أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ليلى الصفدي - عن الجولان المنسي وعقدة الدونية لدى المثقف السوري















المزيد.....

عن الجولان المنسي وعقدة الدونية لدى المثقف السوري


ليلى الصفدي

الحوار المتمدن-العدد: 1616 - 2006 / 7 / 19 - 13:19
المحور: الصحافة والاعلام
    


لماذا النهار؟؟!
عن الجولان المنسي وعقدة الدونية لدى المثقف السوري

بفرح طفولي رحت أفكر عندما علمت بأسبوع السينما السورية في مجدل شمس في مركز فاتح المدرس حين اخبرني صديق في دمشق أنهم سيرسلون لنا مجموعة من الأفلام السورية وستعرض ما بين الخامس حتى التاسع من شهر حزيران، فرحت بالخبر كمن وجد ضالته، ورجعت بي الذاكرة لأيام سينما "الشام" و"الكندي" ولسلسلة من الأفلام العالمية والسورية ولأجواء مهرجان دمشق السينمائي، وطلبت من صديقي عنوان احد المخرجين المشاركين لأبث له فرحي بهذه التظاهرة وبهذا التواصل الرائع، دائما كنت أؤمن أن التواصل الثقافي مع الوطن هو الشرط الأساسي لتفعيل ودفع المسيرة الثقافية في الجولان ولتعميق الشعور والانتماء الوطني ذاته، الثقافي الذي يضم.. ويتخطى الألم والهزيمة، فالمثقف السوري أو المبدع السوري يعيش الهزيمة بكل جوارحه كما قال ياسين الحاج صالح:
"في الثقافة عيشت هزيمة حزيران كحدث متجدد دوماً، معاصر لنا في كل وقت. بذلك لم تعد الهزيمة حدثاً تاريخياً بل شرطاً ثقافياً. قد يناسب أن نسميه التسمم بالهزيمة. فالهزيمة التي أُنكرت على مستوى السلطة ستضفى عليها صفة الإطلاق على مستوى الثقافة، ستغدو هي ذاتها ثقافة. كان المثقفون، وما برحوا، يدفعون ثمن الكوارث التي تتسبب بها سيادة العار".
التواصل مع الثقافة والألم.. التماهي معها وقبولها، وعدم التعامل معها بفوقية وعنجهية البعيد، هذه نقطة جوهرية... فهذا الوطن يعنيني وآلامه آلامي وتاريخه بكل ما يحمل من انتصارات وهزائم هو تاريخي، الإحساس رغم كل هذه السنوات والقطيعة أن المواطن السوري يشبهني له أحلام تشبه أحلامي.
هذا ما يظهر واضحا في السينما السورية، فهي توثيق للألم، للذاكرة، للهزيمة التي نحاول تناسيها، وهي حضور الحلم بين ثنايا الواقع المثقل بالثبات.
كتبت رسالة إلى المخرج عمر أميرالاي.. اخبره بفرحي، وبان هذه الخطوة مهمة لتعزيز التواصل، وبالفعل جاءتني رسالة منه تقول: "العزيزة ليلى، أعتذر عن تأخري في الردّ على إيميلك لغيابي خارج البلد. بالفعل إنها فرصة رائعة لنا نحن بالأحرى، أبناء الضفة الأخرى من الشريط، كي نصل ما انقطع بيننا على مدى أربعة عقود، ولأسباب لا يكفي أن نقول بأنها كانت خارجة عن إرادتنا كي تعفينا من مسؤوليتنا في جعلها أمراً واقعاً يعيب ذاكرة الوطن. يسعدنا طبعاً تغطية صحيفتكم لهذه التظاهرة ونحن على استعداد لتزويدكم بكل ما تحتاجون إليه من مواد تعزّز هذه التغطية".
مع خالص المودّة
عمر
طبعا فرحت بهذه الرسالة، وكخطوة أولى للتواصل بعثت بمجموعة من الأسئلة بعد انتهاء عروض الأفلام التي حضرت منها أربعة أفلام، إضافة لأفلام أخرى كنت قد شاهدتها خلال إقامتي في دمشق، وعلى سبيل الدعابة طلبت من صديقي أن يتوسط لي عند المخرجين عمر ومحمد وأسامة للإسراع في الإجابات كي أتمكن من نشرها في العدد القادم من بانياس، وكنت على ثقة بان الرد سيأتيني بعد أيام.
عند تأخرهم بالرد بادرت في سؤال الصديق ياسين عن سبب التأخر فاخبرني أنهم بصدد نشر الحوار الذي جرى بينهم وبين المركز في صحيفة النهار، عندها أبديت انزعاجي من التناقض الغريب والملفت بين رغبتهم الكبيرة في التواصل مع الجولان وبين اختيارهم لجريدة لبنانية لنشر اللقاء فيها، هذا طبعا "مع الاعتراف بأنني جريدة متواضعة وبعضاً من مثقفينا الأشاوس يعتبرها "صفراء وهزيلة" أمام جريدة كجريدة النهار".
قال لي: "لا أنهم مصرون على النهار لأنها تصل لعدد كبير من القراء، وليس هناك أي أمور شخصية".
احترم جدا شخصا كياسين الحاج صالح عندما يحاول تهدئة الأمور واحترم حرصه على عدم انزعاجي من ثلة من مثقفينا السوريين الذين كنت قد كتبت لهم نداء منذ فترة، علهم ينهضون من رقادهم ويدخلون أكثر في وعي قضاياهم الوطنية الكبرى.. ويخرجون قليلا عن لهجة التقصير الرسمي السوري، فبرأيي الكل مقصرون... عندما يعكف أكثر من نصف فنانينا على إنتاج المسلسلات التلفزيونية التاريخية ويتجاهلون قضاياهم العينية.. عندما يجند مخرجونا جيوشهم الجرارة لمقاتلة الكواسر.. والروم!! دون ذكر ولو لمرة واحدة لاسم الجولان وقضية الجولان وكأنها خارج حياتهم وخارج وعيهم!!! وفي النهاية يعتبرون الذنب ذنب السلطة!!!!!!!! هذا الكلام ممكن أن نقبله بالنسبة للمواطن العادي واللامسيس، ولكننا لن نقبله بالنسبة "للمثقفين"، فالمثقف لا ينتظر السلطة لتفهمه قضاياه و "تعلمه" الاهتمام بها، يبدو لي الآن كلام الكاتب ياسين الحاج صالح غريبا نوعا ما، "فالهزيمة التي أنكرت على مستوى السلطة ستضفى عليها صفة الإطلاق على مستوى الثقافة"، إذا كان يقصد هزيمة 67 بالتحديد، برأيي كان يجب أن ترتبط هزيمة الـ 67 بالجولان بشكل تلقائي، كيف عاشوا الهزيمة بكل هذا القدر ولم يعيشوا الجولان كتجسيد واقعي لهذه الهزيمة، وكل محاولاتهم لبناء جسور من نوع ما تنهار حتى قبل أن تبدأ.
في محاولة أخري لي عدا عن النداء الذي وجهته للمثقفين والناشطين السوريين، كنت قد بعثت برسالة إلى 70 مثقفا سورياً شرحت لهم رغبتنا الصادقة ببناء علاقة صحية تحاول دمج الجولانيين بأبناء وطنهم، ولكن للأسف لم أتلق إلا عددا قليلا من الردود ومن التفاعل بهذا الموضوع، يبدو أن الكسل والخدر واستبطان الهزيمة قد استشرى بمثقفينا السوريين، حتى النشيط منهم يسارع إلى الصحف اللبنانية، حجته الظاهرية في ذلك أنها واسعة الانتشار، ولكني استغرب كيف ينطلي على المثقفين تجاهل اللبنانيين لهم (إلا في سياق مهاجمة النظام السوري)، لماذا هذه الركض وراء الإعلام اللبناني، مع العلم انه لم ينصف حتى المؤيدين له، والملاحظ البسيط يدرك الفوقية التي يتعامل بها أغلبية اللبنانيين، حتى مع المثقفين والمعارضين السوريين، واستغرب أكثر لماذا يهتم كاتب وصحفي كـ "حسان شمس" بنشر اللقاء الذي تم بين مركز فاتح المدرس ومجموعة المخرجين السوريين في جريدة النهار؟!! مع العلم أن المعني الأول في هذا التواصل، كما ادعى المخرجون أسامة محمد- عمر اميرلاي- محمد ملص هم الجولانيون !! ما هذا الانتشار الذي يبغونه؟ وما هي نسبة المواطنين الجولانيين الذين يتابعون جريدة النهار؟ أسئلة كثيرة تثير الاستغراب والاستهجان: هل "النخبة" الثقافية السورية لا تريد التواصل إلا مع "النخب" الجولانية؟ وإذا كان الأمر كذلك لماذا تم تجاهل أسئلة جريدة بانياس؟ هل هي جريدة صفراء لا تليق بالمخرجين الأفاضل؟ ثانيا لماذا تم التعامل مع رسالتي الأولى باهتمام مقبول في حين تم تجاهل الثانية؟؟!!
كانت لدي قناعة راسخة، تجاوزتها لحين لكني الآن أعود لها بقوة، ربما الفيلم أو القصة أو أي عمل فني هي أجمل ما يقدمه مبدع، هذا الإبداع يفقد رونقه وسحره في أول محادثة مع هذا المبدع، لأنه ربما يكون شخصا جد عادي.. وجد سطحي.. وفاقداً لاستقلال أحكامه...
يبدو أن عقد النقص تتحكم بمثقفينا في الجولان وفي الوطن أيضا، فالمثقف للأسف لا يكتسب مصداقية وشهرة إلا إذا نشر في صحيفة كـ "النهار"، ويبقى التعامل مع المحلي بقلة احترام مبطن وفوقية مُرة.. ويسوقون في تبريراتهم لعدم التعامل حججا واهية لا تنطلي على احد، لماذا بعد أن ينشر كاتب كحسان شمس في صحف خارجية لا يعارض أي من المواقع المحلية عندما تعيد نشر مادته عن كذا وكذا، هل الأسباب التي دعته لذلك تزول عندما يُمهر بجانب اسمه اسم صحيفة مشهورة، لماذا يرسل كتاب عرب مشهورون كياسين الحاج ياسين وبرهان غليون وابراهيم صموئيل ومحمد شاويش وزياد خداش وفاروق مواسي ورزان زيتونة ووليد ياسين وفلورنس غزلان... وفايز سارة وغيرهم موادا خاصة لبانياس.. وكذلك يخولونها نشر أي مادة لهم دون ذكر المصدر، بينما كاتب محلي لا يرضى أن تنشر له مادة إلا بعد أن تُجمرك بـ "النهار اللبنانية"، أهي عقدة احتقار المحلي، والتي تتوازى مع عقدة النقص تجاه الغريب؟ أم هي عقدة النقص تجاه المسيحي "المتفوق" والتي يكاد لا يسلم منها مثقف مسلم!!!
تبقى هذه أموراً محلية نفهم دوافعها الأساسية على مضض، أما أن يتم تجاهلنا من قبل مجموعة من المخرجين والمثقفين السوريين بشكل غير لائق فهذا يسبب المرارة ويعود ليؤكد عجز واستبطان الهزيمة لدى المثقف السوري، الذي يعيد إنتاج الهزيمة بطرق أكثر انهزامية وبعقد نفسية اخطر، المثقف لا يكفيه أن يكون معارضا ويربط الهزيمة بالتخلف الاجتماعي حتى يعد نفسه من النخبة.. وعندها تحتاج إلى صك عبور لتكلمه، بل يجب أن يبحث في عمق تخلفه أكثر.. أن يلاصق هموم شعبه وناسه.. وقضاياه.. بشكل عملي وفعلي وعياني.. لا في سماء التجريد..
ربما أرسل مقالي هذا لـ "النهار".. فـ "مثقفي" سوريا يلتمسون إذن الوجود هناك..



#ليلى_الصفدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات.. وحلم يطير...!!
- أشياء...
- سلمى والعصفور
- هل يسمع ناشطو سورية نداء رزان زيتونة؟!!
- علّ بعد الموت للدفلى.. يفيق الياسمين / هايل أبو زيد في أحادي ...
- هايل.. لماذا شيعتنا وبقيت..؟!
- حلم الزيارة / تقرير حول المعاناة الإنسانية لأهالي الجولان ال ...
- ديزني! الملعب الوحيد لأطفالنا 24 ساعة من أفلام الكرتون كيف ت ...
- العنف ضد النساء لمن تلتجيء المرأة المعنفة؟؟؟


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ليلى الصفدي - عن الجولان المنسي وعقدة الدونية لدى المثقف السوري