أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ماهر الشريف - انتفاضة أولى، وثانية وماذا عن الثالثة؟














المزيد.....

انتفاضة أولى، وثانية وماذا عن الثالثة؟


ماهر الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 6760 - 2020 / 12 / 13 - 22:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


في مثل هذا اليوم قبل 33 عاماً، اندلعت انتفاضة شعبية لم تكن مقطوعة الجذور عما سبقها من نضالات خاضها الشعب الفلسطيني منذ أن قامت القوات الإسرائيلية باحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة في حزيران 1967، بل جاءت، في الواقع، تتويجاً لسلسلة من أعمال المقاومة الشعبية التي لم تنقطع، والتي كانت تتخذ، في بعض الأحيان، شكل هبات أو انتفاضات، جزئية أو شاملة، مثّلت عملياً "بروفات" نضالية، تمرس الشعب خلالها على المواجهة وراكم من الخبرات والتجارب، على صعيد الوعي والتعبئة والتنظيم، ما جعله قادراً على تفجير انتفاضة كانون الأول الكبرى وضمان استمراريتها طوال فترة طويلة.

وقد تميّزت تلك الانتفاضة بطابعها الشعبي والديمقراطي، إذ شاركت فيها جميع فئات الشعب الفلسطيني الاجتماعية، كما تميّزت بمستوى تنظيمها العالي، وبأساليب نضال غير مسلحة متوافقة مع طبيعة المناطق الفلسطينية المحتلة، نجحت في تحييد جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأدت إلى تصاعد المعارضة الإسرائيلية لسياسات الاحتلال، وفرضت على حكام إسرائيل عزلة دولية كبيرة، ونجحت في أن ترسم لنفسها أفقاً سياسياً تمثّل في شعارَي "الحرية والاستقلال"، حرية شعب فلسطين واستقلاله في دولة مستقلة حددت فعالياتها، قبل أن تتبنى منظمة التحرير الفلسطينية "إعلان الاستقلال"، حدود هذا الاستقلال في الضفة الغربية وقطاع غزة القدس الشرقية، مع التمسك بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم.

في 28 أيلول 2000، تبيّن أن السلطة الفلسطينية، بعد سبعة أعوام على "اتفاق أوسلو"، لم تسيطر على أكثر من خمس مساحة الضفة الغربية وعلى ثلثي مساحة قطاع غزة تقريباً، بينما تواصلت عمليات مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات وتوسيعها وتهويد القدس، وازداد عدد الفلسطينيين الذين يعانون من الفقر والبطالة عما كانوا عليه عشية توقيع الاتفاق؛ فكان من الطبيعي أن تندلع انتفاضة ثانية جاءت تعبيراً عن تراكم ضيق الجمهور الفلسطيني إلى أن بلغ ذروة الانفجار، وشعوره بأن التفاوض من دون ممارسة الضغط لن يجدي. ولكن منذ أسابيعها الأولى، افتقدت تلك الانتفاضة الأفق السياسي الموحد، إذ اختلفت القوى الفلسطينية المنخرطة فيها حول الاحتفاظ بطابعها الشعبي أو توجيهها نحو النشاطات المسلحة، وبين حصرها داخل حدود الأراضي المحتلة سنة 1967 أو مدها إلى إسرائيل داخل ما يُعرف بالخط الأخضر، كما اختلفت حول طبيعة أهدافها السياسية، إذ انقسمت القوى الفلسطينية إلى سلطة وطنية، وجدت في الانتفاضة وسيلة لتحسين شروط التفاوض، وقوى وطنية علمانية، رأت فيها وسيلة لتحقيق هدف الاستقلال، وقوى دينية، وجدت فيها طريقاً إلى طرح خطها السياسي القائم على تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني. ولأنها اتجهت سريعاً نحو عسكرة فعالياتها، فشلت تلك الانتفاضة في تحييد الجيش الإسرائيلي، وفي كسب تأييد قطاعات من الإسرائيليين وفي فرض العزلة الدولية على حكام إسرائيل، كما حدث في الانتفاضة الأولى.

واليوم، يجري الحديث عن انتفاضة ثالثة، فماذا عنها؟

ليسمح لي القارئ أن اجتهد هنا، وأقول: في الغالب أن الشروط الموضوعية لاندلاع مثل هذه الانتفاضة متوافرة في ظل التغول الإسرائيلي الذي لا سابق له، والتخلي الرسمي العربي وتراجع الاهتمام الدولي، لكن شروطها الذاتية غير متوافرة في ظل الانقسام الفلسطيني، وغياب أفق سياسي جديد، إذ لم تحسم القيادة الفلسطينية أمرها بالتخلي كلياً عن منطق "اتفاق أوسلو"، بل هي ما زالت تراهن على نهج أثبتت الأيام مراراً وتكراراً فشله، الأمر الذي يضعف إمكانيات تعبئة الجمهور الفلسطيني، الذي من غير الصحيح أن إسرائيل نجحت في كي وعيه، بل أظهر عبر مواجهات متفرقة هنا وهناك أنه مستعد، عندما يرى حركة وطنية موحدة تطرح أمامه أفقاً سياسياً واضحاً ومختلفاً يقنعه بالجدوى السياسية لتضحياته، أنه مستعد لزج كل طاقاته في مواجهة شاملة، لن تكون في شكلها بالطبع مثل الانتفاضتين الأولى والثانية، بل من المحتمل أن تتخذ شكل احتجاجات شعبية سلمية، وتظاهرات واسعة أمام حواجز الجيش الإسرائيلي، تدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ثم تبدع، مع الوقت، أشكال تنظيمها، وتنحو نحو خلق حقائق جديدة ومراكمتها، تؤثر داخل إسرائيل، وتفرض على المجتمع الدولي التحرك الجدي.



#ماهر_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة بومبيو تنطوي على دلالات خطيرة
- أي سياسة خارجية ستنتهجها إدارة جو بايدن؟
- الانتخابات الرئاسة البوليفية عبرتان في ضوء فوز مرشح -الحركة ...
- -انتفاضة الأقصى- فصل من فصول نضال فلسطيني طويل
- عن التطبيع الإماراتي والبحريني مع إسرائيل
- -لوموند- الفرنسية: -لم يبقَ أمام الفلسطينيين سوى النضال ضد ا ...
- اتفاق لم يكن مفاجئاً، لكنه شكّل طعنة للفلسطينيين
- جاك بيديه: الصراع الإيكولوجي هو شكل من أشكال الصراع الطبقي
- مبدعو ومبدعات القدس المحتلة:-إحنا هون-
- سيناريوهات أربعة للهيمنة السياسية على-عالم ما بعد كورونا-
- لماذا أرجأ بنيامين نتنياهو تنفيذ مخطط الضم؟
- بعيداً عن الأوهام: ما حقيقة الموقف الأميركي من مخطط الضم الإ ...
- عن منطقة الأغوار التي تستعد إسرائيل لضمها
- الفيلسوف إيتيين باليبار وعالم ما بعد كورونا
- كيف سيكون عالم ما بعد كورونا ؟
- إحياء ذكرى النكبة؛ تواصل المقاومة
- 75 عاماً على دحر النازية
- المثقف الفلسطيني ورهانات الحداثة 1908-1948
- -فيلسوف التواصل- امام الجائحة
- في يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية..كيف تصوّر رواد الثقافة ال ...


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ماهر الشريف - انتفاضة أولى، وثانية وماذا عن الثالثة؟