أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير كاظم عبود - النار لاتطفيء النار




النار لاتطفيء النار


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1619 - 2006 / 7 / 22 - 14:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مشكلة السياسيين الأتراك أنهم لايقدرون المسائل التي تخص بلادهم ، ولايعرفون الطرق الصحيحة لحلها ، ولم تزل العقلية التركية تفكر في عقلية الزمن العثماني البغيض .
والقادة الأتراك يعون حقاً أنهم منغمسون في مستنقع القمع والأرهاب الذي تتم ممارستها ضد الشعب الكوردي في تركيا ، وعدم قدرتهم على أستيعاب حركة التاريخ ، وكذلك عدم قدرتهم على مسايرة زمن حقوق الإنسان لأيجاد حل منطقي وعادل يتم بموجبه حقن دماء أبناء شعبهم من الأتراك والكورد .
وعبثاً حاولت السلطات التركية أن تتمكن من أخماد الصوت الكوردي ، وعبثا حاولت بكل الطرق والوسائل إن تنهي الصوت المطالب بحقوقه المشروعة ، غير أن أصرارها على نفس المنهج وأتباعها نفس الوسائل العتيقة ، يجعلها مفضوحة في ممارسة الخروقات لكل معايير حقوق الإنسان التي تزعم أنها ستلتزم بها ، وهي تتوسل بالمجموعة الأوربية لقبولها ضمن مجموعة دول السوق الأوربية المشتركة .
ما يحدث داخل الجسد التركي بفعل القيادات التركية مروع وغريب وينم عن عدم تبصر وعدم القدرة على أيجاد موازين ومقاييس تنم عن الحكمة والعقل والأستفادة من تجارب التاريخ .
ولو تمعنت القيادات التركية في تجارب الدول والأمم والشعوب ، ولو تفحصت القيادات التركية في نهاية العقليات المستبدة والقامعة لخرجت بنتيجة هي أن حقوق الشعوب لابد إن تتحقق طال أو قصر الزمن ، وأن الأعلان العالمي لحقوق الإنسان لم يكن وحده الذي أكد على حق الإنسان في الأختيار والمساواة بين البشر بغض النظر عن قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم ، بل أن الأمر قد سبقته كل الديانات البشرية التي حلت .
مشكلة الحكومة التركية أنها تتعامل بفوقية عالية لاتمكنها من النظر الى حقيقة المخاطر التي تجتاح تركيا وتهدد أمنها ومستقبلها ، وجل اعتقادها أنها بوسيلة القوة والقمع والتنكيل بالمدنيين الأبرياء والعزل ، وحتى بالمقاتلين الذين يقاتلونها بأرواحهم ، دون أن تسأل نفسها ، اويتنازل احد قادتها ليسأل ضميره عن أسباب قتال هذه المجاميع البشرية ؟ ولماذا هذا الموت وتشوية الجثث والحروب التي تأكل من أستقرار تركيا وحياة الناس ؟ وماهو السبب الحقيقي لعدم أستقرار المنطقة ؟
أن تركيا التي توظف كل ثقلها العسكري والمخابراتي في سبيل أسكات صوت المطالبة الشعبية بأقرار الحق بالصيغ القانونية والدستورية وبالحوار ، لن تستطيع إن تمسح الحق من الوجود ، كما لن تستطيع إن تلغي الحقيقة من الوجود التركي ، كما أنها بأستمرارها في هذا المنهج تثبت للعالم ابتعادها عن منطق الحكمة والعقل في الوقت الذي يحتاج منها الشعب التركي بكل اطيافه أن ينسجم ويعيش حياته المستقرة والآمنة في ظل نظام سياسي ديمقراطي وفيدرالي يضمن حقوق الجميع دون تفريط بتركيا التي تضم كل هذه الأطياف .
لم نستمع الى صوت تركي مخلص ينادي بالحوار ويرفع غصن الزيتون !! ولم نطالع استجابة وتلبية للنداءات الإنسانية التي وجهها حتى كتاب أتراك ، وأن دل هذا على شيء فأنما يدل على أن اللجوء الى القوة لايحل المشكلة مطلقا مهما بلغت حجم التهديدات والخسائر والتضحيات من كل الأطراف .
ومنذ تصدي الدولة التركية لحقوق الشعب الكوردي بالقوة ، قدم الشعب التركي بكل اطيافه الالاف من الضحايا وخسرت تركيا الملايين من الدولارات كما خسرت استقرارها والتحاقها بالأمم المتمدنة والنزول الى الساحة الدولية بهيبة وشموخ ، معتمده على ما تحقق من احترامها لحقوق الإنسان ، وما التزمت به لشعوبها في دستورها من حقوق متفق عليها وتلبي مطامح هذه الشعوب .
أن تركيا تعرف حقاً أن حدود أقليم كوردستان العراق مغلقة على عناصر حزب العمال ولايسمح لهم بأتخاذها قواعد للأنطلاق ، وتعرف تركيا يقينا أنها كانت في الزمن الصدامي البغيض تدخل الى الأراضي العراقية بزعم ملاحقة عناصر هذا الحزب ، وفق أتفاقية مهينة بينها وبين صدام الذي فرط بكرامة وشرف الوطن ، لكنها اليوم لايباح لها إن تنتهك الأراضي العراقية الواقعة في حدود الأقليم الكوردستاني للعراق ، كما إن حججها وذرائعها باهتة وغير منطقية ولاتعبر عن رؤيتها وتعقلها ، لأنها بأنتهاكها حرمة الأقليم ستواجه ليس فقط الأدانة الدولية والاستهجان الدولي ، وانما ستواجه المواجهة التي تعيدها الى صوابها فترد كيدها .
وإذا وجدت أن الأجتياح الأسرائيلي للجنوب اللبناني وجد له المبررات والحجج ، فانها أن كانت تنوي الأجتياح في أراضي أقليم كوردستان العراق ، فأن اجتياحها سيكلفها الكثير ، كما سيجعلها إمام موقف مخزي وعاكس حقيقي لشوفينيتها وسحقها لكل مزاعمها بأحترام حقوق الإنسان ، ومحاولتها التعدي على بلد جار ترتبط نعه بمصالح مستقبيلة تهم شعبها وأقتصادها ، وبعد كل هذا فأن حقوق شعوبها ستتحقق اليوم أو غداً شائت ام ابت ، ولها إن تتخذ من سلطة الدكتاتور صدام أسوة لها في التفكير واللجوء الى الحوار .
لقد اثبت الزمن إن النظام الفيدرالي هو النظام الأمثل للمحافظة على الكيانات التي تعيش فيها اثنيات مختلفة بديلاً عن النظام المركزي والأستبدادي ونظام هيمنة قومية على القوميات الأخرى ، و الذي اثبت عقم فائدته في الأختلافات في الرؤى بين تلك الشرائح .
وإذا كان العنف سيولد عنفاً أخر ، فأن السلسلة لن تنتهي الا بقوافل من الضحايا لايدرك الساسة الأتراك حجم الكارثة التي ستلحقها جراء ذلك ، كما أنها لاتفكر بالأمر بعين العقل والتبصير عند أستعمال القوة المسلحة وأدخال الجيش التركي في حروب داخلية بديلاً عن الأعمار وحماية البلاد .
يقيناً أن الصحافة التركية وهي اكثر دراية وعقلانية على ما يبدو من الساسة الأتراك ، انتبهت الى خطورة الأداء وما تقدم عليه تركيا من اجراءات بزعم أنها بصدد القضاء على حزب العمال لحل المشكلة ، متناسية إن القضية لاتخص حزب العمال وحده ، وانما هي قضية شعب كوردستان في تركيا ، فهل ستلجا الى الأنفالات التي لجأ اليها صدام حين قتل 182 الف كوردي وخرب مئات القرى والقصبات الكوردية ولم يسجل أنتصاراً على شعب كوردستان في العراق ؟؟ وأودت به هذه الحماقات والأفعال الأجرامية الى الحفرة البائسة حيث تم القبض عليه فيها ينتظر مصيره تلاحقه لعنات شعبه الى الأبد .
كما من حق الأوساط السياسية أن تتخوف من جر تركيا الى حرب تواجه فيها قوات الأقليم التي ستدافع عن أرضها وسيادتها بالأضافة الى مواجهة القوات العراقية ومعها كل شعب العراق للدفاع عن وطنها ، خصوصاً وأن الجيش التركي سبق وأن رفض القبول باللجوء الى الحرب مع الولايات المتحدة الأمريكية .
أن ذريعة ملاحقة عناصر حزب العمال قديمة لايقبلها العقل ولايمكن إن تتعكز عليها الدولة التركية في أيجاد السبل لتدخلها في الشأن العراقي ، ويتوجب عليها المنطق إن تفكر بوسائل المساهمة في الأعمار والبناء التي سترمم الأقتصاد التركي وتنشط قطاعاته الخاملة وتحرك نبضه البطيء ، كما إن مساندتها لعملية التحول الديمقراطي في العراق تساعد استقرار تركيا وكما إن قبول تركيا اللجوء للحكمة والحوار مع الأطراف التي تختلف معها يوفر لها امكانية التوصل الى قواسم مشتركة يتم قبولها من قبل جميع الأطراف ، وتضمن بذلك ارواح ابناء تركيا وهي المؤتمنة عليهم ، بالأضافة الى حقنها دماء ابناء تركيا من الكورد ، وتجنيبهم وقرآهم من حملات الأبادة والتجريف والتي تعاني منها القرى الكوردية في جنوب تركيا .
أن سياسة البطش والعنجهية تدل على الغرور ، والنار لاتطفيء النار ، ومزيداً من التفكير والتأمل في المستقبل حتى يمكن إن يتطابق الزعم من الالتزام من اجل الغد المشرق للأنسان في تركيا ، والأنسان أثمن ما في الوجود ، والتفريط بحياة هذا الإنسان تحت كل الذرائع والأسباب يجعل العقل مشلولا وبعيد عن المنطق .
ليضع القادة الأتراك مصلحة شعبهم قبل كل تفكير ، وليضع قادة تركيا مستقبل بلادهم قبل كل تصرف ، وليضع قادة تركيا قضية الحقوق التي لم يتنكر لها الا الطغاة والمستبدين حيث انتهوا وبقي الحق قائما ، وليضع قادة تركيا عملية التوازن بين الاوضاع الاستثنائية في تركيا وبين الأستقرار ، وبعد كل هذا ليقرروا ما فيه صالح الإنسان .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفعيل دور القضاة في محاكمة القتلة والأرهابيين
- طهارة المندائيين وخسة الملثمين
- النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم -
- تسليم المتهمين
- فكرة التسامح
- الخلل في النظرة الى أستقلال السلطة القضائية
- غداً يستعيد العراق وجهه المشرق
- بعد توجيه الأتهام في قضية المتهم صدام
- خطوات في المصالحة الوطنية
- كيف سقطت ( قناة العربية ) في حبائل وائل عصام ؟
- دمعة الطفلة الاردنية مرح ودموع اطفال العراق
- النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم - القسم السابع
- شلت اليد التي تريد السوء بالمندائي
- وبرغم كل هذا سيقوم فينا العراق
- النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم- القسم السادس
- جدوى بقاء الهيئات المستقلة في الدستور العراقي
- النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم - القسم الخامس
- النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم - القسم الرابع
- ضياء السعدي معارضاً
- أحالة القناة الجزيرة على القضاء القطري


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير كاظم عبود - النار لاتطفيء النار