|
تسليم المتهمين
زهير كاظم عبود
الحوار المتمدن-العدد: 1602 - 2006 / 7 / 5 - 06:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صرح مستشار الأمن القومي العراقي الدكتور موفق الربيعي "ان عدد من المطلوبين للعدالة العراقية ، قسم منهم خارج العراق ، وقسم آخر داخل العراق ، ثبت للسلطات التحقيقية القضائية أرتكابهم افعال أجرامية والمساهمة والمشاركة والتمويل في عمليات اجرامية تستهدف المدنيين الأبرياء ورجال الشرطة العراقيين ، وأن هذه الاسماء وعددها 44 متهماً تمثل اخطر (الارهابيين) الذين قاموا بارتكاب جرائم في ظل النظام السابق واصروا على ارتكاب الجرائم الان من تمويل الارهاب والقيام بتنفيذ عمليات قتل وتفخيخ في العراق." وقد أصدر القضاء العراقي بحق كل منهم أمراً بالقبض وفق المادة القانونية المنسبة . ويعاقب القانون العراقي على مثل هذه الجرائم بعقوبات مقترنة بظروف مشددة ، كما أن العراق وهو عضواً في الجامعة العربية وفي مؤتمر عدم الأنحياز وفي منظمة الدول الإسلامية بالأضافة الى كون العراق عضواً فاعلاً في الأمم المتحدة ، ويرتبط بأتفاقيات قضائية وقانونية مع العديد من دول الجوار ، مما يوجب أعمال ونفاذ تلك الأتفاقيات بين الدول ، وكما اكدت القوانين الدولية على التعاون من اجل القبض على المتهمين بهذه الأفعال الخطيرة وتسليم مرتكبيها الى الدول الطالبة لمحاكمتهم وفقاً للقانون . فقد ناشد قرار مجلس الأمن الدولي المرقم 1483 في 22 آيار 2003 جميع الدول الأعضاء عدم منح ملاذ آمن لأعضاء النظام العراقي السابق الذين يزعم أنهم يتحملون المسؤولية عن أرتكاب الجرائم والفظائع ودعم الإجراءات الرامية لتقديمهم للعدالة ، وأكد القرار على التقيد تقيداً تاماً بالتزامات الدول بموجب القانون الدولي بما في ذلك وبصفة خاصة لأتفاقيات جنيف لعام 1949 واتفاقية وقواعد لاهاي لعام 1907 . و بمقتضى نص الفقرة 16 من القرار الصادر من مجلس الأمن برقم 1546 لسنة 2003 والذي يلزم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن تمنع عبور الإرهابيين الى العراق ومنه ، وتمنع تزويدهم بالأسلحة وتوفير التمويل لهم ، وكل ما من شأنه دعم الإرهابيين . وبموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المرقم 3074 والمؤرخ في 3 كانون الأول 1973 أن تأخذ جميع الدول بالأعتبار وجود ضرورة خاصة لأتخاذ إجراءات على الصعيد الدولي بغية تأمين ملاحقة ومعاقبة الأشخاص المذنبين بأرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ، وتتعاون الدول بغية وقف الجرائم ضد الإنسانية والحيلولة دون وقوعها ، كما تتعاون من أجل تقديم هؤلاء الى المحاكمة . هذا بالأضافة الى التعاضد والتكاتف الدولي ضد العمليات الأرهابية المنتشرة وخصوصاً في العراق ، مما يتطلب التعاضد والتعاون الدوليين من أجل القبض على مسببي ومرتكبي هذه الأفعال الخطيرة . وأزاء ما يمكن أن ينسب الى بعض المتهمين الذين نشرت أسماؤهم بموجب تصريح رسمي أعلامياً بعد إن أصدرت المحاكم القضائية أوامر بالقبض بحقهم ، لاتهامهم بأعمال التسبب والأشتراك في قتل العراقيين الأبرياء . ومثل هذه الأتهامات لا تكون الا بناء على أدلة وقرائن تتوفر في مرحلة التحقيق ، فاذا كان المتهم خارج العراق ومعلوم العنوان ، فأن قواعد المعاملة بالمثل ومراعاة إحكام المعاهدات والاتفاقيات الاجنبية وقواعد القانون العام ستجد لها الأرضية الفاعلة في إتباع أسس الإنابة القضائية وتسليم الاشخاص المتهمين الى هذه الدولة التي أصدر فيها القضاء قراره بالقبض على المتهمين ، مما يوجب على الدولة الموجود المتهم على اراضيها تقييد حريته وتسليمه الى القضاء العراقي وفق آلية التعاون الدولي والعربي . وفي حال أرسال قائمة المطلوبين من السلطات العراقية الى تلك الدول ، فأن ملفاتهم سيتم ارسالها من قبل وزارة العدل بعد إن تجد إن الشروط مستوفية لشكليتها القانونية ، وان تنفيذ امر القبض صدر من جهة ذات اختصاص في العراق وفق تهمة يعاقب عليها القانون إن صحت بالسجن أو الحبس مدة لاتقل عن سنتين أو اية عقوبة اشد ، خصوصاً وأن جرائم الإرهاب والقتل المتهم بها جميع المتهمين لاتدخل في باب الجريمة السياسية مطلقاً ، ولايشملها التقادم المسقط للجرائم ، وبهذا سيكون المتهمين عرضة للملاحقة ليس فقط من قبل الشرطة الدولية ، وأنما من قبل السلطات التي تتواجد هذه الأسماء في أراضيها تحت أي ذريعة أو سبب . ولايجوز تسليم المتهمين اذا كانت الجريمة سياسية أو عسكرية وفقا للقوانين العراقية ، والجرائم المنسوبة لمجموع المتهمين لاتتعلق بالعمل السياسي ، وأنما تحكمها القرارات الدولية والقوانين العراقية التي ترفع صفة السياسي من الجرائم الأرهابية أو المشاركة بها ، وحيث أن الجرائم المرتكبة أن صح وقوعها فأنها تتعرض بالقتل والمساهمة والتحريض والتمويل وبأتفاقات جنائية لقتل أكبر عدد ممكن من العراقيين . هذا وقد اكدت الأتفاقيات الدولية وما التزمت به الدول من أن أعمال الاعتداء علي الحياة والسلامة البدنية ، وبخاصة القتل بجميع أشكاله، والتشويه، والمعاملة القاسية، والتعذيب ، و أخذ الرهائن التي تطال المدنيين العراقيين ، جميعها اعمال اجرامية وأرهابية يوجب التعاون الدولي للقبض على مرتكبيها وتقديمهم للعدالة . وبموجب القوانين الدولية الأخرى، فأن الزاماً قانونياً يلزم جميع الدول بلزوم تقديم المسؤولين عن جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية والخروقات الخطيرة لمعاهدات جنيف بأي شكل كان إلى العدالة. وفي كل من هذه الحالات ، يعامل الأشخاص المشار إليهم في الفقرتين السابقتين عند القبض عليهم وتسليمهم للعدالة العراقية مع ذلك بإنسانية ، وفي حالة ملاحقتهم قضائيا ، لا يحرمون من حقهم في محاكمة عادلة قانونية علي النحو الذي نصت عليه القوانين العراقية . ويستند تسليم المجرمين بين الدول إلى فكرة التعاون الدولي لمكافحة الإجرام وتحقيق العدالة ، ويدخل فيباب التعاون القضائي والقانوني لردع المجرم ومعاقبته والتدخل لعدم وقوع الجريمة ، بالأضافة الى ضمان عدم إفلات المجرمين من العقاب بمجرد هروبهم من إقليم الدولة التي ارتكبوا جريمتهم فيها الى أراضي دولة أخرى . كذلك يجد معيار تسليم المجرمين والمتهمين سنده القانوني من خلال المعاهدات بين الدول والقوانين الوطنية والعرف الدولي (مبدأ المعاملة بالمثل . وتاريخ تسليم المجرمين قديم يتزامن مع تاريخ تطور المؤسسات القانونية والقضائية ، وقد بقيت أحكامه منحصرة بالاتفاقيات والمعاهدات التي كانت الحكومات تبرمها بينها ، وتتعهد بمقتضاها كل دولة بتسليم من يقع في قبضتها من الأشخاص المتهمين بأرتكاب الجرائم أو ممن حكمت عليهم المحاكم لأرتكابهم جرائم بمقتضى أحكام وقرارات صادرة من القضاء المختص . لم تعد الجريمة قضية معزولة تختص بها دولة ضمن محيطها الجغرافي ، أذ لا تستطيع أي دول معالجتها بمعزل عن الدول الأخرى وخصوصاً اذا كان فيها عنصر خارج أراضيها ، كما لايستطيع المجرم الإفلات من العقاب مهما بعد أو تخلص من القبض عليه في البلد الذي ارتكب جنايته فيه فقد توسع مفهوم الجريمة ليصبح نطاقها عالمياً ، ووفق هذا الأساس لا يمكن استكمال أجراءات المحاكمة الناجحة للمتهمين ، إلا إذا توفرت أرضية من التعاون المثمر المتمدن . يتطلب هذا العمل تعاون الشرطة والقضاء الدوليين . ووفق هذا التعاون الدولي يتغلب منطق العدالة والقانون وسيادة الدول وحق المجتمع في التحقيق مع المتهم ، لإثبات ارتكابه الجرم المنسوب إليه ، أو براءته من التهم الموجهة إليه . وأوامر القبض الصادرة بحق المتهمين ستكون معياراً لاحترام القضاء والعدالة في الدول التي يتواجد فوق أراضيها عدد من المتهمين ، وسيكون المعيار لاحترام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ، كما سيكشف أيضاً مدى فهم الحاكم والمؤسسة المعنية بالقبض على المتهمين وتسليمهم سواء بواسطة الشرطة الدولية أو بواسطة آلية تسليم المتهمين وفق الأتفاقيات الثنائية ومبدأ المقابلة بالمثل ، لكل معاني العدالة والحقوق .
#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فكرة التسامح
-
الخلل في النظرة الى أستقلال السلطة القضائية
-
غداً يستعيد العراق وجهه المشرق
-
بعد توجيه الأتهام في قضية المتهم صدام
-
خطوات في المصالحة الوطنية
-
كيف سقطت ( قناة العربية ) في حبائل وائل عصام ؟
-
دمعة الطفلة الاردنية مرح ودموع اطفال العراق
-
النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم - القسم السابع
-
شلت اليد التي تريد السوء بالمندائي
-
وبرغم كل هذا سيقوم فينا العراق
-
النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم- القسم السادس
-
جدوى بقاء الهيئات المستقلة في الدستور العراقي
-
النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم - القسم الخامس
-
النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم - القسم الرابع
-
ضياء السعدي معارضاً
-
أحالة القناة الجزيرة على القضاء القطري
-
التنقيب و النبش في التأريخ الأيزيدي القديم
-
النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم 2
-
النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم - الجزء الأول
-
المجهول في العراق
المزيد.....
-
أهراءات مرفأ بيروت... صرح شاهد على أضخم انفجار شهده لبنان يض
...
-
زياد رحباني، الكائن الذي خُلق ليبدع ويلتزم
-
غزة.. 70 قتيلا منذ الفجر و-أوكسفام- تحذّر من إبادة جماعية
-
روسيا تدمر 18 مسيرة أوكرانية وحريق بمحطة قطارات فولغوغراد
-
دخلتا المجال الجوي المحظور.. اعتراض طائرتين فوق منتجع ترامب
...
-
اليمن.. مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب
-
استطلاع: 38% فقط من الألمان مستعدون للقتال من أجل وطنهم
-
الرئيس اللبناني: العدالة لن تموت الحساب آت لا محالة
-
علاء مبارك يشعل تفاعلا بفيديوهات لوالده عن دور مصر في دعم غز
...
-
-حصار السفارات-: اعتداءات على بعثات دبلوماسية أردنية ومصرية
...
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|