أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ماهر الشريف - زيارة بومبيو تنطوي على دلالات خطيرة















المزيد.....

زيارة بومبيو تنطوي على دلالات خطيرة


ماهر الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 6740 - 2020 / 11 / 22 - 23:02
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم تكن زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لإسرائيل، ما بين 18 و 20 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، زيارة بروتوكولية وداعية لوزير سينقلع بعد شهرين من السلطة، بل كانت زيارة انطوت على دلالات خطيرة، واندرجت في مسار النهج الذي انتهجته إدارة دونالد ترامب، منذ وصولها إلى البيت الأبيض، لتصفية القضية الفلسطينية.

تكريس شرعية الاحتلال والاستيطان

ففي يوم الأربعاء، قام بومبيو بزيارة حي سلوان الواقع جنوبي المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، وصرّح يوم الخميس في مؤتمر صحفي مشترك مع بنيامين نتنياهو:"أتيحت لي البارحة فرصة التنزه في مدينة دافيد (سلوان)، وسأزور اليوم موقعاً يطل على المدينة القديمة، وهضبة الجولان التي اعترفت إدارة ترامب بالسيادة الإسرائيلية عليها". وبالفعل، قام بومبيو بزيارة مستوطنة "بساغوت" المقامة على أراض خاصة تابعة لبلدية مدينة البيرة، ثم توجّه منها لزيارة هضبة الجولان السورية المحتلة، ليكون بذلك أول وزير اميركي، وأجنبي، يزور منطقتين خاضعتين للاحتلال الإسرائيلي بصورة غير شرعية بحسب القانون الدولي.

وكان بومبيو نفسه قد اوضح، في 25 آذار/مارس 2019، أن إدراة ترامب لا تعتبر الاستيطان في المناطق الفلسطينية المحتلة غير شرعي، وأضاف آنذاك أن وزارة الخارجية الأميركية "تبنت في الماضي وجهة نظر خاطئة إزاء المستوطنات، بينما تدعم الوزارة بحزم اليوم الموقف الذي يرى أن الاستيطان يمكن أن يتواصل بطريقة مناسبة". ثم عاد وأعلن، في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، أن واشنطن"لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية "مخالفة" للقانون الدولي"(1). وقبل قيامه بزيارة هضبة الجولان السورية المحتلة صرّح بومبيو: "اليوم سأكون محظوظاً بزيارة هضبة الجولان. إن الاعتراف بهذه المنطقة بوصفها جزءاً من إسرائيل كان قراراً ينطوي على أهمية تاريخية للرئيس ترامب، كما كان مجرد إقرار بواقع قائم" (2).

إضفاء شرعية على منتجات المستوطنات

لم يكن اختيار مايك بومبيو لمستوطنة بساغوت مجرد صدفة؛ فهذه المستوطنة كانت، في سنة 2016، في قلب نزاع سياسي- قانوني، عندما اتخذت السلطات الفرنسية قراراً، صادقت عليه فيما بعد المحكمة الأوروبية، يقضي بأن يشار إلى النبيذ الذي تنتجه بأنه أنتج في المستوطنات الإسرائيلية وليس في إسرائيل. وكان أحد كبار منتجي النبيذ في هذه المستوطنة، ويدعى ياكوب برغ، قد أنتج سنة 2019 نبيذاً حملت الزجاجات التي عبئت فيه اسم "بومبيو"، ووضع عليها عبارة "أنتجت بصورة شرعية"، وذلك بعد إقرار الوزير الأميركي أن المستوطنات لا تخالف القانون الدولي.

وقد صرّح مايك بومبيو بعد زيارته المستوطنة أن الولايات المتحدة الأميركية لن تميّز بين صادرات المستوطنات في الضفة الغربية وغيرها من الصادرات الإسرائيلية، وأضاف في بيان"أن كل المنتجين في المناطق الخاضعة لسلطة إسرائيل يتوجب عليهم أن يكتبوا على منتجاتهم "صنع في إسرائيل" لدى تصديرها إلى الولايات المتحدة (3).

وبغية دعم عملية بيع منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة في الخارج، أعلن بومبيو أن واشنطن"ستتخذ إجراءات فورية ضد المنظمات المنخرطة في حملة الكراهية التي تقودها حركة مقاطعه إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (ب.د.س)"، واصفاً هذه الحملة بأنها "معادية للسامية"، وهو موقف استهجنه فوراً عدد من المنظمات الدولية مثل"آمنستي انترناسيول" "هيومن رايتس ووتش" (4).

تكريس ضم المنطقة ج والانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة

والأخطر في الأمر، ما أعلنه مايك بومبيو من أن المنتجات المصدرة من منطقتَي أ و ب في الضفة الغربية يجب أن تصنف بأنها"مصدرة من الضفة الغربية"، بينما تصنف المنتجات المصدرة من المنطقة ج، الخاضعة لسلطة إسرائيل المدنية والعسكرية، مثل التمور التي ينتجها المزارعون الفلسطينيون، بأنها "منتجات إسرائيلية"، وذلك في إشارة غير مباشرة إلى شرعنة ضم إسرائيل لهذه المنطقة. ومن ناحية أخرى، أشار بومبيو إلى أن المنتجات المصدرة من قطاع غزة يجب أن تصنف بأنها "مصنوعة في غزة"، معتبراً أن "الضفة الغربية وقطاع غزة منطقتان منفصلتان سياسياً وإدراياً ويجب اعتبارهما كذلك" في محاولة لتكريس الانقسام بينهما (5).

ما الهدف من هذه الزيارة؟

تأتي زيارة مايك بومبيو هذه قبل شهرين من تسلم إدارة جو بايدن الجديدة السلطة في البيت الأبيض، فما هو الهدف الذي ابتغاه من هذه الزيارة؟

ترى الصحافية في جريدة "لاكروا" الباريسية، كاترين دوبيرون، أن المرحلة الانتقالية في واشنطن ستكون فرصة سانحة لإسرائيل كي تكرس مزيداً من الحقائق الاحتلالية والاستيطانية على أرض الواقع، مقدّرة أن زيارة بومبيو لإسرائيل في هذا الوقت بالذات تهدف ربما لإعطاء دفعة قوية للحليف نتنياهو، الذي تبيّن استطلاعات الرأي في إسرائيل تراجع شعبيته، أو لزيادة تعقيد مهمة جو بايدن القادمة، أو أخيراً بغية التمهيد لمشاركة بومبيو في انتخابات الرئاسة الأميركية في سنة 2024. وتستشهد الصحافية المذكورة، في هذا السياق، بما قاله أحد أقرب المقربين لنتنياهو، وهو النائب ميكي وزهار الذي يصرّح علناً بما يفكر فيه الآخرون سراً، وفحواه أن المرحلة الانتقالية في واشنطن "توفر فرصة قد لا تتكرر لتعزيز سيطرتنا على أرض إسرائيل"، وأضاف:"انا متأكد من أن صديقنا، الرئيس ترامب، ورئيس الوزراء نتنياهو، سيستغلان هذه الفترة ويوظفان فيها أقصى طاقاتهما" (6).

ماذا ستفعل إدارة جو بايدن ؟

أمام هذه الحقائق التي يكرسها هذا الثنائي الاحتلالي على أرض الواقع، ماذا ستفعل إدارة الرئيس جو بايدن القادمة؟

هل ستحترم، على الأقل، وتعيد تأكيد التزامها بالقرار الذي أقره مجلس الأمن الدولي في 23 ديسمبر/كانون الأول 2016، وصدر بأغلبية 14 صوتاً، من أصل 15، وامتناع الولايات المتحدة الأميركية عن التصويت، بعد أن رفضت إدارة الرئيس باراك أوباما، ونائبه جو بايدن، استخدام حق النقض (الفيتو) ضد القرار المذكور، رغم مطالبتها بذلك من جانب الرئيس المنتخب آنذاك دونالد ترمب، علماً بأن هذا القرار يؤكد عدم شرعية المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ سنة 1967 بما فيها القدس الشرقية، ويعتبر إقامتها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ويطالب بوقف فوري لكل الأنشطة الاستيطانية على الأراضي المحتلة؟

الهوامش:

1-https://www.aa.com.tr/fr/monde/palestine-mike-pompeo-visite-la-colonie-isra%C3%A9lienne-psagot-en-cisjordanie-occup%C3%A9e/2049527.

-https://www.france24.com/fr/moyen-orient/20201119-isra%C3%ABl-mike-pompeo-annonce-qu-il-se-rendra-jeudi-sur-le-plateau-du-golan -2

3-https://www.lemonde.fr/international/article/2020/11/18/a-psagot-les-colons-israeliens-attendent-la-visite-de-mikepompeo_6060181_3210.html;

;https://www.leparisien.fr/international/les-etats-unis-labellisent-les-exportations-des-colonies-comme-venant-d-israel-19-11-2020-8409266.php.

4-https://www.lemonde.fr/international/article/2020/11/19/le-chef-de-la-diplomatie-americaine-dans-une-colonie-israelienne-une-premiere-pour-un-secretaire-d-etat_6060368_3210.html.

5-https://www.lorientlejour.com/article/1241626/pompeo-sera-le-premier-secretaire-detat-americain-a-visiter-le-golan-occupe.html

6-https://www.lesechos.fr/monde/afrique-moyen-orient/moyen-orient-mike-pompeo-legitime-les-colonies-israeliennes-1266559



#ماهر_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي سياسة خارجية ستنتهجها إدارة جو بايدن؟
- الانتخابات الرئاسة البوليفية عبرتان في ضوء فوز مرشح -الحركة ...
- -انتفاضة الأقصى- فصل من فصول نضال فلسطيني طويل
- عن التطبيع الإماراتي والبحريني مع إسرائيل
- -لوموند- الفرنسية: -لم يبقَ أمام الفلسطينيين سوى النضال ضد ا ...
- اتفاق لم يكن مفاجئاً، لكنه شكّل طعنة للفلسطينيين
- جاك بيديه: الصراع الإيكولوجي هو شكل من أشكال الصراع الطبقي
- مبدعو ومبدعات القدس المحتلة:-إحنا هون-
- سيناريوهات أربعة للهيمنة السياسية على-عالم ما بعد كورونا-
- لماذا أرجأ بنيامين نتنياهو تنفيذ مخطط الضم؟
- بعيداً عن الأوهام: ما حقيقة الموقف الأميركي من مخطط الضم الإ ...
- عن منطقة الأغوار التي تستعد إسرائيل لضمها
- الفيلسوف إيتيين باليبار وعالم ما بعد كورونا
- كيف سيكون عالم ما بعد كورونا ؟
- إحياء ذكرى النكبة؛ تواصل المقاومة
- 75 عاماً على دحر النازية
- المثقف الفلسطيني ورهانات الحداثة 1908-1948
- -فيلسوف التواصل- امام الجائحة
- في يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية..كيف تصوّر رواد الثقافة ال ...
- الانتخابات الإسرائيلية: فوز ملتبس لمتهم قضائياً


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ماهر الشريف - زيارة بومبيو تنطوي على دلالات خطيرة