أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل من مسؤولة للمرجعية الشيعية عن وجود وأفعال الحشد -الشعبي!- بميليشياته الطائفية المسلحة؟















المزيد.....

هل من مسؤولة للمرجعية الشيعية عن وجود وأفعال الحشد -الشعبي!- بميليشياته الطائفية المسلحة؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6752 - 2020 / 12 / 4 - 14:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تابع المجتمع العراقي بعدم ارتياح وقلق شديدين بعد الإطاحة الخارجية بالنظام الدكتاتوري الدموي، بروز مجموعة من التشكيلات الميليشياوية الطائفية المسلحة، الشيعية منها والسنية، واستنكر دورها العاصف والفوضى التي أشاعتها وبروز عمليات اقتتال الأخوة والقتل على الهوية الشيعية والسنية والتصفيات الجسدية لأتباع الديانات الأخرى وحرق الكنائس واغتيال العلماء والمثقفين والصحفيين والسياسيين الديمقراطيين، وإنشاء السجون السرية والتعذيب وسلخ الجلود التي كانت تجري في سراديب النجف مثلاً، وصدور أحكام من محاكم غير شرعية بالقتل ومصادرة الدور ونهب الأموال وما إلى ذلك. ومنذ البدء أدرك المجتمع بأن هذه الميليشيات، الشيعية منها والسنية، ليست ذات هوية عراقية، حتى لو أطلقوا عليها أسماء أئمة شيعة أم معارك إسلامية، بل إنها إما ذات هوية إيرانية ولبنانية-إيرانية أجنبية، وهي بهذا المعنى شيعية صفوية ولائية تدوس على كرامة المواطن واستقلال البلاد، وإما سعودية وقطرية وإماراتية أو تركية-عربية ومرسلة بجهد تركي-سوري مشترك إلى العراق لتعبث فيه وتشيع الفوضى والموت في كل مكان. وقد ساهم النظام الطائفي المحاصصي الفاسد، بسبب طائفيته وفساده، إلى زيادة عدد هذه الميليشيات والناشطين فيها والمشاركين في تهديد الناس وابتزازهم بمختلف الطرق، ثم إنزال هذا الصراع السني-الشيعي إلى الشارع العراقي، إذ لم يبق محصوراً بتلك الميليشيات وأتباعها، وهي جريمة كبرى مارسها النظام الطائفي ابتداء من فترة إبراهيم الجعفري ومروراً بنوري المالكي، وكان أكثرهم بشاعة، واستمراراً بعادل عبد المهدي، وأكثرهم دموية، ومصطفى الكاظمي، وانتهاءً أكثرهم انتهازية.
وقد أدت هذه الصراعات إلى تفاقم دور والأفعال المخزية لهذه الميليشيات، التي تشابك وجودها ودورها ونشاطها مع القوات المسلحة العراقية، التي تكرست عملية تربيتها وتثقيفها طائفياً مقيتاً، وليس بهوية وعقيدة وطنية عراقية مستقلة عن الأحزاب والقوى السياسية. وكانت حصيلة ذلك المزيد من العداء والتدخل في الشأن العراقي حتى حصل المحذور واحُتلت الموصل ونينوى كلها من قبل تنظيم داعش الإجرامي. فكان نداء المرجعية الشيعية بالجهاد الكفائي لمواجهة احتلال الموصل وعموم نينوى وتهديد بغداد بالاحتلال. وحصل التشابك بين نداء المرجعية وبين الميليشيات الشيعية الطائفية القائمة التي أسسها الحرس الثوري وفيلق القدس في العراق وبدعم مباشر من حزب الله الإيراني في لبنان وبقيادة الجنرال الإيراني قاسم سليماني. وانتهت المعارك الأساسية مع داعش، وكان على المرجعية الشيعية أن تعلن انتهاء فعل فتوى الجهاد الكفائي وعودة الناس إلى أعمالهم. ولكنها لم تفعل ذلك، وبالتالي أبقت على الميليشيات كلها وسكتت عن أفعالهم الدموية والاغتيالات والاختطافات والتعذيب. وهو امر لا يمكن نسيانه أو اغفال الحديث عنه.
وعراق اليوم يواجه حشدين، الحشد الأكبر والأكثر تسليحاً وعدوانية وابتعاداً عن الوطن، هو الحشد الشيعي الصفوي الولائي، أي بولائه لقائد إيران علي خامنئي وليس للعراق، والحشد الثاني هو الحشد الشيعي التابع للمرجعية الشيعية والذي أطلق عليه بحشد العتبات. وكلاهما لم يعد ضرورياً وجوده، بل يشكل خطراً على العراق واحتمال نشوب صراع بينهما وعواقبه وخيمة على العراق وشعبه.
إن من واجب المرجعية الشيعية التي دعت إلى الجهاد الكفائي أن تدعو اليوم إلى إنهاء وجود كل الميليشيات سواء التابعة لإيران، أو التابعة للمرجعية الشيعية في النجف. إن الدعوة لحل هذه الميليشيات يمكن أن يقترن بأخذ من يرغب منهم بالانتساب للقوا المسلحة أن يقدم طلبا بهذا الشأن والقوات المسلحة هي التي تقرر حاجتها للجنود أو للشرطة.. إلخ.
لا يجوز بقاء هذه الميليشيات باسم الحشد الشعبي وهي التي تخرق يومياً سيادة العراق واستقلاله بسبب تبعيتها لإيران أو تبعيتها لغير القوات المسلحة العراقية وقراراتها لا تصدر من القائد العام للقوات المسلحة بل عن مسؤولين في مرجعيتين هما قم والنجف. وهو أمر بالغ الضرر بهيبة الدولة العراقية واستقلال قراراتها وسيادتها، فهذا الأمر ليس من مسؤوليات وواجبات المرجعية الشيعية في النجف فواجبها الأول والأخير هو الدين.
إن المؤتمر الذي عقد لحشد العتبات وما صدر عنه من قرارات لا يغير من حقيقة وجوب حل منظماته الأربعة لأنها تشكل عملياً قوات مسلحة غير نظامية، رغم قرار تبعيتها الأسمية للقوات المسلحة العراقية، داخل القوات المسلحة العراقية وتتحكم فعلياً بقرارات رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ورئيس القضاء الأعلى ورئيس المحكمة الاتحادية ورئيس الدولة أيضاً. إنها المحنة التي تواجه الشعب العراقي دولة عميقة داخل الدولة الرسمي وتسيطر عليها، وقوات مسلحة حشدية داخل القوات المسلحة الرسمية تسيطر على قرارات القائد العام للقوات المسلحة وتأتمر بأوامر أشخاص آخرين، سواء أكان علي خامنئي، أم الصافي والكربلائي باعتبارهما يمثلان المرجعية الشيعية التي على رأسها السيد علي السيستاني.
لا يجوز بأي حال استمرار وجود هذه الميليشيات، سواء أكانت شيعية صفوية أم عتبات عراقية، أم مسيحية أم شبكية.. إلخ. فهي أجسام غريبة في جسد الدولة العراقية لا بد من إزالتها، إنها سرطان خبيث داهم وقاتل ما لم يجرِ التخلص منه وبأسرع وقت ممكن، بغض النظر عن الأعمال الطيبة التي مارسها الجهاديون الكفائيون في تحرير الموصل ونينوى من مجرمي داعش التكفيريين، ومع احترامي وتقديري للتضحيات الغالية التي قدمها أولئك الذين دخلوا المعارك باسم الجهاد الكفائي، والتي ينبغي ألَّا تُنسى لهم كأفراد وليس ككيانات ميليشياوية مسلحة لا تزال قائمة وغير مرغوب بها وغير مطلوبة أساساً.
لاحظوا الاعتداءات الأخيرة التي مارستها ميليشيات طائفية مسلحة في ذي قار والكوت وسقوط شهداء على ايدي قتلة مجرمين من أعضاء تلك الميليشيات سكت عنها رئيس الحكومة، وتتحمل مسؤوليتها الحكومة كلها، لأن رئيس الحكومة، كما يبدو بوضوح ضالع مع تلك الميليشيات بمؤامرة وأد الانتفاضة واعتقال نشطائها أو مطاردتهم وفرض الاختفاء عليهم. إنه قمة الانحطاط الخلقي أن يقتل ويجرح ويعوق نشطاء قوى الانتفاضة التشرينية ويطاردون ويعتقلون ويحاكمون وهم سلميون بذريعة حماية هيبة الدولة، في حين يترك أولئك الذين أهانوا بقسة هيبة الدولة بسلطاتها الثلاث ويتجاوزون بفظاظة يومياً وكل ساعة في جميع أرجاء جنوب ووسط العراق وبغداد على هيبة الدولة بميليشيات طائفية مسلحة لا تعرف غير لغة التهديد والسلاح، كما ورد أخيراً على لسان مقتدى الصدر والمتحدث باسمه صلاح العراقي.
لن تمر افعالكم دون عقاب، فالشعب يمهل ولا يهمل، وقبلكم مارسوا كل أشكال الاستبداد والقهر الاجتماعي والاقتصادي والفساد والموبقات والعهر السياسي (حزب البعث وقوى وأحزاب قومية يمينية متطرفة) وانتهوا إلى قير وبئس المصير. ولن يكون مصير من يقتل بنات وأبناء الانتفاضة ويتجاوز عليهم، سواء أكانوا من أحزاب وميليشيات طائفية مسلحة أم من غيرها، لن يكون مصيرهم بأفضل ممن سبقوهم في العبث بحياة الشعب وحقوقه ومستقبله واستقلال وسيادة الوطن.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشر يكمن في عدم التمييز بين المتظاهرين السلميين والقتلة الم ...
- استنكار شعبي لجريمة قوى التيار الصدري في قتل وجرح المنتفضين
- الاختطاف السياسي والاختفاء القسري في العراق .. هل من التفاف ...
- رسالة مفتوحة إلى رئيس مجلس الوزراء في العراق، السيد مصطفى ال ...
- العوامل التي فجرت انتفاضة الشبيبة والشعب العراقي عام 2019
- موتوا بغيضكم يا حكام العراق.. لا ولن تُجهض الانتفاضة التشرين ...
- شهيد البصرة الجديد يفضح مزاعم الكاظمي
- شبيبة العراق تقاوم اختراقها والمحاولات الخاسرة لوأدها
- لنتحاور حول الموقف من الانتخابات المبكرة في العراق
- لتُشل الايدي الخبيثة التي تريد اغتيال الانتفاضة السلمية!
- إشعال الحرائق أسلوب فاشي في مصادرة حقوق الإنسان وكتم الأفواه ...
- يا الكاظمي.. كانت عايزه وتممتها!
- هل أن المسلمين والمسلمات أم الإسلام جزء من المانيا؟
- يا السيد الكاظمي، على ذقون من تضحك، الشعب أم ذقنك؟
- انتفاضة تشرين أول 2019 هي المثل والنموذج الثوري السلمي المتس ...
- خلوة مع النفس بصوت مسموع: حول التاريخ والسياسة والشفافية وال ...
- ملاحظات على مقال الكاتب البريطاني صاموئيل كاهر عن كورونا وال ...
- انطلاق انتفاضة تشرين ثانية ومأزق الكاظمي
- وحدة وتضامن ونضال القوى الديمقراطية .. سبيلنا الوحيد للتغيير ...
- رسالة مفتوحة إلى أعضاء وعضوات ومؤيدي ومؤيدات هيئة الدفاع عن ...


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل من مسؤولة للمرجعية الشيعية عن وجود وأفعال الحشد -الشعبي!- بميليشياته الطائفية المسلحة؟