أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماهر الشريف - في يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية..كيف تصوّر رواد الثقافة الفلسطينية دورهم المجتمعي؟














المزيد.....

في يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية..كيف تصوّر رواد الثقافة الفلسطينية دورهم المجتمعي؟


ماهر الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 6515 - 2020 / 3 / 15 - 09:55
المحور: الادب والفن
    



انطلق المثقف الفلسطيني الحديث لدى قيامه بتصوّر دوره في المجتمع من التمييز بين "المثقف" و"المتعلم" وبين "المثقف الملتزم" و"حامل الشهادة الجامعية". فقد رجع عبد الله البندك، منشئ مجلة "الغد" في مدينة بيت لحم سنة 1938، إلى طه حسين، ليؤكد أن المثقف هو غير المتعلم، وكتب: "ليس من المهم للمثقف أن يكون قد أتمّ مراحل التعليم أو أن يبرع في فنه، وإنما الرجل المثقف الذي يستحق هذا الوصف هو الذي يستطيع أن يفهم ما يعرض له ولمواطنيه من مشكلات، وأن يتحدث عنها حديث الفاهم المقدّر لخطورتها، وأن يعرف ظروفها ووسائل علاجها" ("رسالة الشهر"، الغد، بيت لحم، 1 نيسان 1940، ص 13).

أما قدري حافظ طوقان، عالم الرياضيات، فقد أشار إلى خطأ أولئك الذين يعتقدون أن المثقف هو من يحمل شهادة من إحدى الجامعات، أو من قطع شوطاً في ميادين العلم والفن، أو من حاز على لقب علمي من إحدى الهيئات أو الجمعيات العلمية، مؤكداً أنه "ليس ضرورياً أن يكون المثقف من هؤلاء، ولكنه قد يكون منهم، كما أنه قد يكون من غيرهم الذين لا يتمتعون برتب الجامعات ولا برفيع الدرجات". ولدى تعريفه معنى التثقيف، ومعنى المثقف، ذكر أن معاجم اللغة تساوي في المعنى بين كلمة "التثقيف" وكلمة "التهذيب"، بحيث يُفهم منها أن فلاناً تثقّف أي "تهذّب"، وأن مثقفاً تعني "مهذِّباً". ثم عدّد سمات المثقف، كما هو يرتأيها، فقدّر أن المثقف هو من يحاول "إدراك الأشياء التي تحيط به والوقوف على ما يجري حوله"، وذلك من خلال السعي "لزيادة المعلومات وتوسيع أفق التفكير"، وهو الذي يتمسك بروح العلم الصحيح "من تواضع إلى نكران للذات، إلى إخلاص للحقيقة، إلى تفانٍ في الحق وتمجيد له"، والذي يتوجب عليه "أن لا يبخل بتعليم ما يحسن، وأن لا يمتنع من إفادة ما يعلم"، وهو "صاحب الضمير اليقظ، الذي لا يرضى بهوان يُراد به، ولا بظلم ينصّب على بلاده"، والذي يدرك "أن كرامته من كرامة وطنه، ومجده في خدمة أمته، وعزه في النهوض بها في معارج القوة والعظمة" (بين العلم والأدب، القدس، مكتبة فلسطين العلمية، 1946، ص 99-101، و ص 138-141، و ص 205-209).

أما بخصوص واقع الثقافة الفلسطينية في ظل أوضاع تتحكم بها سلطات الانتداب البريطاني، فقد أشار قدري حافظ طوقان إلى أن هذه الأوضاع تؤثر على المثقفين والأدباء تأثيراً كبيراً، "فتأخذ قسطاً كبيراً من أوقاتهم ومجهوداتهم وتفكيرهم، يصرفونها في ميادين السياسة لدرء الأخطار المحدقة ولتخفيف المصائب المنصبّة علينا انصباباً من كل جانب"، متسائلاً: "وكيف يمكن لثقافة أن تنمو، ولقريحة أن تنتج وتبدع، إذا لم تكن تلك القريحة في جو من الحرية وفي محيط خالياً من القيود والأغلال؟"، ومؤكداً أن كل هذه الأوضاع لا يجب أن تحول دون اضطلاع المثقف الفلسطيني بدوره في المجتمع، من خلال "توجيه التعليم والثقافة توجيهاً يخلق في النشء روح الاعتزاز بالقومية"، وبث "روح النضال وروح الكرامة الشخصية والقومية" بين صفوف الناشئة، وتعريفها بالتاريخ القومي والتراث العربي "لا للمباهاة والفخر، بل لكي نستلهم من ذلك العزيمة التي تساعد على الاستمرار، والقوة التي تزيد في سرعة الاندفاع"، ولكي ننشئ "شباباً مؤمنين عاملين على رفع مستوى البلاد، مثقفين تثقيفاً قومياً وطنياً، يعرفون كيف يخدمون الوطن" ("الثقافة والإنتاج العلمي في فلسطين"، الدفاع، يافا، العدد 492، 27 تشرين الثاني 1935، ص 3؛ "أهدافنا"؛ في: بين العلم والأدب، القدس، مكتبة فلسطين العلمية، 1946، ص 275-279).
بينما أكد اسحق موسى الحسيني أن الأديب الحقيقي، ومن دون أن يهمل "الرسالة الفنية" للأدب، لا يمكنه إغفال "حالة الأمة التي يعيش فيها ومن أجلها"، لأنه يعلم أن صوته "لا يصل إلى أعماق النفوس إلا إذا كان معبّراً عما في هذه النفوس من آمال وآلام، أفراح وأتراح"، معتبراً أن رسالة الأديب في ظروف فلسطين الحاضرة هي "رسالة كفاح من أجل الحياة، تنحو نحو تحبيب الناس بالأرض التي يعيشون عليها، ونحو تحسس الجمال البارز في بحارها وغدرانها وجبالها وسهولها، وصيفها وشتائها؛ نحو العمل للتنعم بخيراتها المكنوزة في مائها وتربتها، نحو الانسجام في هذه القافلة التي تسير معتمدة على ربها وقوتها وحبها للحياة" ("بين الأدب والحياة"، القافلة، 4 تموز 1947، ص 1).



#ماهر_الشريف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات الإسرائيلية: فوز ملتبس لمتهم قضائياً
- في ذكرى العاشر من شباط
- عصبة التحرر الوطني وشعار الدولة الديمقراطية - تاريخ الحركة ا ...
- عصبة التحرر الوطني وحل المسألة اليهودية - تاريخ الحركة الشيو ...
- تشكيل عصبة التحرر الوطني في فلسطين - تاريخ الحركة الشيوعية ف ...
- علاقات الشيوعيين في فلسطين مع الشيوعيين في سورية ومصر - تاري ...
- تاريخ الحركة الشيوعية في فلسطين 1919- 1948 - القسم الأول
- إميل توما والحل الديمقراطي للقضية الفلسطينية 1944-1947 (3-3)
- إميل توما والحل الديمقراطي للقضية الفلسطينية 1944-1947 (2-3)
- إميل توما والحل الديمقراطي للقضية الفلسطينية 1944-1947 (1)
- تسعون عاماً على هبة البراق
- ما طبيعة مأزق إسرائيل في ضوء نتائج الانتخابات التشريعية؟
- إقالة -الشنب الأكثر شهرة في واشنطن-.. هل ستدخل تغييرات على ا ...
- التقارب بين إسرائيل ودول الخليج: نهج لا يلقى قبولاً شعبياً
- على هامش -ورشة المنامة- -السلام الاقتصادي-: خلفياته، مضامينه ...
- طريق الكفاح في فلسطين والمشرق العربي - مذكرات القائد الشيوعي ...
- حزب الشعب الفلسطيني 100 عام: محطات على الطريق
- 33 عاما على رحيل إميل توما: أحد أبرز الذين ساهموا في صون اله ...
- ذكرى رحيل إميل توما
- غورباتشوف وسيرورة تفكك الاتحاد السوفييتي وانهياره - الذكرى ا ...


المزيد.....




- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...
- إشراق يُبدد الظلام
- رسالة إلى ساعي البريد: سيف الدين وخرائط السودان الممزقة
- الأيقونات القبطية: نافذة الأقباط الروحية على حياة المسيح وال ...
- تونس ضيفة شرف في مهرجان بغداد السينمائي
- المخرجة التونسية كوثر بن هنية.. من سيدي بوزيد إلى الأوسكار ب ...
- نزف القلم في غزة.. يسري الغول يروي مآسي الحصار والإبادة أدبي ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماهر الشريف - في يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية..كيف تصوّر رواد الثقافة الفلسطينية دورهم المجتمعي؟