أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - رياضيات الأعداء وحسابات دكاكين العرب














المزيد.....

رياضيات الأعداء وحسابات دكاكين العرب


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 6782 - 2021 / 1 / 8 - 14:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اذا كان الرقم واحد هو خط عمودي يمكن ان يتغير لأرقام خرافية بمجرد تعديل موقعه من ارقام اخرى او مع نفسه فهو اذا اتحد مع مثيله مثلا من اسفله اصبح الرقم سبعة ومن اعلاه اصبح الرقم ثمانية وكزاوية حادة يصبح اثنان او ستة واذا تكرر يمكن له ان لا يتوقف بحيث يصبح رقم لا نهائي.
دائما اعتقدنا ان الرياضيات هي العد او الحساب او مراكمة الارقام وعلاقتها ببعضها جمعا او طرحا او ضربا ولم يدر بخلدنا ونحن على مقاعد الدراسة ان الرياضيات هي ارقام الفلسفة او هي تجريد الفلسفة ولقد تعلمنا التفاضل والتكامل على قاعدة الرؤيا البصرية للزوايا ولم يدر بخلدنا الرؤيا الادراكية للبنية الاجتماعية والاقتصادية بكل تجلياتها فالذي اعتقد ان التفضل ضروري للوصول الى التكامل على قاعدة التخلص من كل ما يعيق الوصول الى التكامل شكل رؤيا ديكتاتورية قامت على قاعدة ان ما يراه هو أكان شخصا او فئة او طبقة هو مطلق الصحيح وبالتالي ارتأى ان التخلص من كل ما هو خلاف رؤياه سيصل به الى التكامل في حين ارتأى الآخر ان التكامل طريق للوصول الى التفاضل وبالتالي فان الكل سيساهم في خلق الافضل وفرز الايجابي عن السلبي لصالح سيطرة الايجابي أيا كان اعتقاده بالإيجابي الا انه اعتمد على قبول الجميع للوصول الى ما يريد حتى لو اعتبر الجميع اداة لوصوله وسطوته وتحقيق اهدافه الا انه بالأساس لم يستثنى احدا او جهة او طبقة او فكرة بل فتح الابواب على مصراعيها لكل الريح لعلها تعصف وحدها بكل شيء وتمارس الفرز بين القمح الذي يريد والزوان الذي لا يريد ولكنه ايضا لم يلغي حتى الزوان بل ترك له الحق بمواصلة الحياة.
مأساتنا اننا لم نقرأ علم الرياضيات كعلم اجتماع وسياسة واقتصاد والا لكانت الامور جدا مختلفة فالرياضيات لغة لا تعرف النفي للآخر لخطورته واهميته أيا كانت مكانته فالصفر منفردا قد يتحول الى ارقام فلكية مع غيره واي تحريك للاماكن في عالم الارقام ينبغي له توخي الدقة وقمة الحذر فالتغيير في الارقام والخطوط بدن وضوح ودقة قد يذهب بالمغير ذاته الى الكارثة وبالتالي فنحن نجد مثلا ان العاملين في الارقام هم اكثر دقة بما لا يقاس من العاملين في الآداب وهذا ينطبق على متفرعات الرياضيات كالهندسة بكل فروعها والجبر وعلى سائر العلوم كالفيزياء والكيمياء وغيرها بل ان البعض يسمي الرياضيات بأم العلوم او سيدة العلوم كما ان الفلسفة علم العلوم فالرياضيات والفلسفة هما اعمدة اية حضارة يمكن لها ان تعيش على وجه الارض والامم التي لا تملك هاتين الدعامتين لا وجود لها بين حضارات الامم الحية.
هناك فرق شاسع بين علم الرياضيات وحسابات الدكاكين عند العرب فقد تكون احداث واشنطن واقتحام الكونغرس وما يجري في انتخابات الكنيست في دولة الاحتلال ومحاكمة نتنياهو مقابل طريقة ادارة الحكم عند العرب نموذجا, فقد ابتهج العرب لما جرى من قبل بضعة مئات من الغوغائيين في حادثة الكونغرس الامريكي معتبرين ان ديمقراطية امريكا انهارت ولم يروا ابدا كيف جرى التعامل مع الامر وكيف انتهى وكيف وجد ترامب نفسه امام البحث عن سبل لحماية نفسه من المسائلة بعد ان يخرج من البيت الابيض وكيف تراجع بكل السرعة عن فعلته ودعمه لما جرى من الغوغائيين تأييدا له, وكذا يجري الامر مع نتنياهو في دولة الاحتلال الذي يسعى بكل ما اوتي من قوة للاحتماء بديمقراطية دولة الاحتلال والعنصرية للإفلات من محاكمة الفساد ومع انه قاد دولته الى اربعة انتخابات في فترة قياسية ولازال يصر على التمسك بالحكم عبر الوسائل الديمقراطية ولا زالوا جميعهم يصرون علة نفس الطريق للتخلص منه دون ان يفكر أيا كان ولو للحظة بالانقلاب على الديمقراطية.
حسابات الدكاكين العربية لا علاقة لها بعلم الرياضيات وهي تماما كالفرق بين الديمقراطية والطغيان ففي دولتي الطغيان والعنصرية والاحتلال الولايات المتحدة واسرائيل هناك مؤسسة حقيقية راسخة وثابتة وقوية تعمل على تدميرنا ونهبنا والغاءنا ولكنها في نفس الوقت تحرص على حماية ذاتها وتقدمها وازدهارها وتقدم نفسها علنا وبكل وقاحة كدعاة وحماة للديمقراطية في العالم وكنماذج تحتذى ببناء المؤسسة الديمقراطية في حين يتبجح العرب بكل غباء عن قرب انهيارهم وعن فساد نتنياهو وسجن رئيس دولة الاحتلال ورئيس وزراءه وانتظار السجن لنتنياهو كما قد يحدث مع ترامب صباح يوم 21 يناير بعد ان يفقد حصانة الرئيس فقد يجد نفسه مطلوبا للعدالة بتهمة التحريض على العنف وهو وكما تقول تسريبات البيت الابيض انه بات يفكر بإصدار عفو رئاسي عن نفسه قبل ان تغادره الحصانة الرئاسية عدا عن انه لم يجد في الولايات الامبريالية من يؤيده سوى بضعة مئات من الغوغائيين في حين توحدت كل امريكا في مواجهته.
العرب تآمروا ولا زالوا على ذواتهم ودمروا ليبيا والعراق واليمن وسوريا وقسموا المقسم والمنهوب في فلسطين ولا زالوا يواصلون فعلتهم وبنفس الوقت يضحكون هازئين من ديمقراطية امريكا وفساد دولة الاحتلال في حين ان حسبة علمية واحدة ولحظة تأمل حقيقية واحدة قائمة على علم الرياضيات لا حسابات الدكاكين سنكتشف ان وحدنا من دون شعوب الارض من لا يحق لنا التحدث عن النزاهة والديمقراطية ما دام حالنا حال دكاكين حاراتنا التي لا تعريف لها الا على شاكلة دكانة ابو محمود وفي احسن الاحوال واولاده فكل مؤسساتنا ان وجدت هذا هو عنوانها وبالتالي فلا حياة لمن لا يرى " اعوجاج رقبته ".



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيبات وأمنيات
- تشييع جنازة القومية العربية علانية
- بلينكن ... رسول اسرائيل الوفي
- الجيل الخامس للحرب
- انهم يسرقون الأمل ... اننا نساندهم
- ضرورة إيقاع الحجر على العقل العربي
- استحضار الهزائم
- حفيدتي الأولى وبرنامج جو بايدن
- إنهم يحتفلون بالنصر ... إننا نلعن الهزيمة
- التجويع طريقا للتطبيع
- غياب الشعب ... تكريس الانقسام
- اننا ندفع ... اننا نقبض ثمن الوطن
- العرب بين فن الطبخ وفن السياسة
- نحن ومتلازمة إنكار الواقع
- الحرية تسك نقدها وليس العكس
- تضخيم الذات ... تسخيف القضية
- نحن وعبد الرحمن الراشد وجامعة العرب
- اننا نواصل القول ... انهم يواصلون الفعل
- مصيدة أوسلو ... اصطياد الأسد
- الإمبريانولوجي - القيمة الفائضة والإستعباد عن بعد -


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - رياضيات الأعداء وحسابات دكاكين العرب