوى العالمي، إلى حد يجعله شبه معدوم.

والسبب الأكثر أهمية في ذلك الانعدام على المستوى الكوني هو «خصخصة السياسة»، وتحول «العمل الاجتماعي» إلى نشاط «يحكمه اقتصاد السوق» الذي يحكمه «البقاء للأكثر فتكاً وبأساً وقدرة على تحقيق الربح السريع»، وليس «الأكثر تلبية لحاجات المتشاطرين في ذلك المجتمع في الحفاظ على حيواتهم، وحيوات أبنائهم، وكرامتهم، وإحساسهم المتجذر بقيمة وجودهم معنوياً في الحياة الدنيا»، وهو ما يفصح عن نفسه في اختزال الأحزاب السياسية في نظم الديمقراطيات الشكلية سواءً في دوال الشمال الغني أو الجنوب المفقر في غالب الأحايين إلى حزبين متنافسين، الفارق في خطابهما السياسي واه إلى درجة كبيرة، وتحول المشاركة السياسية في تلك المجتمعات إلى طقوس دورية كل بضع سنوات لاختيار ذلك المرشح أو ذاك «لقيادة قطيع الجماهير»، وغالباً بالاستناد إلى مبررات ومسوغات لا تمت إلى السياسة بصلة من قبيل «جاذبية المرشح، وحضوره الخطابي» وغير ذلك من السمات الشخصية التي لا تقترب من مشروع انتخابي واضح المعالم لانعدامه من الناحية الفعلية العملية. إذ أن خطاب كل الأفرقاء السياسيين هو «عملية ترويجية دعائية» لاختيار «قائد فذ» من فصيل «السياسيين المصطنعين بطعومات وألوان مختلفة» لا يختلفون فيما بينهم -إلا بدرجات واهية- في مستوى التزامهم المطلق في خدمة «سادتهم وأولياء نعمتهم» الذين قاموا بتصنيعهم وتمويل حملاتهم الانتخابية، منتظرين منهم «القيام بواجبهم الوظيفي الضروري» في خدمة من أوصلهم إلى سدة الحكم، عبر مطية هي «أصوات الناخبين» الذين ليسوا ضالة السياسة في نموذجها الرأسمالي «النيوليبرالي» المعولم الذي ليس فيه أي مادي أو معنوي «غير ممكن الشراء والبيع» وفق قوانين اقتصاد السوق الحر المنفلت من كل عقال.

ويضاف إلى «الفعل الشيطاني لاقتصاد السوق» في «تسليع السياسة»، تآكل «الأرحام الطبيعية» التي أسهمت في تشكل غالبية الأنساق الفكرية اليسارية على المستوى العالمي، وهنا أعني النقابات، وإلى درجة أقل منظمات المجتمع المدني الأخرى، فهناك تراجع مهول في أعداد المنضوين في النقابات في الدول الصناعية، لأسباب متعددة، أهمها الانكسار العميق الذي تكبدته النقابات في معركتها مع «الغول الرأسمالي الليبرالي الجديد» في حقبة دونالد ريغان في الولايات المتحدة، ومارغريت تاتشر في بريطانيا، و هي السياسية التي كان شعارها الإيديولوجي الأسمى بأنه «لا يوجد أي شيء اسمه مجتمع»، وكان بنتيجته سنِّ الكثير من التشريعات و القوانين التنينية، عبر الساسة المنتخبين إلى المراكز التشريعية، و الذين صنعتهم من قبل الشركات الرأسمالية العابرة للقارات، بتمويل حملاتهم الانتخابية، مما صير العمل النقابي المثمر «معقداً وشبه مستحيل» من الناحية العملية من خلال ما اختطه تلك التشريعات و القوانين من عراقيل كأداء في وجهه، من قبيل الشروط المعقدة المطلوب تحقيقها ليكون أي «إضراب عمالي» قانونياً وغير قابل للإبطال بحكم قضائي، في حقل لا يفترض بالقضاء أن يتدخل فيه، إذ أنه لا يؤثر على حالة السلم في المجتمع من قريب أو بعيد، و لأن «الإضراب عن العمل» هو السلاح السلمي شبه الأوحد لدى النقابات و العمال للدفاع عن نفسهم بشكل متحضر غير عنفي.

وذلك التآكل في قدرة النقابات على الفعل، كان بنتيجته تراجع أعداد المنتسبين لتلك النقابات، وبالتالي تآكل مصادر تمويلها، و إضعاف قدرتها على تمويل المؤسسات الرديفة للنقابات والتي كانت بجملها «الموئل و الحاضن الطبيعي» لنضح الفكر اليساري، من قبيل الصحف ودور النشر المدافعة عن حقوق العمال، والمدارس الليلية لتعليم من فاته قطار التعليم والتنوير، والاجتماعات الثقافية والتنويرية التي يتم من خلالها شحذ وإنضاج «الأفكار اليسارية الجنينية» عبر «الحوار وتبادل الآراء» الذي دونها يستحيل تشكيل أي نتاج فكري بشري يمكن له المساهمة في «ترقية» واقع الإنسان الاجتماعي إلى مستوى أفضل.

وأسهمت حالة «التعضي التخصصي» الاجتماعي في زيادة صعوبة خروج «فكر يساري» قادر على الفعل في ظل شروط التوازن الذي تقتضيه المتطلبات الاجتماعية لاقتصاد السوق، والتي أفرزت كماً هائلاً من منظمات المجتمع المدني «المتخصصة» في حقول ضيقة، قد يصعب إيراد أمثلة عنها، من قبيل «رعاية نوع معين من الحيوانات المهددة بالانقراض»، والعناية «بمرضى ذلك المرض العضال أو غيره»، وهي كلها أنشطة تطوعية مهمة، ولا بد من القيام بها، ولكنها بنفس الوقت توحي للإنسان البسيط بأن الواجب الذي تقوم به تلك المنظمات غير الحكومية التطوعية، هو فضل «خيري» بينما هو واجب طبيعي تخلت عن القيام به «الدولة التنينية» التي تحولت إلى «جابي ضرائب شمشوني» مخول بتحويلها إلى جيوب الشركات الكبرى المهيمنة على كل مفاصل تلك الدولة، عبر عقود ومناقصات عجائبية، بمصادقة الساسة المصنعين من قبل تلك الشركات نفسها. وهو «التعضي التخصصي» نفسه الذي أسهم في نموذج من «الرؤية الضيقة» لدى كل تلك «المنظمات غير الحكومية»، التي لا ترى في واجباتها أبعد من الحدود الضيقة التي رسمتها لنفسها. فمن الممكن أن تعمل وتجتهد تلك «المنظمة غير الحكومية» في رعاية «مرض نوع ما من السرطانات»، دون أن يتفكر أي من كوادرها «برفع صوته بالتساؤل» عن الأسباب التي أدت إلى تلك الزيادة المهولة في وقوعات مرضى السرطان على المستوى الكوني، والمرتبطة بشكل عضوي بإزاحة كل «كوابح التنظيم والرشاد والفحص والتدقيق» في أي من النتاجات الصناعية التي تقوم بتصنيعها نفس تلك الشركات العابرة للقارات المهيمنة كونياً، وبيعها للمستهلكين في عموم أرجاء المعمورة.



#مصعب_قاسم_عزاوي (هاشتاغ)       Mousab_Kassem_Azzawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمراض التحسسية: بعض طرق العلاج الطبيعية
- خبو اليسار العربي
- أسباب وأعراض سرطان المرارة
- تهافت المفكرين والخبراء الخلبيين
- بعض الطرق الوقائية والعلاجية الطبيعية للتعامل مع الأمراض الا ...
- محو الذاكرة التاريخية
- أسباب وأعراض سرطان الرحم
- حركية التاريخ وانعطافات الربيع العربي
- مرض السكري من النوع الثاني: بعض الأساليب الوقائية والعلاجية ...
- تحولات اللغة و التزامات المثقف
- أسباب وأعراض سرطان الأمعاء
- تنويعات المقام الاستبدادي
- بعض الطرق الطبيعية لتحسين نسب الكوليسترول والدهون الثلاثية ف ...
- لقاحات كوفيد 19 وفيروس كورونا: تحليل علمي مخلص ورأي طبي صدوق
- أسباب وأعراض سرطان عنق الرحم
- المعدة بيت الداء والعقل رأس الدواء
- جلجلة الصحفي الحقِّ
- أسباب وأعراض سرطان المبيض
- مداخل طبيعية لعلاج الاكتئاب
- هل من صحفي مستقل؟


المزيد.....




- عاش الأول من أيار يوم التضامن الطبقي للعمال
- اندلاع اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب ...
- الولايات المتحدة: اعتقال مئة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطين ...
- اعتقال الشرطة الأمريكية متظاهرين في جامعة كولومبيا يؤجج الاح ...
- الحزب الشيوعي العراقي: معا لتمكين الطبقة العاملة من أداء دو ...
- -إكس- تعلّق حساب حفيد مانديلا بعد تصريحات مؤيدة لأسطول الحري ...
- انتشار التعبئة الطلابية ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية
- بيلوسي للطلبة المتظاهرين: انتقدوا إسرائيل كما شئتم لكن لا تن ...
- فرنسا: القضاء يوجه اتهامات لسبعة أكراد للاشتباه بتمويلهم حزب ...
- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مصعب قاسم عزاوي - بصدد الانحسار الكوني لليسار