ظاهرة الاحتباس الحراري

صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6781 - 2021 / 1 / 7 - 19:20
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

التقدم الصناعي الكبير الذي شهده كوكب الأرض انعكس سلبا على المناخ، فظهرت حالة سلبية بمناخ كوكب الأرض تدعى ظاهرة الاحتباس الحراري وهي رفع درجة حرارة مناخ الأرض بسبب تراكم الغازات الدفيئة في أعالي الجو، مما تسبب في ذوبان الجبال الجليدية بسرعة في القطبين وانحسارها تدريجيا، وهي التي تحافظ على توازن المناخ. كما تسبب هذه الظاهرة ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات. لقد لوحظ ارتفاع في درجة حرارة مناخ كوكب الأرض بمقدار 1 درجة فهرنهايت خلال المئة سنة الأخيرة . إن النشاطات الصناعية البشرية هي العنصر الرئيس في زيادة نسبة الغازات الدفيئة . وكذلك قطع أشجار الغابات الأستوائية ، وحرائق الغابات تزيد من ارتفاع كمية غاز ثاني اوكسيد الكربون في الجو ، وهو من اهم الغازات الدفيئة الضارة .
يقصد بالغازات الدفيئة هي الغازات التي تتجمع في أعالي الجو وتحبس الحرارة أسفل الغلاف الجوي وتمنع تسربها الى الفضاء، فتحجز حرارة الشمس بين سطح الأرض و الغلاف الغازي في الجو تماما كالبيت الزجاجي. وهذا له عواقب وخيمة على الحياة. اضافة الى ارتفاع منسوب مياه البحار وما يتبعها من اجلاء السكان من المدن الساحلية التي ستغمرها المياه. وارتفاع مستوى تبخر مياه البحيرات الذي يسبب ارتفاع في ملوحة مياه تلك البحيرات العذبة، وسوء الطقس و ازدياد العواصف والأعاصير التي تؤدي الى تدمير الحياة والممتلكات . وستزداد المشاكل الصحية بسبب زيادة الحشرات الإستوائية التي تكثر في المناطق الحارة كالذباب والبعوض وستنتقل الى الأماكن المعتدلة وتؤدي لزيادة الأمراض كالسكر والملاريا وضربات الشمس والاختناق والربو . وسيزداد الجفاف وتقل نسبة سقوط الأمطار وموت الكثير من المزارع والماشية .
يمكن تقليل ظاهرة الاحتباس الحراري بتعاون دول العالم الصناعية الكبرى عن طريق تنسيق تشرف عليه الأمم المتحدة مع التزام كامل بالقرارات الصادرة بهذا الشأن. أن تقليل استخدام الوقود الأحفوري مثل مشتقات النفط الخام بأنواعها، والتوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة حركة الرياح والأمواج البحرية والطاقة الشمسية وهي طاقة نظيفة خالية من ملوثات البيئة . كما ان استخدام الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء يرتبط بعوامل الأمان وحفظ النفايات النووية في أماكن لا تسبب التلوث عبر التسرب الإشعاعي ولا تضر بالبيئة والحياة .
كما يجب التفكير الجدي في اتخاذ اجراءات صارمة بتخفيض المواليد في دول العالم الثالث والفقيرة . واتخاذ الخطط الفعالة لتحسين ظروف البيئة الإقتصادية والزراعية والإكثار من زراعة الغابات وزيادة مساحاتها وتقليل قطع الأشجار .
ما هي أنواع الغازات الدفيئة الضارة ؟
أهم مصادر الاحتباس الحراري هي الغازات الدفيئة وهي :
غاز ثاني اوكسيد الكربون الذي يشكل 76% من إجمالي الغازات الدفيئة الخطرة والمسببة للإحتباس الحراري. ومن مصادر ثاني اوكسيد الكربون هو الإنفجارات البركانية، وتحلل النباتات الميتة ، و المتبخر من المحيطات ونواتج تنفس الحيوانات والبشر التي تتنفس الأوكسجين وتطرح ثاني اوكسيد الكربون الى الجو وحرق الأخشاب .
تلاشي غاز ثاني اوكسيد الكربون :
يتم التخلص من ثاني اوكسيد الكربون في الطبيعة لعمل التوازن عن طريق العوالق النباتية التي تعيش في المحيطات، وزيادة الكتلة البيولوجية بما في ذلك الحفاظ على الغابات والأراضي العشبية وجميع أشكال النباتات والأشجار وذلك في عملية التمثيل الضوئي وصنع الغذاء للنباتات بتفاعل ثاني اوكسيد الكربون بوجود ضوء الشمس داخل خلايا الكلوروفيل الخضراء في أوراق النباتات لصنع الغذاء وتطرح بدورها كناتج عرضي غاز الأوكسجين المفيد لتنفس الأحياء وإعادة التوازن الغازي في الغلاف الجوي للأرض، وهذه حكمة من الله لأدامة الحياة على الأرض لحاجة الأحياء إلى الأوكسجين للتنفس .
غاز الميثان
ويسمى بغاز المستنقعات، وهو من مجموعة الغازات الدفيئة الذي يشكل 13% منها . ينبعث غاز الميثان من خلال تحلل النباتات في حقول الأرز بوجه خاص لأنه يزرع في المستنقعات المائية بفعل البكتريا التي تحلل المواد العضوية في الأراضي الرطبة، ويتكون في أمعاء الكثير من الحيوانات . ويُنتَج غاز الميثان بسبب النشاط البشري من خلال استخراج ونقل الوقود الأحفوري، وينتج من المخلفات الصلبة واماكن دفن النفايات وتحلل الجثث للإنسان والحيوان، ومن تحلل مخلفات تربية الماشية والأنعام .
أكاسيد النيتروجين
تشكل الأكاسيد النتروجينية 6% من الغازات الدفيئة . وتصدر بشكل طبيعي من المحيطات وبسبب النشاط البكتيري في التربة، يساهم الإنسان في اصدار الأكاسيد النتروجينية باستخدامه الأسمدة الكيمياوية، وري المزارع بمياه الصرف الصحي المعالجة كيميائيا ، وينتج من عوادم السيارات والشاحنات والطائرات فتكون مصدرا للتلوث .
غازات أخرى
يوجد ما يقرب من 5% من الغازات الدفيئة تنتج من مصادر من صنع الإنسان، وهذه المصادر تشمل الهيدرو فلورو كربونات والبيرو فلورو كربونات وسداسي فلوريد الكبريت الذي يستخدم في الكثير من العمليات الصناعية المختلفة .
اما الدخان الأسود الكربوني الذي ينتج من محارق ونواتج عوادم المعامل الصناعية القديمة المعتمدة على حرق الوقود الأحفوري، فهذه من المصادر الملوثة للبيئة والمناخ وتسبب اختناق السكان والربو والتهابات الجهاز التنفسي في المدن المزدحمة مثل الهند والصين والبرازيل، كما أنها تسبب الاحتباس الحراري .
يجب تكاتف دول العالم الصناعية بمكافحة التلوث البيئي وتقليل استخدام الغازات الدفيئة في الصناعة وتعويضها بوسائل أخرى لا تسبب ضررا ولا تلوثا في المناخ والبيئة .

#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات