ح 22) ليس على الأعمى حرج ) ج2_تفكيك المربوط فى سيره بنى زعبوط

اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)

الحوار المتمدن-العدد: 6751 - 2020 / 12 / 3 - 20:49
المحور: كتابات ساخرة
    

- الأنسان الغير متبصر كائن معقد وغريب جدا ولعلك تتخيل انك استيقظت فى الصباح ووجدت كل الصحف ونشرات الاخبار تذكر ان مصر قد حذت حذو امريكا واعتبرت الفسيخ الروتن نوعا من انواع المخدرات نظرا لخطورته الصحيه على الصحه وادمان الكثير له وان وزاره الصحه قد اقرت الرنجه المدخنه كبديل آمن له.. ولأن القرار فى مجمله حسنا فقد أيدته دار الافتاء...
لكن الاستاذ السامرى خليفه خلف خلفالله خلف خلاف لغرض فى نفسه اخذ يظهر وطنيه غير مسبوقه وحرصا على البلد لا نظير له ، فملئ الدنيا صراخا وعويلا فى مجلس الشعب وطالب الداخليه بانشاء مكتب لمكافحه الفسيخ وتغليظ عقوبه الاتجار به لتصل الى الاعدام والحبس لمده 7 سنوات لجريمه تعاطى الفسيخ.. وبالفعل انصاعت الداخليه والحكومه لطلباته ظنا منها انها تتقرب زلفى للرئاسه , فأقامت الكمائن على الطرق وشنت الحملات لضبط تجار الفسيخ ومدمنيه.. ولأن الأستاذ السامرى شارك فى صياغه قانون العقوبات على الفسيخ ولائحته التنفيذيه فقد كان عالما بثغراته التى استغلها جيدا لجنى الاموال الطائله حيث اصبح لا ينظر فى قضيه فسيخ قبل ان يوضع فى حسابه 20 مليون جنيه على الاقل كعربون.. ولانه ذكى ويعرف انه يكون ثروه من الوهم وجهل الناس , فقد اسس من الباطن شركه افلام سينمائيه واحضر ممثله اغراء جنسى لتكون نجمه الجماهير وانتج لها عددا من الافلام التى تستعرض بالتفصيل مشاهد لذه تعاطى الفسيخ وما يصيب المدمنين من جنون واحساس الهياج والحر الذى يدفعهم لخلع ملابسهم والوحوحه... وعندما هاجمها النقاد الفنيون ، احتجت بانها تقوم بدور وطنى فى توعيه الشعب باخطار الفسيخ...
كما ان السامرى دفع ببعض المأجورين لينشروا بين الناس ان الحكومه ما حرمت الفسيخ واباحت الرنجه التى لم يعرفها الاسلاف العظام ألا مجامله للغرب الكافر ونكايه فى الشرق وقيمه الراسخه وتقاليده العريقه.. وذاعت فريتهم بين الناس وانتشرت وعندما حاول المفتى التصدى لهم اتهموه بانه عميل للغرب والصهاينه ، وما اسهل التهم عند ذمره السامرى!!
فعندما تحدث بعض المفكرين عن ضروره التوعيه والارشاد وكذلك توفير الفسيخ الصحى لمن يحتاجه من المدمنين , اخذ السامرى يلقى عليهم بالتهم وانهم انما يقولون هذا لأن امهاتهم وزوجاتهم من مدمنات الفسيخ فى الخرابات وانه يمتلك الادله على ذلك من مكتب المكافحه...
ولان الشيطان لابد له من ان يكمل ثالوثه حتى تنطلى مكيدته ، فقد ارتبطت مافيا الفسيخ وتهريبه بتجاره الجنس والسلاح بعد ان اتهمت المخابرات الغربيه طوائف الفسيخ الشرقيه بالارهاب وارتكاب جرائم عنف لنشر ثقافه تعاطى الروتن المملح فوق اراضيها كما دعى بعض الرؤساء الغربيون لتكوين تحالف للدفاع عن الرنجه وصناعتها والحد من زحف متعاطى الفسيخ..
ومابين مؤيد ومعارض وجذب وشد وحرب وارهاب نسى غرب الرنجه وشرق الفسيخ الفقراء والمرضى وخطط التنميه والاعمار والتقدم والتبس الامر على الجميع وانشغلوا عن تحدياتهم الحضاريه الحقيقيه...
صدق او لا تصدق ان مثل هذا ممكن ان يحدث، فليس على الاعمى حرج!! ولعلك تضحك مع هذا المشهد من فيلم الكتكات
https://www.youtube.com/watch?v=zgutoCnV5WQ

- على الهامش
الروائى الفرنسى مارسيل بروست يرى ان الأخلاق هى مجموعه الأندفاعات العاطفيه التى نشعر بها طبيعيا وبشكل ساذج فتدفعنا الى النجده والاغاثه أو تمنعنا من القتل والتخريب.. لكن هذه الأنفعالات تحتاج الى تدريب فى بيئه طبيعيه او غابه بكر كجنه أرضيه حتى نقول ان هذا العبد مثل أدم او طرزان الذى سكن الاشجار.. وحتى آدم نفسه أحتار فى امر جديد تشابه عليه ، والحيره ليست نشاطا عاطفيا بل نشاطا عقليا مصحوبا بحب الاستطلاع والفضول فكان نزوله الى الارض والخلافه..وكما يكمن الاستقرار الانسانى فى التوازن بين عاطفته وعقله كذلك يكمن الاستقرار الحضارى فى التوازن بين الحفاظ على البيئه وجماليات الطبيعه ومتطلبات التطور المادى والتكنولوجى... والبحث عن نقطه التوازن هذه والوصول اليها فى الوقت المناسب هو الاستجابه الايجابيه للحضاره كما ذكر أ. توينبى فى دراسته للتاريخ..

#اسامه_شوقي_البيومي (هاشتاغ)       Osama_Shawky_E._Bayoumy#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل