أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سيار الجميل - لبنان: حرب نظام أم كسر عظام ؟؟














المزيد.....

لبنان: حرب نظام أم كسر عظام ؟؟


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 1617 - 2006 / 7 / 20 - 12:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في كل مرحلة من التاريخ لنا نحن العرب مهرجان دم وتدمير .. يأخذنا نحو الخراب والدمار !! في كل مكان وزمان ندفع نحن بأنفسنا إسرائيل لتنفيذ خططها في التدمير ! بل ان ثمة طابور خامس قد اخترق مجتمعاتنا وبلداننا وهو يؤجج نار الحرب بمسميات عربية كي يستخدم العرب وقودا من اجل أهداف لا يمكن تحقيقها في هكذا ظرف زماني وفي هكذا واقع مكاني .. اسأل : لماذا نبكي اليوم لبنان ؟ ولماذا يصفق آخرون للمأساة ؟ من فوّض الربابنة الجدد في أكثر من بلد عربي أن يدّمروا بلداننا بلهيب عواطفهم وهوس تفكيرهم وقلة حيلتهم وانعدام مرونتهم ؟؟ لماذا ينقسم العرب ثانية بين من يهّلل للمواجهة في مثل هذا الوقت وبين من يتألم لما حلّ بلبنان في اقل من اسبوع ؟ وهل يريد اللبنانيون كلهم ان يعيشوا هذا المهرجان الصعب لوحدهم ؟ هل كان لبنان قد استعدّ لمثل هذا الصراع ؟ هل علم الناس ان رد الفعل سيكون بمثل هذه القساوة ؟ اذن ، ما هدف هذا الصراع بهذا الوقت بالذات ؟ ولماذا لم يدرك كل من يؤيد هذه " الحرب " حجم نحر لبنان من دون شعارات لم تزل تأخذنا من هزيمة الى أخرى ؟؟
نعم ، ما الذي سيجنيه العرب من هذا العدوان الغاشم على لبنان في مثل هذه الاونة الحرجة ؟؟ من الذي يسيئ الى حياتنا العربية وسياستنا التي هي بأمس الحاجة الى التلاؤم لا الى الانقسام ؟ من الذي يتدخّل في شؤوننا بكل وقاحة وباشكال مباشرة من دون ان يرتدع ولا ان يستحي ؟ انظروا ما الذي يجري في العراق ؟ وانظروا ما الذي سيجري في صنوه لبنان ؟ ان الكل يعترف بمخاطر اسرائيل ، وان حربها اليوم ضد لبنان لا معنى لها ـ على حد توصيف الاخ عبد الرحمن الراشد ـ .. وعلى لبنان أن يعي بأن ما يجري يعد بمثابة انتحار تاريخي لابد ان يتراجع عنه من اوقده .. لا ان يزيد من عناده بعد كل هذا الخراب ، ويجد من يطّبل أو يزّمر له !
على العرب أن يعيدوا التفكير ، ويكونوا اكثر عقلانية في قياس الامور ويفكروا في النتائج المأساوية والمصير القادم .. انني اعلم بأن العرب رسميا وشعبيا ينقسمون اليوم الى قسمين اثنين اولهما ينساق وراء عواطفه الساخنة التي تذكيها درجة وطنيته وشعاراته والتزامه بـ " المقاومة " في تأييد الاسباب مهما كانت النتائج . وثانيهما يحتكم في وطنيته للحكمة والعقل والمرونة في معارضة التبريرات وقياس ما سيترتب على الاحداث غير المتكافئة من نتائج كارثية .. ان هذا الانقسام واضح جدا لدى الرأي العام ، يعّبر عنه ليس في اجتماعات الدول العربية ، بل في ادبيات واعلاميات ومواقف قوى واحزاب ونخب ..
لا اقول ان اسرائيل ستكسب الجولة بمثل هذا العدوان او ذاك كما تكسب دوما ، ولكنها تريد كسر عظام المنطقة لأوهى الاسباب .. وعليه ، فان التناطح معها لا يجدي نفعا ابدا ، بل لابد من كسب العرب الجولة السياسية دوليا بوضع الكرة دائما في ملعبها .. ان الصراع اليوم ليس صراع وجود ، فلقد كسبت اسرائيل الجولة مذ اعترف العرب بها في مؤتمر مدريد .. ان العرب بحاجة الى ان يكونوا فنانين في ادارة الازمات وكيفية التعامل معها على اسس تجارب الصراع العربي الصهيوني السابقة ! ولكن علينا ان نعترف بأن المشكلة لم تعد عربية صرفة ، اذ دخلتها عناصر اقليمية اخذت على عاتقها اذكاء الحرب في كل المنطقة .
وانني اسأل : هل تريدون حرق لبنان .. هذا البلد الجميل لاسباب سوف لن تجعلكم ابطالا في عصر بات الكل يبحث عن مصالحه ومنافعه ؟ هل ترضون ان يبقى لبنان مخترقا تعبث به ارادة هذا ومخططات ذاك ؟ هل تقبلون ان يتحّول من جديد الى بركة دم مشتعلة لسنوات طوال قادمة ؟ هل تنفع لبنان هوس الخطابات واستعراض العضلات وتوهم الانتصارات ؟ الى متى يبقى العرب ضحية الشعارات والاوهام .. وهناك من يغذي نيرانه المشتعلة ؟! وأسأل : ماذا كنتم تتوقّعون من اسرائيل ؟ هل سيقف العالم معكم في مثل هذه المغامرة التي لا معنى لها غير خراب لبنان ؟ هل التصريحات الصارخة ستبني لبنان ؟ الى متى يدفع الاثمان الغالية والاخرون يتفرجون على مآسيه؟ انني اذكر في واحدة من زياراتي لبنان عام 1996 كيف قصفت اسرائيل محطات توليد الطاقة الكهربائية وكنت بالسيارة قريبا منها .. وعاشت مدن لبنان في ظلام دامس زمنا طويلا نتيجة استفزازات التي لا علم للحكومة اللبنانية بها !!
انني اتمنى على الجميع ان يحّكم العقل في معالجة هذه الظروف الصعبة ، وان يقف الجميع ليقولوا : كفى لهذا الترويع الهمجي الناتج عن صناعة مخطط للتوترات .. وكفى التدخّل بشأن لبنان ؟ دعوه يعيش بسلام ، فلقد اعطى الكثير .. دعوه يقرر بنفسه من دون أي وصاية .. واقول لاسرائيل : كفى ايذاء للبنان ولمصالحه الحيوية .. وكفى ضربا لبنيته التحتية وعدوانا على شعبه بالطائرات .. وكفى اختراقا لاجوائه وسمائه وضربا لاهله وارضه وشعبه الذي ليس مسؤولا ابدا عن هذا المهرجان .. دعوا لبنان للكلمة المبدعة والاغنية الصادحة والقصيدة الجميلة والوجوه الباسمة وللمدن الحالمة .. دعوه يسترجع عافيته بعد سنوات تلك الحرب الاهلية القاسية .. دعوه ، فهو الرئة الحقيقية التي تتنفس بها المنطقة منذ ازمان ، فهل ستحقق امنياتي الطيبة ؟ انني اشك في ذلك



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقليات الدينية في العراق .. لماذا تضطهد ؟؟
- اصلاحات جذرية يحتاجها العراق !!
- صاحبة الجلالة أقوى من قبة البرلمان !!
- من تصدير ثورة إلى استيراد ديمقراطية
- العراق: لماذا تشّوهون تاريخه وجغرافيته؟
- العراق ليس خارطة بريطانية !!
- ذبول العقل العربي: شراسة اليوتوبيا وصراع الاضداد..
- الكهّان الجدد .. ورجال التابو...متى تخرجون من الشرانق المتيّ ...
- من ينقذ البصرة : فينيسيا الشرق القديم ؟؟
- هل ثمة غرفة عمليات أمنية لدى الحكومة الجديدة ؟
- هل المنطقة فوق فوهة بركان ؟ بعيدا عن الحرب العراقية الإقليمي ...
- الانغلاقات السياسية متى يتخلّص منها العرب؟
- مقاطع واضحة!!
- الرسالة وصلت
- العراق من منظور تأصيلي
- العراق غير قابل للتقسيم
- محاضرة الدكتور سّيار الجميل بمنتدى دراسات المستقبل بوردو / ف ...
- الديمغرافية السكانية : اللحظة الثالثة
- فضائيات عقيمة : اعلاميون مضللّون ومتكلمون بدائيون
- فوضى الابعاد : العراقيون .. هل يصعدون نحو الهاوية ؟


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سيار الجميل - لبنان: حرب نظام أم كسر عظام ؟؟