أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - أوراق من زريعة البلاد















المزيد.....

أوراق من زريعة البلاد


محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1612 - 2006 / 7 / 15 - 10:18
المحور: الادب والفن
    


1+تقديم
زريعة البلاد هي سادس عمل إبداعي للباحث الأكاديمي الدكتور الحبيب الدايم ربي بعد روايته المنعطف الصادرة سنة 1987 وبعد المجموعات القصصية :حروب صغيرة / طاحونة الأوهام / زهرة الأقحوان /GUEGUERRES ، وتقع الرواية في 112 صفحة من الحجم المتوسط ، و تتوزع على 21 جزءا يكمل بعضها بعضا ضمن نسيج استثنائي في الرواية المغربية.
وقد تصدرتها لوحة تشكيلية في الغلاف تحمل أكثر من معنى إذ تضم شخصين غير مكتملين نبتا في الأرض كما تنبث كل زريعة يتم غرسها ، أحدهما يقف أمام خلفية لوحة بيضاء ،والآخر مدفون في الأرض نصفه بلون أحمر قاتم يشير لحمام دم معين، وقربهما بدأت أزهار حمراء تتلمس طريقها في الهواء بفسحة وأمل.
وقد تموقعت هذه اللوحة وسط غلاف أسود يهمس للقارئ منذ النظرة الأولى أن سمة الحزن ستهيمن على الرواية ،فقد امتزج لون الدم الأحمر القاتم وسواد الليل والإنسان الذي احتوى التراب نصفه ، والمصر وع أمام عيني أخيه الذي يقف على جانبه كئيبا يتأمل المنظر الحزين.
إنها دلالات أولية في الرواية التي تعتبر بمثابة مرآة عاكسة للتشكيلات الجينالوجية المختلفة للمجتمع المغربي،إنها تحاول نسج كل الخيوط المتشابكة لتقدم لنا صورة حقيقية بدون أصباغ لما نعيشه في حياتنا اليومية ،وفي نفس الوقت تصدمنا صدمات متميزة بأساليب آية في الدقة والبيان وبدون عمى ألوان ولكأنها تصرخ فينا هانحن...- كمجتمع - على حقيقتنا ...الساطعة في معاملاتنا اليومية .
إنها زريعة البلاد ،والزريعة من الحب وهو الذي يغرس في الأرض وينمو...و... وهي مفرد بصيغة الجمع ،وضمن الرواية تفكيك وتقشير لزريعة – نغرسها دوما وعلى أجيال - يأبى معظم الكتاب في أعمالهم الإبداعية على استكشاف دواخلها مفضلين الإبتعاد عن الوجه الساطع لما يختزنه المجتمع إلى عالم الخيال أو المقاربات الأكاديمية المعتمدة على اللغة الفصحى .
إن رواية * الكاتب المغوار * 57 بقدر ماتقدم طبقا شهيا تتداخل فيها اللغة واللهجة وغير اللغة وغير اللهجة عبر كلمات غير مفهومة – سيرة الراحل ( المعطعطة) 8/هو الأسد (الغضنفر) 32- يصعب تصنيفها في موقع ما وبقاموس عجيب لن يدركه سوى الحبيب الذي كثيرا مانظر وأطر للعلاقة المفترض أن تربط بين اللغة الفصحى والدارجة في الأعمال الإبداعية .
وعلى طول الصفحات حاولت أن أمسك بتلابيب الرواية الشيقة محاولا إعادة نسج خيوطها ،ورغم قراءتها مرات عديدة لا يسعني إلا الاعتراف أني أحسست أني لست *قمارا محترفا * وأني تهت في ما انتهجه الكاتب كدليل لإكتشاف أغوار الرواية وهي *لعبة الثلاث أوراق *57 لذلك لم يكن لي بد من - لا عن رضى طبعا –التورط في اختيار *الورقة الخاسرة *57 في أحيان عديدة *فالكنز فقد والحكايات اختلطت وتعددت دونما اتجاه *. ورغم ذلك سأحاول ملامسة أوراق أخرى لعلها قد تكون رابحة هذه المرة من جوانب مختلفة خاصة التركيز على ضبط مختلف العلاقات الاجتماعية العامة داخل المجتمع المغربي داخل الرواية ،أي مختلف القيم التي يحيل عليها النص انطلاقا من الوسط والمكان الذي يتحرك فيه أبطال الرواية وهو الوسط البدوي الخاص .

2+النداء العجيب
ياخسارة ،إنها العبارة التي تستقبل المتلقي في أول سطر وتودعه في آخر سطر، مع الفرق بين مصدرها ،ففي بداية الرواية يعتبر البطل هو المصدر ، بينما كان الكاتب صاحب النداء في السطر الأخير.
فلماذا توحد الكاتب مع أحد شخصياته في الصدح بعبارة تحمل نداء عجيبا صارخا وتدل على – الانهيار- الذي يحيل على الحسرة من ضياع شيء ما وعدم القدرة على التدخل لاسترداده فماذا ضاع ؟ولماذا ؟ومن المسؤول ؟..و.....
ورغم ارتباط النداء بتيمة الموت الذي نسج على طول الرواية خرائط أفقية وعمودية ذات دلالة لكننا ندرك أن آثاره تمتد لما هو أوسع في العلاقات الاجتماعية المهيمنة داخل النموذج المصغر للعائلة والبلدة .
لقد تحسر الكاتب ،والبطل الذي مازال الشك في قوله اياها *ربما ماقالها صاحبها على الإطلاق *3 على القيم الاجتماعية السلبية السائدة في المجتمع والتي تعكس صراعا فرديا مع ذات الشخص وجماعيا مع المتعدد ، وألح على التعبير عنها باللسان العامي العادي :
1*القلق :إن الوضعية الاجتماعية والاقتصادية لأبطال الرواية تؤدي لصدور آلام من نوع خاص لا يجد المواطن المغربي غضاضة للتعبير عنها بقاموس خاص متداول سنحاول استكناه جوهره ودلالاته المتعددة من خلال الألفاظ المتداولة ومن بينها :
+ *جنافو *25 وهي للدلالة على عدم الاحتياط وشدة الانتباه وليقع ماسيقع بعد ذلك
+*طوزاميرد*25 وهي كلمة تدل على التضجر الذي يصل مرحلة متقدمة وأصل الكلمة فرنسي بقي منغرسا في المجتمع منذ الحقبة الاستعمارية.
+*تفو ياخزيت *37 وتعني النفور التام من شخص ما لسبب من الأسباب وارتبطت بمفهوم الخزي.
2*الكراهية: نظرا للتفاوت الطبقي أو للموقع الاجتماعي تهيمن الغيرة على الأفئدة، فتنهمر الأحقاد، لكنها لن تجد سبيلا بعد استنفاذ الوسائل المختلفة سوى بالدعاء بالضرر، هذا الدعاء يحمل شيما متنوعة وخاصة ،وقد ذكر الكاتب بعضها على لسان أبطاله:
*الله يقطع لجد أمها النسل *25 وهو دعاء بالعقم لكن كيف يقطع نسل جد ما أصبح جدا ؟؟؟؟
*الله يسلط عليها العذاب *46 *الله يهلكها ..الله يحرف عظامه ..الله يوعثه..*41
بغيت له الضر 40 تفو على ماركة ناقصة 7
والجدير بالذكر أن أغلب هذه العبارات توجد بين عريضتين فمن يتكلم ؟وهل هو انسياق الكاتب مع الجو العام ؟ أم يتكلم باسم أبطاله ؟
3*الاحتقار :إن ذهنية الإنسان العربي عامة والبدوي خاصة – بدون مبالغة – تحيل على الاحترام وبالمقابل تفيد على النظرة المعاكسة في حالة إذا أحس المعني بالأمر أنه صدر رد فعل غير صحيح من الطرف الثاني خاصة إذا كان موقعه الاجتماعي أحسن وهذا ماتجلى في بعض الإشارات التي تضمنتها الرواية :
البدوي المجرتل أبوخنشوش 11
اش عاطيني حزقة الا ربع 17
البدوي القح /الخماكي /8
أولاد اللخ 8
إنها ألقاب متعددة تصدر عند الفشل من إلحاق ضرر ما بشخص معين ،وظاهرة الألقاب عريقة في المجتمع0 ولنلاحظ انه في آخر الصفحات كيف أن لكل بطل لقب خاص يحيل على الاحتقار بل وتحريف اسمه الحقيقي كاسماعين الريح /قاسم الأبكم /ميلود النفناف..الزنبور /شهبون الحافة 90 حماد الضب 91/الزاهية العشابة 93
4*ذهنية التهديد
حين يعجز الإنسان عن فرض وجهة نظره بطريقة معينة يلتجأ إلى التهديد والقسم على شئ قصد فرضه قسرا ،فالقسم لدى الناس له منزلة متميزة لسيما إذا اقترن بفترة الغضب والوعيد من تحقق عكس الشيء المأمول كما في العبارات الآتية
والله عمره لا لحسها 36
والله وتثورني حتى نجي نعبج لذيل امك الكرش
قطع حسك هذاك السارح/ خلي الدرية تنعس ف خاطرها / والله القسم اللزم /نحن بالله وبالشرع 8
خلاء دار امه5 / سير وحتى للغد ويحن الله وإلا ذنوبكم على رؤوسكم 14
5*الغدر: في ذروة الصراعات المتعددة الأبعاد التي تتخذ سمات معينة يحضر الغدر كسلوك تاريخي يتغيى به الفرد تحقيق قفزة معينة في مضمار معين ،وفي الرواية تجسيد لهذا الاتجاه ،ويحضر الأمر بطرق عديدة فتارة بصيغة الأنا :تفليت عليكم 4 وتارة بصيغة الغائب :الإخوة تقاسموا التركة وشطبوه من الحساب 36 / المطور 4 وتارة أخرى بصيغة تشير لضرورة الاحتياط من القادم من الأفعال والتحذير من ذلك الشخص بصيغة التصغير في إشارة لذم فعل الغدر في حد ذاته :كن على بال راه غديدير 34
6*الترغيب :لقد تكرس تاريخيا في المجتمع البدوي الذي تجري في إطاره أحداث الرواية ظاهرة الطلب من شخص ما يمتلك سلطة مادية أو معنوية بكل الطرق الممكنة التي تحيل على رجاء ملح جدا الطليب والرغيب والتعوريط وبوس الرجلين 12 ويبقى فيه إرضاء الشخص عنصرا محوريا *مايكون خاطرك الشريف* هذا الأخير الذي يرفض تنفيذ شيء ما باحتيال مثلا أوبتعال ياك بعد غير بالخاطر 12

7*الخنوع في العلاقة مع الآخر تبرز ذهنية الانضباط غير المبرر أحيانا خاصة مع المخزن حيث ترى كلمة * نعم اس *مازالت تحفر جيدا في المخيال الجمعي واللاشعور الفردي .
3+سلوك الكاتب إزاء المتلقي
في علاقته مع المتلقي المستهدف اتخذ الكاتب مواقف عديدة يمكن جرد بعضها
1- الصدمة:إن القارئ للرواية يجد فيها صدمات خاصة من خلال المواقف الآتية :
+ طبيعة العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع البدوي ( غدر /خيانة زوجية /حقد وحسد/النظرة للمخزن نظرة وقار /.......)
+طبيعة الألفاظ المستعملة والتي هي تعبير حي عن ما نتحدث به في واقعنا بدون أدنى إحراج وهي بمثابة خبز يومي.
ترى لماذا اعتمد الكاتب هذا القاموس الخاص من المصطلحات غير المألوفة في مجتمعنا:
1. هل استهدف إبراز الواقع دون مساحيق ؟ فلماذا يصر بعض الكتاب على سرد ما يجري من أحداث مجتمعية ب *حشمة * و*وقار* غائبين أصلا عن المجتمع ؟مما يفقد بعض النصوص ديناميتها المرجوة منها
2. هل هو تكسير لطابوهات عدة تتلبسها اللغة – غفلة عنا – في المتن الإبداعي ؟
3. أم أن الأسلوب الشعبي والحكي باللغة العامية يساعد كثيرا على استيعاب النص والتأمل في العلاقات الاجتماعية السائدة
4. أم أنه مادام أن هذا هو القاموس المجتمعي المشهور في المجتمع ومادام * أن اللغو بالمجان فحدث ولا حرج يالسان * 19
5. أم أن هذا النوع من الكلام يطلق على عواهنه ببساطة وبكل حرية وبما *أننا لا نؤدي ثمنا على كل كلمة زائدة..فإننا للأسف لا نحرص على أن يكون كلامنا موزونا مصفى وذات معنى * 60
6. هل الأمر مرتبط بتقعيد لغة جديدة تجمع بين اللغة *المؤدبة * وغير *-المؤدبة * وتكريس موقع لها داخل الرواية المغربية ؟
7. هل هي اللغة المناسبة والضرورية* لإخراج الشخصية القصصية والروائية من عوالمها المفترضة والزج بها في الواقع المعيش. لإن الكتابة عند الحبيب الدائم ربي ليست “تجميلا للمأساة” ...... بل هي من صميم الواقع والحياة.* كما كتب ذات يوم الناقد الأدبي الكبير الأستاذ محمد معتصم
تساؤلات مفتوحة وعديدة تبقى مجرد افتراضات ليبقى الحكم للكاتب المغوار الدكتور الحبيب الدايم ربي المتخصص.
2- الاحترام : في لحظات خاصة يستدعي الكاتب تقنية بين الأقواس ليحترم القارئ وليجعل البعض في سياق الاحترام القائم دابة كحلة (أعزكم الله ) حمار دغموم وهاز الفاخر (ياالعياذ بالله ) الفاخر (حاشا وجوهكم )
وفي محاولة لإستيعاب القارئ كذلك اتخذ الكاتب أساليب عديدة للإقتراب منه مبينا له سعة احترامه رغم بعض الألفاظ التي تناثرت على طول الرواية ، فالاختلاف لا يفسد للود قضية لذلك لا يجد إلا البرهنة على الصفاء القلبي الخالص للمتلقي ومخاطبته بطيبوبة بدوية خالصة لسيما انه اعتمد الحكي والسرد منذ البداية
ياأولاد أمي حكاية العلبة الصغيرة 20 / يا أولاد بلادي 21 /أنتم موالي الخير 22 شرف الله قدركم 24 أستغفر الله 26
3- تقمص بعض الشخصيات الخاصة
في بعض الأحيان يخرج الكاتب من جبة الروائي لينسل بذكاء وليتمظهر بمظاهر أخرى فتارة يكون مفتيا يبين حكم الشرع في قوله (من ناصر كافرا فهو أكفر منه والشرع باين يابن اخواتي )21
وتارة متيقظا لدقة الكلمات حتى لا يسقط في بعض تمارين البلادة ففي زخم الحكي لم ينس أن يذكر القارئ أن (البغلة كماهو معلوم لاتلد ) 26 ناهيك عن محاولة اقتحام الفلسفة خاصة في تناول تيمة الموت التي خصها الكاتب بصفحات وملفات عدة ضمن روايته فمنذ الصفحة الأولى للرواية بين أن الموت *انسحاب من الباب الخلفي للدنيا الغرارة *3 حتى إذا أحس أن القارئ قد يتأثر من التفاصيل العميقة للموت في الرواية هون عليه الأمر بفصل سماه حدائق الموت وبعدما وضح في فصل لاحق أن *الموت حقيقة ثاوية خلف هشاشة الكائن *وهو *أمر طبيعي وصادم في الآن ذاته *97 أنقذ المتلقي من وساوس قد تجتاحه وتؤجل عليه متعة مواصلة القراءة بسؤال فلسفي عميق ليقنعه بضرورة الموت في الحياة البيولوجية * تخيل لو أن البشر ظلوا أحياء منذ عهد آدم *97
وفي لحظات أخرى يكون الكاتب مناضلا منتقدا بشكل مباشر أحيانا وغير مباشر أحيانا اخرى لأوضاع هذا المجتمع الرديء داخل المدينة ف *المتسولون وحدهم يمثلون جيشا يفوق عدده عدد المتسوقين *
لافتا الإنتباه لمفارقة الافتخار بامتلاك الأحياء القصديرية التي يعتبرها البعضا مكسبا متميزا تستحق أن يتمنى كل شخص الحصول عليها * وكلما حاز مهاجر زريبة من الصفيح في ضاحية المدينة كان حديث إعجاب حسود * 88 بينما هي في الواقع اهانة للإنسان المغربي ،منتقدا كذلك النظر إلى مهنة معلم أنها آخر مايتمناه المرء *إذا فتح الله عليك وصار معلما فتلك سدرة المنتهى وكانت ماءها ومرعاها * 88

4+التمارين التطبيقية
في الجزء الثامن من الرواية يتوقف الكاتب عند امتحان خاص موجه للقارئ وهو عبارة عن تمارين تطبيقية لإختبار البلادة ، تمارين تتنوع بين الفهم والتحليل واختيار الصحيح من الخطأ ، بل واحتمال الاكتفاء بوضع علامة معينة.
والجدير بالملاحظة أن معيار التنقيط غائب، فكيف سيحدد القارئ مدى تفوقه في الإجابة عن الأسئلة المرتبطة بمصطلح خاص حظي باهتمام الكاتب في مقال بعنوان علامات البلادة نشره على الشبكة العنكبوتية يوم 21ابريل –بعد سنتين من صدور الطبعة الأولى من الرواية –فهل المقال جواب عن التمارين بصيغة أخرى بعدما ترك للمتلقي متسعا للتفكير في الأسئلة بعد أن رفض القطع بان الورقة التي عثر عليها ضمن أوراق الإجابات –والتي خص لها الفصل التاسع لاتتضمن بالضرورة الإجابات الصحيحة؟
والغريب أن الكاتب حين حاول تجلية الغامض في مقاله حذر من قراءة هذا الفصل للذي مازال لم يطلع عليه ، أو ضرورة الرجوع إليه بالنسبة للذين مازال الاختبار معلقا لهم منذ ذاك الحين.
إن استجلاء معاني الفصل الفريد في الرواية يجعل القارئ مندهشا بسياق جديد داخل السرد الروائي المغربي بل لن نبالغ إذا اعتبرناه ثورة على البناء التقليدي والقوالب الجاهزة في كتابة الرواية ،ويحيل على اتجاه يقذف ب *الصرامة المنهجية * لينحو نحو تشكيل جديد قد يتميز * برؤية العالم والأشياء من جديد *
إذن ماهي دوافع الكاتب لسلوك هذا المنحى غير المسبوق والإضافة المتميزة في الرواية المغربية – على حد اطلاعنا المتواضع - ؟
يمكننا في هذا الإطار كمحاولة للإجابة وضع افتراضات معينة وأسئلة سنحاول التقاط بعضها عنوة من النص نفسه :
1. هل كان الكاتب يختبر * قدرات المتلقي....على فهم.. ..نصوص...ذات نزعة تجريبية ..* 60
2. هل كانت استراحة الكاتب محاولة منه لصد أي محاولة من القارئ لاستيعاب الرواية * وتلافيا للإصابة بالذكاء ولمزيد من الاحتراس *
3. هل كان الأمر * لغايات لا يعلنها إلا الراسخون ...فما أكثر ما تكون المؤامرة في مكان آخر ومادون ذلك تمويه * والمؤامرة كما قد نفترض هدفها خلخلة السياق العام للنص وصقل موهبة القارئ على الاستيعاب الجيد بعيدا عن النسق العمودي في قراءة الرواية.
4. هل للتأكد من أن القارئ فعلا أصبح في ذلك المقطع *فاغرا فاه من غير سبب * بعد احتمال اختلاط المقاطع السابقة التي حملت عناوين *متضاربة فيما بينها *. لنلاحظ مدى تقارب وعلاقة العناوين التي سبقت جزء التمارين التطبيقية لإختبار البلادة :حكاية ملفقة من ألف ،صدق أو لاتصدق،الحكاية وما فيها ،حكاية مغرضة ........إذن أي حكاية من الحكايات سيسترسل القارئ في مواكبتها وأين الحقيقة فيها بعد أن عنون الكاتب الحبيب الفصل الموالي بالحقيقة الغائبة.
5. هل للسخرية الجميلة على البعض من القراء الذي قد *يظن نفسه أنه ..قافز وفايق دون العباد * وكأنه يقول *إن كنت تدعي أن معرفتك هي حدود العلم فأنت العالم النحرير (معكوسة )*
والحق فإنني شخصيا فشلت في استيعاب أو الجواب على هذه التمارين الخاصة. فهل لأن الأمر ليس مرتبطا باستيعاب لحظي ؟ أم لأن البلادة *ثقافة وتربية * وتحتاج *لبعض التفاصيل *مازلت لم أستوعبها أو أتأكد منها؟؟.
5+على سبيل الختام
وختاما فان رواية زريعة البلاد رواية شيقة يتداخل فيها الواقع المغربي البدوي بالأحلام الوردية التي نحملها عن مجتمعنا الذي نتهمه زورا بأنه قطع مرحلة معينة من الحضارة والوعي والتقدم ، فالنص حافل بمفارقات المجتمع البدوي الذي يمثل 70 في المائة من النسيج الاجتماعي المغربي مع مايختزنه من أمية فظيعة وحروب داخلية باردة وعلاقات معقدة وغامضة الادراك.
ان الرواية إذن تصدح حاليا بضرورة التدخل لإصلاح أوضاع تتكرس يوما عن يوم ، إنها مهمة كل شخص متدخل يحمل وعيا خاصا بهموم هذا المجتمع . لكن كيف السبيل لذلك والنخبة *المثقفة *مازالت لا تنظر لمجتمع البادية إلا على سبيل السياحة الخاصة والفرجة أوالكتابة عنه من الخارج التي تتخذ طابع التشويق أكثر من الواقعية المفترضة توفرها في المثقف العضوي .
إنها دعوة خالصة من الدكتور الحبيب الدايم ربي للتدخل وإنقاذ زريعة البلاد من واقع رديء يتكرس يوميا فمتى نتدخل لننقذ الأجيال الضائعة حاضرا والقادمة مستقبلا ؟؟؟؟؟ فإذا بقي الوضع هكذا في علاقات تعرضت لها الرواية بإسهاب خاص لا يسعنا إلا تكرار الصياح ياخسارة على أجيالنا
ياخسارة فمن يوقف الصراخ العميق ؟؟؟؟؟؟؟



#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتراب الغربة 14/15
- حنين
- اغتراب الغربة 13/15
- اغتراب الغربة 12/15
- ساعات في السجن
- اغتراب الغربة 11/15
- اغتراب الغربة 10/15
- اغتراب الغربة 9/15
- حوار صحفي مع الفاعل الجمعوي محمد بلمو
- اغتراب الغربة 8/15
- الهجرة إلى............... 2* هوامش من دفاتر الأحزان
- اغتراب الغربة 7/15
- هوامش من دفاتر الأحزان
- حوار مع المبدع المغربي أحمد الكبيري
- اغتراب الغربة 6/15
- قراءة في رواية المبدع المصري -بورتريه لجسد محترق-2/2
- تيهان
- قراءة في رواية المبدع المصري -بورتريه لجسد محترق-1/2
- 4/15اغتراب الغربة
- اغتراب الغربة


المزيد.....




- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - أوراق من زريعة البلاد