أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - ميري كريسماس … يا مصر














المزيد.....

ميري كريسماس … يا مصر


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6775 - 2020 / 12 / 30 - 11:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


Facebook: @NaootOfficial

يتجددُ اللقاءُ مع أدعياء الفتن في مثل هذه الأيام من كل عام مع أعياد الكريسماس يتفنّنون في ضخ النكد في القلوب قبل استقبال العام الجديد. ومصرُ، من بين جميع أراضي الله، حريٌّ بها أن تقول لكلّ شعوب العالم: “ميري كريسماس”. فهي الأرضُ الطيبة التي استقبلت الطفلَ الجليل، وأمَّه البتول، والقديس يوسف النجار، حين فرّوا من هيرودس قاتل الأطفال بفلسطين، إذْ أراد قتل السيد المسيح طفلا، عليه وعلى أمّه السلام؟ الطفل المقدّس الذي سوف يكبر ليغدو رسولَ السلام للإنسانية كافة، "يجول يصنع خيرًا"، بعدما طوّبه اللُه بالسلام عليه: "يومَ وُلِد ويومَ يموتُ ويم يُبعثُ حيّا". أرضنا الطيبة كانت لتلك العائلة المقدسة: "ربوة ذات قرار ومعين". جالت فيها سيدةُ الفضيلة فتفجّرت تحت قدميها عيونُ الماء، وشقشقت زهورُ البيلسان، فامتلأت أرضُ مصرَ بالبركة والنور والخصب الذي لا يبور.
طافت العائلةُ المطوّبة من شرق مصر إلى غربها إلى جنوبها؛ قبل أن تعودَ من حيث أتت. سافرت العذراءُ ووليدها من فلسطين داخلين مصرَ من "رفح"، ثم "العريش". ومنها إلى "فرما"، محطتهم الأخيرة في أرض "سيناء" الطيبة. بعدها دخلوا "تل بسطا" وهي مدينة صغيرة كانت تسمى وقتئذ "مدينة الآلهة"، جوار الزقازيق الراهنة. واستأنفوا الرحلة حتى وصلوا إلى "مسطرد" ثم "بلبيس" ثم شمالا نحو "سمنّود" ثم غربًا نحو "البُرّلس" ثم "سخا". ثم عبرت العائلة المقدسة ضفة النيل الغربية نحو الشرق ونزلت في "وادي النطرون". بعدها دخلوا منطقة "المطرية" و"عين شمس". ومازالت هناك شجرة عتيقة اسمها "شجرة مريم" حيث تفجّرت هناك بئر ماء روت السيدة العذراء وطفلها. ثم ارتحلت الأسرةُ إلى "الفسطاط" وهي المنطقة المعروفة باسم "بابليون" بمصر القديمة حيث اختبئوا في مغارة محلّها الآن كنيسة "أبو سرجة" الأثرية. بعدها دخلوا منطقة "المعادي" ومكثوا في البقعة التي صارت الآن كنيسة "السيدة العذراء" بالمعادي. ثم سافروا جنوبًا نحو صعيد مصر ومكثوا برهة في قرية "البهنسا". ثم ارتحلت العائلة المقدسة جنوبًا نحو “سمالوط” ومنها عبرت النيل شرقًا حيث "جبل الطير" ودير السيدة العذراء. ثم عبروا من جديد من شرق النيل إلى غربه حيث بلدة "الأشمونيين". ثم ساروا جنوبًا حيث قرية "ديروط" التي مكثوا بها عدة أيام. بعدها دخلوا مدينة "القوصية" ثم غربًا حتى قرية "مير". بعدها دخلت العائلة الطيبة منطقة "دير المحرّق"، وهي أهم محطّات الرحلة المقدسة التي استقرّت بها العائلة قرابة الشهور الستة، وبُنيت حول الغرفة التي سكنتها العذراءُ ما يُعدُّ أقدم كنيسة في العالم، إذ كان السيد المسيح طفلا لم يُكمل الرابعة من عمره. ثم كانت محطتّهم الأخيرة في "جبل درنكة" بأسيوط حيث سكنوا مغارة قديمة. لتبدأ بعدها رحلة العودة إلى أرض فلسطين.
طوال تلك الرحلة كانت أرضنا تذوب حبًّا ورحمةً لتلك الفتاة التي اصطفاها الله من بين العالمين لتحمل في أحشائها، من دون رجل، هذا الرسول المطّوب، ليكون وأمّه آية للعالمين. تتفجر عيون الماء في الصحراء القاحلة، وتنبتُ الزهورُ من بين طيّات الصخور. ويتساقط من النخيل الرطبُ شهيًّا ريّانًا فوق كتفيها المجهدين بالسفر والخوف على وليدها من بطش الشرير. لهذا بارك الكتابُ المقدس أرضنا الكريمة التي استقبلتها بالحبّ، وبارك شعبها الطيبَ الذي أحسن استقبال الطيبين، فقال: “مباركٌ شعبي مصر".
هل يجوز بعد كل هذا التاريخ الذي سطرته مصرُ في قلبها للسيد المسيح وأمه البتول، أن يكون لبلد آخر عروةٌ وثقى ورباطٌ أزلي أبدي يربط الأقباطَ بأرضهم مصر، التي سمّاها أجدادنا الفراعنة "ها كا بتاح"، أي "منزل الروح"، ومنها اشتقت كلمة "قَبَط"، التي صار نطقُها "إيجبت"Egypt؟!
في جريدة "المصري اليوم" بتاريخ 2 يناير 2012، كتبتُ مقالا عنوانه "ميري كريسماس رغم أنفهم"، وكنتُ أعني "أنف" المتطرفين الغلاظ الذين أفتوا بحرمة أن نقول لأشقائنا: "ميري كريسماس". وفي العام التالي كتبتُ مقالا عنوانه: “ميري كريسماس كمان وكمان"، وفي 2015 كتبتُ: "ميري كريسماس رغم غلاستهم!"، ثم "ميري كريسماس ولو كرهوا" عام 2016، وفي 2017، كتبتُ: “ميري كريسماس يا سامح"، و"سامح"، هو الشيخُ الطائفيُّ "سامح عبد الحميد" الذي يصرخ هو وأشباهه كلَّ عام بملء ضجيجهم مُحرّمًين تهنئة المسيحيين في أعيادهم والترحّم على موتاهم! وفي يناير 2020 كتبتُ مقالا عنوانه: “ميري كريسماس بأمر الحب وحمى القانون". واليوم أقول لكل أقباط مصر، مسيحيين ومسلمين: “ميري كريسماس يا مصر" التي شعبُكِ في رباطٍ إلى يوم الدين، ولو كره الكارهون. اللهم اجعل 2021 أطيب من سابقه. “الدينُ لله، والوطنُ لمن يحترم أبناءَ الوطن.”
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجميلةُ … كلّ عامٍ وأنت جميلة!
- عصفٌ ذهنيٌّ عن أمراض الكبد في الجلالة
- باقي صدقة … الذي مصرُ تعيشُ فيه
- عمّ نجيب … لقاءٌ أولُ .. لقاءٌ أخير
- صندوق تحيا مصر … هاتريك!
- أوركسترا وطني بقيادة المايسترو عبد الفتاح السيسي
- واحد من المصريين
- الوصية … اعرفْ جيشَك
- الذبائحُ
- أضواء -سوهو- … نبوءةُ مصرَ للنور
- أولُ لصٍّ … أولُ مفتاحٍ ... في التاريخ
- فاروق الجوهري …. مايسترو الخطوط والألوان
- شمعةٌ مصرية ضد البغضاء
- في الهالوين … يكبر الأطفال ويحبّون العالم
- معجزةُ الأسمرات …. مدينةُ الأميرات
- جانا نهار وقدر يدفع مهرها … ثلاثةُ متاحفَ مصرية
- عيد ميلاد -دولة الأوبرا- المصرية
- مهرجانُ الجونة … رسالةُ مصرَ للعالم
- دموع جمال الغيطاني … في باريس
- بانوراما السِّحر في سيرة حبّ بليغ


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تشن 6 هجمات بالطيران المسير وصا ...
- شاهد.. رجل يطلق النار على كاهن أثناء خطبته في إحدى الكنائس ا ...
- بعد رد حماس .. -عودة الروح- لمفاوضات الهدنة وإطلاق الرهائن؟ ...
- “شوف جايزتك قد ايه”.. إعلان مشيخة الأزهر عن نتيجة مسابقة شيخ ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا منصة لوياثان الغازي ...
- المقاومة الاسلامية في العراق.. صواريخ -الأرقب- تدك ميناء عسق ...
- ولاية بنسلفانيا.. رجل يعتدي على قس في الكنيسة والعثور على جث ...
- ثبتها بخطوات بسيطة… تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد على ناي ...
- مستشار الرئيس الفلسطيني: جماعة الإخوان تتاجر بالقضية الفلسطي ...
- إيطاليا.. المسلمون في مونفالكوني محرومون من مسجد


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - ميري كريسماس … يا مصر