أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - ضياء السعدي معارضاً














المزيد.....

ضياء السعدي معارضاً


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1544 - 2006 / 5 / 8 - 11:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم أستغرب وأنا أطالع الأفتراءات والطعون التي لحقت بالمحامي العراقي ضياء السعدي عند ترشيحه لنقابة المحامين في العراق ، فالتهمة جاهزة أن لم تكن سلسلة الطعون والأفتراءات ، ولم أستغرب في الزمن الجديد حيث السكاكين تشحذ لتحز رقاب الأبرياء وتهدد الذين اعطوا من اعمارهم لهذا العراق وتحاول أن تجرح كل من أعطى للعراق في زمن تتزاحم فيه الناس على المناصب والكراسي .
عرفت السعدي قبل أكثر من قرن معارضاً صلباً لنظام الطاغية صدام ، وكان فاعلاً ونشيطاً في فعله ومواقفه ، مثلما كان صلباً وشجاعاً في افكاره وألتزامه ، ويكفيه أنه سجل مواقف المعارض حتى للسلطة التي كانت تحميه وتأويه في دمشق ، وتحمل وزر مواقفه الوطنية مالم يتحمله غيره ، وحين كان السعدي يعارض نظام صدام كان من يوجه بحقه الأفتراءات والطعون يعيش حالة السبات وأغماض العيون عما يجري في العراق ، ولايتدخل بالسياسة مطلقاً حفاظاً على نفسه وعائلته من سخط الدكتاتور ويكتفي بالصمت كأقصى حالة .
وفي أيام هذا الزمن الهجين حين يصير تقييم الناس جزافاً وتمتليء صفحات الأنترنيت بالأتهامات التي تتداخل بين الأغراض الشخصية والأحقاد الدفينة وبين كشف حقيقي لمواقف بعض ممن يعتلي صهوة المسؤولية بكل أشكالها .
وفي الزمن الديمقراطي الجديد يتم شطب كل أسماء الهيئة الأدارية لمجلس نقابة المحامين العراقيين ، ويشار الى كون المحامي ضياء السعدي بعثياً ، وهو المحامي الذي حاز على أصوات لايمكن أن يتم الغاؤها وشطب حقوق اصحابها من المحامين ، وهو المطارد من سلطة صدام .
نعم كان السعدي بعثياً ولكنه لم يكن مع صدام مطلقاً ، ولهذا قدم ضياء السعدي من عمره وناضل ضد سلطة الطاغية وأفنى زهرة شبابه في غربته حتى عاد للعراق في أخر سنوات الطغيان ، بعد ان ضمنت السلطة تكميم فمه وتعهده بعدم العمل سياسياً مع أية جهة كانتلينصرف الى ترميم حاله وشؤون عائلته ليمارس المحاماة بكل جدارة .
حضر السعدي امام المحاكم التي عملت بها قاضيا ليترافع بكل ما يسجل للمحامي العراقي من حيادية وخلق ومهنية وعلمية متمسكاً بالقانون وبحقوق موكليه وفقا للحق ، وزادني اعجاباً أنه كان يحضى بمحبة وتقدير وأحترام شريحة كبيرة من المحامين العراقيين الذين اختاروه ليمثلهم في النقابة ، وليسجل بذلك فوزاً متميزاً وبجدارة .
لم يكن صامتاً ولم يسجل عنه المناورة والخنوع ، كان حتى وهو داخل العراق يسجل موقفاً بأستقطاب الناس على مختلف توجهاتهم ، ومعينا للعديد من زملاءة ، ومخلصاً لعلاقاته الأنسانية .
ربما كنا نختلف سياسياً مع السعدي في دمشق ، لكن هذا الاختلاف لم يكن يرتفع لمستواه الطبيعي الذي لايفسد العلاقات الأنسانية ، وربما نختلف اليوم أيضاً مع السيد ضياء السعدي ، ولكن كلمة الحق التي يجب أن نسجلها حين تصير الأتهامات سهاماً تنخر الجسد العراقي وتجرح الطيبين من ابناءه وتساهم في تعميق الشرخ والتباعد وعرقلة مهمة البناء والترميم التي يحتاجها منا العراق .
وفي الزمن الجديد حيث نريد ونتمسك بتطبيق الديمقراطية بأعتبارها منهجاً وطريقاً لبناء العراق ، لايمكن ان تنسجم مع التخرصات والأتهامات وسياسة النبذ الطائفي والقومي ، كما لايمكن ان تنسجم مع الأرضية التي نجاهر في أن تكون صلبة ومتنوعة من كل القوميات والأديان والمذاهب ، بل ومن كل الأطياف السياسية ، فأين انتهت تلك الشعارات التي كنا نرفعها ونعارض بها سلطة الدكتاتور .
في الزمن العراقي الجديد لايمكن الغاء وشطب الاخر ، مثلما لايتم غبن احد فالعراق للجميع ودون ذلك فسنقزم الوطن ونختصر الأمنيات ونلغي أملنا في المستقبل الذي نريده لأجيالنا القادمة ، والتي ستطالع وتتلمس خطوات مسيرتنا ونحن نبني سوية .
وضياء السعدي نموذجاً للطعن في الكفاءات والطاقات العراقية وهي عديدة وتنتشر في أصقاع الأرض ، وهذا الطعن لن يزيد العراق الا خسارة ويربك حياتنا وأيامنا القادمة ، وحين يتطلب الأمر تطبيقاً سليماً وسوياً للمعايير التي كنا نطالب بها ونجاهر بها ، فعلينا أن نتوكأ على جراحنا ويتطلب الأمر مزيداً من الصبر والحكمة حيث ينبغي أن يشترك الجميع في عملية البناء ، وأن نمنع على الأقل من يريد هدم ما تبقى من الصروح العراقية التي خربها وعاث بها صدام زمناً ليس بالقصير .
ضياء السعدي مرشح نقابة المحامين العراقيين يزداد تألقاً ووطنية حين تقم جهات محددة في العراق الجديد بمحاربته والأفتراء عليه ، ويزداد المحامين العراقيين ثقة بهذا الاسم الذي لم يهادن ولم ينافق منذ أكثر من ربع قرن ، ولايمكن ان تقم هذه الجهات بحجب أشعاع الشمس مطلقاً ، حيث نبقى بحاجة للفعل الديمقراطي الحقيقي ، بالرغم من عودة من كان يتعمد في تخريب العلاقات الأنسانية في الزمن الصدامي الى المسؤولية مرة أخرى في الزمن الجديد .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحالة القناة الجزيرة على القضاء القطري
- التنقيب و النبش في التأريخ الأيزيدي القديم
- النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم 2
- النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم - الجزء الأول
- المجهول في العراق
- حقوق غير المسلمين في العراق بين النصوص والتطبيق
- وزارة الفقراء
- قانونية الطرد
- طلبات فريق دفاع صدام مخالفة للقوانين
- ماتوفر من الأدلة في قضية الدجيل
- عبد الاله الصائغ ياغريب الدار
- وداعاً مير بصري
- هل سيجتث البعث نفسه ؟
- ماذانريد من مجلس النواب ؟
- رسالة الى السيد مسعود البارزاني رئيس أقليم كوردستان العراق
- ماذا نريد من القاضي ومن المحكمة الجنائية العراقية ؟
- الجرائم التي تمس الشعور الديني
- أربعة سنوات من الجهاد والموقف الملتزم
- شهادة المشتكي السيد أحمد الحيدري
- حضور المحامي العربي والأجنبي في محاكمة صدام


المزيد.....




- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية
- إسرائيل.. الشمال يهدد بالانفصال
- سوريا.. الروس يحتفلون بعيد النصر
- إيران.. الجولة 2 من انتخابات مجلس الشورى
- مسؤول يؤكد أن إسرائيل -في ورطة-.. قلق كبير جدا بسبب العجز وإ ...
- الإمارات تهاجم نتنياهو بسبب طلب وجهه لأبو ظبي بشأن غزة وتقول ...
- حاكم جمهورية لوغانسك يرجح استخدام قوات كييف صواريخ -ATACMS- ...
- البحرين.. الديوان الملكي ينعى الشيخ عبدالله بن سلمان آل خليف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - ضياء السعدي معارضاً