أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عدلي عبد القوي العبسي - أنظمة الجمهورية الثانية وانحطاطها الأيديولوجي















المزيد.....

أنظمة الجمهورية الثانية وانحطاطها الأيديولوجي


عدلي عبد القوي العبسي

الحوار المتمدن-العدد: 6755 - 2020 / 12 / 8 - 16:41
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


عقب سقوط الناصرية (التجربة الثورية الرائدة والدولة الوطنية التي كان تأثيرها بارزا على المجتمعات في المنطقة والعالم الثالث ككل ) ومجيء الأنظمة السياسية العربية القمعية والفاسدة والتابعة بدلا منها ، تلك التي ظهرت إبان سنوات (1970-2010)
او الجمهورية الثانية (إن صح مثل هذا الوصف) سادت كثير من مظاهر الانحطاط الثقافي والإيديولوجي في السياسات الثقافية والتربوية والإعلامية لانظمة هذه الدول وفي توجهات النخب والقوى السياسية والفكرية المتحالفة معها والداعمة لها.

ابتداء من استخدامها لذلك المزيج من الايديولوجيا الاصولية والثقافة التقليدية الرجعية او تبني نوع من الخطاب الشعبوي الديماغوجي المضلل والزائف غير الجاد في تبني قضايا الجماهير والهادف الى السيطرة عليها من اجل إطالة فترة بقائها في السلطة وصولا الى الترويج للفكر الليبرالي في أبشع اتجاهاته ( المتامرك المتوحش ) والذي يلقن الجماهير مفاهيم الفردية الأنانية والتنكر لفكر العدالة الاجتماعية والبراغماتية النفعية والتبعية وينبذ افكار المقاومة الثورية للمشروع الامبريالي العولمي ويكرس ذهنية الاستهلاك ويروج لثقافتها ويؤدي الى تسطيح الفكر وانحطاط القيم .
اتبعت هذه الأنظمة بمشروعها الساداتي التدميري في عدة بلدان عربية وسائل وأساليب متعددة لإلهاء الجماهير وإشغالها وترويضها وامتصاص غضبها وخداعها في كل المنعطفات والمراحل التصفوية والتدريجية لتركة الثورة الوطنية ودولة الاستقلال السابقة وخصوصا بالمصاحبة مع اللحظات التاريخية السوداء التي كانت تقرر فيها وبمراسيم كارثية تصفية المكتسبات الاجتماعية للدول الوطنية عقب انتصار الحركة الثورية للتحرر الوطني إرضاء للامبريالية وأدواتها ومنظماتها الدولية ومصالحها وحلفائها الرجعيين في المنطقة وداخل البلدان العربية لتصب أخيرا في خدمة مشاريعهم لنهب الثروة واحتكار السلطة .

تم استخدام أدوات الهيمنة الايديولوجية كأدوات فائقة التحكم لغرض إعادة هندسة وعي وسلوك الجماهير من قبل تلك الأنظمة الديكتاتورية المتغولة لتغدوا الجماهير معها أكثر انقيادا وإذعانا وضعفا وتشتتا وأكثر بعدا عن المطالبة بانتزاع حقوقها الاقتصادية والاجتماعية فضلا عن السياسية والمدنية ناهيك عن السقف الأعلى المطالب بالتغيير الثوري لتلك الأنظمة .

وكانت اكبر أداة للهيمنة الإيديولوجية وأسلحتها الفاعلة التي توصل إليها جهابذة الأنظمة الفرعونية المتسلطة كانت سلاح فكر الإسلام السياسي بمختلف تنويعاته وهو يمثل منظورات اجتماعية طبقية متباينة وأبرزها ذا الخلفية البورجوازية الصغيرة حيث يتسم هذا الفكر بالانسحابية من فكرة الثورة والتغيير ومشروع العدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقيقية واستبدالها بمنظور إصلاحات شكلية في النظام الاجتماعي والاقتصادي الرأسمالي المتوحش لغرض إضفاء بعض الملامح الخيرية والإنسانية وبعض جوانب الترشيد فيه .
وكان إتباع هذا التيار طيلة العقود السابقة (بقصد او بدون قصد) اكبر مناصر إيديولوجي ودعائي للسياسات الاقتصادية والاجتماعية للأنظمة العربية الرأسمالية التابعة والفاسدة والتي تسببت بسياساتها التدميرية الفاشلة في إفقار الشعوب العربية ونشر البؤس وتفاقم البطالة وتدمير الطبقة الوسطى وتوسيع حجم الطبقة العاملة بانتقال شرائح واسعة من الطبقة الوسطى إليها وإحباط عشرات الملايين من الشباب العرب بل ودفعت نسبة كبيرة منهم الى التطرف الديني والإحباط والجريمة والانسحاب من الحياة السياسية والعامة والانكفاء على الذات ،وفقدان الأمل في نهضة مجتمعاتهم . وجدت هذه الأنظمة في هذه المعارضة الشكلية خير داعم لها واحتياطا حقيقيا لمشروعها اللاوطني ،
من خلال التعبئة الدعوية التي كانت تستنزف طاقات الشباب الذهنية والفكرية فيما لا ينفع وفيما هو بعيد كلية عن صحيح الدين الإسلامي وموقفه من الاستبداد والاستغلال والجمود والانحطاط والظلم الاجتماعي والحرية وحقوق الإنسان والنهج العلمي .
كانت تلك الأنشطة الإيديولوجية لتيار الإسلام السياسي الرجعي تلهي الأتباع والمناصرين بالأمور الجانبية والثانوية وأحيانا الشكلية والتافهة وتشغلهم عن الفهم الحقيقي لجوهر مشكلات المجتمع وأزمته الشاملة ومسبباتها ومساوئ وعيوب الأنظمة التابعة وكيفية مواجهتها .

وفي بعض الانظمه من هذا الطراز والتي كانت تحكم في مجتمعات قبليه كما هو حال نظام صالح في اليمن نجد التنوع الواسع في الأساليب والأدوات السياسية والثقافية السيطرية للبورجوازية وحلفائها من بقايا الإقطاع وشيوخ القبيلة من اجل تجميد الصراع الطبقي والتخفيف من تفاقمه واحتدامه أثناء تنفيذ سياساتها الاستحواذية على المال العام والسلطة داخل هذه البلدان عن طريق إيجاد المتنفسات الوهمية (لصرف الأنظار عن الاحتجاج الشعبي ) كالإغراق في تخدير ثقافة الاستهلاك والوعود الزائفة بشأن التحرك الاجتماعي صعودا والثراء الشخصي وتشجيع نزعة الخلاص الفردي والتفكير البراغماتي في صفوف الاجيال الجديدة او بغسل الأدمغة بأوهام الدروشة والتصوف والزهد والانسحاب من الحياة الدنيوية او بالأكاذيب المضحكة عن نعيم الراسمالية والخلاص الليبرالي الفردي والترويج الاعلامي واسع النطاق عالميا للنظريات البورجوازية المبشرة والمتهافتة والتي لم تصمد حتى لأكثر من عشر سنوات (1987 – 1997 ) وأضحت مثالا على إحدى مهازل الايدولوجيا البورجوازية في زمن أزمة النظام الرأسمالي وشيخوخته واحتضاره .

بعد ذلك سعت بقايا انظمه الجمهوريه الثانيه او ما يسمى بقوى الدوله العميقه وعبر الثورات المضاده الى تنفيذ محاولات استبساليه في البقاء والتشبث بالسلطه والتلون كالحرباء ولا تزال مستهدفه اعاده تجديد نفسها و أيضا من خلال اختراقها للقوى السياسيه الجديده الحاكمه للانظمه الجديده المنبثقه عن الربيع العربي ومن خلال صراعها المحموم مع قوى الإسلام السياسي الراكبه لموجه ثورات الربيع العربي وعبر محاولات ممارسه الخداع الديماغوجي تجاه الشارع العربي وايهامه من خلال وسائل الاعلام المملوكه لها بان ثورات الربيع العربي كانت عباره عن تحركات شعبيه اسلاميه اصوليه متطرفه للانقضاض على السلطه بدعم من سياسيي الفوضى الخلاقه الامريكان
وهذا الطرح المضلل انتقاما وتشفيا لغرض الامعان في التشويه لحقيقه ثورات الربيع العربي ولخلط الاوراق وارباك الجماهير الشعبيه .

وللأسف فان الكثيرين قد وقعوا في فخ التصديق وغفلوا عن حقيقه ان اختراق صفوف الربيع العربي من قبل سياسيي الفوضى الخلاقه او ركوب الموجه لأغراض السلطه من قبل الإسلاميين لا يعني ابدا ان ثورات الربيع العربي ليست انفجارات اجتماعيه تاريخيه طبيعيه بحكم خيانيه قيادات ونخب الجمهوريه الثانيه و فشلها واحفاقها الذريع في تحقيق مطالب وامنيات الشعوب في العداله الاجتماعيه والتنميه الحقيقيه والاستقلال و الديموقراطيه وبفعل انحرافها الكبير عن مبادئ واهداف ومقاصد وقيم ونهج ثورات التحرر الوطني التي اندلعت في الخمسينات والستينات . .

و بسبب كل هذه الجهود التخريبيه المعرقله والتي تقوم بها بقايا انظمه الجمهوريه الثانيه والمستمره الى الان لانزال نشهد عمليه الولاده المتعسره البطيئه للجمهوريه الثالثه اي ( الجمهوريه الوطنيه الديموقراطيه بثوبها الجديد بعد المراجعه والتجديد واستخلاص العبر والدروس من اخطاء الماضي .



#عدلي_عبد_القوي_العبسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزمن الصيني القادم
- هل من رجوع الى الصواب
- اميركا المنقسمه في الداخل
- الترامبيزم
- انصار النبي محمد
- العظيمه نجوى مكاوي
- تغير المناخ هذا الوحش الجديد المرعب
- مطلوب ثوره في التعليم
- امواج بوسيدون الغاضبه
- جائزه نوبل لأعداء السلام !
- من يستحق لقب حزب الشعب
- زمن البدايه هو عصرنا هذا
- عن اسطوره النهايه والتوظيف الشيطاني لها
- الحرب عند تخوم الاقاليم الاربعه 2-2
- الحرب عند تخوم الاقاليم الاربعه (1-2)
- عشرون وساما على صدر ماركس
- بيلا تشاو
- اوهام العقل
- العرس الذي لا ينتهي
- ياقه زرقاء


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عدلي عبد القوي العبسي - أنظمة الجمهورية الثانية وانحطاطها الأيديولوجي