أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رشيد غويلب - في بلدان أوربا الديمقراطية / إيطاليا: العبودية المعاصرة تطبع حياة عمال المزارع














المزيد.....

في بلدان أوربا الديمقراطية / إيطاليا: العبودية المعاصرة تطبع حياة عمال المزارع


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 6780 - 2021 / 1 / 6 - 22:38
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


وباء كورونا استهدف أساسا الأضعف في جميع أنحاء العالم، والأمر في إيطاليا لا يختلف. هناك يسمى الأضعف „بغير المرئيين”. وهؤلاء هم في بالأساس عمال المزارع الذين يكدحون مقابل أجور الجوع، ولا يملكون تأمينا صحيا ولا عقود عمل نظامية، وبالتالي يتم استغلالهم بلا خجل من قبل أرباب العمل، الذين تتطلب الدقة تسميتهم بمالكي العبيد في القرن الحادي والعشرين.
لقد أجرت نقابة العمال الزراعيين FLAI Cgil أخيرا تحقيقًا كشف عن أرقام مروعة. ووفقًا للتحقيق، فإن 39 في المائة من جميع عمال المزارع ليس لديهم عقود عمل نظامية؛ وأكثر من 300 ألف عامل (معظمهم من مواطني بلغاريا ورومانيا والأفارقة والهنود) يعملون رسميًا لمدة تقل عن 50 يومًا في السنة ويتقاضون أجرًا يوميًا يتراوح ما بين 20 - 30 يورو، مقابل ساعات عمل تصل إلى 12 ساعة من العمل الشاق يوميا. وفي بعض الحالات، تم تسجيل أجور منخفضة تصل إلى 1.50 يورو في الساعة. وتحصل النساء على أجور تقل بنسبة 20 في المائة عن أجور زملائهن من الرجال. إنه نظام استغلال معقد يمتد من العمل في الحقول الى التسويق في المتاجر الكبرى، ويعرف في إيطاليا بـ”المافيا الزراعية”. وفقًا لمعهد Eurispes للأبحاث، بلغت الأرباح في عام 2018، 24.5 مليار يورو. ويتم “كسب” هذه المليارات بمعنى الكلمة ً على حساب مئات الآلاف من العمال الزراعيين “غير المرئيين”.
هذه المشاكل معروفة في إيطاليا منذ عقود. وتدعو النقابات العمالية والأحزاب اليسارية مرارًا وتكرارًا إلى اتخاذ تدابير فعالة لمكافحة ظاهرة التشغيل غير القانوني واستغلال العمال في الزراعة. لقد تم تمرير عدد من القوانين، لكنها في النهاية لم تحقق الكثير، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن العمال، الذين غالبًا ما يعيشون بشكل غير قانوني في إيطاليا يكونون عرضة للابتزاز.
وفي الربيع الفائت، أصدرت وزيرة الزراعة الحالية، تيريزا بيلانوفا، التي كانت في السابق عاملة زراعية، قانونًا، يفترض حسب تعبيرها: “يجب أن يجعل في النهاية، غير المرئي مرئيًا “. ولكن سرعان ما تبين أن هذا القانون ذو تأثير محدود، وأن عدد “الذين أصبحوا مرئيين” كان أقل بكثير من الـ 300 ألف الذين وعد ت الوزيرة بجعلهم مرئيين.
وتشير التقديرات إلى أن قرابة 15 بالمائة فقط من العاملين في المزارع غير المسجلين قد تقدموا بطلبات “تسوية”. ولا يمكن توقع عدد الذين سيحصلون على قرار إيجابي. ويشرح باتريك كوندي من جمعية نقابات القاعدة اليسارية، الأمر على النحو التالي: “القانون يشمل قطاعات الزراعة وتربية الماشية، وأيضًا رعاية المسنين في القطاع الخاص. وللحصول على تصريح إقامة، يجب أن أثبت أنني عملت في أحد هذه القطاعات. وبما أنى اعمل بلا وثائق رسمية، من الصعب الحصول على الوثائق المطلوبة، لأن رب العمل الذي ارتكب جريمة جنائية، لن يعترف بها “.
خصوصا خلال انتشار وباء كورونا، استمر وضع عمال المزارع في التدهور. نظرًا لأنهم يعيشون عادةً بشكل مجاميع في أماكن مغلقة في ظل ظروف صحية مدمرة، يمكن أن تنتشر العدوى بسرعة. وإذا كانوا “غير مرئيين”، فليس لهم الحق في الحصول على العلاج الطبي؛ وسيضطرون حتى إلى شراء الكمامات بأنفسهم، لأن أرباب العمل لا يوفرونها لهم. وفي العديد من معسكرات وثكنات السكن، يُترك عمال المزارع يواجهون مصيرهم منفردين، ويحدث هذا أكثر من السابق.
وهذه الظاهرة لا تنحصر في الجنوب الإيطالي، كما يعتقد البعض. في الآونة الأخيرة، كانت هناك حالة في توسكانا “المتحضرة” حيث احتفظ مالك الأرض بعشرة عمال كعبيد. وعندما مات أحدهم و “رمى” المالك جثة العامل، انكشفت الجريمة. لقد جعل الوباء الوضع أكثر سوءا. فليس هناك عمال مزرعة يقدمون الآن إلى إيطاليا بشكل قانوني، أي أن “المهاجرين غير الشرعيين” يتعرضون لاستغلال أكثر “، كما يقول كوندي.
منطقة أخرى أصبحت فيها الظاهرة حادة جدا، هي جنوب روما، حيث انتشرت بشكل كبير “المافيا الزراعية” في السنوات الأخيرة. يعمل هنا بشكل رئيسي الهنود. قبل بضعة أشهر، أصبح معروفًا أن مالكي المزارع يغمسون المواد المنشطة في طعام العمال سراً لجعلهم أكثر قدرة على تحمل العمل البدني الشاق. ومع تكرار حوادث العمل المميتة، تواجه شكوى العمال بأرسال البلطجية، والمعروفة بـ „فرق العقاب” لترويض “المتمرد” باستخدام العنف الشديد.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في عام كورونا والأزمات المتعددة قوى اليسار العالمي.. رؤية وا ...
- أطاحت برئيسين ولا زالت تتفاعل / الحركة الاحتجاجية في بيرو طب ...
- الشباب الأكثر تعرضا للمخاطر / فرنسا: قرابة 400 ألف مشرد
- عودة إلى تراث الفاشية والجريمة/ إسبانيا: دعوات لإبادة قوى ال ...
- بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب / زعيم الشيوعي الفرنسي: ...
- الحزب الشيوعي خاض الانتخابات بتحالف جديد / فنزويلا: أكثرية ا ...
- في مواجهة السياسات العنصرية والتجاوز على حقوق العاملين / احت ...
- ماركسية انجلس * / (في الذكرى المئوية الثانية لولادة فريدريك ...
- على الرغم من مخاطر اندلاع أزمة مالية جديدة / قمة مجموعة العش ...
- بيرني ساندرز: خيار للحفاظ على ديمقراطيتنا
- كتل الفساد تطيح برئيس البلاد /عزل رئيس جمهورية بيرو من منصبه
- الناخبون يطوون صفحة من ارث الدكتاتورية الفاشية/ أكثرية تاريخ ...
- على الرغم من تحريض ترامب البغيض / «الفرقة التقدمية» في الكون ...
- تسببوا في تشويه صورة المهاجرين المسلمين / الإرهابيون ينشرون ...
- انتفاضة تشرين في مواجهة مساعي الاحتواء والانهاء
- غدا يتوجه الناخبون الى صناديق الاقتراع / حول دور اليسار في ا ...
- بعد اعلان النتائج النهائية / مهام صعبة تنتظر الرئيس البوليفي ...
- أمريكا اللاتينية ونهاية سنوات التراجع والانقلابات الناعمة / ...
- القضاء المستقل يدين المتسلطين / أثينا: الحزب النازي منظمة إج ...
- لمواجهة تراجع اليسار والخسارة الانتخابية / الشيوعي التشيكي ع ...


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رشيد غويلب - في بلدان أوربا الديمقراطية / إيطاليا: العبودية المعاصرة تطبع حياة عمال المزارع