أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أحمد موسى قريعي - الشاي والقهوة والفن والتاريخ في مقهى أم كلثوم بوسط القاهرة














المزيد.....

الشاي والقهوة والفن والتاريخ في مقهى أم كلثوم بوسط القاهرة


أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)


الحوار المتمدن-العدد: 6758 - 2020 / 12 / 11 - 20:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إن متعة الجلوس على أحد "قهاوي" القاهرة الكلاسيكية لا تضاهيها أي متعة، فالمقاهي في "مصر المحروسة" ليست مكانا لاحتساء الشاي أو أخذ رشفات من "قهوتك" المفضلة، وإنما هي جزء أصيل من التراث المصري والذي ساهمت السينما المصرية في نقله إلى العالمية.
فالمقهى في مصر مكانا لتناول الشاي والقهوة، وتبادل الأحاديث السياسية والثقافية والفنية، وأحوال المحروسة بصفة عامة. بل هنالك "مقاهي" يتجاوز عمرها "عمر" بعض الدول مثل "قهوة الفيشاوي" التي تطل على "سيدنا" الإمام الحسين.
مقهى أم كلثوم أصل الحكاية
يقع مقهى أم كلثوم على شارع البطل "أحمد عرابي" المتفرع من شارع الفرعون المصري "رمسيس" أمام سينما "كايرو" التي كانت في السابق مسرحا، خلف شارع "الألفي" في منطقة "التوفيقية" بوسط القاهرة الخديوية.
مقهى أم كلثوم في الأصل كان اسمه "مقهى توفيق" نسبة لشارع الخديوي توفيق (عرابي حاليا) الذ يقع فيه المقهى، أسسه "الحاج عبد العزيز" سنة (1936م)، ثم أخذ اسمه الحالي في العام (1948م) عندما جلست به "الست" أم كلثوم لتناول "فنجان قهوة" عند عودتها من "بروفة" بدار الأوبرا الخديوية التي تم تأسيسها سنة (1869م) واحترقت في 28 أكتوبر سنة (1971م).
في أول الحكاية طلب "الحاج عبد العزيز" من السيدة أم كلثوم أن يخصص لها "ركنا" في المقهى يحمل اسمها، فكانت أم كلثوم تمر على المقهى وتجلس في ذلك الركن عندما تأتي لمكتب الموسيقار "محمد عبد الوهاب" في العمارة رقم (55) على نفس الشارع، أو أثناء زياراتها لشارع "عماد الدين" قبلة الفن والفنانين في ذلك الزمان.
ثم جاءت مرحلة "إطلاق" اسم الست على "كل" المقهى، وذلك عندما استأذنها الحاج عبد العزيز بإطلاق اسمها على "قهوته".
ومنذ تلك اللحظة التاريخية ما زالت روح "الست" أم كلثوم تسكن هذا المقهى ولا تفارقه "طرفة عين" إلى يومنا هذا، بل تحلق في كل أركانه وجنباته تصدح وتشدو بأغانيها الخالدة (صباح مساء).
نظرا لقرب المقهى من شارع "عماد الدين"، وشركات الإنتاج السينمائي والفني، فقد كان "مقصدا" لنجوم المسرح والسينما والغناء أمثال شرير السينما "توفيق الدقن".
بل أن فرقة "الست" أم كلثوم بأكملها كانت تجلس على هذا المقهى، ولو قُدر لك أن تعيش في زمان "الست" لرأيت بعينك "طوابير" الناس يصطفون على "رصيف" شارع عرابي في ساعات متأخرة من الليل ينتظرون قدوم سيدة الغناء العربي أم كلثوم.
وصف مقهى أم كلثوم
يتكون مقهى أم كلثوم حاليا من (4) طوابق بعضها فوق بعض، على عكس ما كان عليه في السابق حيث كان يتكون من "طابقين" فقط.
يجلس في الطابق الأول عادة "كبار السن"، بينما "خُصص" الطابق الثاني "ذي الإضاءة الخافتة" لفئة الشباب.
أما الطابق الثالث فقد تم تصميمه على الطراز العربي القديم، وأكثر عشاقه ورواده الأجانب، وبعض السياح العرب. وأما الطابق الرابع والأخير فهو عبارة عن "سطح المقهى" يجلس عليه من يريد الاستماع بالهواء الطلق خاصة في ساعات الليل المتأخرة، وبالطبع لا يخلو أيا من الطوابق الأربعة من صورة للسيدة أم كلثوم.
مقهى أم كلثوم متحف الفن المفتوح
عند دخولك المقهى ستجد نفسك كأنك داخل متحف فني يعود إلى مئات الأعوام، أو كأنك في مكان يضم مقتنيات كوكب الشرق "الست" أم كلثوم.
فتحس بأنك ترحل بعيدا إلى ليالي القاهرة وعماد الدين وحديقة الأوزبكية، حيث تلتقي بأهرامات مصر الفنية.
أول ما تدخل إلى المقهى وفي أذنك "صوت الست" ترى لوحة "موزعة" على يمين وشمال بوابته مكتوب عليها قصة "تأسيسه" وصورا لكوكب الشرق تزينه وتزيده جمالا وألقا.
ثم تجد "تمثالا" نصفي لأم كلثوم يتوسط المقهى، وتجد على "حوائطه" وجدرانه عشرات الصور ذات الحجم الكبير للسيدة أم كلثوم مع كبار السياسيين والفنانين ومشاهير المجتمع المصري والعربي.
وهناك على جنبات المقهى لوحات كبيرة من النحاس تم تزينها بنقوش بارزة لصورة أم كلثوم، وبعض الآلات الموسيقية كآلة العود.
وهنالك أيضا لوحة كبيرة مسجل عليها تاريخ سيدة الغناء، وأشهر أغانيها، كما توجد لوحة جدارية لها وهي تمسك "بمنديلها" المشهور.
ويوجد في المقهى "ركن" يحتوي على عدد من الصور الفريدة التي تجمعها بمشاهير الغناء كفريد الأطرش وصباح وفيروز وعبد الحليم حافظ وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.
كلما تتأمل جدران المقهى ستجد نفسك تجلس في "متحف أم كلثوم" وليس مقهى يحمل اسمها، فستجد مجموعة كبيرة من ذكريات "الست" مع أدباء وكتاب ومطربي ذلك الزمان.
فهناك صورة لها مع الأديب الكبير "توفيق الحكيم" وتلك صورة لها مع الزعيم "جمال عبد الناصر" وثالثة ورابعة.
ولكن أهم صورة بالمقهى للسيدة أم كلثوم هي صورتها الشهيرة وهي تغني أغنية "أنت عمري" التي جمعتها بمحمد عبد الوهاب في "لقاء السحاب" بعد قطيعة فنية طويلة.
ويحتوي المقهى أيضا على صورة مرسومة للموسيقار "بليغ حمدي" وهو يدندن على عوده، وصورة لوالد أم كلثوم الشيخ "إبراهيم البلتاجي".



#أحمد_موسى_قريعي (هاشتاغ)       Ahmed_Mousa_Gerae#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رامز جلال وهيام كمال ومجنون رسمي أمام محكمة جنح القاهرة
- رجل المستحيل نبيل فاروق في ذمة الله
- تعرف على شروط الترشح لانتخابات اتحادات الطلاب المصريين
- الفنانة إلهام شاهين.. حورية من المريخ
- الإعلامي رامي رضوان في قبضة الكورونا
- نادي برشلونة رمز الثقافة الكتالونية
- نجمة البوب العالمية بيلي ايليش
- مجلس الشيوخ المصري
- شارع الحمراء عين بيروت التي لا تنام
- أشهر (3) رحالة عرب ساهموا في اكتشاف العالم القديم
- الرحالة والمستكشف المصري أحمد حسنين باشا
- وفاة الصادق المهدي زعيم حزب الأمة السوداني بال كورونا
- وفاة مارادونا.. أسطورة كرة القدم الأرجنتينية
- حدائق حيفا البهائية المعلقة في فلسطين
- مهابودهي.. معبد كبير الصحوة في الهند
- دمشق القديمة.. أقدم عاصمة في قائمة التراث العالمي
- نسيمة السادة.. وأزمة التوجه السلفي في السعودية
- الشبراويشي وقصة كولونيا (555) وكولونيا (55555)
- دير الأنبا سمعان قبلة المسيحيين والمسلمين في أسوان
- يوم الطفل.. هل ما زال عالمنا العربي يقاطع الاحتفال به


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أحمد موسى قريعي - الشاي والقهوة والفن والتاريخ في مقهى أم كلثوم بوسط القاهرة